Published in: طب الأطفال

الزنك وأهميته عند الأطفال

Author د. نور شرابه

Published on: 17 أغسطس، 2023

د. نور شرابه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ الزنك من العناصر الغذائية الأساسية والضرورية لتأمين نموٍ وتطورٍ طبيعي للطفل، حيث يلعب دوراً هاماً في مختلف وظائف الجسم المناعية، والعصبية، والاستقلابية، ويؤثر على سلوك الطفل وتطوره الفكري والإدراكي، كما يؤثر على النُّضج الجنسي، والقدرة على التكاثر.

يؤثر نقص الزنك على حوالي 17 بالمئة من سكان العالم، وتصل النسبة عند الأطفال في بعض المناطق إلى 38 بالمئة، وأكثر ما تنتشر الإصابة في البلدان النامية ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني، ويؤدي عوز الزنك إلى زيادة نسبة الإسهالات، والإنتانات الرئوية، وزيادة معدل الوفيات خلال مرحلة الطفولة الباكرة، كما يُسبّب ضعف الاستجابة المناعية، وقصور الغدد التناسلية. ^{[1] [2]}

ما هو الزنك؟

الزنك هو أحد العناصر الزهيدة الأساسية التي يحتاجها الجسم بكمياتٍ قليلة، ولكنه غير قادرٍ على إنتاجها، وإنما يتمُّ الحصول عليه من الطعام أو المُكمّلات الغذائية، ويتمُّ تخزين معظمه في العظام والعضلات بينما تتواجد نسبةٌ قليلةٌ منه في البلازما مما يُسبّب صعوبةً في تشخيص عوز الزنك بشكلٍ دقيق.

تزداد حاجة الطفل من الزنك كلما أصبح أكبر في السن، فتبلغ حاجة الرضيع 5 ملغ في اليوم، وعند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و10 سنوات 10 ملغ في اليوم، وبعد عمر 11 سنة تبلغ 15 ملغ في اليوم. ^{[3] [4]}

ما هي الأطعمة الغنية بالزنك؟

يوجد الزنك في العديد من الأطعمة الحيوانية والنباتية، ومن هذه الأطعمة: ^[5]

1- اللحوم الحمراء، وخاصةً لحم البقر حيث يحتوي على كمياتٍ كبيرةٍ من الزنك.

2- المأكولات البحرية، مثل: المحار، ويُعتبر من أغنى الأغذية بالزنك.

3- الحمص، والفاصولياء، ومختلف أنواع البقوليات.

4- المكسرات، وبشكلٍ خاص الكاجو.

5- الشوفان، وبذور اليقطين، والسمسم.

6- حبوب الإفطار المُدعّمة، والبيض، ومنتجات الألبان.

ما هو دور الزنك في الجسم؟

1- يعدُّ ضرورياً لنشاط الأنزيمات، واستقلاب الأحماض الأمينية، وتشكيل الحمض النووي، حيث يُعتبر عاملاً مساعداً لأكثر من 300 أنزيم في الجسم، ويلعب دوراً فعالاً في انقسام الخلايا، ومختلف العمليات الاستقلابية.

2- كما أنه يساهم في دعم النمو والتطور في المرحلة الجنينية، والطفولة، والمراهقة، ويلعب دوراً في سلامة وظيفة الغدة الدرقية.

3- كما وجدت العديد من الدراسات أنه يفيد في علاج الإسهال الحاد حيث يساعد في تقليل كمية البراز ومدة الإسهال، وذلك عندما يُعطى بجرعة 20 ملغ في اليوم للأطفال الأكبر من 3 أشهر خلال فترة الإصابة ولمدة 7 أيام بعد توقف الإسهال.

4- والزنك ضروريٌّ لصحة البشرة والتئام الجروح، فهو يلعب دوراً في نمو خلايا الجلد، وتكوين الكولاجين، وحدوث الاستجابة الالتهابية.

5- يدخل في تركيب مجموعةٍ واسعةٍ من الكريمات المُستخدمة في علاج الأمراض والاضطرابات الجلدية، مثل: حروق الشمس، وطفح الحفاض عند الأطفال، وحب الشباب، وتقرُّحات الفراش، والأكزيما.

6- كما أن الزنك معدنٌ أساسيٌّ لعمل جهاز المناعة حيث يفيد في تقصير مدة نزلات البرد، والوقاية من الإنتانات الرئوية، فهو يساعد على تنشيط الخلايا التائية التي تتحكم في الاستجابة المناعية، وتنظُّمها وتهاجم الخلايا المصابة وتدمرها.

