تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الطفيليات الداخلية من أكثر الديدان خطورةً على صحة وسلامة الحيوان، خاصةً الديدان المتورقة الكبدية التي تصيب مجموعةً واسعةً من الحيوانات الزراعية، كالمُجْترّات، والحيوانات البرية الأخرى، وقد تنتقل هذه الديدان أيضاً عن طريق الغذاء عبر الأعشاب، كالجرجير، والتي يتناولها الإنسان نيئة دون طهي، مما يُعزّز انتشارها بشكلٍ أكبر، وينتج عنها خسائر كبيرة في القطاع البيطري على المستوى الاقتصادي للثروة الحيوانية بسبب الانخفاض الشديد في كمية اللحوم والألبان المُنتجة.

أما على الصعيد البشري، فهي تهدّد صحة الإنسان، حيث اكتسبت مقاومةً تحميها من العديد من المضادات الطفيلية بسبب استخدامها دون استراتيجياتٍ مُنظّمة، مما دفع الديدان لزيادة مقاومتها للأدوية، لذلك سعى الباحثون الى إيجاد مضاداتٍ طفيليةٍ جديدةٍ تساهم في الحدّ من انتشارها، مثل: الكلورسولون الذي أبدى فعاليته في القضاء على الديدان الكبدية.

حيث أبدت الدراسات العلمية بأنه يؤثر على الطور البالغ منها بكفاءةٍ عالية، ويُستخدم بشكلٍ أمثل لدى الحيوانات التي يتمُّ تربيتها بغرض التسمين أكثر من الحيوانات الحلوب. أما التريكلابندازول، فيؤثر على الطور النامي والبالغ، ويُستخدم عند الأغنام خاصةً عند ظهور الإصابة الحادة، وهو العقار المُعتمَد في علاج الإنسان عند الإصابة.

أما الرافوكسانيد ونيتروكسل، فيُستعمل عند الحيوانات التي تعاني من الإصابة بالديدان الكبدية لكنها بصحةٍ جيدة، كما يراعى مدة السحب الدوائي خاصةً لدى الحيوانات المُنتجَة للحليب، ويُفضّل إعطاؤه للحيوانات التي تمّت معالجتها بالأدوية القاتلة للديدان الكبدية بمركبات الفسفور ضمن المُتمّمات العلفية المُقدّمة للحيوان بشكلٍ دوري يومياً.

تعريف الكلورسولون

وهو مضادٌّ حيويٌّ طفيليّ ينتمي إلى مجموعة ديسلفوناميد البنزين، ويأخذ شكله الفيزيائي مسحوقاً أبيض اللون يقضي على الطفيليات الداخلية، مثل: الديدان الكبدية البالغة، كما يعدُّ علاجاً بديلاً لديدان البلهارسيا، وصيغته الجزيئية (C ₈ H ₈ CL ₃ N ₃ O ₄  S ₂). ^[1]

آلية تأثير الكلورسولون

أثبتت الدراسات أن مضادات الديدان تؤثر على بنية الخلية، أو استقلاب، أو سلامه أجزائها، وهي ثلاثة أقسام:

1- مثبطات بلمرة التوبيون، مثل: بنزيميدازول، وبروبينزيميدازول، حيث تؤثر على نشاط الخلية واستقلابها.

2- مفكّكات الفسفرة التأكسدبة: مثل: الساليسيلانيدات، والفينولات.

3- مُثبّطات الإنزيمات ضمن مسار تحلُّل السكر، مثل: عقار الكلورسولون.

ويتميز الكلورسولون بسرعة انتشاره في الجسم مع الدم خلال 4 ساعات، مما يُعزّز وصوله الى الطفيليات بشكلٍ أسرع بسبب تغذيتها على بلازما الدم المرتبط بها مُسبّباً تثبيطاً في تحلُّل الغلوكوز، مما يؤدي إلى تعطُّلٍ في إنتاج الطاقة الخلوية لدى الديدان عبر تثبيط أنزيمين يشاركان في تحليل الغلوكوز للطفيلي، وهما: الفوسفات جليسيراتيكيناز، وفوسفو جليسروميتاز، مُسبّباً خللاً في النواقل العصبية لينتهي المطاف بشلل الطفيلي، ويُطرد خارج الجسم عبر آلية التمعُّج الطبيعية، ولكن ما يُعيبها أن فعاليته ضعيفة تجاه الأطوار النامية، ويقتصر على الطور البالغ فقط، ويتميز بهامش أمانٍ جيدٍ وسعرٍ مناسب. ^[2]

طرق إعطاء الكلورسولون

يتمُّ إعطاؤه عبر الفم على شكلٍ صيدلانيٍّ معلّقٍ فموي لعلاج الديدان الكبدية، وبشكلٍ خاص لدى كلٍّ من الأغنام، والماعز، والأبقار، والجمال، أو عن طريق حقنةٍ تحت الجلد، وقد عملت على ترخيصه العديد من دول العالم بسبب هامش أمانه العالي، مثل: أستراليا، وقارة أوروبا.

