Published in: الطب

الشقيقة المرتبطة بالتغيرات الهرمونية – دور الهرمونات فيها، أنواعها والعلاج

Author د. سوزين بلال

Published on: 19 أبريل، 2023

د. سوزين بلال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يكثر إصابة الإناث في سن النشاط التناسلي بنوبات صُداع الشقيقة بنسبة أكثر من الذكور بثلاثة أضعاف، أما قبل البلوغ تكون نسبة الإصابة متساوية بين الجنسين، ويعود ذلك إلى اختلاف الهرمونات الجنسية بينهما، كما أن النوبات يُمكن أن تظهر في فتراتٍ معينةٍ أكثر من غيرها، تبعاً لمستوى هذه الهرمونات في الجسم.

الهرمونات الجنسية الأنثوية

تُعدّ الهرمونات الجنسية الأنثوية العامل الأساسي في ظهور الصفات الجنسية الثانوية، مثل ظهور الأثداء وتوزع الشعر ذو النمط الأنثوي، ومن هذه الهرمونات الرئيسية: ^[1]

1- الأستروجين

يُفرز الأستروجين من المبيض في المرحلة التكاثرية من الدورة الطمثية، ويُؤثر على نضج البويضة ويزيد من نمو البطانة الرحمية. يؤدي انخفاض مستوى الأستروجين إلى تقلّبات في المزاج والشعور بالإعياء والصداع، إضافة إلى اضطرابات جسدية (هشاشة العظام). أما ارتفاعه فقد يؤدي لزيادة الألم الناتج عن تقلص الرحم أثناء الدورة الطمثية.

2- البروجسترون

يُفرز من بقايا الجُريب في المرحلة الإفرازية من الدورة الطمثية، ويقوم بتهيئة الرحم لاستقبال البيضة المُلقحة وتحفيز غدد الثدي لإنتاج الحليب، وليس له صلة مؤكدة بالصداع والتقلبات النفسية.

3- البرولاكتين

يفرز من الغدة النخامية، وله دور مهم في إنتاج الحليب أثناء فترة الرضاعة، ويعمل الناقل العصبي (الدوبامين) كمثبط أساسي له.

دور الهرمونات الجنسية في نوبة الشقيقة

تشترك عدة عوامل هرمونية في إحداث نوبة الشقيقة، ولكن يكمن السبب الرئيسي في حدوث هذه النوبة وراء الخلل في مستوى هرمون الأستروجين خلال مراحل حياة المرأة حيث: ^[2]

1- عند البلوغ

تزداد مستويات الهرمونات الجنسية نتيجة تفعيل المحور النخامي الوطائي (المحفز لإنتاج الهرمونات في المبيض)، فتظهر التغيرات الجسدية على مستوى الأثداء والطول وتوزع الشعر وتكثر التقلبات النفسية للفتاة، مثل الاكتئاب والصداع أو نوبة الشقيقة.

2- خلال مرحلة الطمث

قد تظهر نوبة الشقيقة قبل الطمث بيومين أو خلال فترة الطمث أو تزداد شدة في مرحلة الإباضة، ويعود ذلك إلى الانخفاض التدريجي في مستوى الأستروجين وارتفاع البروجسترون خلال مرحلة ما بعد الإباضة.

3- خلال الحمل

تظهر نوبات الصداع في الثلث الأول من الحمل في معظم الحالات، لأن الهرمونات تبدأ بالازدياد.

 وتنخفض الإصابة في الثلث الثاني والأخير وذلك لثبات مستوى الهرمونات وانقطاع الطمث في هذه المرحلة، وقد وُجدت حالات نادرة عند نساء استمرت لديهن نوبات الشقيقة حتى نهاية الحمل.

4- بعد الولادة

يحدث هبوط مفاجئ في مستوى الأستروجين والبروجسترون، ويرتفع هرمون البرولاكتين، مما يؤدي إلى ازدياد نوبات الشقيقة مجدداً.

5- سن اليأس

يبدأ سن اليأس في عمر 45 عند معظم النساء فيحدث هبوط في مستويات الهرمونات الجنسية، فقد تشتد نوبات الشقيقة في بداية سن اليأس خلال طور الهبوط الهرموني، وعندما تستقر مستويات الأستروجين والبروجسترون يحدث انخفاض في معدل حدوث النوبات.

إن الهرمونات الجنسية هي عبارة عن أحماض دسمة تستطيع اجتياز الحاجز الدماغي الدموي، فتؤثر على أوعية الدماغ وتُفعّل الشبكات العصبية الناقلة للألم. كما تُحدث خللاً في مستويات النواقل العصبية كالسيروتونين والدوبامين والنور أدرينالين، إضافة لتأثيرها على المسكنات الداخلية كالأفيونات ومحرضات الألم الداخلية كالبروستاغلاندينات.

كما لوحظ أن للأستروجين علاقة بزيادة الاستثارة العصبية، أما البروجسترون له علاقة بالتثبيط العصبي، مما يُفسر أهمية توازن مستوى الهرمونين على صحة الدماغ. ^[5]

موانع الحمل والشقيقة

توجد عدة أنواع من أدوية منع الحمل منها بسيط يحتوي فقط على البروجستين، ومنها مركب يحتوي على الأستروجين أيضاً COCs، ومنها على شكل غرسات أو حلقات مهبلية. ^[2]

أثبتت الدراسات أن هنالك علاقة قوية بين الموانع المُركبة ونوبة الشقيقة، فقد تؤدي إلى تفاقم النوبات في شدتها أو عددها، وخصوصاً عند بداية استعمالها لدى المرأة، أما في حال التعاطي المستمر فتبقى مستويات الأستروجين والبروجستين ثابتة وتغيب النوبات في هذه الحالة.

لذلك ينبغي على المرأة إجراء برنامج شخصي لها، تُسجل فيه وقت ظهور نوبات الشقيقة وأوقات اختفائها، مما يساعدها على تجنب العوامل المحفزة لها، كونها تختلف بين أنثى وأخرى. ^[3]

أنواع الشقيقة تبعاً للدورة الطمثية

1- نوبات تتعلق فقط بالدورة الطمثية ولا تحدث في الأيام العادية.

2- نوبات تحدث خلال الأيام العادية وتزيد شدتها وأعراضها مع الطمث. ^[2]

علاج الشقيقة المرتبطة بالتغييرات الهرمونية

1- يمكن أخذ الأدوية الروتينية لصُداع الشقيقة، كمسكنات الألم مثل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، مثل: البروفين والأسبرين كونها تقلل من البروستاغلاندينات.

2- مركبات التريبتان والإرغوت.

3- المعالجة المعاوضة للهرمون: وهي توصف للمريضات بعد سن اليأس، لتجنب الهبات الساخنة، وترقق العظام الناتج عن نقص هرمون الأستروجين والبروجسترون، ويُعطى فموياً في هذه الحالات.

4- الأفضل أن يُعطى الأستروجين على شكل لاصقات، أو جل بدلاً من التناول الفموي في حالات صداع الشقيقة.

5- ينبغي الحفاظ على ساعات نوم ٍمحددةٍ وثابتة وشرب الماء بكمياتٍ كافية إضافة إلى نظام غذائي صحي ومحدد.

6- في الحالات الشديدة قد يلجأ الأطباء إلى قطع الطمث بالأدوية عند النساء غير الراغبات بالإنجاب. ^[4]