7- كما أن له دور مضادِّ للأكسدة عن طريق المساهمة في التخلص من الجذور الحرة في الجسم.

8- يساهم في حماية البصر، وذلك من خلال التقليل من خطر الإصابة بالضمور البقعي المُتقدّم المرتبط بالعمر، ومن خلال الحفاظ على سلامة شبكية العين.

9- كما يلعب دوراً في سلامة حاستي الشم والذوق.

10- ويؤثر على ارتباط الأنسولين بمستقبلاته، وبالتالي يلعب دوراً في تنظيم مستوى سكر الدم. ^{[4] [5]}

ما هي أسباب عوز الزنك عند الأطفال؟

1- عدم كفاية الوارد الغذائي.

2- متلازمات سوء الامتصاص مثل: (الداء الزلاقي)، أو الاضطرابات الهضمية مثل: داء كرون) أو متلازمة الأمعاء القصيرة).

3- النظام الغذائي الغني بالفيتات (مادة طبيعية توجد في بذور النباتات)، حيث تُقلّل من امتصاص الزنك.

4- أمراض الكبد والكلى المزمنة.

5- الإسهال المزمن (بشكلٍ خاص الطفيلي) حيث يُعتبر السبب الرئيسي لنقص الزنك في البلدان النامية.

6- الأمراض الدموية، مثل: فقر الدم المنجلي، والتلاسيميا التي تترافق مع عوز الزنك.

7- الاقتصار على الرضاعة الطبيعية بعد عمر 6 أشهر، حيث إن حليب الأم يوفر كميةً كافيةً من الزنك للأشهر الأربعة إلى الستة الأولى من عمر الطفل، ولكن لا يوفر الكميات التي يحتاجها الطفل من الزنك بين عمر 7 إلى 12 شهر. ^{[4] [5]}

ما هي أعراض عوز الزنك عند الأطفال؟

1- تكرر حدوث نزلات البرد، وضعف القدرة على مقاومة الإنتانات.

2- الرؤية الضبابية بسبب أذيّة الشبكية.

3- اضطراب الشهية، ونقص الوزن، وفشل النمو، وقصر القامة عند الطفل.

4- الاضطرابات النفسية والمزاجية مما قد يُسبّب هياجاً أو اكتئاباً.

5- تساقط الشعر، وتأخُّر التئام الجروح، والتهاب الجلد الفقاعي.

6- زيادة حدوث الإسهالات.

7- نقص في حاستي الشم والذوق.

8- اضطراب في مستوى سكر الدم لأن نقص الزنك يؤدي إلى نقص الأنسولين.

9- تأخُّر في النُّضج الجنسي بسبب نقص ارتباط الهرمونات الجنسية (الأندروجينات) بمستقبلاتها.

10- نقص النشاط، وتأخُّر التطور الحركي، كما يحدث اضطراباتٌ سلوكية.

11- كما يحدث عند الطفل ميلٌ إلى تناول مواد غير طعامية، مثل: (الطين، الورق، الصابون، الدهان، مسحوق الغسيل)، وهذا ما يُعرف باسم شهوة بيكا (Pica).

12- اضطرابٌ في الانتباه، وضعف في الذاكرة قصيرة الأمد مما يُسبّب صعوبةً في التعلم. ^{[4] [5]}

كيف يتمُّ علاج نقص الزنك عند الأطفال؟

1- يتمُّ عن طريق إعطاء المُكمّلات الغذائية الحاوية على الزنك، والتي تتوافر بأشكالٍ صيدلانيةٍ مختلفة، مثل: الشراب، والكبسولات، والأقراص.

2- يمكن أن تُسبّب مُكمّلات الزنك بعض الآثار الجانبية، مثل: (عسر هضم، إسهال، صداع، غثيان، وإقياء).

3- يمكن أن تُسبّب على المدى الطويل نقص نحاس، مما يُسبّب اضطراباتٍ عصبية، مثل: حسّ خدر، وتنميل في الأطراف.

ما هي تداخلات الزنك مع بعض الأدوية؟

1- الصادّات الحيوية: تؤدي مُكمّلات الزنك إلى تقليل فعالية بعض الصادّات الحيوية، مثل: الكينولونات (Quinolone)، التتراسكلين (Tetracycline)، لذلك يجب الانتظار 4 إلى 6 ساعات بعد تناول الزنك قبل إعطائها.

2- البنسلامين (Penicillamine): تقلُّ فعاليته في تخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتزمي عند مشاركته مع الزنك.

3- مُدرّات البول التيازيدية (Thiazide diuretics): تؤدي إلى زيادة طرح الزنك عن طريق البول. ^[6]