Skip links
رسم توضيحي لثلاثة أطفال يتشاجرون مع بعضهم

العنف عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » العنف عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو نمطٌ من السلوك العدواني، ويتجلى في استخدام القوة الجسدية أو اللفظية للتعامل مع الآخرين، ويُعتبر هذا السلوك مشكلةً خطيرةً تؤثر على صحة وسلامة الأطفال والأشخاص المحيطين بهم، لذلك لا بدَّ من أخذه بعين الاعتبار، ومعرفة التعامل معه للحدّ من آثاره السلبية الكثيرة.

ما الأسباب التي تدفع الطفل للجوء إلى العنف؟

الأسباب عديدة، ومن أبرزها: [1]

1- نمط التربية

يمكن أن يكون نمط التربية القاسي أو العنيف من قبل الأهل أو المربين أحد الأسباب الرئيسية لسلوك العنف لدى الأطفال، فعندما يشاهد الطفل العنف أو يتعرَّض للعنف في بيئته المنزلية يمكن أن يتعلم أنه الطريقة الفعّالة للتعامل مع الصعوبات، وحلّ المشكلات.

2- النمط العدواني في المحيط الاجتماعي

يمكن أن يتأثر الطفل بالعنف والعدوانية في المحيط الاجتماعي، مثل: المدرسة، أو الأصدقاء، أو وسائل الإعلام، فعندما يشاهد الأطفال العنف على شاشة التلفاز، أو الألعاب الإلكترونية، فإنهم قد يتأثرون، ويتعلمون أن العنف سلوكٌ طبيعيٌّ وضروري.

3- صعوبات الغضب والتحكم العاطفي

يمكن أن يكون لدى الطفل صعوبةٌ في التعامل مع الغضب، والتحكم في مشاعره العاطفية، وهذا ما يجعله عاجزاً عن التعبير عن غضبه بطرقٍ صحيةٍ وملائمة، لذلك قد يلجأ إلى العنف كوسيلةٍ للتعبير عن مشاعره.

4- الدفاع عن النفس

يمكن أن يكون العنف طريقةً يستخدمها الطفل للدفاع عن نفسه نتيجةً لتعرّضه إلى موقف عنفٍ سابق.

هل يدرك الطفل مساوئ تصرفاته العنيفة؟

في العموم يكون الأطفال الصغار غير قادرين على فهم مساوئ تصرفاتهم العنيفة، وتأثيرها السلبي على الآخرين حيث يمكن أن يكون لديهم فهمٌ أساسيٌّ للفعل العنيف، وأنه غير مقبول، ولكنهم قد يفتقرون إلى القدرة الكاملة على فهم التأثيرات العاطفية والجسدية لتلك التصرفات على الآخرين، وتتطور قدرة الأطفال على فهم مساوئ تصرفاتهم مع تقدمهم في العمر، وتطورهم العقلي والاجتماعي، ويصبح لديهم القدرة على فهم المشاعر والاحتياجات لدى الآخرين، والتأثير السلبي لتصرفاتهم عليهم. [2]

كيف نتعامل مع الطفل العنيف؟

عندما يتعامل الأهل مع طفلٍ عنيف، يجب أن يتبنّوا أساليب تعزيز السلوك الإيجابي، وتعزيز التعلم عن طريق ما يأتي: [2]

1- أن يكون الفرد نموذجاً إيجابياً للسلوك الذي يرغب في رؤيته لدى الطفل

يجب عدم استخدام العنف مع الأشخاص في المحيط، وإظهار التعاطف، والحلول السلمية للمشكلات.

2- وضع قواعد وحدود

يجب تحديد قواعد واضحة للسلوك العنيف، والتي توضح للطفل ما هو مقبولٌ وغير مقبول، بالإضافة لتقديم توجيهاتٍ واضحة حول كيفية التصرف بشكلٍ صحيح.

3- تقديم البدائل للطفل للتعبير عن مشاعره

عندما يظهر الطفل سلوكًا عنيفًا يجب أن تُقدم له بدائل أو خيارات أخرى للتعبير عن مشاعره بطرقٍ أكثر إيجابية، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يُعبر عن غضبه عن طريق التحدث، أو الكتابة، أو الرسم.

 4- الاستراحة والتهدئة

عندما يكون الطفل عنيفًا، قد تكون هناك حاجةٌ لإعطائه وقتًا للاسترخاء والتهدئة.

في حال اللجوء إلى استخدام العقاب من المهم جداً أن تكون العقوبات عادلةً، ومناسبةً للسلوك العنيف، وأن تكون غير قاسيةٍ أو عنيفة، ويجب أن تكون العقوبات مرتبطةً بالسلوك، وتعليميةً، وتهدف إلى توجيه الطفل نحو سلوكٍ أفضل بدلاً من تكرار السلوك العنيف.

متى يتمُّ اللجوء للأخصائي النفسي للمساعدة مع الطفل العنيف؟

من المهمّ معرفة أن اللجوء إلى الأخصائي النفسي يُعتبر خطوةً مهمةً عندما يتعامل الطفل بشكل مستمرٍ ومتكرر بعنف، وهنا يحتاج الأهل إلى مساعدةٍ إضافيةٍ لفهم ومعالجة أسباب وجود السلوك العنيف، وتطوير استراتيجياتٍ فعّالة للتعامل معه.

ما هي الأوقات التي ينبغي فيها الاستعانة بالمساعدة الاحترافية؟

1- إذا كان الطفل يظهر سلوكًا عنيفًا بشكلٍ منتظم، ولا يستجيب للتوجيه، والتدخل الأسري.

2- إذا كان سلوك الطفل العنيف يشكل خطرًا على نفسه أو على الآخرين، فيجب اتخاذ إجراءاتٍ فورية، واستشارة أخصائي نفسي.

3- إذا كان الطفل يعاني من مشاكل إضافية، مثل: الغضب المفرط، أو اضطراباتٍ في الانتباه والتركيز، أو صعوباتٍ في التواصل الاجتماعي.

4- إذا كان السلوك العنيف للطفل يتسبّب في توترٍ وصراعاتٍ داخل الأسرة، ويؤثر على العلاقات الأسرية.

لا شكَّ أن الأخصائي النفسي المؤهّل يمكنه تقديم التقييم، والتشخيص الصحيح، وتطوير خطةٍ علاجيةٍ مناسبة لمساعدة الطفل في التعامل مع السلوك العنيف، وتطوير مهاراته الاجتماعية، والعاطفية، فهو الخيار الصحيح للمساعدة عند مواجهة إحدى الصعوبات السابقة. [3]

المراجع البحثية

1- Greene, R. W. (2014). Lost at school: Why our kids with behavioral challenges are falling through the cracks and how we can help them .(Updated edition). Simon and Schuster. Retrieved August 20, 2023

2- Greene, R. W. (2014b). The explosive child: A new approach for understanding and parenting easily frustrated, chronically inflexible children .(Revised, Updated edition). Harper Paperbacks. Retrieved August 20, 2023

3- Forehand, R., & Long, N. (2010). Parenting the Strong-Willed child: The clinically proven five-Week Program for parents of two- to six-year-Olds .third edition (3rd ed.). McGraw-Hill. Retrieved August 20, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.