Skip links
شخص يقوم برش سماد على شكل حبيبات زرقاء اللون بجانب ساق نبتة خضراء

الفوسفور عند النباتات

الرئيسية » المقالات » منتجات » الفوسفور عند النباتات

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تحتاج النباتات إلى الطاقة للقيام بعملياتها الحيوية حالها كحال باقي الكائنات الحية، ولا يتمُّ ذلك إلا بواسطة أنزيماتٍ غنيةٍ بالطاقة تعمل على تخزينها وتحريرها، وهي (ATP-ADP) الأدينوزين ثلاثي الفوسفات، والأدينوزين ثنائي الفوسفات، وهذان الأنزيمان يحتاجان بشكلٍ أساسي إلى عنصر الفسفور للقيام بعملهما.

لذلك لابدّ من تسميد التربة بعنصر الفسفور لتقوية الجذور والتزهير بشكلٍ خاص، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية الحيوية للنباتات بعد النتروجين، ويعدُّ الفسفور من العناصر التي تتواجد في التربة بوفرة، لكن يصعب على النباتات امتصاصه كونه عنصرٌ غير متحرك.

ويحتاج امتصاصه توفير شروطٍ وعوامل لتتمكن النباتات من امتصاصه، وأهمّها درجة حموضة التربة، أما عندما تمتصه النباتات يستطيع التحرك ضمنها، لذلك لابدّ من التسميد بعنصر الفسفور، لأن نقصه يؤدي إلى ضعف الجذور، وقلة الأزهار، مما ينعكس بشكلٍ سلبي على كمية الثمار المنتجة، والربح الاقتصادي من المحاصيل الزراعية التي تحتاج إليه جميع المزروعات دون استثناء.

ما هو تعريف الفوسفور؟

هو عنصرٌ كيميائيٌّ غير معدني، وترتيبه في مجموعة العناصر في الجدول الدوري هو 15، ويتوفر في التربة بوفرة، وينتشر في مناطق جغرافية واسعة، ليحتل المرتبة الثانية عشر من حيث الوفرة، ويوجد على شكل أيون الفوسفات، أو بصورةٍ رئيسة في الطبيعة على شكل أملاح الفوسفات، كما يتواجد حيوياً عند النباتات والفقاريات في مينا الأسنان، والعظام، والصدف، وهو ضروريٌّ لنموّ وتطور الكائنات الحية، حيث يتواجد في سوائل الخلايا لتعزيز النشاط الخلوي ضمن (RNA-DNA)، والوظائف الجينية الأخرى المتواجدة في نواة كل خلية. [1]

ما هي أعراض نقص الفوسفور؟

قد تظهر أعراض نقص الفسفور على النباتات على شكل ضعف نمو النبات، وبشكلٍ أشدّ عند النباتات اليانعة، لنلاحظ ظاهرة التقزُّم، ويصعب تمييز أعراض نقصه البسيطة على عكس باقي العناصر، ليظهر في الحالات البسيطة ضعف النمو والتقزم، أما في الحالات الشديدة نلاحظ تغيراً في لون الأوراق، والمجموع الخضري من أوراق وأغصان اللون البنفسجي أو الأرجواني، ويأخذ الوجه السفلي للأوراق خاصةً اللون البنفسجي.

أما العروق تتلون باللون البني، ونلاحظ نقصه في الأوراق، وينتشر من محيط الورقة حتى المركز، ويميل شكل الأوراق إلى الملمس الجلدي، ويستمر النبات بدورة حياته من تزهيرٍ وإثمار، لكن ينعكس بشكلٍ سلبي على كمية الإنتاج، ويجب الإشارة إلى أن نقص الفسفور قد لا يحدث بسبب نقصه في التربة، بل بسبب توفره في التربة، وعدم توفر شروطٍ ملائمةٍ ليستطيع النبات امتصاصه.

حيث لا يستطيع النبات امتصاصه ضمن التربة ذات الوسط القلوي أو الحمضي، إنما ضمن الوسط المعتدل حصراً، وقد يلجأ بعض المزارعين إلى خلط التربة مع رماد الخشب المحروق، مما يساعد التربة في تعديل وسطها الحمضي، أو عند انخفاض درجات الحرارة، أو في مواسم الجفاف، أو عند إصابة الجذور بآفات النيماتودا.

وهذه جميعها عوامل تؤثر بشكلٍ سلبي على ارتباط عنصر الفسفور بالتربة، وعدم قدرة النبات على امتصاصه، لذلك عند ظهور علامات نقصه، يفضل تحليل التربة لمعرفة السبب الرئيسي حول ظهور أعراض نقصه إما بسبب نقصه في التربة أو بسبب سوء الظروف، ليتمّ اتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة، ومساعدة النبات في امتصاصه بشكلٍ أسرع، وحسب حاجتها منه. [2]

ما هي طريقة التسميد المناسبة بالفوسفور؟

تحتاج إلى الفوسفور مجمل الزراعات من أشجارٍ مثمرة، ونخيل إلى نبات الزينة، والورقيات (البقدونس، الجرجير، الخس، الملفوف)، والباذنجان، والقرعيات (القرع، الكوسا، الخيار، البطيخ)، والذرة، والبطاطا، ولكن أكثر الأصناف التي تحتاج إليه هي البقوليات (الفول، الحمص، العدس، البازلاء).

