الشلل الرباعي – الأسباب، الأعراض وكيف يتمُّ علاجه؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
يعرف الشلل بأنه عدم القدرة على أداء الوظيفة الحركية ضمن منطقةٍ ما من الجسم، تنتج الإصابة بالشلل عن العديد من الإصابات الرضية، والإنتانية، والمناعية الذاتية، وغيرها من الأمراض المختلفة، إلا أن الإصابات الرضية هي المسبّب الشائع. يحدث الشلل نتيجة إصابةٍ عصبيةٍ مهمة تؤدي إلى انقطاع السبل العصبية الحركية المعصبة لمنطقةٍ ما، وحدوث الشلل العصبي العضلي، والذي يترافق غالباً مع إصاباتٍ عصبية أخرى.
يمكن للشلل أن يكون جزئياً ضمن طرفٍ معينٍ أو يشمل نصف الجسم العلوي، أو السفلي (الشلل النصفي)، أو يشمل جميع أطراف الجسم، والذي يعرف بالشلل الرباعي، يتعرض مصابي الشلل الرباعي للعديد من الاختلاطات الخطيرة المهددة للحياة التي تتطلب عنايةً خاصةً بالمريض، إلا أنه للأسف العناية في غالبية حالات الشلل الرباعي هي عناية تلطيفية غير شافية حالها كحال معظم الإصابات العصبية الشللية الأخرى.
ما هو المقصود بالشلل الرباعي؟
هو شللٌ ناجمٌ عن إصابة الحبل الشوكي الرقبي، وقد يؤدي ذلك إلى فقدانٍ حسي وحركي جزئي أو كلي للأطراف الأربعة والجذع. يعصب النخاع الشوكي حسياً وحركياً جميع مناطق الجسم عدا منطقة الرأس، وذلك عبر أجزائه الخمسة الرئيسية (الرقبية، والظهرية، والقطنية، والعجزية، والعصعصية)، هذه الأجزاء الخمسة يصدر عنها 33 جذر عصبي يصل إلى مختلف مناطق الجسم، والتنبيهات التي تمر عبر هذه الجذور من أجزاء الجسم المحيطية كالبطن والأطراف تصل إلى الدماغ عبر النخاع الشوكي، ليتمّ تفسيرها، وإعطاء الأوامر الحركية المناسبة.
يمكن لبعض الإصابات أن تؤثر على تعصيب جذرٍ عصبي معين، ويضطرب تعصيب قطاعٍ جسمي معين دون تأثر المناطق المجاورة، إلا أنه في حالة الشلل الرباعي، فإن الإصابة (الرضية غالباً) تحدث في المنطقة الرقبية من النخاع الشوكي عند مستوى الفقرة الرقبية الرابعة C4 أو أعلى من ذلك (C3 C2 …) الأمر الذي يسبّب انقطاع التعصيب الحسي الحركي عن جميع أجزاء الجسم التي تقع أدنى هذه المنطقة، والتي تشمل كامل الأطراف، والبطن، والصدر.
لذلك نشاهد فقداناً للوظيفة الحسية الحركية في الأطراف، بالإضافة إلى فقدان الوظيفة الحسية الحركية للصدر وعضلات الصدر التنفسية، الأمر الذي يسبّب اضطراباتٍ تنفسية، والتي تعدُّ أهمّ وأخطر اختلاطات الشلل الرباعي، والسبب الرئيسي للوفيات عند مرضى الشلل الرباعي. [1]
مسبّبات الشلل الرباعي
هناك العديد من الأسباب المحتملة للشلل الرباعي، والسبب الأكثر شيوعًا هو الرضوض في الحبل الشوكي، وتشمل الأسباب الشائعة للإصابات الرضية للنخاع الشوكي ما يلي: [1] [2]
1- حوادث السيارات خاصةً دون استخدام أحزمة الأمان أو عندما يؤدي الاصطدام إلى اندفاع الشخص من السيارة.
2- السقوط خاصةً تلك التي تنطوي على كبار السن الذين يعانون من مشاكل متعلقة بكثافة العظام، مثل: هشاشتها أو قلتها.
3- الإصابات المرتبطة بالعنف (جروح ناجمة عن طلقات نارية، جروح طعنات، جروح حادة، وما إلى ذلك).
4- الإصابات المرتبطة بالرياضة.
يمكن أن ينتج الشلل الرباعي عن بعض الأمراض العصبية، والكتل الورمي التي تنمو ضمن النخاع الشوكي:
– أورام العمود الفقري، بما في ذلك السرطانات، ويمكن أن يشمل ذلك السرطان الذي يتطور ضمن الحبل الشوكي أو حوله، أو الذي يبدأ في مكانٍ آخر من الجسم، وينتشر إلى العمود الفقري.
– أكياس أو تجاويف مملوءة بالسوائل داخل الحبل الشوكي (تكهُّف النخاع).
– العدوى التي تهاجم أو تضغط على الحبل الشوكي.
