Published in: طب التوليد وأمراض النساء

الحمل الهاجر – ما هي عوامل الخطر؟ الأعراض وكيفية علاجه

Author د. لمى زوده

Published on: 8 يوليو، 2023

د. لمى زوده

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الحمل الهاجر أو الحمل المُنتبَذ Ectopic Pregnancy الذي تُعشّش فيه البيضة المُلقّحة في أي مكانٍ خارج بِطانة جوف الرحم، ويحدث بنسبة 0.5 إلى 1.5بالمئة من الحوامل حيث يتوضَّع 95 بالمئة من الحمول الهاجرة في أحد البوقين بينما تتوضَّع النسبة الباقية بشكلٍ نادرٍ في المبيض، جوف البطن، عنق الرحم، ندبة قيصرية سابقة.

ما هي عوامل الخطر لحدوث الحمل الهاجر؟

يمكن لأي سببٍ يعوق تقدُّم البيضة المُلقّحة إلى جوف الرحم أن يؤدي إلى حدوث حملٍ هاجر، ومن أهمّ عوامل الخطر المعروفة: ^[1]

1- سوابق حملٍ هاجر حيث يزداد الخطر خمسة أضعاف.

2- التصاقات محيطة بالبوق قد تنجم عن التهاب البوق، التهاب زائدة دودية، أندومتريوز.

3- تشوُّهات البوق الخلقية أو المُكتسَبة (بعد إجراء جراحاتٍ مختلفةٍ على البوق).

4- التقدُّم في العمر لأكثر من 35 سنة.

5- التدخين.

6- استخدام التقنيات المساعدة على الإخصاب (ART).

7- فشل ربط البوقين بهدف التعقيم.

8- الحمل في حال وجود لولبٍ نحاسيّ أو هرمونيّ يحمل خطراً أكثر بأن يكون الحمل خارج الحمل.

9- الداء الحوضي الالتهابي (Pelvic Inflammatory disease) PID ، وعادةً يحدث بسبب عدوى منقولة جنسياً SII (Sexually transmitted infection)  

ما هي أعراض الحمل الهاجر؟

قد تكون الأعراض المبكرة للحمل الهاجر مشابهةً جداً للحمل الطبيعي، مثل: غياب الطمث، غثيان، مضض الثديين، اختبار حملٍ إيجابي. أما أعراض الحمل الهاجر قبل حدوث التمزُّق: ^[1]

1- نزفٌ مهبليٌّ خفيف يحدث عند 60 إلى 80 بالمئة من المريضات.

2- ألمٌ أسفل البطن أو أسفل الظهر، يصبح ألماً حاداً مفاجئاً مع ميلٍ للإغماء عند حدوث التمزُّق.

كيف يتمُّ تشخيص الحمل الهاجر البوقي؟

يجب الشكّ بالحمل الهاجر عند أي سيدةٍ تشكو من غياب الطمث مع ألمٍ حوضي مع اختبار حملٍ إيجابي.

1- الفحص السريري والنسائي:

حيث يظهر الفحص النسائي ضخامةً خفيفةً في الرحم، ألماً عند تحريك العنق، وجود نزفٍ مهبليٍّ خفيف. وعند حدوث التمزُّق تظهر أعراض الصدمة النزفية، مثل: تسرُّع نبض، هبوط ضغط، وقد تصل إلى مرحلة فقدان الوعي.

2- التصوير بالأمواج فوق الصوتية:

والأدقُّ هو التصوير بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل حيث يظهر الصدى غياب كيس الحمل داخل الرحم مع وجود كتلةٍ في الملحقات مع سائل رتج دوغلاس.

3- عيار الحاثة المشيمية التناسلية B-HCG:

حيث تكون قيمتها أقلّ منها في حالات الحمل الطبيعي.

4- تنظير البطن:

وهو إجراءٌ تشخيصي وعلاجي حيث يتمُّ رؤية الحمل الهاجر واستئصاله ضمن نفس الإجراء. ^[2]

كيف يتمُّ علاج الحمل الهاجر البوقي؟

علاج الحمل الهاجر إما أن يكون دوائياً أو جراحياً:

المعالجة الدوائية

الدواء المُستخدم هو الميتوتركسات (Methotrexate)

1- إما أن يتمَّ إعطاء السيدة جرعةً وحيدةً بمقدار 50ملغ/م² حقنة عضلية، وتتمُّ معايرة B-HCG في اليوم الرابع والسابع، وبعد إعطاء الحقنة يجب أن ينخفض مستوى ال BHCG بنسبة 15 بالمئة أو أكثر، وإذا لم ينخفض لهذا المستوى يجب تكرار الجرعة.

2- أو يتمّ إعطاء السيدة جرعاتٍ متعددة من الميتوتركسات بمقدار 1ملغ/كغ حقن عضلي بمعدل 4 جرعات بفاصل 48 ساعةٍ بين الجرعات، ويتمُّ عيارB-HCG كلّ 48 ساعة حتى ينخفض مستواه بنسبة 15 بالمئة أو أكثر ثم تتمُّ معايرة BHCG أسبوعياً حتى يعود إلى مستواه الطبيعي.

المعالجة الجراحية

تُجرى عن طريق تنظير البطن أو فتح البطن الجراحي، يُفضّل تنظير البطن خاصةً في حال كانت السيدة مُستقرةً، ويتمُّ العلاج الجراحي بطريقتين:

1- فغر البوق Salpingostomy : حيث يتمُّ استئصال الحمل الهاجر مع الحفاظ على البوق، ويُجرى في حال كان قطر كيس الحمل أقلّ من 2 سم، والحمل الهاجر غير مُتمزّق ومتوضّع في القسم البعيد من البوق.

2- استئصال البوق كاملاً وضمنه الحمل الهاجر، وهذه الطريقة تُقلّل حالات نكس الحمل الهاجر.

في حال كانت السيدة قد أنهت الحياة الإنجابية يمكن أن يتمّ ربط البوق الثاني خلال نفس الجراحة ليُقلّل خطر نكس الحمل الهاجر في الجهة المقابلة. ^[2]

ما هي الأعراض الجانبية للمعالجة الدوائية للحمل الهاجر؟

عادةً تكون الأعراض خفيفة الشدة، وتتراجع عفوياً خلال أيام، وأهمُّ هذه الأعراض: ^[3]

1- غثيان وإقياء.

2- ألمٌ حوضيّ.

3- ألم قولنجي بطني.

4- التهاب معدةٍ وأمعاء.

5- إسهال.

أيهما أفضل المعالجة الجراحية أم المعالجة الدوائية؟

تتشابه نتائج المعالجة الدوائية متعددة الجرعات وفغر البوق من حيث نجاح العلاج، والحفاظ على البوق، ومعدّلات الحمل الطبيعي ضمن الرحم لاحقاً. يُفضّل العلاج الدوائي في حال: ^[2]

1- قطر كيس الحمل أقلّ من 4 سم.

2- نبض المُضْغة ضمن كيس الحمل سلبي.

3- حالة المريضة مستقرة.

4- عدم تمزُّق الحمل الهاجر.

5- مستوى B-HCG منخفض.

بينما يُفضّل العلاج الجراحي في الحالات الأخرى.

ما هي المدة التي يجب انتظارها قبل الحمل مرة أخرى؟

يجب انتظار ثلاثة أشهر على الأقل بعد علاج الحمل الهاجر قبل محاولة الحمل مرة أخرى. ^[3]