العلاج النفسي – أنواعه وفوائده
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو العلاج النفسي؟
هو نهج وأسلوب يُتّبع مع الأشخاص الذين يعانون مشكلاتٍ نفسية واضطراباتٍ عقلية، وهو يستخدم مجموعةً من العلاجات التي تساعد الفرد على فهم ذاته، وتحسين تفكيره، وتعديل سلوكه بما يتناسب مع شخصيته، ويتمُّ توفير هذا العلاج من قبل الأطباء والأخصائيين النفسيين الذين تلقوا تدريباً، ودراساتٍ تؤهلهم للعمل بهذا المجال الواسع، ويعرف أيضاً العلاج النفسي باسم العلاج بالحوار، وسيتعرف المتعالج قبل البدء بالعلاج النفسي على فوائده وخصائصه، وما هي أنواعه ليحدد بعدها الطبيب ما يناسب الفرد، ويبدأ معه رحلة العلاج. [1]
ما هي فوائد العلاج النفسي؟
1- التعرف على قيم الفرد ومبادئه، وكيفية تعديلها في حال كانت غير مناسبة.
2- استعادة الشعور بالمتعة والرضا في الحياة.
3- التخفيف من الإصابة بالأمراض.
4- يحسن من علاقات الفرد مع زملائه وأسرته.
5- تعلم الفرد تقنيات جديدة ومهارات لاستعمالها في حل المشكلات.
6- التعافي من صدمات الماضي وأحداثه.
7- يحسن مهارات التواصل مع الآخرين ومع الذات أيضاً.
8- يساعد على فهم وتحديد سبب حدوث المشكلات في حياة الفرد، على سبيل المثال: حوادث الطلاق، أو الانفصال، أو الإصابة بمرضٍ خطير، وأيضاً المساعدة في تخفيف شدة تلك الأحداث أو حلها وتحسينها.
9- يمكن للفرد أن يتحدث دون أحكام، ويحصل على نصائح دون تحيُّزٍ أو قلق، حيث يتكلم بمنتهى الشفافية والحرية بوجود من يصغي له، ويعطي اهتماماً لحديثه.
10- يساعد في بناء مهارة اتخاذ قراراتٍ بشكلٍ أفضل. [2]
ما هي صفات الأخصائي النفسي الناجح؟
توجد عدة أمور يجب على الأخصائي النفسي أن يتمتع بها أثناء ممارسته مهنة العلاج النفسي، ومنها: [3]
1- أن يمتلك مهارات تواصل جيدة (كالإصغاء والاستماع)
على الأخصائي النفسي أن يصغي لكلام المتعالج، ويعطيه كل الاهتمام من ناحية التواصل البصري واللفظي أيضاً، ويجب ألا يقاطعه في حديثه، بل عليه أن يتركه يعبر عن كل ما بداخله من مشاعر وأحاسيس.
2- التعاطف
على الأخصائي أن يكون متعاطفاً مع المتعالج، ولديه القدرة على فهم مشاعر الآخرين، لذلك من المهمّ أن يكون لديه القدرة على رؤية الأمور من وجهة نظر المتعالج، وأن يحللها بطريقةٍ يستطيع فيها فهم وجهة نظره، ويجب ألا يعطي الأخصائي رأيه فيما يقوله الطرف الآخر سلباً أو إيجاباً.
3- الثقة
دائماً ما تكون الجلسة الأولى هي الأهمّ واللقاء الأول الذي يتحدث فيه المتعالج مع الأخصائي هو ما يجعله يتخذ قرار الاستمرار أو التوقف، لذلك على الأخصائي أن يشعر الفرد بالأمان عن طريق الحفاظ على خصوصية الحديث بينهما.
4- الأخصائي بالتنوع
يجب على الأخصائي أن يكون متقبلاً لجميع الأفكار، والعادات، والتقاليد، والأعراف، فلا يجب عليه أن يشعر المتعالج بأنه غريب أو غير مرحب به لأن أفكاره لا تناسب العصر الحالي على العكس تماماً يجب أن يرحب به، ويعطيه المساحة الآمنة لكي يشاركه كل ما لديه من مشكلات. وعلى الأخصائي أن يكون على معرفة بجميع التقنيات وأساليب المعالجة النفسي، كما يجب أن يتحلى بالصبر وروح المفاوضة.
ما هو الفرق بين الاستشارة النفسية والمعالجة النفسية؟
1- الاستشارة النفسية
عبارة عن فضفضة وتفريغ كلام ومشاعر سلبية، ويتوجه لها الأشخاص الأسوياء غير المصابين باضطراباتٍ نفسية، ومن أهدافها:
1- توجيه الفرد نحو القرار الصحيح.
2- تغيير السلوك نحو الأفضل.
3- تنمية وتطوير المهارات.
4- تطوير القدرة على إنشاء علاقات اجتماعية أكثر نجاحاً مع المحافظة على العلاقات الشخصية.