كما عملت أغلب الشركات البيطرية العلمية على إنتاج مركّبٍ حقناً تحت الجلد، ويتألف العقار من مركبين هما: الإيفرمكتين مع الكلورسولون، حيث يؤدي تآزرهما إلى القضاء على مجموعةٍ واسعةٍ جداً من الطفيليات الداخلية والخارجية بهامش أمانٍ جيدٍ وسعرٍ مناسب. ^[3]

إطراح الكلورسولون

عند إعطائه مُعلّقاً عن طريق الفم، فإن عملية إطراحه تستهلك وقتاً أكثر من الحقن تحت الجلد، مما يُفيد في إطالة نصف عمره الحيوي ليتراوح بين 17 إلى 28 ساعة عند الأغنام. أما عند الماعز، فيتراوح بين 12 إلى 23 ساعة، حيث أبدت الأبحاث العلمية بأن الماعز لديها القدرة في التخلص من الكلورسولون بشكلٍ أسرع من الأغنام. ويتمُّ إطراح الكلورسولون عند المُجْترات عن طريق الكلى عبر البول والضرع لدى المُجْترات الحلوب، حيث يرتبط ببلازما الدم بعد إعطائه بـ 14 إلى 15 ساعة، ويتوفر بنسبة 55 بالمئة عند الماعز و60 بالمئة عند الأغنام. ^[4]

أهمية مؤازرة كل من الكلورسولون مع الإيفرمكتين

أبدت الدراسات العلمية بضرورة مؤازرة الكلورسولون مع الايفرمكتين لإعطاء تحكُّمٍ شديدٍ في مكافحة مجموعةٍ واسعةٍ من الديدان المعوية، والمعدية، والرئوية، والعينية، والطفيليات الكبدية، والحشرات الخارجية، كالقمل، والعث، والقراد عند كلٍّ من الجمال، والأبقار، والجواميس، والماعز، والأغنام ضمن مركّبٍ واحدٍ يتكون من كلورسولون بتركيز 10 بالمئة وايفرمكتين بتركيز 1 بالمئة.

ويُعطى حقناً تحت الجلد في منطقة الكتف بجرعةٍ واحدةٍ بحدود 1 ميلي لتر لكل 50 كيلو غرام وزنٍ حيّ لمرةٍ واحدةٍ فقط، وتكون جرعته السامة منخفضة، فلا تحصل حالات التسمُّم به إلا نادراً، كما يتميز بأنه لا يؤثر على الحمل في كافة مراحله، ولا يؤثر أيضاً على الأجنّة من حيث التشوُّهات أو الإجهاضات عند استعماله، وتصل فترة سحبه من جسم الحيوان بعد 35 يوم من تاريخ الحقن بالنسبة للحيوانات المُنتجة للحوم ضمن دورة التسمين.

أما بالنسبة للحيوانات الحلوب، فإن مشاركة الايفرمكتين الكلورسولون يؤدي لتثبيط نقل الكلورسولون، وتنخفض مستويات الكلورسولون في الحليب، ورغم ذلك، فلا يُفضّل إعطاؤه للحيوانات الحلوب إذ قد تحتاج إلى أكثر من 60 يوم لإطراح ثمالاته الدوائية مع الحليب المخصّص للاستهلاك البشري.

محاذير استخدامه

لا يُستخدم حقناً في العضل أو الوريد، كما أنه مخصّصٌ للمُجْترات والقطط، وغير مناسبٍ للكلاب مطلقاً، حيث قد تحدث حالات نفوقٍ بسبب ردة الفعل السلبية الشديدةٍ، خاصةً لدى الكلاب. أما لدى المُجْترات، فقد يسبّب آثاراً جانبيةً عرضية، مثل: حدوث تورُّمٍ في الأنسجة الرخوة مكان الحقن، لذلك يُفضّل حقن فينيل البوتازون لتخفيف الأعراض الجانبية للعقار. ^[5]