Skip links
امرأة بالغة تمسك بورقة مرسوم عليها ايموجي لوجه سيئ وتضع المرأة هذه الورقة أمام وجهها

السلوك السوي والسلوك الشاذ – ما الفرق بينهما؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

السلوك هو مصطلحٌ يدلُّ على أفعال الإنسان وتصرفاته التي يقوم بها وردود فعله تجاه أي موقف. أحياناً يبدو لنا سلوك الآخرين جيداً ومقبولاً، وأحياناً أخرى غير مُحبّب. في الحالة الأولى للسلوك المقبول نُحسُّ بمشاعر الارتياح للشخص، فنحكم على سلوكه بأنه سلوكٌ إيجابيٌّ وصحيح. أما في الحالة الثانية للسلوك غير المقبول، فإننا نطلق عليه حكم الانتقاد والاستغراب أو أن تصرفه منحرفٌ وشاذ، وقد نلجأ إلى القيم الأخلاقية والعادات لنبني عليها الحكم.

ما هو السلوك السوي والسلوك الشاذ وما الفرق بينهما؟

السلوك السوي: هو السلوك الطبيعي، والغالب على تصرفات الآخرين، ويتمُّ من خلاله مواجهة المواقف والأزمات ضمن حدود المعايير الاجتماعية، على سبيل المثال: إذا كان الموقف يدعو للحزن نتيجة وفاة عائلةٍ في حادثٍ ما، فمن الطبيعي أن تكون ردة فعل الآخرين هي الحزن على ما حصل، عكس الشخص الذي يبدو عليه ملامح الضحك والفرح، في مثل هذا الموقف، يصيبنا الاستغراب، ونتساءل: هل أصيب بصدمة؟ أم أنه لم يستوعب الموقف؟

لكن ماذا إذا تكرر هذا التصرف، فالاتجاه يُعبر عن سلوكٍ شاذّ ومنحرف لهذا الشخص، ويجب إعادة النظر بأمره، وهو ما يُعرف بالسلوك الشاذ أو ما يسمّى بالسلوك غير السوي، وهو تصرفات أو ردود أفعال تنحرف عن المعايير الاجتماعية أو الأخلاقية المقبولة والمألوفة، وتظهر في شكل أنماط سلوك غير طبيعية أو غير ملائمة. [1]

على الرغم من أن جميع الأفراد قد يُظهرون سلوكياتٍ غير مألوفة بين الحين والآخر، فإن السلوك غير السوي يُعتبر أكثر شيوعاً عندما يصبح متكرراً أو يؤثر سلبًا على الفرد أو المجتمع. بشكل عام يُعتبر هذا السلوك غير عادي ومؤذٍ وخطير على صاحبه وعلى الآخرين، بالتالي من الممكن أن يطور الفرد سلوكاً عدوانياً يدفعه إلى القتل أو ارتكاب الجرائم خاصةً في حالة التهديد، وبذلك يدلُّ على أنه شخصٌ غير طبيعي، والفرق بين السلوك السوي والسلوك الشاذ يتضح في عدة أمور، وأهمها ما يلي:

1- التوافق مع العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية

السلوك السوي يتوافق مع القيم والمبادئ الاجتماعية التي تحكم المجتمع، ويعكس التوقُّعات العامة للأفراد.

السلوك الشاذ يخالف المعايير والضوابط الاجتماعية، ويُعتبر غير مقبول أو غير مألوف في المجتمع.

2- التأثير على الأفراد والمجتمع

السلوك السوي يؤدي إلى نتائج إيجابية، ويعزّز العلاقات الاجتماعية، ويضمن استقرار الفرد نفسيا وأخلاقياً.

السلوك الشاذ يؤدي إلى نتائج سلبية، كالعزلة الاجتماعية، أو التوتر والضغط النفسي، وإلحاق الضرر بالعلاقات الاجتماعية.

3- الاستجابة للمواقف المختلفة والمتغيرات

السلوك السوي يتميز بالمرونة والتقبُّل، والاستجابة المناسبة للمواقف المختلفة مهما بلغت صعوبتها، وذلك بناءً على السياق والموقف.

السلوك الشاذ يتميز بعدم القدرة على التكيُّف مع المواقف المختلفة، وقد يُظهر ردود فعلٍ أو استجاباتٍ غير متوقّعة أو غير مُلائمةٍ للموقف. [2]

خصائص السلوك الشاذ

1- الانحراف وسوء التوافق مع المجتمع الذي يعيش فيه ومع نفسه أيضاً، وبالتالي من المتوقّع أن يلجأ الفرد للمخدرات، وذلك للهروب من الواقع الذي يعيش فيه أو افتعال الغضب تجاه موقفٍ عادي وطبيعي، بغرضٍ انتقامي أو لإيذاء الآخرين، واللجوء إلى الانتحار، وهذا نوعٌ أيضاً من اضطراب الشخصية، وسوء التكيُّف مع النفس، بالتالي تطوُّر السلوك الشاذ.

