الصحة النفسية للطفل – أهمّيتها، وطرق تعزيزها
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما هو تعريف الصحة النفسية في مرحلة الطفولة؟
الصحة النفسية تتضمن الحالة الاجتماعية، والنفسية، والعاطفية للفرد، وتتعلّق بطريقة تفكيره، وتعبيره عن المشاعر، وكيفية تفاعله مع الآخرين، وفي مرحلة الطفولة المبكرة تتمحور الحالة النفسية ضمن قدرة الطفل على التكيُّف مع ضغوطات الحياة المختلفة، وتكوين علاقاتٍ سويّة، وفهمٍ أدقّ لاحتياجاته وواجباته بما يحقّق التوازن بينهما. [1]
أهمية الصّحة النفسية في مرحلة الطفولة
تتجلى بما يلي: [1]
1- تطوير الهوية الشخصية
حيث تساعد الصحة النفسية على فهم رغبات الفرد، وتشكيل الهوية الخاصة به، فهي توفر له سمات وخصائص تجعله يتعرّف على ذاته بشكلٍ دقيق، ويفهم رغباته، وطرق تفكيره بشكلٍ صحيحٍ وجيد.
2- التواصل الاجتماعي
الأطفال الذين يتمتعون بصحةٍ نفسيةٍ جيدة يمتلكون مهارة إصغاء، وتبادل أفكار، وإلقاء أفضل من غيرهم، ويظهر ذلك من خلال مهاراتهم في تكوين الصداقات، والحفاظ عليها لمدةٍ طويلة.
3- الأداء الأكاديمي
تؤثر الصحة النفسية بشكلٍ كبير على قدرات الطفل الدراسية، ومهاراته الإبداعية من تعلُّمٍ وتركيزٍ وانتباه، وإنجازٍ للوظائف الدراسية.
4- التأقلم العاطفي
الصحة النفسية لها دورٌ في ضبط مشاعر الطفل وانفعالاته المختلفة ما بين حبّ، وكره، وإعجاب، واهتمام، فهي تُتيح له التعرُّف على جميع مكنوناته العاطفية، مما يساعده على مواجهة التحدّيات بشكلٍ أفضل.
ما هي العوامل المؤثّرة على الصحة النفسية للطفل؟
تتأثر الصحة النفسية بعددٍ من العوامل في مرحلة الطفولة المبكرة، ومنها الأسرية، والبيئة، والاجتماعية، والتي تلعب دوراً مهمّاً في التطوُّر الوظيفي للفرد، ومنها: [2]
1- العوامل الوراثية
بعض الأطفال قد يكونون أكثر عرضةً للإصابة بأمراض نفسيةٍ بسبب الجينات.
2- البيئة الأسرية
دعم وعطف الأسرة يلعبان دوراً كبيراً في تعزيز الصحة النفسية.
3- الخبرات المبكرة
فالأحداث والتجارب التي يمرُّ بها الطفل في سنوات عمره الأولى تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على مزاجه وصحته النفسية.
4- العوامل الأسرية
تنقسم لعدة أفكار رئيسية، ومنها:
الدعم العاطفي
إن وجود الطفل في كنف أسرةٍ داعمةٍ ودافئةٍ محبة يساعده على تطوير ثقته بنفسه، ويُعزّز من مشاعر الأمان والدعم لديه.
الاحتكاك المستمر
فالتواصل المفتوح بين الطفل والأهل يمكن أن يجعله أكثر قدرةً على التعبير عن مشاعره وأفكاره بشكلٍ صريح.
الاستقرار الأسري
العائلة التي لا يحدث فيها انفصالٌ أو تغيُّراتٌ في نمط الحياة يكون للطفل فيها نظام حياةٍ مطمئنةٍ وهادئة بعيدة عن التوتر والقلق، ويساهم ذلك في التقليل من الضغوط النفسية والمشكلات الانفعالية.
أنماط السلوك
الأطفال يتعلمون من أفعال المحيط حولهم، لذا فإن ما يقوم به الأهل تجاه الضغوط والتحدّيات يؤثر على كيفية تعامل الأطفال مع مشاعرهم، وينعكس على تصرفاتهم أيضاً.
5- العوامل البيئية
وتتضمّن ما يلي:
المدرسة
تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على الصحة النفسية، ولاسيّما أن الدعم من المعلمين، والتفاعل مع الأقران وعلاقات الصداقة تساعد الطفل على رفع استحقاقه الذاتي.
المجتمع
من خلال توفيره خدمات وموارد داعمة، كالبرامج التعليمية، والأنشطة الاجتماعية، مما يساعد في تحسين الصحة النفسية للأطفال.
العثور على خدماتٍ صحية
حيث توفر البيئة خدمات الدعم النفسي للأطفال والأسرة بالشكل الذي يُسهّل عليهم تلقّيها، والاستفادة منها.
6- العوامل الثقافية والاجتماعية والتحدّيات الاقتصادية
فالقيم والمعتقدات الثقافية حول التعبير عن المشاكل والمشاعر المكبوتة تلعب دوراً في كيفية تحديد استجابة الأسرة لاحتياجات الطفل، وأما بالنسبة للتحديات، فإن الظروف الاقتصادية الصعبة يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية، وبالأخص أنها تشكل تحدّياً ملحوظاً بالنسبة للجانب المالي، مما يزيد من الضغوط والتوتر.
