تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

السباحة عند الأطفال هي ليست مجرد نشاطٍ ترفيهي، إنها مهارة حياتية أساسية، ورياضة متكاملة تفتح آفاقاً واسعة للنمو والتطور، ونظراً لأهمية هذه الرياضة الرائعة سنخصص هذا المقال للحديث عنها، وعن انعكاساتها على أطفالنا.

في أي سن يمكن البدء بتعليم الأطفال السباحة؟

يمكن البدء بتعليم الأطفال السباحة في سن مبكرة جداً، ولكن الأمر يختلف من طفلٍ لآخر، ويعتمد على عدة عوامل، وهنا بعض النقاط المهمة حول هذا الموضوع: ^[1]

1- الأطفال الصغار (6 أشهر – 3 سنوات)

يمكن البدء بدروس السباحة من عمر 6 أشهر، حيث تركز هذه الدروس على التعود على الماء، والمهارات الأساسية، مثل: الطفو، والتنفس.

2- الأطفال في سن ما قبل المدرسة (3 – 5 سنوات)

يعدُّ هذا العمر مثالياً لتعلم أساسيات السباحة، حيث يمكن للأطفال تعلم الحركات الأساسية، وتقنيات السباحة البسيطة.

3- الأطفال في سن المدرسة (6 سنوات فما فوق)

في هذا العمر يستطيع الأطفال تعلم تقنيات السباحة المتقدمة، كما يمكنهم المشاركة في برامج السباحة التنافسية إذا رغبوا.

باختصار لا يوجد عمر مثالي لبدء تعليم السباحة، ولكن البدء مبكراً يمكن أن يساعد في بناء علاقةٍ إيجابيةٍ مع الماء، وتخطي الخوف منها.

ما فوائد السباحة للأطفال؟

للسباحة فوائد عديدة وشاملة للأطفال، فهي تؤثر إيجابياً على صحتهم الجسدية، والنفسية، وهنا قائمة موجزة بأهمّ هذه الفوائد: ^[1]

1- الفوائد الجسدية

– تقوية العضلات، وزيادة مرونتها.

– تحسين اللياقة البدنية.

– تعزيز التناسق الحركي والتوازن.

– دعم النمو الصحي للعظام.

– تحسين الدورة الدموية في الجسم.

– المساعدة في الحفاظ على وزنٍ صحي.

– تشجيع نمط حياة نشيط وصحي.

2- الفوائد النفسية

– زيادة الثقة بالنفس، والاعتماد على الذات.

– تحسين المزاج، وتقليل التوتر.

– تعزيز التركيز والانتباه.

– تحسين جودة النوم.

– تنمية المهارات الإدراكية والحركية.

كيف يمكن جعل السباحة جزءاً من نمط حياة الطفل؟

1- البدء مبكراً

أي يجب تعريض الطفل للماء في سن مبكرة حتى قبل أن يتعلم السباحة، ومن ثم البدء بدروس السباحة عندما تسنح الفرصة.

2- جعل السباحة روتيناً منتظماً

من المهمّ تحديد أوقات ثابتة للسباحة أسبوعياً، ودمج السباحة في جدول الأنشطة العائلية.

3- التنويع في الأنشطة المائية

ويعني ذلك تجريب أنواع مختلفة من السباحة (حرة، ظهر، صدر)، وتقديم أنشطة مائية أخرى، مثل: الغوص، ركوب الأمواج، وغيرها.

4- توفير معدات السباحة اللازمة

وذلك لتشجيع الطفل أكثر، فسيكون من الممتع أن يختار الطفل ملابس السباحة الخاصة به مع مراعاة أن تكون مريحةً وعالية الجودة، بالإضافة إلى نظارات السباحة، والقبعة، وغيرها.

5- إنشاء بيئةٍ داعمةٍ للسباحة

من خلال تشجيع الأصدقاء والعائلة على مشاركة السباحة مع الطفل، والانضمام إلى نادي سباحة أو فريقٍ محلي.

6- ربط السباحة بأهداف صحية

من المهمّ تعليم الطفل فوائد السباحة للصحة واللياقة، واستخدام السباحة كوسيلةٍ للحفاظ على النشاط خلال فصل الصيف.

7- جعل السباحة جزءاً من العطلات

يمكن تحقيق ذلك من خلال اختيار وجهات سفر تتضمن أنشطة مائية، أو إقامة رحلات إلى الشواطئ، أو حمامات السباحة العامة.

