Skip links
شاب يمسك مرآة وينظر لها ويضع يده على راسه

الصلع الوراثي المبكر

الرئيسية » المقالات » الطب » الصلع الوراثي المبكر

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

انتشرت ظاهرة الصلع بين الرجال في القرن الحالي، ومنه ما يكون ناتجاً عن إرادة الشخص اتباع الموضة، ومنه ما يكون مرضياً ناتجاً عن عوامل مكتسبة، مثل: بعض العادات السيئة، أو وراثية من الآباء والأجداد، ويبدأ هذا النوع في سن مبكرة، ويُدعى بالصلع الوراثي المبكر (Androgenetic Alopecia)، وتبلغ نسبة الرجال المصابين بالصلع ثلاثين إلى خمسين بالمئة، وذلك بعمر الأربعين أو الخمسين عاماً.

ما هو تعريف الصلع الوراثي المبكر؟

يعرف الصلع الوراثي المبكر بأنه اضطرابٌ جيني يصيب خمسين بالمئة من الرجال والنساء حول العالم، وهو شائعٌ لدى القوقازيين، والآسيويين، والأفارقة القاطنين في أمريكا الشمالية، وبشكلٍ أقل يصيب السكان الأصليين في أمريكا، وهو اضطرابٌ شائع عند النساء، ولاسيما بعد سن اليأس.

إذ يلعب العامل الهرموني دوراً كبيراً في سيرورة المرض، ولاسيما هرمون الأندروجين الموجود لدى الرجال بنسبةٍ كبيرة، فعند وجود استعدادٍ وراثي لدى الأشخاص لفرط الاستجابة الهرمونية للأندروجين يحدث الصلع الوراثي المبكر، لأن الأندروجين يعمل على تقصير فترة نمو الشعرة بتأثيره على الجريبات المسؤولة عن النمو الشعري.

توجد سبع مستويات للصلع لدى الرجال، فالرجال الذين لا يعانون من تساقط الشعر يصنفون ضمن المستوى الأول، أما إذا تساقط الشعر في الجبهة وبين الأذنين بشكلٍ خفيف، فنكون في المستوى الثاني، ويأخذ الشعر مظهر حرف M أو حرف U في المستوى الثالث، أما إذا تساقط الشعر في قمة الرأس، فيصبح المستوى الرابع وصولاً بالتدريج إلى المستوى السابع الذي يعبر عن الصلع التام في كامل الرأس. [1]

ما هو الأندروجين؟

يطلق مصطلح الأندروجينات على مجموعة الهرمونات الذكرية، وأهمها التستوستيرون (Testosterone) الذي يفرز من خلايا لايديغ (Leydig) الموجودة في الخصية، كما يعدُّ هرمون الديهيدروتستوستيرون (Dihydrotestosterone)، والأندروسينيديون (Androstenedione) من الأندروجينات.

ولها وظائف عديدة في جسم الذكر، مثل: تحريض نمو الشعر في الإبط، والعانة، والصدر، وتثبيط النمو الشعري في شعر الرأس، ونمو الأعضاء الجنسية الذكرية، وتكمن أهمية التستوستيرون في إنتاج النطاف، وتحدث تغييرات في جسد الذكر في سن البلوغ، وتدعى بالصفات الجنسية الثانوية.

مثل: خشونة الصوت، وزيادة الكتلة العضلية، وتقوية العظام، أما وظيفة الأندروجينات لدى الإناث، فهي غير واضحةٍ بشكلٍ كامل، لكن الزيادة في هذه الهرمونات تسبّب الشعرانية أي زيادة شعر الجسم، وتساقط شعر الرأس، لذلك يشيع الصلع أو تساقط الشعر لدى الإناث بعد سن اليأس بسبب سيطرة الهرمونات الذكرية على الأنثوية، مثل: الأستروجين، والبروجسترون. [2] [3]

 كيف يعالج الصلع الوراثي المبكر؟

توجد خيارات عديدة لمعالجة الصلع الوراثي المبكر، وينبغي زيارة طبيب اختصاصي الجلدية لمعرفة الخيارات، وتفصيل كل منها على حدة، وهي: [4] [5] [6]

1- مينوكسيديل (Minoxidil)

هو محلولٌ موضعيٌّ ابتكر بعد ملاحظة الأطباء أنه يساعد في نمو الشعر لدى الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط، والمعالجين بالمنوكسيديل الفموي قبل حوالي خمسين عاماً، وذلك بآلية توسيع الأوعية، وفتح قنوات البوتاسيوم K، وزيادة تدفق الدم الوارد إلى الأجربة الشعرية، وتظهر الفعالية الدوائية للمينوكسيديل الموضعي بعد عشرة إلى خمسة عشر دقيقة.

كما يعمل على تنشيط عامل النمو البطاني الوعائي VEGF الذي يعمل على تعزيز أوعية البشرة، وذلك عن طريق ارتباط المينوكسيديل بمستقبلات الأدينوزين A1، وA2، ومستقبل سلفونيل يوريا (Sulphonyl urea receptors)، وتفعيل إشارات الأدينوزين المنتجة للعامل VEGF، ولكن تكمن الفعالية الدوائية للمينوكسيديل في معالجة الصلع الوراثي الباكر في النمط الموضعي وليس الفموي منه.

