Published in: تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي – أهميته وتطبيقاته

Author م. لين لفاح

Published on: 22 أبريل، 2024

م. لين لفاح

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يشهد العالم في العصر الحالي تطورًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح هذا المجال جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، ويعتبر القوة الدافعة وراء ثورة مختلف الصناعات، ويمتاز بتنوع تطبيقاته، ويمكنه تحقيق تحولاتٍ جذريةٍ في عدة مجالات. يمتدُّ تأثيره من المساعدين الشخصيين الافتراضيين إلى تقنيات السيارات ذاتية القيادة، ويشمل أيضًا الطب، والتعليم، والتجارة، والصناعة، وغيرها من المجالات.

أيضاً يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على تمثيل الذكاء البشري، وتنفيذ المهام بكفاءةٍ ودقةٍ عالية، ومن المتوقّع أن تستمر هذه التقنية في التطور مع مرور الوقت، وهذا ما ينتج عنه المزيد من الفوائد، والتحولات في مختلف جوانب الحياة البشرية. ومع ذلك، يتطلب النجاح المُستدام لهذه التقنية اهتماماً بالتحديات المتعلقة بالخصوصية، والأمان، والأخلاقيات، من أجل ضمان استفادة المجتمع بأكمله من استخدامها بطرقٍ تعود بالنفع على الجميع.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

هو فرعٌ من علوم الحاسوب المتخصص بحل المشاكل المتعلقة عادةً بالذكاء البشري، كالتعلم، والإبداع، والتعرف على الصور والصوت، ويعتبر أيضاً تقنيةً تهدف إلى إنشاء أنظمةٍ قادرةٍ على تنفيذ مهام عادةً ما تتطلب الذكاء البشري. يتميز الذكاء الصناعي بقدرته على استيعاب البيانات المعقدة والكبيرة، وتحليلها بشكلٍ أسرع من الإنسان، وفي بعض الأحيان يتمُّ اتخاذ قراراتٍ من خلاله بناءً على أدلةٍ مدروسةٍ ودقيقة، ويهدف إلى إنشاء نظمٍ قادرةٍ على التفاعل، والتعلم من البيانات التي يتمُّ إدخالها من قبل المستخدمين من أجل تحسين أدائه بمرور الوقت من أجل تحقيق مستوىً عالٍ من الذكاء. ^[1]

تاريخ تطور الذكاء الاصطناعي

خلال فترة الثمانينيات من القرن العشرين، شهدت العلوم الحاسوبية تطورًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل التمويل المعزّز، والتوسع في استخدام مجموعةٍ متنوعةٍ من الأدوات، حيث أدت أبحاث ديفيد روميلهارت وجون هوبفيلد حول تقنيات التعلم العميق إلى اكتشاف أن أجهزة حاسوبٍ يمكن أن تتعلم من التجربة.

منذ التسعينيات حتى أوائل الألفية الجديدة، حقق العلماء تقدمًا ملحوظًا في مجال الذكاء الاصطناعي، فتمكنوا من تحقيق الفوز في الشطرنج ضدّ بطل العالم. بفضل زيادة كمية البيانات، وتطور قوة المعالجة في العصر الحديث، أصبحت أبحاث الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارًا، ومع التطور السريع له أصبحت البرامج قادرةً على أداء المهام المعقدة، والتعلم، واتخاذ القرارات بشكلٍ ذاتي. ^[2]

ما هي أهمية الذكاء الاصطناعي؟

1- تطوير التعليم والتدريب

تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في تحسين جودة التعليم، وتقديم تجارب تعليمية مخصصةٍ لكل طالبٍ بحسب مستواه واحتياجاته. يتمّ ذلك عبر تحليل بيانات أداء كل طالب بشكلٍ فردي، حيث يقوم بتوفير موارد تعليمية متقدمة، مثل: تطبيقات الواقع الافتراضي، والواقع المعزّز، ومنصات التعلم الذاتي، وهذه الموارد تعزّز تفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي، وتسهم في تعزيز تجربة التعلم بشكلٍ شامل.

