Skip links
امرأة تجلس على الكرسي وجهاز حاسوب على الطاولة أمامها

العمل عن بعد – التحديات وحلول التغلب عليها

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » العلاقات » العمل عن بعد – التحديات وحلول التغلب عليها

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

شهد سوق العمل في السنوات الأخيرة تحولاتٍ جذرية وبارزة، حيث أصبح العمل عن بُعد خيارًا رائجًا لدى العديد من الشركات، وأصبح هذا النمط من العمل نهجًا أساسيًا تتبناه العديد من جهات العمل والأفراد. وعلى الرغم من الفوائد المتعددة التي يقدمها العمل عن بُعد، مثل: الوصول إلى مجموعةٍ أكبر من المواهب، وزيادة المرونة والإنتاجية للموظفين، إلا أن بعض التحديات قد تفضي إلى نتائج غير متوقعة وغير مرغوب بها.

علماً أن الموظفين العاملين عن بُعد غالبًا ما يظهرون مستوياتٍ عالية من الإنتاجية، لكنهم قد يواجهون ضغطًا متزايدًا نتيجة ساعات العمل الطويلة مقارنةً بالعاملين الذين يعملون في المكاتب والشركات التقليدية، فهذا الضغط يمكن أن يتسبّب لهم بالتوتر والضغط النفسي، وقد يواجه الموظفون العاملون عن بُعد صعوبةً في الفصل بين أوقات العمل وأوقات الراحة، خاصةً عندما يعملون من منازلهم.

ومن أجل معالجة هذه التحديات سواءً كنت تعمل عن بُعد في الوقت الحالي أو تخطط لذلك في المستقبل، فمن الضروري أن تكون على درايةٍ بالعقبات المحتملة التي قد تعترض طريقك، على سبيل المثال: قد يتطلب العمل عن بُعد مستوىً عالٍ من الانضباط الذاتي لضمان وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية. يمكن أيضًا اعتماد استراتيجيات فعالة لإدارة الوقت، مثل: تحديد فترات راحة منتظمة، ووضع جدول عمل منظم. [1]

كيف تتعامل مع عقبات العمل عن بعد؟

العمل عن بعد يمكن أن يكون تجربةً فريدة وذات قيمة، إنه يتيح للموظفين المرونة في جدولة أعمالهم، وهو أيضاً فرصة للتعاون مع زملاء من جميع أنحاء العالم. رغم ذلك، يرتبط العمل عن بُعد بتحديات يمكن أن تؤثر على مستوى الإنتاجية والتوازن بين الحياة العملية والشخصية، ويجب على الأفراد تبني استراتيجياتٍ فعالة للتغلب على هذه العقبات.

ما هي تحديات العمل عن بعد؟

من أهمّ التحديات التي تواجه الموظفين في العمل عن بعد: [2]

1- الإحساس بالعزلة الاجتماعية

الشعور بالعزلة قد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والرفاهية العامة للموظفين، ويمكن أن يقلل من تبادل الأفكار، والابتكار، والخبرات، إضافةً إلى ذلك قد يضعف الإحساس بالانتماء إلى المؤسسة وفريق العمل، مما قد ينعكس سلبًا على روح الفريق والمشاركة الجماعية، فغياب الشعور بالانتماء يمكن أن يسبّب نقصًا في الالتزام تجاه أهداف المؤسسة، مما يعوق التعاون والفعالية في تنفيذ المشاريع المشتركة.

2- إمكانية الموازنة بين الحياة والعمل

إمكانية التوازن بين الحياة والعمل يُعدُّ من أهمّ التحديات التي يواجهها الموظفون في الوقت الحالي، لا سيما مع تزايد أهمية العمل عن بُعد، حيث تتطلب هذه الموازنة مهارة الأفراد في توزيع أوقاتهم وجهودهم بشكلٍ متوازن بين متطلبات العمل والواجبات الشخصية، بحيث يمكنه تحقيق المساواة في كلا الجانبين دون إهمال الآخر، ومن أجل تحقيق هذا التوازن يمكن للأفراد والشركات اعتماد استراتيجياتٍ متنوعة، مثل:

● وضع حدودٍ واضحة بين وقت العمل ووقت الراحة لمساعدة الموظفين على تجنُّب التعب.

● توفير جداول عمل مرنة يمنح الموظفين فرصةً لإدارة وقتهم بشكلٍ أكثر فعالية، مما يسهم في تعزيز الإنتاجية.

● تقديم دعم شامل للصحة النفسية والرفاهية يعدُّ أمرًا ضروريًا لضمان استدامة التوازن بين الحياة والعمل.

● تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحةٍ منتظمة يساعدهم على استعادة الطاقة، والحفاظ على مستوى التركيز العالي طوال اليوم.

● توفير موارد، مثل: استشارات الصحة النفسية والبرامج الصحية لتعزيز رفاهية الموظفين، وتشجيعهم على الحفاظ على نمط حياةٍ صحي.

3- مخاطر وتحديات أمنية

عندما يعمل الموظفون عن بعد، فهذا يعني أنهم يستخدمون مجموعةً متنوعةً من الشبكات والأجهزة للوصول إلى أنظمة الشركة، وهذا يمكن أن يزيد من خطر التعرض للهجمات الإلكترونية، وقد يؤدي ذلك إلى جعل بيانات الشركة عرضةً للاختراق، ويجعل الموظفين أكثر عرضةً للهجمات الإلكترونية، ومحاولات الاحتيال عند العمل خارج بيئة المكتب الآمنة.

لذلك من الضروري للشركات توفير التدريب اللازم للموظفين على ممارسات الأمن السيبراني الجيدة، كما يجب اعتماد تقنيات الحماية، مثل: الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN)، وتطبيقات المصادقة الثنائية لتعزيز أمان الموظفين والعمل عن بعد.

4- صعوبة الفصل بين أوقات الحياة الشخصية والعمل

صعوبة الفصل بين وقت الحياة الشخصية ووقت العمل أصبحت تحدياً شائعًا يعاني منه العديد من الأفراد، فقد يجد الموظفون أنفسهم يعملون لفتراتٍ أطول من اللازم، أو يتلقون مكالمات عمل خلال أوقات راحتهم، مما يعطل قدرتهم على الاستمتاع بحياتهم الخاصة.

وهذا التداخل قد يؤدي إلى آثار سلبية على الصحة العقلية والجسدية، ويقلل من جودة حياتهم الشخصي، ومن أجل التصدي لهذه المشكلة، ينبغي على الموظفين والشركات العمل معًا لوضع سياساتٍ واضحة تحدد ساعات العمل ووقت الراحة من خلال:

● وضع ساعات عملٍ مرنة.

● تخصيص مناطق عمل منفصلة في المنزل.

● تحديد فترات راحة مخصصة.

وعند استخدام هذه الإجراءات يمكن تحقيق توازنٍ صحي بين الحياة الشخصية والمهنية.

5- عدم توفر البنية التحتية

من أهمّ التحديات التي قد يواجهها الموظفون هي:

– ضعف الاتصال بالإنترنت أو عدم استقراره، والذي يمكن أن يؤثر على تواصلهم مع زملائهم أو إنجاز المهام المطلوبة.

– نقص المعدات المناسبة، مثل: أجهزة الحاسوب الحديثة.

– عدم توفر برامج وأدوات العمل الضرورية، والذي يمكن أن يؤدي إلى بطء العمل.

– عدم وجود بيئة عمل مناسبة في المنزل، مثل: مساحة عمل مريحة ومنظمة أو الإضاءة الجيدة، يؤثر على التركيز والصحة الجسدية.

 حلول للتغلب على تحديات العمل عن بعد

1- تشجيع الموظفين على أخذ فترات راحة منتظمة خلال ساعات العمل من أجل المحافظة على التركيز والإنتاج.

2- تقديم دورات تدريبية للموظفين حول ممارسات العمل عن بعد مثل: الأمن السيبراني، وإدارة الوقت.

3- توفير جداول العمل المتغيرة أو خيارات العمل الجزئي، مما يساعد الموظفين على التكيف مع مسؤولياتهم الشخصية والمهنية.

4- تحديد ساعات عمل محددة، والالتزام بها مع تشجيع الموظفين على الفصل بين وقت العمل ووقت الراحة.

5- التأكد من أن الموظفين لديهم الوصول إلى الأدوات والمعدات التقنية اللازمة، مثل: أجهزة الحاسوب الحديثة والبرامج المناسبة.

6- تقديم دعمٍ فني مستمر للتعامل مع أي مشكلاتٍ تقنية. [3]

المراجع البحثية

1- What is remote work?. VMware Glossary. (2022, September 20). Retrieved April 29, 2024

2- Pinola, M. (2024, February 7). The 7 biggest remote work challenges (and how to overcome them). Retrieved April 29, 2024

3- Panel, E. (2024, January 26). 20 Strategies to combat the unique challenges of remote work. Forbes. Retrieved April 29, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.