ويتبع للأصناف السابقة بشكلٍ كاملٍ نوعية التربة المزروعة بها، حيث قد تحتوي التربة على عنصر الفسفور، لكنه مرتبطٌ بها، ويصعب على النبات امتصاصه، ليتمّ تقديم السماد المناسب، ويمتصّه النبات بشكلٍ أسرع، للحصول على الفائدة المرجوة، ويتمُّ التسميد به قبل الزراعة وبعدها على الشكل الآتي:

أولاً: تتمُّ حراثة الأرض وتقليبها ثم تخطيطها، وحفر قنواتٍ بعمق نصف متر، ليتمّ التسميد خلالها، ويستهلك كل 1000 متر مربع أرض زراعية بين 1000 إلى 2000 كيلو غرام من الفسفور حسب حاجة التربة منه، ثم يتمّ ملء القنوات التي حفرت على طول الأراضي الزراعية بالتراب.

وهنا تنتهي مرحلة التسميد قبل الزراعة، وتبدأ مرحلة البذار أو زراعة الشتلات والسقاية، أما بعد الزراعة، فتتمُّ إضافة الفوسفور مع ماء الري مرةً واحدةً كل شهر، وقد يعاد التسميد به في الشهر الذي يليه حسب حاجة المحاصيل الزراعية المختلفة أو تكتفي النبتة بالتسميد لمرةٍ واحدةٍ فقط بعد الزراعة، مما يعزّز نمو الجذور، وتقوية النبات، والزيادة في تزهير النبات، وهذا ضروريٌّ لزيادة المحصول. [3]

ما هي أنواع أسمدة الفسفور؟

جميع منتجات الفسفور تهدف إلى إمداد التربة بعنصر الفسفور، وتختلف أسعارها حسب خواص كل منتج، حيث تعمل الأسمدة الفوسفاتية بشكلٍ أساسي على تقوية الجذور، والنمو الجيد للبذور والتزهير، وهنالك عدة مصادر للتسميد بالفسفور، منها: صخور الفوسفات الرسوبية، أو روث المُجْترات، أو زرق الدجاج، أو مسحوق العظام، أو الصدف، أما الأسمدة الكيميائية، فهي: [4]

1- داي أمونيوم فوسفات (DAP): وهو السماد الأكثر انتشاراً واستعمالاً في العالم، لاحتوائه على 46 بالمئة أوكسيد الفسفور، و18 بالمئة نتروجين، ويتميز بأنه محبّب أي بطيء الامتصاص، ويمكن خلطه في التراب، وهو سهل الذوبان في الماء، ويدعم المجموع الخضري مع تقوية الجذور، ويساعد في تخفيض درجة قلوية التربة.

2- مونو أمونيوم فوسفات (MAP): هو سمادٌ قابلٌ للذوبان بالماء على شكل بلوراتٍ عديمة اللون، يستعمل في التسميد بالسقاية بعد الزراعة.

3- (NPK): هو عبارةٌ عن ثلاثة عناصر تحتاج إليها جميع النباتات بشكلٍ أساسي، وهي: N نتروجين، وهو المسؤول عن المجموع الخضري، وP فوسفور، وهو المسؤول عن تشكل الزهور وتقوية الجذور، وk بوتاسيوم، وهو المسؤول عن تشكل الثمار وجودتها من حيث الشكل واللون، وهي عبارةٌ عن منتجٍ يتوفر بعدة تراكيز لكل عنصر حسب الحاجة، والغاية منه ليتواجد بتراكيز 10 بالمئة لكل نوع أو 20 بالمئة.

4- (SSP): هو سوبر الفوسفات الأحادي، لاحتوائه على عنصر الكبريت الضروري للنباتات، وهو يعدُّ من الأسمدة المكملة لسماد NPK، ويفضل استخدامه للمزروعات في أواخر الشتاء أو بداية الربيع، ويعاد كل 6-4 أسابيع، كما يعالج مشكلة قلوية التربة، وللكبريت دورٌ في تحسين امتصاص النتروجين، إضافةً إلى دوره في التقليل من أعراض نقص البوتاسيوم في التربة.

المراجع البحثية

1- The Editors of Encyclopedia Britannica. (2024). phosphorus. In Encyclopedia Britannica.

2- Phosphorus basics: Deficiency symptoms, sufficiency ranges, and common sources. (2019, October 9). Alabama Cooperative Extension System. Retrieved January 28, 2024

3- Phosphorus fertilization in crop production. (n.d.). Government of Saskatchewan. Retrieved January 28, 2024

4- Phosphate fertilizers. (n.d.). Indorama.com. Retrieved January 28, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.