Skip links
صور لرأس الإنسان مأخوذة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي النووي

الطبّ النووي

الرئيسية » المقالات » الطب » الطبّ النووي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تاريخ الطبّ النووي

يعود الفضل في نشأة الطبّ النووي إلى اختراع العالم أرنست لورنس للسيكلترون عام 1930، وفي عام 1934 استخدم جون لورنس وأخوه أرنست النظير المُشِع (P-32) المُسرّع بواسطة السيكلترون على فئرانٍ مصابةٍ بالسرطان، وقد اكتشفا بعد عدّة ساعاتٍ بأن حالتها الصحية قد تحسّنت.

في عام 1935قام جون باستخدام النيترونات في بعض تجاربه الطبية، ولكنه وجد أن تلك النيترونات تُسبّب خطورةً كبيرةً على الكائنات الحية تفوق خطورتها خطورة الأشعة السينية بخمس مرات، مما دفع أصحاب القرار إلى منعه من مواصلة أبحاثه في هذا المجال.

ولكن في عام 1937 شاء الله أن تُصاب والدته بمرض السرطان، وأخبرها الأطباء بأن أمامها بضعة أيامٍ للعيش، فقرر جون وأخوه أخذ والدتهم إلى إحدى المصحّات التي سُمح لهما فيها باستخدام فكرة العلاج بالنظائر المُشعّة للقضاء على السرطان، وبالفعل تكلّلت محاولتهم بالنجاح، وكُتب لوالدتهم العيش لمدة خمسة عشر عاماً.

في عام 1939م استخدم النظير المُشِع الفوسفور (P-32) في علاج مرض البوليثيميا، وهو أحد أنواع سرطان الدم، حيث ينتج نخاع العظم كمياتٍ كبيرة زائدة من كريات الدم الحمراء. وتوالت النجاحات بعد ذلك، ففي العام 1946 استخدم اليود (I-131) لمعالجة المرضى المصابين بسرطان الغدة الدرقية، وباكتشاف هذا العنصر دخل الطب مرحلةً جديدةً هي مرحلة الطبّ النووي. [1]

تعريف الطب النووي

هو نوعٌ من التصوير الطبي تُستخدم النظائر المُشِعّة أو المستحضرات الصيدلانية المُشِعّة داخل الجسم البشري للوصول إلى معلوماتٍ عن كيفية عمل الأعضاء والنُّسج لأغراض التشخيص (Diagnosis)، أو لاستهداف وتخريب عضوٍ، أو نسيجٍ متضررٍ لأغراض العلاج. [2]

تُقدّم إجراءات التصوير التشخيصية بالأشعة السينية، والتصوير المقطعي، والموجات فوق الصوتية، في الغالب صوراً تشريحية، أما التصوير النووي (Nuclear Imaging) يسمح بتصوير الأعضاء والنُّسج، وتحديد وظائفها من مدى تباين امتصاص المواد المُشِعّة فيها، وتلك المواد التي تُعطى عن طريق الوريد، أو الاستنشاق، أو البلع. [3]

يُستخدم الطبُّ النووي لتشخيص اضطرابات الغدة الدرقية، أمراض القلب، أمراض الكلى، أمراض الدماغ، بالإضافة إلى تحديد الأمراض والتشوُّهات التي لا يمكن كشفها بتقنياتٍ أخرى كما يتمُّ الكشف عن وجود الأمراض، مثل: السرطان.

ما هي النظائر المُشِعّة؟

هي عناصرٌ غير مستقرةٍ بسبب وجود طاقةٍ زائدةٍ داخل نوى ذراتها، وتتخلّص من هذه الطاقة بإصدار جسيمات ألفا، أو جسيمات بيتا، أو إشعاعات غاما.