7- عوامل فردية
كالسمات الشخصية، فبعض الأطفال يمتلكون صفاتٍ مميزةً عن غيرهم، كالانطواء أو الانفتاح، مما يؤثر على طريقة تعاملهم مع الضغوط والمواقف الاجتماعية التي قد يتعرضوا لها، والتاريخ العائلي الذي يزيد من احتمال تعرُّض الطفل لمشاكل مشابهة.
ما هي علامات الصحة النفسية الجيدة لدى الأطفال؟
تُعتبر الصحة النفسية الجيدة للفرد في مرحلة الطفولة المبكرة مؤشراً هاماً على النمو السليم، والتوازن، والتطور، حيث يمكن ملاحظة عدة علاماتٍ تدل على ذلك، ومنها: [3]
1- التفاعل الإيجابي اجتماعياً
يحدّد ذلك وجود تعاونٍ متبادلٍ بين الأقران، فالأطفال الذين يكوّنون صداقاتٍ بسهولة، ولديهم تأثيرٌ قويٌّ على من حولهم في الغالب لا يعانون من مشكلات، لأن الطفل الناجح اجتماعياً قادرٌ على استغلال قدراته في إبداع ما يحبه.
2- الإفصاح عن المشاعر
من خلال التعبير اللفظي وغير اللفظي، واستخدام تعبيراتٍ متنوعةٍ ما بين لغة الجسد، والإشارة إلى الكلام المباشر لتوضيح الأفكار.
3- القدرة على مواجهة الأزمات
كحلّ المشكلات، والتأقلم مع التغيرات البيئية، وكذلك الاهتمام بإظهار مهاراتٍ جديدةٍ في التفكير النقدي لحل الصعوبات.
4- الاستقلالية في اتخاذ القرار والتعلُّم من الأخطاء
يُبدي الطفل رغبةً في اتخاذ قراره الخاص به، ويتمنى من عائلته الاهتمام بما يقوله، لأن ذلك يُنمّي ثقته بنفسه، ويُعزّز من احترامهم له.
5- الاستمتاع بالأنشطة والهوايات
الفضول، والتعلُّم، والرغبة في اكتشاف العالم من حوله، وكل جديدٍ يُحفّز الطفل على الإبداع والشغف، كما يهتمُّ الطفل بمزاولة ألعابٍ مفيدةٍ تعكس من وضع صحته النفسية.
6- التوازن العاطفي
كتنظيم المشاعر، إذ يُظهر الطفل قدرته على ضبط الانفعالات بشكلٍ صحي، كالغضب أو الحزن دون مبالغة، وإظهار أحاسيس الفرح والسعادة بشكلٍ طبيعي.
7- التقدُّم الأكاديمي
حيث تنمو وتتطوّر ذاكرة الطفل، وقدرته على استيعاب ما يجري حوله من أحداث، والتركيز على المهام الوظيفية والأنشطة التعليمية، والعمل على إنجازها على أكمل وجه.
طرق تعزيز الصحة النفسية للأطفال
1- الإرشاد والتوجيه
من المهمّ خضوع الأطفال لدوراتٍ تعلمهم كيفية التعامل مع تحدّيات الحياة، ويشرف على ذلك أخصائيٌّ نفسيّ يقوم بتعزيز مهاراتهم، ويُكسبهم قدرات التفكير النقدي من خلال كورس يسمّى (مهارات الحياة).
2- فنّيات الاسترخاء
من خلال تعليم الأطفال تقنيات التأمل الهادئ والتنفُّس العميق، ودوره في إدارة التوتر والقلق.
3- تعزيز الإيجابية
تشجيع الطفل على التفكير الإبداعي المُنتج والمفيد الذي يحقّق له فوائد علمية وعملية، ومساعدته على رؤية الجوانب الجيدة ضمن العديد من المواقف المختلفة السلبية والإيجابية.
4- الدعم المهني
في حالة وجود مشكلاتٍ نفسيةٍ أكثر تعقيداً وصعوبة، فقد يكون من المفيد حصول الطفل على استشارةٍ من المتخصصين في علم النفس.
5- تعزيز الروتين اليومي
وضع جدولٍ زمني يساعد الأطفال على تنظيم الوقت، والتمييز بين المهمّ وغير المهم ضمن مخططات الحياة اليومية، والتركيز على التطوير المهني، وصقل الخبرات، وليس من الخطأ وضع برامج عملية تعلمهم مهارات، كالزراعة، أو الرسم، أو الغناء، ويأخذ ذلك من منحى ملء وقت الفراغ، والاستفادة منه بما يحقّق أهدافاً شخصيةً مفيدة. [4]
المراجع البحثية
1- Help for early years providers : Mental health for early years children. (n.d.). Retrieved October 26, 2024
2- Children and young people. (n.d.). Mental Health Foundation. Retrieved October 26, 2024
3- Good mental health for children: 3-8 years. (2022, November 24). Raising Children Network. Retrieved October 26, 2024
4- How to help students cope with mental health challenges. (n.d.). Retrieved October 26, 2024