2- التصرف بطريقةٍ غير سوية وبشكلٍ عفوي، وعدم شعور صاحبه بالغلط.

3- خلل في الحياة اليومية مع الآخرين وفي الأداء الوظيفي، وقد يصل إلى مرحلة الانقطاع عن التواصل، وصعوبة في التحكم بالعواطف، وعدم الاستقرار الانفعالي والعقلاني، وتفضيل العزلة، والابتعاد عن الآخرين. [3]

أمثلة على السلوك الشاذ

الاحتيال العاطفي أو التلاعب بالأحاسيس والمشاعر في العلاقات الاجتماعية، حيث يقوم شخص ما باستغلال مشاعر الآخرين لأغراض شخصية، على سبيل المثال: التظاهر بالحاجة المادية المتكررة أمام الأفراد المُحبين له. ما قد يؤدي الى انعدام الثقة والصراع بين الأفراد، إضافةً لتدهور الحالة النفسية للفرد الضحية.

– أما في البيئة المدرسية، فقد يظهر السلوك الشاذ في شكل التنمُّر، حيث يقوم طلاب معنيون بالاستهداف المتكرر للزملاء الأضعف من خلال الإيذاء الجسدي أو السخرية، مما يؤثر على الصحة النفسية للطالب الضحية، وقدرته على التعلم. هذا النوع من السلوك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عاطفية مُستدامة للطفل، وقد يشعر الطالب بالعزلة أو عدم الانتماء.

– في مكان العمل، يمكن أن يتجلى السلوك غير السوي على سبيل المثال: من خلال الاغتياب المتكرر للزملاء أو ترويج الشائعات، بهدف التقليل من شأنهم أو الحصول على ترقية.

هل يمكن التحكّم في السلوك الشاذ وكيف يمكن علاجه؟

من الممكن التحكم في السلوك الشاذ في حالةٍ واحدةٍ فقط، وهي إذا كان لا يعاني من مرضٍ عقلي، مثل: ورم في الدماغ أو تخلف عقلي، ويمكن أن يسيطر على سلوكه الشاذ فقط إذا كان مؤهلاً عقلياً، وقادراً على استيعاب الكلام، فالمصابون بأمراض عقلية لا يستطيعون حتى التفكير في آثار السلوك أو ما ينجم عنه، ويتصرفون بشكلٍ إجباري، ويفتعلون المشاكل في المجتمع، وهم بحاجةٍ للأدوية.

بالنسبة للأفراد الذين يعانون من سلوكٍ شاذٍّ عليهم زيارة طبيبٍ أو معالجٍ نفسي لتلقّي العلاج المناسب، حيث يمكن أن يركز العلاج على تحديد المشكلات التي يتعرض لها الشخص وحلها، وهذا من المنظور الديناميكي النفسي أو العلاج السلوكي، حيث يتمُّ اتباع طريقة تعديل السلوك، وإعادة بناء السلوك الشاذ للفرد، وتعليمه كيف يكون سلوكه أكثر توافقاً وتكيفاً، وكيف ستكون الاستجابة من قبله، وإلقاء الضوء على مهاراتٍ جديدة، وبالنسبة للعلاج المعرفي العقلي يستدلُّ الفرد فيه على تطوير عمليات عقلية، وهي الإدراك، والتخيل، والتفكير، وعن طريقها يتمُّ إرشاده إلى عمليات التوافق الصحيحة، وتوجيهه إليها، وتعليمه عاداتٍ وقيم جديدة. [4] [5]

المراجع البحثية

1- Brown, gene. (2019, October 18). Difference between normality and abnormality psychology. Difference Between Similar Terms and Objects. Retrieved April 3, 2023

2- Jennie S. Bev, M. S. (2018, April 13). Psychological abnormality defined. Psych Central. Retrieved April 3, 2023

3- Admin. (2015, February 25). Difference between normal and abnormal behavior. Compare the Difference Between Similar Terms. Retrieved April 3, 2023

4- What is abnormal behavior? BetterHelp. (2023, January 4). Retrieved April 6, 2023

5- Abnormal behavior: Treatment, guidelines, side effects, cost, recovery and more. Lybrate. (2019, August 27). Retrieved April 6, 2023

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.