2- المعالجة النفسية
تركز على الأشخاص المصابين باضطراباتٍ نفسية، أو سلوكية، أو عاطفية، ولها أنواع مختلفة يستخدم منها الأخصائي ما يناسب حالة الفرد، حيث إن المعالجة النفسية مهمة جداً في الحياة وكل إنسان بحاجة لها سواءً كان مريضاً أم لا، كما إنها مشابهة للعلاج الدوائي، لكنها بنفس الوقت ليست بديلاً له. [3]
ما هي أنواع العلاج النفسي؟
من الممكن أن تختلف طرق العلاج، وذلك نسبةً لتفضيلات كل معالج وما يناسبه من تقنيات علاج، وفيما يلي سنوضح الأنواع:
1- العلاج المعرفي السلوكي
أصبحت المدرسة السلوكية أكثر بروزاً وثباتاً في بداية القرن العشرين، حيث أثبتت تقنيات التكييف دوراً مهماً في العلاج الذي يستخدم أساليب من التكييف الكلاسيكي والفعال والتعلم الاجتماعي، وذلك لمساعدة المتعالجين على تغيير سلوكياتهم ومعتقداتهم الخاطئة، وفهم مشاعرهم التي تؤثر على طريقة تفكيرهم، ويستخدم هذا النوع لعلاج الاكتئاب، والإدمان، والقلق، وبعض من اضطرابات الشخصية، كالفصام، وغيرها.
2- العلاج الأسري
يشمل هذا العلاج الفرد وأفراد عائلته أيضاً، حيث يمكن أن يساعد أفراد الأسرة على تحسين التواصل بينهم، وحل الخلافات التي يمكن أن تنشأ من مشاكل الطفولة، أو غيرة الأفراد من بعضهم، أو مشكلات الدراسة، أو التعامل مع وفاة أحد من أفراد العائلة.
3- علاج الأزواج
يركز هذا العلاج على مفهوم الزواج والحياة الزوجية، ويقوم على تحسين مهارات التواصل بين الشريكين، وحل مشكلاتهم، والتوعية بقضايا تهمُّ حياتهم اليومية، وكيفية التعامل مع الخلافات الزوجية، ومشاكل الجنس أو الخيانة، وكل ما يخص قضايا الطلاق، وهنالك بعض العلاجات التي يستخدمها أخصائيو الصحة العقلية مع العلاج النفسي، ومنها:
العلاج بمساعدة الحيوان
يتضمن ذلك تربية حيوان أليف واللعب معه، مما يساعد على توفير الراحة، والتعافي من صدمات الماضي.
العلاج باللعب
يستخدم هذا النمط من العلاج مع أطفال مرضى طيف التوحُّد ومتلازمة داون، حيث يساعدهم على تحديد مشاعرهم، والتعبير عنها من خلال اللعب، والمشاركة، والتعاون مع أقرانهم.
العلاج الفردي
هذا العلاج يجري وبشكلٍ سري للغاية وفردي فقط (المتعالج والمعالج)، على عكس العلاج الجماعي الذي يجمع عدد من الأشخاص ممن يعانون من مستوى عقلي واضطرابٍ واحد لكي يتلقوا العلاج مع الأخصائي.
العلاج بالفنون الإبداعية
حيث يتضمن استخدام الفن، والرقص، والموسيقى، والشعر، للمساعدة في تقنيات العلاج بالكلام والتواصل المريح والمنسجم بين المتعالج والأخصائي.
العلاج الداعم
يقوم المعالج بتدريب الفرد على استخدام طاقته وموارده العاطفية للتعامل مع حالات الصحة العقلية المختلفة التي تصيبه من اكتئاب، أو حزن، أو نوبات غضب، حيث يساعد على تعزيز احترام الفرد لنفسه، ويتقبلها بكافة الأحوال بالإضافة لتحسين المهارات الاجتماعية، والقدرة على التأقلم في كافة الظروف. [4]
نصائح لجعل عملية العلاج النفسي أكثر نجاحاً وفعالية
1- يجب على المتعالج حضور جميع مواعيده في الوقت المحدد، وعدم التأخر أو التأجيل.
2- التعاون مع المعالج النفسي لتحديد الأهداف، ومن المهمّ مراجعتها من وقتٍ لآخر لضمان تحقيقها بشكلٍ فعّال.
3- تخصيص وقت لممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية.
4- تحديد مصادر التوتر والقلق، يجب على الفرد الاحتفاظ بمذكرةٍ يومية يسجل فيها جميع الأحداث المجهدة التي مرت في الجلسات والإيجابية التي استمتع بها أيضاً.
5- إعادة ترتيب الأولويات من خلال التركيز على السلوك الإيجابي المفيد.
6- التركيز على المبادئ الإيجابية، وإيجاد طرقٍ للحدّ من التوتر، وإدارته بشكلٍ صحيح.
7- لا تتوقع نتائج فورية لأن العمل مع المشكلات العاطفية والاضطرابات العقلية قد يكون مجهداً، ويتطلب عملاً شاقاً، لذلك قد يكون الطريق طويلاً والمسار شاقاً، لكن ما يميزه تقبل وسعادة المسترشد للعلاج، مما يجعله أكثر مرونة.
8- الالتزام ببرنامجٍ علاجي خاص من قبل الأخصائي النفسي، ومن المهمّ القيام بجميع الواجبات العلاجية الموجودة بين الجلسات، وتطبيق ما يتعلمه الفرد في الجلسات على الحياة اليومية، مما يسرع في تحقيق نتائج العلاج المطلوبة، والتعافي من الاضطرابات. [5]
المراجع البحثية
1- Psychotherapy. Mayo Clinic. (2023, April 11). Retrieved April 28, 2024
2- Healthdirect Australia. (n.d.-d). Psychotherapy. Types and Benefits. Retrieved April 28, 2024
3- The top eight characteristics a psychologist should have. (2018, June 29). Work – Chron.com. Retrieved April 28, 2024
4- MSEd, K. C. (2023d, May 25). Psychotherapy types and techniques. Verywell Mind. Retrieved April 28, 2024
5- Professional, C. C. M. (n.d.-ak). Psychotherapy. Cleveland Clinic. Retrieved April 28, 2024