Skip links
فتاة مُمددة على السرير تمد يدها لتمسك بساعة اسطوانية عليها أجراس

الخدار النومي  

الرئيسية » المقالات » الطب » أمراض » الخدار النومي  

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الخدار النومي؟

هو حالةٌ مرضيةٌ يعاني فيها المصاب من نومٍ مفرطٍ في ساعات النهار، والشعور المستمر بالنعاس والتعب، والمرضى المصابون بالخدار النومي (Narcolepsy) يشعرون بالتعب المستمر، والحاجة المُلحّة للنوم على الرغم من نومهم لساعاتٍ طويلةٍ جداً أحياناً تصل لأكثر من 15 ساعة في اليوم الواحد، حيث يفقد مريض الخدار النومي التحكم بساعات نومه.

وكما يُلاحظ لدى الكثير من المرضى المصابين بفقدان مفاجئ للقوة والصلابة العضلية أو ما يُعرف بالجمدة (Cataplexy)، وغالباً ما تتزامن الجمدة مع التغيرات العاطفية للمريض كالضحك، والبكاء، والحزن، ويمكن تصنيف الخدار النومي إلى صنفين بالاعتماد على هذا العرض، وهما:

1- المرضى المصابون بالخدار النومي، ويعانون من الجمدة.

2- المرضى المصابون بالخدار النومي، ولا يعانون من الجمدة.

وعلى الرغم من كون الخدار النومي حالةً مزمنةً تمتدُّ مدى الحياة، وعدم وجود أية أدوية نوعية شافية لهذا الداء، إلا أن الأدوية المتوفرة قادرةٌ على تخفيف الأعراض بما يكفي ليعيش المريض حياةً طبيعية. [1]

ما هي أعراض وعلامات الخدار النومي؟

يعاني المرضى من العديد من الأعراض، وأهمّها: [3]

1- النعاس المُفرط أثناء النهار

وهو أهمُّ عَرَض، وتتمُّ ملاحظته لدى جميع مرضى الخدار النومي حيث إن المريض مهما نام في الليل سيشعر بالنعاس الشديد في النهار، إلا أن هذا العَرَض يكون على شكل هجمات، أي أنه في لحظة بداية الهجمة يشعر برغبةٍ قويةٍ جداً بالنوم، ولكن خارج الهجمة لا يعاني من المريض من النعاس، ويحافظ على درجاتٍ مرتفعةٍ من الوعي.

2- الجمدة

حيث يلاحظ على المريض ضعفاً عضلياً مفاجئاً، والذي يترافق بالتغيرات العاطفية، وذلك يشمل العضلات الإرادية أي أن المريض قد يصبح في بعض الحالات الشديدة عاجزاً عن النطق، أو الحركة، أو المضغ، ويصبح جسماً غير قابلٍ للحركة، وهذا العرض قد يكون الشكاية الأولى في الخدار النومي، وذلك عند حوالي 10 بالمئة من المرضى، إلا أن كثير من مرضى الخدار النومي لا يتعرضون للجمدة طوال حياتهم، وبينما البعض الآخر يعاني من هجمات الجمدة مراتٍ عديدة في اليوم.

3- شلل النوم

حيث يعاني المريض من أعراض مشابهة لأعراض الجمدة (ضعف في القوة العضلية) لكن حول أوقات النوم، أي أن المريض يفقد السيطرة على عضلاته، ويعاني من ضعفٍ عضليٍّ أثناء النوم

4- الهلاوس

والتي تتمثل على هيئة كوابيس بصرية أثناء النوم، وعادةً ما تترافق مع شلل النوم، والتي قد يكون لها تأثيرٌ نفسيٌّ شديدٌ على المرضى (يحلم المريض بكوابيس بصرية أو حتى سمعية، ولا يستطيع أن يحرك جسمه، أو أن يدافع عن نفسه).

5- الأعراض الأقلّ شيوعاً

1- الأرق وقلة النوم: على الرغم من كون المريض ينام كثيراً في النهار، إلا أن بعض المرضى يعانون من أرق النوم في المساء، أي أن المريض لا يستطيع أن يخلد إلى النوم في الأوقات التي يعتاد فيها النوم سابقاً.

2- النوم المفاجئ: عرضٌ نادرٌ لكنه من الأعراض الخطيرة في الخدر النومي، أي أن المريض يغفو فوراً أثناء قيامه بمهمةٍ ما، وغالباً ما تكون في المهمات التي تتطلب تركيزاً كقيادة السيارة، حيث إن المريض بشكلٍ سريعٍ يغفو، ويصحو مباشرةً بعد عدة دقائق أو ثوانٍ، ليكمل المهمّة التي كان يقوم بها دون أن يذكر حادثة الغفو أو ما حدث قبلها مباشرة، (كأن ينسى أين وضع غرضاً ما لأنه وضعه مباشرةً قبل حدوث نوبة النوم).