ما هي المستحضرات الصيدلانية المُشِعّة؟

 هي نظائرُ مُشِعّةٌ (أدوية المُشِعّة) مرتبطةٌ بجزيئاتٍ بيولوجية تستهدف العضو المراد تشخيصه أو معالجته، ولا تُسبّب تأثيراً فيزيولوجياً. ليس للنظير أي أهميةٍ في تحديد مصير الدواء المُشِع، فالمركّب الذي يرتبط به النظير هو الذي يحدّد مقرَّ تمركزه، ومن مزايا النظير أن تسمح خصائصه الكيميائية بسهولة استعماله حيث يمكن تمركزه في عضوٍ ما أو نسيجٍ ما. كما يجب أن تكون الأدوية المُشِعّة نقيةً ليس من وجهة نظرٍ كيميائيةٍ فحسب، بل في خلوُّها من أي فاعليةٍ أخرى غير فاعلية النظير النوعي. [4]

ما هي استخدامات النظير المُشِع التكنيشيوم؟

النظائر المُشِعّة الأكثر استخداماً في الطب النووي التشخيصي هي التكنيشيوم (Tc-99m)، والذي يمكن ربطه بعدّة جزيئاتٍ محددة، مما يسمح بتشخيص العديد من الأمراض. على سبيل المثال:

1- يستخدم التكنيشيوم مع برمو- أدي (TC-99m-Bromo-IDA) حيث يُطلب فحص المسح الإشعاعي للكبد في الحالات الآتية:

– الانسداد الصفراوي خارج الكبد.

– سوء وظيفة المرارة.

– التهاب القناة الصفراوية.

2- يستخدم التكنيشيوم مع المادة الدوائية DTPA (Diethylene Triamine Pentaacetic Acid) لتشخيص أمراض الكلى.

3- يستخدم التكنيشيوم مع ميثيلين ثنائي فوسفات (Tc-99m-MDP) على نطاقٍ واسعٍ للكشف عن الانتقالات العظمية المرتبطة بالسرطان. [5]

ما هي مواصفات النظير المُشِع المُستخدم في الطب النووي؟

1- أن يكون مصدراً لأشعة غاما، ويجب ألا تكون طاقتها منخفضةً، فيمتصّ الجسم نسبةً عاليةً من الإشعاع، وألا تكون مرتفعةً جداً، فيصعب حجب الكاشف عن الإشعاع غير المرغوب فيه أو يكون الكشف عن الإشعاعات المفيدة غير مجدٍ.

2- عمره النصف قصير، فإذا استخدم في التصوير الإشعاعي يسمح بصورةٍ جيدة، وتشعيعٍ أقلّ، ويمكن أن يتخلص منه الجسم بعد فترةٍ قصيرة.

3- صالحاً من وجهة النظر الفيزيولوجية أي يَسِم نوعاً خلوياً بشكلٍ اصطفائي أو يتثبت على بنيةٍ يراد إظهارها، أو يتوزع في إحدى الخواص الفيزيولوجية التي يُطلب قياسها، كاليود المُشِع الذي يستخدم في فحص الغدة الدرقية.

4 – قادراً على الاقتران بجزيءٍ نوعيّ أو موجه شديد الألفة للعضو الذي يطلب إظهاره، أو للظواهر المرضية التي يبحث عنها، وذلك دون أن يغير صفات ذلك الجزيء.

هل الطب النووي آمن؟

الإشعاع موجودٌ في الطبيعة، كما ينتج عن بعض المصادر الصنعية، وأهمّها استخدامه في المجال الصحي من أجل التشخيص والعلاج، وفي حال استخدام الأشعة في الفحوصات في أقسام الطب النووي يتمُّ تطبيقها وفقاً لأقل حدّ، بحيث يكون التعرُّض الإشعاعي لا يُسبّب أضراراً صحية، ولذلك تُعتبر تطبيقات الطب النووي آمنةً سواءً لأغراض التشخيص أو العلاج. [6]

المراجع البحثية

1- Historical Timeline . (2014). In The Romans (pp. 281–288). Routledge.

2- Radiation in Healthcare: Nuclear Medicine . (2021, December 28). Cdc.gov. Retrieved June 28, 2023

3- Nuclear Medicine Radiology (nuclear radiology) . (2016, August 18). InsideRadiology Retrieved June 28, 2023

4- Radiopharmaceutical (2016). In Meyler’s Side Effects of Drugs (pp. 55–57). Elsevier. Retrieved June 28, 2023

5- Diagnostic radiopharmaceuticals . (2016, April 13). Iaea.org. Retrieved June 28, 2023

6- What is Nuclear Medicine? Is It Safe? (2016, December 23). Independent Imaging. Retrieved June 28, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.