تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الموجات الصوتية؟

موجات الصوت تنتقل عن طريق الاهتزازات الميكانيكية في وسطٍ مادي، كالهواء، أو الماء، أو أي مادةٍ صلبة، وتُقسم إلى نوعين: موجات طولية، وموجات عرضية. تُقاس موجة الصوت بوحدةٍ تسمّى الهرتز (Hz)، وهو يمثل عدد الدورات التي تنجزها الموجة في الثانية الواحدة، ويصنّف الصوت تبعاً لتردّده إلى أربعة أصناف:

● الموجات تحت الصوتية: هي الموجات ذات تردّدٍ أقل من 16 هرتز، وهي غير مسموعةٍ للأذن البشرية.

● موجات نطاق السمع: وهي الموجات ذات التردّدات بين 16 هرتز و20000 هرتز، وهي أصوات يسمعها الإنسان.

● موجات فوق صوتية: وهي موجاتٌ ذات تردّداتٍ تقع بين 20000 هرتز و1.6 غيغا هرتز.

● موجات فائقة الصوت: وهي موجاتٌ صوتية تردّدها أكبر من 1.6 غيغا هرتز.

جهاز الإيكو

هو جهازٌ يستخدم الموجات فوق الصوتية لإنتاج صورٍ لأجزاء الجسم (الأعضاء الداخلية والنُّسج)، تساعد في تشخيص العديد من الحالات المرضية، ويحتوي جهاز الإيكو على محول الطاقة الذي يحول التيار الكهربائي إلى موجاتٍ صوتيةٍ ذات تردّدٍ عالٍ (موجات فوق صوتية)، حيث يُعرَّض الجسم إلى هذه الموجات عن طريق مسبارٍ يتمُّ تحريكه على العضو المراد تشخيصه، ومن ثم يقوم الجهاز بعكس الموجات، وإرسالها إلى حاسوبٍ يحولها إلى صورةٍ لتشخيص الحالة المرضية. ^[1]

ما هي أنواع التصوير بالموجات فوق الصوتية؟

هناك ثلاثة أنواع تُصنّف حسب المنطقة المراد تصويرها، وتشخيص الحالة المرضية. ^[2]

1- الفحص الخارجي بالموجات فوق الصوتية

يتمُّ تحريك المسبار فوق الجلد، وتتمُّ مشاهدة الأعضاء الداخلية للجسم، وبهذه التقنية يتمُّ تصوير الجنين في الرحم. عادةً ما توضع مادة هلامية (جل) على الجلد، ليسهل عملية تحريك المسبار، كما يضمن الجل استمرارية ملامسة المسبار للجلد.

2- الفحص الداخلي بالموجات فوق الصوتية

يتمُّ إدخال المسبار عبر المهبل، ويكون صغير الحجم بحجم الإصبع تقريباً، قد تشعر المرأة ببعض الانزعاج، ولكن يعطي هذا النوع من التصوير تفاصيل دقيقة عن الحالة التي يتمّ تشخيصها، وتستخدم تلك التقنية بتصوير المبايض والرحم بدقة. لكن يمكن أن تعاني المرأة بعد التصوير من التهاب الحلق، وتورُّم، ومن خطورة النزف الداخلي.

3- الفحص بالموجات فوق الصوتية بالتنظير الداخلي

يتمُّ توصيل المسبار بنهاية أنبوبٍ طويلٍ ورفيع ومرن يسمّى المنظار الداخلي، وعادةً ما يكون عن طريق الفم أو الشرج، ويفضّل بشكلٍ عام في حالات تصوير الجهاز الهضمي، مثل: المعدة، والمريء. في حالة استخدام هذا النوع من التصوير يتمُّ تخدير المريض موضعياً حتى لا يشعر بأي نوعٍ من الألم.

لماذا يتمُّ التصوير بجهاز الإيكو؟

يستخدم لتصوير المرأة الحامل من أجل رصد النمو الصحي للجنين، وهناك العديد من الفحوصات التي يتمُّ إجراؤها للجنين بواسطة جهاز الإيكو: ^[3]

1- تحديد عمر الجنين، ومعرفة تاريخ الحمل بدقة من خلال قياس حجم الجنين.

2- تشخيص الحمل المتعدّد: حيث يتمُّ تشخيص ما إذا كان هناك حمل بأكثر من جنين.

3- التأكد من أعضاء الطفل، ونموها بصورةٍ طبيعية.

4- معرفة جنس الجنين.

5- التأكد من النمو الصحي للجنين، ومعرفة خطر الإصابة بمتلازمة داون، وحالات شذوذ الكروموسومات الأخرى، وينصح بإجرائه في الأسبوع (24-20) من الحمل.

6- قياس طول عنق الرحم، وكمية السائل الأمنيوسي حول الجنين.