ما هي الآلية المرضية للخدار النومي؟

إن الآلية المريضة لا تزال غير واضحةٍ بشكلٍ تام، إلا أنه من الملاحظ وجود انخفاضٍ كبيرٍ في الناقل العصبي هيبوكريتين (Hypocretin)، ويعرف أيضاً باسم أوركسين (Orexin) عند مرضى الخدار النومي، والذي تُنسب إليه مهمة تنظيم حالة النوم والصحو، وكما أن له دورٌ مهمٌّ في الحفاظ على ثباتية القوة العضلية، مما يُفسّر الأعراض عدم القدرة على النوم والضعف العضلي، وذلك عند مرضى الخدار النومي المُترافق بالجمدة.

إلا أنه لا يوجد انخفاضٌ مهمٌّ في مستوى الأوركسين عند مرضى الخدار النومي غير المترافق بالجمدة، مما يجعل السبب الأساسي باضطراب النوم لديهم غير محدّدٍ، كما تمَّ ملاحظة انخفاض بعض الهرمونات، كالهيستامين (Histamine). إن نقص الأوركسين يمكن أن يحدث لأسبابٍ مختلفة، حيث إن بعض الأورام ضمن الدماغ يمكن أن تُسبّب تخرُّب العصبونات المسؤولة عن صناعة هذا الهرمون، إلا أن الاعتقاد السائد هو أنه نوعٌ من أنواع الاستجابة المناعية المُعيبة.

والتي قد تتحرَّض ببعض الإصابات الفيروسية يؤدي إلى تخريب العصبونات، وانخفاض الأوركسين، ويمكن في بعض الحالات النادرة أن تُسبّب الرضوض تضرُّراً في العصبونات المنتجة، والإصابة بالخدار النومي، وكما تمَّ العثور على عدة جيناتٍ لها دورٌ في الإصابة، حيث إن إصابة أحد الأشقاء ترفع احتمال إصابة الشخص إلى 40 بالمئة في حالة التوائم الحقيقية. [2]

كيف يشخَّص الخدار النومي؟

عادةً ما تكون الأعراض كافيةً للشك بالخدار النومي، وخاصةً في العمر بين 10 إلى 30 عاماً (الفئة الأشيع التي يبدأ فيها المرض بالتظاهر)، لذا فإن لقصة المريض دوراً مهماً في وضع التشخيص، كما أن وجود إصابةٍ بين أفراد العائلة يزيد احتمال الإصابة، لذلك فإن الاستفسار عن وجود المرض بين أفراد العائلة، وخاصةً القرابة من الدرجة الأولى أمرٌ مهمٌّ جداً. إن إثبات التشخيص النهائي يجب أن يتمَّ بالاعتماد على اختبارين نوعيين:

1- تخطيط النوم

ويتمُّ فيه مراقبة القوة العضلية، وحركة العين، وعمق التنفس، وبفضل هذا التخطيط يمكن التفريق بين الخدار النومي، وبعض اضطرابات النوم الأخرى، كانقطاع التنفس أثناء النوم (كلا المرضين يكون النوم فيهما غير عميق، إلا أن الخدار النومي لا يؤثر على التنفس أثناء النوم).

2- اختبار زمن النوم المتعدد

ويتمُّ فيه قياس الزمن للشخص كي يغفو، ويدخل في مرحلة النوم السطحي أو الخفيف (النوم مع حركة العين السريعة REM). [3]

ما هو تدبير الخدار النومي؟

 لا يوجد دواءٌ نوعيٌّ، إلا أن الاستخدام المناسب للأدوية المتوفرة يمكن أن يمنح المريض حياةً خاليةً من اضطرابات النوم، ومن هذه الأدوية نذكر:

1- مودافينيل (Modafinil).

2- الأمفيتامين (Amphetamine).

3- مضادات الاكتئاب.

4- مضادات مُستقبلات الهيستامين النهضات المعاكسة. [3]

كما أن تحديد أوقات النوم أثناء النهار له دورٌ مهمٌّ في التكيف مع نوبات النوم الحادة لدى مرضى الخدار النومي.

المراجع البحثية

1- Narcolepsy – Symptoms and causes – Mayo Clinic. (2023, January 14). Mayo Clinic. Retrieved September 20, 2023

2- Nallu, S., MD. (n.d.). Narcolepsy: Practice Essentials, Background, Pathophysiology. Retrieved September 20, 2023

3- Narcolepsy. (n.d.). National Institute of Neurological Disorders and Stroke. Retrieved September 20, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.