Skip links
فتاة ترتدي قميص أزرق تقف خلف الباب وتمسك مقبضه وهي خائفة

الخوف عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الخوف عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الخوف هو ردُّ فعلٍ طبيعي، وغالباً ما يكون جزءاً من تطور الطفل العاطفي والعقلي، حيث يُعتبر آلية حمايةٍ تساعد الأطفال على التعامل مع المواقف المُحتملة للخطر، ويمكن للخوف أن يكون إيجابياً في بعض الحالات، حيث يحمي الأطفال من المخاطر الحقيقية، ولكن عندما يصبح الخوف مفرطاً، ويؤثر سلباً على حياة الطفل، وقدرته على القيام بالأنشطة اليومية، فإنه يمكن أن يكون مشكلة.

ما هي أسباب الخوف عند الأطفال؟

هناك عدة أسبابٍ محتملة للخوف عند الأطفال، وقد تتفاوت هذه الأسباب، وتختلف من طفلٍ إلى آخر. وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة للخوف عند الأطفال: [1]

1- الخيال والخوارق

يمتلك الأطفال خيالاً قوياً، فيمكن أن يخلقوا صوراً مخيفةً في خيالهم، ويخافون من الوحوش أو الكائنات الخيالية، كما أن تأثر الأطفال بالقصص المخيفة، والأساطير التي يسمعونها قد يزيد من مستوى الخوف لديهم.

2- التجربة الجديدة

عندما يواجه الأطفال تجارب جديدةً أو مواقف لم يعتادوا عليها، فقد يشعرون بالخوف، وقد يتضمن ذلك الانفصال عن الوالدين للمرة الأولى، أو الذهاب إلى مكانٍ غريب، أو التعامل مع أشخاص غرباء.

3- التلفاز والأفلام

قد يتأثر الأطفال بالمشاهد المخيفة التي يرونها في الأفلام على شاشة التلفاز، وقد تثير المشاهد العنيفة أو المخيفة الخوف لدى الأطفال، وتؤثر على مشاعرهم.

4- التجارب السابقة

قد ينشأ الخوف نتيجةً لتجارب سلبية سابقة، على سبيل المثال: إذا تعرَّض الطفل لحادثةٍ مخيفة، أو تجربةٍ مؤلمة في الماضي، فقد يظهر الخوف المرتبط بتلك التجارب.

5- التأثير الاجتماعي

يمكن أن يتأثر الأطفال بخوف الآخرين من أشياء معينة، فيعتقدون أن هذه الأشياء تشكل تهديداً، ويخافون منها أيضاً.

متى يصبح الخوف عند الأطفال مثيراً للقلق؟

يصبح الخوف عند الأطفال مثيراً للقلق عند ظهور أحد العلامات التالية: [1]

1- التأثير على حياتهم اليومية

إذا كان الخوف يؤثر سلباً على قدرة الطفل على ممارسة الأنشطة اليومية بشكلٍ طبيعي، مثل: الذهاب إلى المدرسة، أو اللعب مع الأصدقاء، فقد يكون ذلك مثيراً للقلق.

2- الانسحاب الاجتماعي

إذا كان الخوف يؤدي إلى انعزال الطفل، وتجنُّبه الأنشطة الاجتماعية، والتفاعل مع الآخرين.

3- الأعراض الجسدية الملحوظة

إذا كان الخوف يترافق مع أعراضٍ جسديةٍ ملحوظة، مثل: الأرق، الصداع، آلام المعدة، فقد يكون ذلك مثيراً للقلق، ويشير إلى أن الخوف يؤثر على الجسم، والصحة العامة للطفل.

4- استمرار الخوف وتفاقمه

إذا استمر الخوف لفترةٍ طويلة، وزادت شدته مع مرور الوقت.

كيف يمكن للأهل التعامل مع خوف الطفل؟

توجد العديد من الطرق التي يمكن للآباء والأمهات اتباعها للتعامل مع خوف الطفل بشكلٍ فعال، ومن الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها: [2]

1- الاستماع والدعم الدائم

يجب الاستماع بعنايةٍ لمخاوف الطفل، وعرض الدعم، والتأكيد على تفهُّم مشاعره، وتقديم الراحة، والحنان، والأمان له من خلال العناق، والمواساة.

2- التحدُّث بصراحة

التحدُّث إلى الطفل بصراحةٍ ولطف عن مصدر خوفه، وتبسيط المفاهيم، وشرح الأمور بطريقةٍ تناسب عمره وفهمه، بالإضافة إلى تقديم معلوماتٍ إضافيةٍ حول الموضوع الذي يخاف منه، فإن فهم الواقع والمعرفة سيساعده على التخفيف من الخوف والقلق.

3- استخدام القصص والألعاب

استخدام القصص المصورة أو الألعاب لمعالجة مخاوف الطفل بطريقةٍ خيالية ومرحة، حيث يمكن أن تساعد هذه الأدوات في تخفيف القلق، وتشجيعه على التعامل مع المواقف المخيفة.

4- تعزيز الاستقلالية والشجاعة

القيام بتشجيع الطفل على تطوير مهاراته، والتحلي بالشجاعة بشكلٍ تدريجي، وتقديم فرصٍ للتجربة والتحدي، ودعمه في مواجهة مخاوفه بشكلٍ مستقل.

5- حفاظ الأهل على هدوئهم

يعدُّ التفاعل الهادئ من قبل الآباء والأمهات مهمّاً، فهو يعكس الهدوء والثقة على الطفل، ويساعده على التهدئة، والتحكُّم في مشاعره.

هل يمكن القضاء على مخاوف الطفل من أمورٍ معينة بشكلٍ نهائي؟

هذا السؤال يراود الكثير من الآباء بسبب حرصهم على صحة أطفالهم النفسية، والإجابة هي لا يمكن القضاء على مخاوف الطفل من أمورٍ معينة بشكلٍ نهائي في جميع الحالات، فالخوف جزءٌ طبيعيٌّ من الحياة البشرية، وقد يستمرُّ لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن.

مع ذلك، يمكن التقليل من تأثيرها على حياة الطفل، وتعزيز قدرته على التعامل معها من خلال النصائح السابقة، والاهتمام بالطفل، ودعمه، وإحاطته بالعناية، والحنان. ومع مرور الوقت، قد يلاحظ تحسن الطفل في تعامله مع المخاوف، ويكتسب مهاراتٍ تساعده في التحكم فيها بشكلٍ أفضل، ويجب معرفة أن الخوف قد يظهر بشكلٍ متكررٍ في مراحل مختلفة من الحياة، وهذا أمرٌ طبيعي، ولا يستدعي القلق. [2]

المراجع البحثية
This website uses cookies to improve your web experience.