Published in: النباتات

دور الزنك في المحاصيل الزراعية

Author د. أحمد الطبال

Published on: 21 نوفمبر، 2023

د. أحمد الطبال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ الزنك من أهمّ المعادن التي يحتاج إليها النبات لإعطاء أكبر غلة ضمن محصول الموسم الإنتاجي لأغلب الخضار المُنتجة، لذلك يعمد الفلاحون إلى إضافة الزنك بشكلٍ دوري لزيادة الغلات الزراعية، ورفع قيمتها الغذائية، حيث أبدت تحاليل التربة في العالم أن 50 بالمئة من الأراضي تعاني من نقص هذا العنصر.

وإضافته لتربةٍ ينعكس بشكلٍ إيجابي على كمية الإنتاج بالنسبة للفلاح، وصحة الإنسان لما له من فوائد صحية، حيث يعدُّ الزنك مكوناً لأكثر من 300 أنزيم، وله دورٌ أساسيٌّ في عمليات الاستقلاب، واستقرار الحمض النووي، ويؤثر على عمل الهرمونات، كما يساعد على نقل الإشارات العصبية، وبذلك فهو يؤثر على الحواس، مما ينشّط حاسة التذوق، وله دورٌ أيضاً في تقوية المناعة. ^[1]

ما هو تعريف الزنك؟

هو معدنٌ من العناصر الصغرى، ويعدُّ أساسياً للنباتات الزراعية، لونه أبيض يميل للزرقة، وهو عنصرٌ له دور في تركيب الأكسينات النباتية والكلوروفيل ضمن عملية التمثيل الضوئي، الذي يمنح النبات اللون الأخضر، كما يعمل على أكسدة السكريات. وأكثر المزروعات التي تحتاج إليه هي: (الذرة، البقوليات، الطماطم، القطن، البصل، البطاطا، الشعير، الكوسا، الشمندر السكري، البرسيم، العنب، المشمش، الخوخ، اليوسفي، التفاح). ^[2]

ما هو دور الزنك عند النباتات؟

يمتصُّ النبات الزنك بكمياتٍ قليلة، ويعدُّ من العناصر غير المتحركة، فلا تتغير صيغته الكيميائية عندما يقوم النبات باستقلابه بصورة أيون العنصر (Zn++)، ويتركز في ألياف وأنسجة النباتات الكبيرة في العمر أكثر من الحديثة، ولا ينتقل بين أجزاء النبات بسرعة، فنلاحظ أعراض نقصه على الأغصان والأوراق الجديدة.

وتموت المزروعات التي تعاني من نقص الزنك من الأعلى إلى الأسفل بعد معاناة النبات، وذلك بسبب نقصه في التربة أو ضعف امتصاصه، حيث تناسبه درجة حموضة التربة 6، كما يعمل على تكوين الحمض الأميني التربتوفان والبروتينات أيضاً من خلال استخدام مواد ناتجة عن عمليات الهدم، لتحويلها إلى مواد معقدة وصولاً للبروتينات، كما يعمل على تشكيل جزء الكلوروفيل، كما يتآزر مع عنصر البورون في إنتاج حبوب اللقاح. ^{[3] [6]}

ما هي أعراض نقص الزنك عند النباتات؟

تظهر علامات ضعف نمو المزروعات، وملاحظة النبات متقزماً، وذلك بسبب ضعف انقسام الخلايا، أما في المحاصيل التي تحتوي على سكريات أو الغنية بالنشويات (الكربوهيدرات)، فلا يتحول الغلوكوز إلى سكر أو سيللوز مثل: (قصب السكر، والشمندر السكري)، أو النشويات، مثل: (القمح، والشعير، والبطاطا)، أو السليلوز، مثل: (القطن).

كما يحدث اضطرابٌ في تكوين البروتينات في المحاصيل البقولية، مثل: (الحمص، الفول، البازلاء، العدس)، كما تعدُّ الذرة الصفراء أكثر النباتات التي تظهر عليها علامات مميزة لنقصه، حيث يتشابه نقص الزنك مع عناصر أخرى، فتظهر الأعراض على شكل خطوطٍ مصفرة عريضةٍ على الأوراق من الأنسجة البيضاء بين العرق الوسطي والحافة، أما في النباتات البقولية ينخفض الإنتاج، وتصفر المناطق بين العروق حتى تتساقط منتهيةً بموت النبتة.

