تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تتعدّد أنواع المبيدات الحشرية التي صنعها الإنسان لتكون عبارة عن مجموعة مواد تنتشر في البيئة للقضاء على الحشرات، أو بهدف طردها ومنع انتشارها، أو التقليل من أعدادها ضمن كلفةٍ ماديةٍ منخفضة، وتمّ استخدامها بكثرة، خاصةً في المجال الزراعي، ومن ثم البيطري والبشري لقلة سُمّيتها لدى الإنسان.

وتمّ إنتاج مجموعةٍ متتاليةٍ من المبيدات الزراعية منها الفوسفورية، مثل: الديازينون الذي يتميز بتركيزه العالي، ويصل حتى 60 بالمئة على شكل صيدلاني سائل قابل للانحلال بالماء، ويقضي على طيفٍ واسعٍ من الحشرات على رأسها البق، والعناكب، ومفصليات الأرجل الأخرى، وتمّ تسجيله في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1956.

كما بيّنت الدراسات العلمية أهمية استخدام المبيدات الحشرية لعدة أسباب أهمّها: تسبّب الآفات الحشرية بخسائر مادية كبيرة لإتلافها ثلث المحاصيل عالمياً، كما تعمل الحشرات على نقل الأمراض الأخرى للحيوانات والإنسان، مثل: الأنابلازما، والثاليريا، والبابيزيا، وحمى الضنك، واللشمانيا، وغيرها الكثير من الأمراض، لذلك أبدت المبيدات الفوسفورية دورها كعاملٍ صحي وقائي في القضاء على الحشرات المُستهدفة، وتقليل فرص انتقال الأمراض لدى المُجْترات والإنسان.

ما هو الديازينون وصفاته الفيزيائية؟

هو مبيدٌ حشريّ عضوي فوسفاتي يقضي على الحشرات مفصلية الأرجل والديدان الخيطية. يتميز بقوامٍ زيتي ذو لونٍ بني، ونقاوةٍ تصل لدرجات أعلى من 90 بالمئة. أما وزنه الجزيئي، يقدر ب 3،304 غرام / مول. أما قابلية انحلاله بالماء، فهي عالية تصل حتى 0,01 غرام لكل لتر ماء. تزداد قابلتيه للانحلال بالماء كلما ارتفعت درجة حرارة الماء أكثر بدأ من درجة 20 درجة مئوية، ويذوب أيضاً بالمذيبات العضوية، مثل: الأسيتون، والبنزين والأيثانول، والتولين، والزيلين، كما ينحل مع الزيوت النفطية. ^[1]

 ألية تأثير الديازينون على الحشرات المُستهدفة

يعمل على القضاء عليها عند ملامستها عبر تغيير انتقال الإشارات العصبية لديها، فيصيبها بالشلل حتى الموت، حيث يمنع انتقال إنزيم الأسيتيل كولين أستريز ضمن المشابك العصبية الكولينية مسبّباً تراكم الأستيل كولين أستيراز في الجهاز العصبي.

ويعدُّ مبدأ عمله مشابهاً لعمل مجموعةٍ واسعةٍ من المبيدات الحشرية الفوسفورية، مثل: الكلوربيريفوس، والملاثيون، والباراثيون، وهذه نقطة ضعفٍ لدى الحشرات التي تمتلك مقاومةً ضدّ المبيدات الفوسفورية، مما يسبّب ضعف نتائج عند استعمال الديازينون.

آلية تأثير الديازينون على الكائنات الحية الأخرى

أما عند دخول الديازينون إلى الكائنات الحية غير المُستهدفة، كالمجترات، والإنسان، فإن آلية تأثيره تكون مشابهةً بتأثيره على الناقل العصبي لدى الحشرات، لكنه لا يسبّب نفوق وموت الثدييات، وتظهر علاماتٌ سمّية، مثل: التحسّس، مما يجعلها أكثر خمولاً، وتصبح بذلك عرضةً للافتراس.

حيث قدرت جرعته السامة لدى الفئران، وكان مقدار السمّية المميتة لديها 1160 ميلي غرام لكل كيلو غرام وزن حي. أما الجرعة السمّية الحادة 300-850 ميلي غرام لكل كيلو غرام وزن حي مسبباً ظهور أعراض عصبية من دوار وفقدان وعي. ويتمُّ تأثيره على الكائنات الحية غير المُستهدفة عبر الجرعات الفموية.