2- فيناستريد  (Finasteride)

هو دواءٌ مضادٌّ لخميرة خمسة ألفا ريدوكتاز (5 Alpha reductase) من النمط الثاني، وبهذا يحدُّ فيناستريد من تأثير التستوستيرون، وديهيدروتستوستيرون، لذلك يستخدم في معالجة ضخامة البروستات الحميد لدى الرجال كبار السن، أما في معالجة الصلع الوراثي الباكر، فقد أظهر دواء فيناستريد فعاليةً في تقليل الفعالية الشديدة للأندروجينات على الجريبات الشعرية، وذلك بالمعالجة الفموية.

3- دوتاستريد (Dutasteride)

يعمل صنف دوتاستريد على تثبيط خميرة ألفا ريدوكتاز بالنمطين الأول والثاني أي له فعالية أقوى من فيناستريد الذي يثبط النمط الأول من الخميرة فقط، وبهذا يقلّل من مستوى ديهيدروتستوستيرون في بلاسما الدم بنسبة تسعين بالمئة، ويبلغ نصف عمر الدواء حوالي أربعة أسابيع بالمقارنة مع فيناستريد البالغ فقط ست ساعات، لكن يعاني المرضى من التأثيرات الجانبية للدوتاستريد، لذا يجب الخضوع لنقل الدم لمدة ستة أشهر على الأقل بسبب طول فترة الفعالية الدوائية للصنف.

4- مضادات الأندروجين الموضعية (Topical anti-androgen)

تعطى مضادات الأندروجين الفموية لمعالجة النساء اللواتي يعانين من الصلع الوراثي الباكر، ويمنع استعمالها لدى الرجال بسبب تأثيراتها الأنثوية، مثل: التثدي، لذلك تمّ تصنيع أنماط تستعمل للعلاج الموضعي للذكور، مثل: فلوريديل (Fiuridil) لاستخلاص الفعالية المؤثرة على الجريبات الشعرية، وعدم ظهور التأثيرات الأنثوية.

5- عوامل النمو (Growth factors)

هي عوامل تساعد في نمو الشعرة، مثل: السيتوكينات، ويمكن استخلاص هذه العوامل من دم الشخص نفسه عبر أخذ كميةٍ مناسبة من الدم، وتثفيله، واستخلاص البلاسما الغنية بالصفيحات الدموية، وذلك بتعزيز نمو الجريبات الشعرية، وتثبيط الموت الخلوي المبرمج.

6- المعالجة الليزرية (Laser Treatment)

هي من أكثر العلاجات الشائعة في وقتنا الحالي، وتعتمد تقنية الليزر على طول موجةٍ معينة، وتوجيهها على بصلة الشعر وفق جدولٍ زمني معين يتبعه المريض بناءً على خبرة الطبيب الأخصائي، ولها فوائد ملحوظة، وقلة في التأثيرات الجانبية.

7- المعالجة الجراحية (Surgical treatment)

هي تقنية زرع الشعر (Hair transplantation)، وذلك بنزع الشعر الموجود في الناحية القفوية من الرأس، وإعادة زرعه في منطقة الصلع، وبدأت هذه التقنية في اليابان عام 1930، وتستخدم بعد فشل العلاجات الدوائية والليزرية لمدةٍ كافية.

عمليات زراعة الشعر

تتمُّ وفقاً لما يلي:

تتضمن زراعة الشعر جراحياً أخذ عدة طعومٍ صغيرة من فروة الشخص نفسه أو طعومٍ كبيرة متضمنة الفروة، تتمُّ تجزئتها إلى عدة أجزاءٍ صغيرة، ليتمّ استخدامها كطعوم، وهذه الطعوم يتمُّ زرعها ضمن المناطق الخالية من الشعر أو التي انخفض فيها عدد البصيلات الشعرية بشكلٍ واضح.

بشكل عام، قد يحتاج المريض إلى عدة جلسات زراعة شعر مع مراعاة وجود مدة زمنية كافية (تتراوح بين شهر إلى ستة أشهر) بينها للحصول على النتائج المثالية، ويجب ترافق الجلسات مع استعمال المستحضرات التجميلية الطبية، والابتعاد عن الأصناف التجارية منها.

المراجع البحثية

 1- Male pattern baldness (androgenic alopecia). (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved February 27, 2024

 2- Male pattern hair loss. (n.d.). Dermnetnz.org. Retrieved February 27, 2024

 3- The Editors of Encyclopedia Britannica. (2024). androgen. In Encyclopedia. Retrieved February 27, 2024

4- Ho, C. H., Sood, T., & Zito, P. M. (2024). Androgenetic Alopecia. StatPearls Publishing. Retrieved February 27, 2024

5- American Society of Plastic Surgeons. (n.d.). Hair transplant procedure steps. Retrieved February 27, 2024

6- Cafasso, J. (2019, January 3). Different ways to stimulate hair growth for men in 2024. Healthline. Retrieved February 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.