7- فحص عنق الرحم: يتمُّ عن طريق المهبل، ويُجرى للنساء المُعرّضات لحدوث ولادةٍ مبكرة أو للنساء اللواتي لديهن تشوُّهاتٌ في الرحم.

8- اختبار الرفاهية: تتحدّد حالة نمو وصحة الجنين عن طريق قياس حجم رأس الجنين، البطن، عظام الفخذ، وتقدير وزن الجنين، بالإضافة إلى ذلك يتمُّ فحص حركة الجنين، وقياس كمية السائل الذي يحيط بالجنين، والتأكد من موضع وشكل المشيمة، كما يتمُّ إجراء تقييمٍ لتدفُّق الدم إلى المشيمة والجنين بواسطة موجات دوبلر فوق الصوتية.

ما هي أضرار الفحص بالإيكو للمرأة الحامل؟

تستغرق عملية التصوير بالإيكو بين (15-45) دقيقة، ويُجري التصوير أخصائي الأشعة بالنسبة للمرأة التي أجرت التصوير بجهاز الإيكو، ويمكنها بعد جلسة التصوير العودة إلى المنزل، وممارسة حياتها الطبيعية، ولكن قد تظهر بعض أعراض الحساسية في منطقة البطن من مادة الجل. أما في حالة استخدام المخدر، يجب على المرأة أن تنتظر في المستشفى حتى تعود إلى وعيها، ويوصى بعدم قيادة السيارة أو شرب الكحوليات لمدة 24 ساعة.

الموجات فوق الصوتية هي موجاتٌ عالية التردد، والمخاطر الناجمة عنها مقبولة، وفي هذا النوع من الفحص لا تتعرض المرأة الحامل أو الجنين إلى الإشعاع كما في حالة التصوير بالأشعة السينية البسيطة أو التصوير المقطعي المحوسب، ويعدُّ الفحص بالإيكو للحامل مفيدًا لأنه يعطي معلوماتٍ دقيقةً حول حالة الجنين والحمل، وبناءً عليها تُحدَّد طبيعة الرعاية الصحية التي تحتاج إليها الحامل. ^[4]

هل تصوير الجنين بالإيكو آمن؟

الفحص بالإيكو فحصٌ آمنٌ على الأم والجنين، وهو ما أقرّته الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) وإدارة الغذاء والدواء (FDA)، ولا يوجد أي دليل على خطورة الموجات فوق الصوتية على الجنين. ^[5]

هل تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية ثلاثية أو رباعية الأبعاد آمن؟

أقرّت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن الفحص بالموجات فوق الصوتية ثلاثية أو رباعية الأبعاد فحصٌ آمنٌ شرط أن يجريه الطبيب المختص، حيث يوفر هذا النوع من الفحص صوراً توضّح تفاصيل الجنين بجودةٍ عالية، كرؤية ملامح الجنين، وإمكانية رؤية حركاته في الرحم عبر الفيديو، كما يمكن الطبيب من تشخيص بعض العيوب الخلقية.

هل الإكثار من الفحص بالإيكو يُضرُّ بصحة الجنين؟

لا يوجد عددٌ مسموحٌ به لإجراء هذا الفحص، ويُنصح بزيارة طبيب النساء بصورةٍ دوريةٍ مرةً شهرياً منذ بداية الحمل، وحتى بداية الشهر السابع منه. يجرى الفحص مرةً كل أسبوعين مع بداية الشهر السابع، وحتى الشهر التاسع من الحمل. بينما خلال الشهر التاسع من الحمل، وحتى الولادة، فيُجرى الفحص مرةً أسبوعيًا، وقد حذر أطباء بريطانيون من تكرار إجراء فحص الجنين بالإيكو في الأسابيع العشرة الأولى من الحمل، ما لم تكن هناك ضرورة طبية لذلك.

ويشير الرأي الطبي الجديد إلى أن الموجات فوق الصوتية (التي تستخدم موجات صوتية عالية التردُّد لتزويد الأطباء بصور للجنين) يمكن أن تُعرّض الجنين في أسابيعه الأولى لأضرار غير معلومة. على الرغم من عدم وجود أي دليلٍ على إصابة الجنين بضررٍ جراء التصوير بالإيكو، يجب تطبيق “المبدأ الوقائي” في الأسابيع العشرة الأولى من الحمل ما لم تكن هناك ضرورة طبية لذلك، تحسُّباً لأي أضرار محتملة.

تمّت الإشارة إلى أن تصوير الجنين بالإيكو أصبح يُستخدم بشكلٍ متزايدٍ دون وجود أي مبرّرٍ طبي يقتضي ذلك، محذرين من ضرورة الوعي باحتمالية وجود آثار سلبية خفية على المدى الطويل، لاسيّما إذا تكرر ذلك في الأسابيع الأولى من الحمل، حيث يكون فيها الجنين في أضعف حالاته.