حيث تعدّ أكثرها سمّية عند جرعة أكثر من 50 ميلي غرام لكل كيلو غرام وزن حي، أو عبر استنشاق كمية تصل إلى 0,05 ميلي غرام / لتر أو أكثر، أو عبر تعرّضه للجلد عندما تصل كميته 200 ميلي غرام لكل 1 كيلو غرام وزن حي، أو عبر تعرّضه للعين مسبّباً تهيُّجها وتآكلها مدمراً أنسجتها بشكلٍ غير قابلٍ للعلاج، أو قد يسبّب تآكل القرنية عند التعرّض لأكثر من 21 يوم. أما عند تعرّضه للجلد، فإنه يسبّب تهيُّج الجلد واحمراره. ^[2]

طريقة استعماله بشكلٍ أمن

كي يتمّ استعمال المبيدات الفوسفورية بشكلٍ عام، لا بدّ من اتخاذ الإجراءات الصحية لضمان صحة وسلامة الأشخاص الذين يطبقونه ضمن الأماكن الموبوءة بالحشرات الضارة، لذلك يجب أولاً التأكد من ترخيصه في البلد الذي تقيم به، حيث قامت بعض الدول بحظر استعماله ثم القيام بإخلاء المنطقة الموبوءة من الحيوانات الزراعية أو الأليفة مع كافة الأدوات اليدوية التي يستعملها المزارع حتى لا تتعرض للمبيدات.

والتقيُّد بلباسٍ يغطي أكبر مساحةٍ من الجسم للحفاظ على الجلد من التعرّض لرذاذه، ولبس قفازات، وارتداء كمامة ونظارات واقية مع تجهيز كميةٍ مناسبة من ورق الحمام أو نشارة الخشب لاحتواء الخليط إذا انسكب بالخطأ على الأرض، وعند الانتهاء من الاحتياطات السابقة يتمّ تجهيز الخليط على الشكل الآتي:

1- التقيّد بتركيز المبيد المصنع، وكميات مزجه مع الماء حسب تركيز الشركة المُصنّعة لأن نقصان تركيزه يعطي نتائج غير مرضية. أما زيادة تركيزه، يسبّب احتراق النبات.

2- لمكافحة الحشرات العشبية يتمّ خلط 7,4 ميلي لتر لكل 3،8 لتر ماء. أما بالنسبة لأشجار الورد ونباتات الزينة وأشجار الظل، يتم خلط 9،9 ميلي لتر لكل 3،8 لتر ماء. أما الخضروات وأشجار الفاكهة، يتمُّ خلط 9،9 ميلي لتر لكل 3،8 لتر ماء مع التقيد بعدم رشّه لأكثر من 5 مرات ضمن طور نمو الخضروات والفواكه.

ولمكافحة النمل والحشرات الأخرى، كالقمل والقراد يتمّ خلط 30 ميلي لتر لكل 3،8 لتر ماء، وللمنازل وما حولها يتمّ خلط 59 ميلي لتر لكل 3،8 لتر ماء مع التقيّد بعدم رشّه داخل المنزل إنما على أطرافه الخارجية فقط. ^[3]

 استخدامات الديازينون

1- يعدُّ مبيداً حشرياً غير جهازي، أي يمكنه مكافحه الحشرات المُستهدفة عبر ملامستها للمبيد، مثل: القراد، والبق، والقمل، والديدان الخيطية، والنيماتودا التي تصيب مجموعةً واسعةً من النباتات التي تتطفل على جذورها، وديدان أخرى تتطفل على أوراقها.

2- تمتصّه التربة بسهولة، لذلك فهو قادر على القضاء على الحشرات التي تتكاثر ضمن التربة وتحت النباتات.

3- يستعمل بكفاءةٍ عالية في الهواء الطلق لثباتيته الجيدة في مزارع الفواكه للقضاء على ذباب الفواكه، وضمن المروج والحدائق، كما يبُدي كفاءة أعلى في المساحات المغلقة أيضاً.

4- يُستخدم بهامش أمانٍ جيدٍ لدى المجترات بشكلٍ عام، والأبقار، الحوامل بشكلٍ خاص للقضاء على القمل والقراد.

5- يستعمل عند الحيوانات الأليفة، مثل: الكلاب، ويتمُّ تطعيم أطواقها بمبيد الديازينون لما له دور في القضاء على القراد والبراغيث.

6- يمكن تصنيعه بعدة أشكال صيدلانية، مثل: سائلٍ قابل للانحلال بتركيز 50 بالمئة، أو بودرة قابلة للحل بالماء، أو خاصة بتعفير الحيوانات، أو على شكل حبيباتٍ بطيئة الانحلال، وتعطي مفعولاً يدوم لفترةٍ أطول.

7- يتمُّ استخدامه للبذور الخاصة بالزراعة للحفاظ عليها من الحشرات. ^[2]