كما أن نقصه يؤدي لاصفرار الأوراق بسبب دوره في تشكيل الكلوروفيل، وله دورٌ مهمٌّ جداً في استقلاب عنصر الفوسفور، وتحويله من الشكل اللاعضوي إلى الشكل العضوي، وعند حدوث نقصٍ لعنصر الزنك في النبات يتبعه بشكلٍ مباشر ظهور أعراض نقص الفسفور، وله دور في منح المزروعات القدرة على تحمُّل التقلبات الجوية من حرارة وبرودة ضمن الفترات اليومية صباحاً مساءً.

أما أعراض نقصه على الأشجار المثمرة ذوات النواة الحجرية، مثل: (المشمش، اليوسفي، الخوخ، الكرز)، فهي تتمثل بتموُّج أطراف الأوراق واصفرارها، ولا تلبث أن تتساقط، كما أنه يؤثر على عملية التزهير بتأخرها، مما يؤثر بشكلٍ سلبي على الموسم الإنتاجي وانخفاضه، أما الثمار تكون باهتة اللون مبرقشة، أما البراعم، فتنمو عليها أوراقٌ صغيرةٌ مصفرة.  

ما العوامل التي تؤدي لنقصان الزنك في التربة؟

يتوفر عنصر الزنك في الطبقة السطحية عادةً في التربة أكثر من الطبقات الأخرى، فإذا كانت الطبقة السطحية فقيرةً بالعنصر، فهذا يؤكد وجود انخفاضٍ في تركيزه بشكلٍ كبيرٍ في الطبقات الأخرى، وكثيراً ما تكون الأراضي غير الزراعية أو المستصلحة حديثاً فقيرةً بالزنك أكثر من الأراضي التي تزرع بشكلٍ مستمر، وذلك بسبب وجوده في التربة.

لكنه غير متوفر للنبات بسهولة، حيث تحتوي التربة من 80 إلى 300 جزء من المليون، ولا يذوب منه غير جزءٍ واحدٍ فقط، بسبب تطلبه شروطاً خاصة، وهي وصول التربة عند درجة حموضةٍ أعلى من 6 خاصةً عندما تكون التربة عالية التركيز بعنصر الكالسيوم، أما الأراضي الطينية أو الرملية تعمل على امتصاص العنصر، ويصعب على النبات الحصول عليه منها. ^[4]

ما هي أشكال التسميد بعنصر الزنك؟

1- زنك أمونيوم النترات

هو سائلٌ يتكون من مركبين بتراكيز (15 بالمئة زنك و20 بالمئة نتروجين)، حيث يُعدّان أهمّ عنصرين للنبات.

2- نترات الزنك

يتميز بسرعة انحلاله بالماء، وسهولة خلطه مع الأسمدة الأخرى.

3- أكسيد الزنك

وهو ضعيف الانحلال بالماء، لذلك يتمُّ رشّه على النبات بشكلٍ مباشرٍ، كما يمكن خلطه مع الأسمدة، ويصل تركيزه حتى 80 بالمئة.

4- أكسي سلفات الزنك

ترتفع نسبة حموضته بسبب حامض الكبربتبك، وهو سريع الانحلال يوجد بصورتين الأول حبيبات لمقاومة الرياح عند رشّه على التربة، والثاني مسحوق ناعم يمكن التسميد به، وتعويض نقص للنبات.

5- كبريتات الزنك

يتمُّ التسميد به، وينحلُّ بالماء يفضل استعماله في المناطق ذات الحرارة المرتفعة.

ما هي طرق إعطائه للمحاصيل؟

يُفضّل إضافته للتربة حسب نتائج التحليل لمعرفة كمية النقص، وإضافة الكمية المناسبة مع ضبط درجة حموضة التربة، أما المزروعات، فيُفضّل رشّها لتستفيد، وتعوض النقص بشكلٍ أسرع، ويتمُّ استخدام سلفات الزنك شتاءً أو أكسيد الزنك صيفاً مع التقيُّد بالنسب المناسبة، حتى لا تتأذى المزروعات،

لكن طريقة الرشّ تفيد المحصول عند ظهور أعراض نقص الزنك، وعند القطاف أي تظل مشكلة نقص الزنك موجودةً، ولذلك لابدّ من تسميد التربة، والعناية بها، لأنه الحل الاقتصادي الأمثل، ولا يعاني كل موسمٍ زراعي من ظهور أعراض نقص عنصر الزنك. ^{[2] [5]}