2- تحسين العمليات الصناعية

يتمُّ استخدام الذكاء الاصطناعي في تشغيل الروبوتات والآلات، مما يزيد من سرعة الإنتاج، كما يمكن استخدامه في تحسين عمليات التخطيط، وصيانة المعدات، مما يساهم في تحسين الإنتاج، وتقليل توقف الإنتاج بسبب الأعطال، ويؤدي تطبيقه في العمليات الصناعية إلى زيادة التنافس بين الشركات، والتحسين الشامل في كفاءة الإنتاج، وجودة المنتجات. ^[3]

3- تحسين الرعاية الصحية

يمكن تحسين تجربة المرضى، ومساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض بدقةٍ أعلى، وسرعةٍ أكبر من خلال الذكاء الاصطناعي، وذلك عن طريق تحليل الصور الطبية، مثل: الأشعة السينية، أيضاً يمكن أن يقوم بدعم الجراحين في العمليات الجراحية من خلال توفير صور دقيقة للأعضاء والأوعية الدموية. ^[4]

4- تطوير التكنولوجيا

يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين الأنظمة والتطبيقات التكنولوجية، وذلك من خلال تحليل البيانات بشكلٍ دقيقٍ من أجل زيادة كفاءتها، وأيضاً يمكن أن يساهم في تطوير حلولٍ ذكية تلبي احتياجات المستخدمين بشكلٍ سريع.

5- تعزيز الأمن والسلامة

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تحسين الأمن والسلامة في مختلف المجالات، حيث يسهم في خلق بيئةٍ أكثر أماناً واستقراراً للأفراد والمجتمعات، ويساعد في تطوير تقنيات السلامة المتقدمة في السيارات الذكية، ونظم النقل الذكية، مما يحسن من السلامة على الطرق، ويقلل من حوادث السير.

6- تحسين التوقعات واتخاذ القرارات

يمكن أن يتمّ استخدام الذكاء الاصطناعي في توقعات الأعمال والمبيعات، من خلال تحليل البيانات التاريخية، والعوامل الخارجية لتوقع الطلب على منتجات معينة في المستقبل، مما يساهم في اتخاذ القرارات.

7- تحسين الكفاءة والإنتاجية

يسهم الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كبير في تحسين الكفاءة والإنتاجية في مختلف الصناعات والقطاعات، حيث يتمُّ استخدامه من أجل تحسين تجربة العملاء من خلال نظم الدعم الذكي، وتوفير الاستجابة السريعة للاستفسارات، وحل المشكلات.

8- توفير الوقت والجهد

بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن تقديم خدمة عملاء أكثر كفاءة، وتوفير الوقت والجهد، ويتمُّ ذلك من خلال استخدام الشات التي تستجيب للاستفسارات الشائعة، وتوجيه العملاء إلى الموارد المناسبة، وبدلاً من البحث المتعب عبر محركات البحث للعثور على المعلومات، يحصل العملاء على الإجابات المباشرة والدقيقة التي يحتاجونها دون إضاعة الوقت في اتصالاتٍ طويلة أو بحثٍ مكثف.

ما هي تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

1- التصميم والفنون الإبداعية

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل توليد صورٍ فنية بناءً على متطلبات المستخدم، مما يساعد المصمّم في اكتساب أفكار جديدة للتصميم.

2- سيارات ذاتية القيادة

يقوم بمعالجة البيانات التي تتلقاها السيارات ذاتية القيادة من خلال أجهزة الاستشعار، مثل: الرادار، والكاميرا من أجل فهم البيئة المحيطة بالسيارة وتحليلها.

3- ترجمة آلية

تتمُّ عملية الترجمة الآلية بشكلٍ مستمر، ويتمُّ تحسينها باستمرار من خلال تغذية البيانات، وتعديل النماذج وفقًا للتغيرات والتطورات في اللغة.

4- معالجة المستندات

يمكن للذكاء الاصطناعي استخراج المعلومات الرئيسية من المستندات، مثل: الأسماء، والتواريخ، والأرقام، وفي حالة وجود صورٍ في المستندات يمكنه تحليلها، واستخراج المعلومات الموجودة فيها.