8- تشجيع روح التحدي عند الطفل

وذلك بمساعدة الطفل على وضع أهداف شخصية في السباحة مهما كانت صغيرة، والاحتفال معه عند تحقيقها.

9- ربط السباحة بالتعليم

أي استخدام السباحة لتعليم مفاهيم علمية، على سبيل المثال: شرح كيفية عمل العضلات أثناء السباحة.

10- جعل السباحة وسيلة للتواصل الاجتماعي

يعني ذلك تشجيع الطفل على تكوين صداقاتٍ من خلال دروس السباحة أو تنظيم لقاءات اجتماعية تتضمن السباحة. ^[1]

كيف يجب التعامل مع الأطفال الذين يخافون من الماء؟

التعامل مع الأطفال الذين يخافون من السباحة يتطلب نهجاً حساساً ومتفهماً، ومن أبرز الاستراتيجيات الفعالة في التعامل مع ذلك: ^[2]

1- التدرج البطيء

أي تعويد الطفل على الماء خارج حوض السباحة ثم الانتقال تدريجياً إلى الجلوس على حافة الحوض ثم وضع الأقدام في الماء وهكذا.

2- بناء ثقة الطفل بإمكانياته

وذلك بمدح وتشجيع كل خطوةٍ إيجابيةٍ يقوم بها بقصد التغلب على مخاوفه.

3- استخدام اللعب والمرح

عن طريق تقديم ألعاب مائية ممتعة لصرف انتباه الطفل عن خوفه، بالإضافة إلى استخدام ألعابه المفضلة أثناء السباحة لتخفيف التوتر.

4- تقديم النموذج الإيجابي للطفل

وذلك بإظهار الوالدين كيفية استمتاعهم بالسباحة لطفلهم، وتشجيع الإخوة أو الأصدقاء على إظهار متعتهم بالسباحة، الأمر الذي يشجعه على الإقدام على هذه الخطوة بحماسٍ أكبر.

5- استخدم معدات السلامة

بالاستعانة بسترات النجاة أو عوامات الذراع لزيادة الشعور بالأمان عند الطفل.

6- وضع الطفل محط السيطرة

أي جعله يقرر متى يريد التقدم في التعلم، وتجنب الإجبار أو الضغط عليه.

7- استكشاف أسباب الخوف

يجب على الوالدين محاولة فهم مصدر خوف الطفل (مثل: تجربة سابقة سيئة)، والتعامل مع هذه الأسباب بشكلٍ مناسب، حيث من المهمّ جداً عدم السخرية من مخاوف الطفل أو التقليل من شأنها.

ما هي آداب السباحة التي يجب أن نعلمها للطفل؟

يعدُّ تعليم الأطفال آداب السباحة أمراً مهماً جداً لضمان تجربةٍ آمنة وممتعة للجميع، وسنذكر آداب السباحة الأساسية التي يجب تعليمها للأطفال: ^[2]

1- السلامة أولاً

عدم الركض حول حوض السباحة، وعدم الدفع أو إلقاء الآخرين في الماء، بالإضافة إلى الالتزام بتعليمات المنقذ أو المشرف.

2- النظافة الشخصية

يجب الاستحمام قبل دخول حوض السباحة، وعدم البصق أو التبول في الماء.

3- احترام الآخرين

عدم رش الماء على الآخرين، وتجنب الصراخ أو الضوضاء المفرطة، ومن المهمّ أيضاً احترام المساحة الشخصية للآخرين أثناء السباحة.

4- الاهتمام بنظافة المكان

أي عدم ترك القمامة حول حوض السباحة، والمساعدة في الحفاظ على نظافة المنطقة.

5- الاستعداد المناسب للسباحة

وذلك بارتداء ملابس السباحة المناسبة، واستخدام واقي الشمس عند السباحة في الأماكن المكشوفة.

6- الإبلاغ عن المشاكل للمسؤولين

أي إخبار المشرف أو المنقذ عن أي سلوكٍ غير آمن أو غير لائق، والإبلاغ عن أي مشاكل في معدات أو مرافق السباحة.

في الختام: تعليم الأطفال السباحة وآدابها يتجاوز مجرد اكتساب مهارة رياضية إنه استثمار في سلامتهم، صحتهم، وتطورهم الشخصي، لذا لنشجع أطفالنا على الغوص في عالم السباحة، فهي ليست مجرد رياضة، بل هي مدرسة للحياة.