– نقص تدفق الدم (نقص التروية أو الاحتشاء Ischemia) بسبب انسداد الأوعية الدموية أو تمزق الأوعية الدموية.
– الحالات الخلقية التي تصيب العمود الفقري أو بنية الحبل الشوكي، مثل: القيلة النخاعية السحائية (Myelomeningocele) أو الشوك المشقوق (Spina bifida).
– الإصابات التي تحدث أثناء الولادة أو في مرحلة الطفولة المبكرة جدًا، مما يسبّب حالات، مثل: الشلل الدماغي.
– أمراض المناعة الذاتية أو الالتهابات، مثل: متلازمة غيلان باريه، أو التصلب المتعدد (Multiple sclerosis)، أو التهاب النخاع المستعرض.
أعراض الشلل الدماغي
يتظاهر المرضى المصابون بالشلل الرباعي بشكل رئيسي بفقدانٍ حسي حركي في الأطراف، والجذع، والصدر، تبعاً للسبب الكامن قد يكون الفقدان الحسي الحركي تاماً الأمر الذي يصادف بشكلٍ رئيسي في الإصابات الهرسية والقاطعة للنخاع الشوكي، وقد يكون الفقدان جزئياً يتبع مساراً مترقياً كما في الإصابات الورمية الضاغطة على النخاع الشوكي والأمراض العصبية، كالتصلب المتعدد، إلا أنه في كلا النمطين يصادف المرضى عدة مضاعفاتٍ أخرى خطيرة ناتجة عن انقطاع التعصيب عن الأحشاء، تشمل هذه المضاعفات: [1]
1- مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل: انخماص، فرط الإفراز، تشنج قصبي، وذمة رئوية، والالتهاب الرئوي.
2- الصمات الدموية الرئوية والانسدادات الأخرى (جلطات الدم).
3- التهابات المسالك البولية والرئوية.
4- قروح الضغط.
5- العضلات المتشنجة.
6- فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء.
7- ألم.
تقييم الشلل الرباعي
من الضروري بعد تحديد المسبّب للشلل الرباعي إجراء تقييمٍ شاملٍ لتقدير مدى إصابة الحبل الشوكي، وتحديد مستوى الإصابة، وذلك بدايةً بالاعتماد على الصور الشعاعية، خاصةً التصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالرنين المغناطيسي، يتبع ذلك إجراء فحصٍ سريري عصبي للمريض لمعرفة فيما إذا كانت الإصابة مسببةً لشللٍ كاملٍ أو شلل جزئي، يجب إجراء التقييم أبكر ما يمكن للوقاية من الاختلاطات، والتعامل معها بأفضل شكلٍ ممكن، تشمل الإجراءات التقييمية العصبية: [1]
– مقياس الاستقلال الوظيفي (FIM).
– قياس إصابة الحبل الشوكي.
– مؤشر الشلل الرباعي الوظيفي (QIF).
– مؤشر بارثيل المعدل (MBI).
– توقيت المتابعة والانطلاق (TUG).
– اختبار المشي لمدة 6 دقائق (6MWT).
– اختبار المشي لمسافة 10 أمتار (10 ميغاواط).
العلاج والتعامل مع الشلل الرباعي
المبدأ الأساسي للتدبير هو علاج السبب الكامن للشلل الرباعي إن أمكن كما في الإصابات الشللية لدى مرضى غيلان باريه، بالإضافة إلى الإجراءات الجراحية التي تسعى إلى تخفيف الضغط عن النخاع الشوكي كما في حالة الأورام الضاغطة على النخاع الشوكي. في معظم الحالات الرضية المسبّبة للشلل الرباعي (والتي تشكل أشيع أسبابه) تكون التدابير المتبعة تلطيفية.
إلا أن هذه التدابير تختلف بشكلٍ كبير في حال كان الشلل الرباعي جزئياً، فذلك قد يساعد المريض في الاعتماد على نفسه عبر الكرسي المتحرك باستخدام الوظائف المتبقية من الطرف العلوي، يمكن للعديد من المرضى الاستفادة من العلاج الفيزيائي، وقد تتحسن الوظائف الحركية لديهم. التدبير أيضاً يتطلب اهتماماً من قبل محيط المريض، وتوفير الدعم النفسي والمعنوي، ومتابعة حالته الصحية، والانتباه لأي تدهورٍ في الوظائف التنفسية.
على الرغم من عدم توفر إجراءاتٍ علاجيةٍ شافيةٍ حالياً، إلا أن المستقبل يحمل الأمل في علاج الإصابات الشللية الدائمة المستعصية، وذلك بالاعتماد على الخلايا الجذعية، والتي دخلت مرحلة التجربة والاختبار على العديد من مرضى الشلل الرباعي. [1] [2]
المراجع البحثية
1- Tetraplegia. (n.d.). Physiopedia. Retrieved August 22، 2024
2- Professional، C. C. M. (2024، May 1). Quadriplegia. Cleveland Clinic. Retrieved August 22، 2024