الحصاد المائي – الأهداف، الطرق وأهمُّ التحدّيات
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
ما المقصود بالحصاد المائي؟
الحصاد المائي (Hydro Harvest) يُعرف بأنه عملية جمع، أو حجز مياه الأمطار، أو المياه الجارية، والاستفادة القصوى منها مع الحفاظ عليها نظيفةً خاليةً من المُلوّثات، وينبغي أن تكون مشاريع الحصاد المائي مجديةً اقتصادياً. إن استخدام مصطلح الحصاد المائي حديث، إلا أن عمليات تجميع المياه قديمة تعود إلى بداية الزراعة منذ عهد الحضارات القديمة، كالحضارة الهندية، والصينية، وحـضـــــارات ما بين النهرين، والأنباط، وفي صحراء النقــب فـي عهـد الإمبراطورية الرومانية.
أما الآن، فيُعرف الحصاد المائي على أنه المناطق التي تعاني من نقصٍ في المياه المُتاحة للاستخدامات البشرية، وأكثرها يقع في المناطق قليلة الأمطار أو الأقاليم الحدودية الواقعة على هامش الصحراء، وتقلُّ فيها الأمطار السنوية عن 600 ميلي متر. أما إذا قلّت الأمطار عن 80 ميلي متر، فإن عملية الحصاد المائي تكون غير مجديةٍ اقتصادياً. [1]
ما أهداف الحصاد المائي؟
للحصاد المائي عددٌ من الأهداف التي يمكن تحقيقها: [2]
1- توفير مياه الشرب للسكان.
2- استخدام مياه الحصاد المائي لريّ المزروعات.
3- الحفاظ على رطوبة التربة.
4- تعدُّ دوراً مساهماً في نموّ المراعي الطبيعية لرعي الحيوانات.
5- مكافحة التصحُّر.
6- توفير موردٍ مالي من خلال توفيرها للمياه في المناطق الجافة وشبه الجافة.
7- تعدُّ مصدراً للمياه الجوفية.
8- لها دور في التقليل من أخطار الفيضانات في الأراضي المنخفضة والوديان، لأنه من صفات مناخ المناطق الجافة وشبه الجافة هو سقوط أمطار غزيرة خلال مدةٍ قصيرة تؤدي إلى جمع المياه، وعدم تبدُّدها أو ضياعها.
9- توليد الطاقة الكهرومائية من اندفاع المياه من السدود المقاومة.
ما هي طرق الحصاد المائي؟
يمكن تقسيم طرق الحصاد المائي إلى مجموعتين: [3]
1- حجز المياه الجارية
● بناء السدود لحجز مياه الأنهار والأودية، ويعتمد حجم السد على كمية التصريف النهري.
● تحويل مجاري الجداول والأودية جزئياً أو كلياً بقنواتٍ لتخزينها في خزاناتٍ صناعية مُعدَّةٍ لتجميع المياه.
● ضخُّ مياه الأنهار والأودية، لاسيّما في فصل الشتاء لملء الخزانات المُنشأة في منطقةٍ مرتفعة، وعادةً تُستخدم هذه المياه في المنازل.
2- حصاد مياه الأمطار
● جمع مياه الأمطار عن أسطح المنازل بتوجيهها نحو خزاناتٍ أو آبار محفورةٍ لهذا الغرض.
● عمل حفر وسدود ترابية لجمع مياه الأمطار، وتتمُّ معاملة سطحها بتسويته وكبس تربته لتصبح غير مُنفذةٍ للماء.
● اتباع نظام الزراعة الشريطية، إذ يتمُّ تحويل مياه الأمطار من شريطٍ زراعي مرتفع إلى آخر أقلُّ ارتفاع.
● عمل المدرّجات الزراعية ببناء سلاسل حجرية على طول خطوط الكنتور، ثم تسوية الأرض لعمل أراضٍ منبسطةٍ تستطيع الاحتفاظ بمياه الأمطار، فتزداد رطوبتها لدرجةٍ تسمح بزراعتها.
● تغطية التربة بأوراق النبات، أو القش، أو الأغصان المقطّعة ومخلفات النبات، أو بالحصى والحجارة للتقليل من تبخُّر الماء من التربة إلى أدنى حدٍّ ممكنٍ للحفاظ على رطوبتها.
ما هي أنواع الملوثات المائية؟
يُعرف تلوث الماء (water pollution) بأنه تغيرُّ الخصائص الفيزيائية، أو الكيميائية، أو البيولوجية للمياه، الأمر الذي يجعل نوعيتها غير ملائمةٍ للاستخدام، ويحدث التلوث من مصادر متعددة منها: [4]
1- المياه الملوثة المنزلية
وتنتج من استعمالات المنازل، وتحتوي على كمياتٍ هائلةٍ من البكتيريا، والفطريات، والفيروسات.
2- المياه الملوثة الصناعية
هي المياه المستعملة في الصناعة كمادةٍ خام، أو في الإنتاج وفي أغراض التبريد، وتحتوي هذه المياه على مواد كيمياوية ضارة وسامة، ومواد عالقة، ومواد ذائبة، وحوامض سامة، فضلاً عن ارتفاع درجة حرارتها.
3- المياه الملوثة الزراعية
تكون ناتجةً عن تصنيع علفٍ للحيوانات، وتحتوي على مواد، مثل: حامض الخليك، ومركبات النتروجين، كما أن استعمال المبيدات يؤدي إلى نقل هذه المواد عن طريق مياه الري إلى الماء السطحي المجاور للحقول الزراعية أو إلى المياه الجوفية.
4- التلوث بالنفط
يزداد تلوث مياه البحار والمحيطات بازدياد ناقلات النفط سواءً أكان من حيث العدد أو الحجم، وينتج ذلك التلوث عن غرق ناقلات النفط، كما حدث عندما غرقت سفينة كانيون في بحر المانش عام 1967، وتسرّب منها 117000 طن من النفط الخام الى البحر، كما أن كثيراً من السفن تقوم بغسل صهاريجها وتفريغها في البحر، وتحدث عملية تلوث مياه البحار عند استغلال آبار النفط الموجودة في البحار، كما في حقل نوروز الإيراني عام 1983، والذي عمل على تلوث مياه الخليج العربي، وقد يحصل تسرُّبٌ للنفط من حقوله على اليابسة باتجاه الماء الجوفي.
5- الأمطار الحامضية
تحصل على وجه الخصوص في الأقاليم الصناعية لاحتواء هوائها على أكاسيد النتروجين وأكاسيد الكبريت، كما في الدول الأوروبية، وكندا، والولايات المتحدة الأمريكية.
كيف نحافظ على الموارد المائية؟
1- نشر الوعي الثقافي بأهمية المياه، وعدم الإفراط فيها.
2- إعطاء المحاصيل الزراعية والنباتات الماء وفقاً لمقنّناتها المائية.
3- استخدام طرق الريّ الحديثة، كالري بالتنقيط، والري بالمرشّات، والاستغناء عن طرق الري القديمة التي تسبّب هدر المياه، وعدم توجيه مياه المنازل إلى الأنهار الجارية.
4- استخدام المكافحة البيولوجية لتقليل الاعتماد على المبيدات الكيمياوية الملوِّثة للتربة والمياه. والتقليل من استخدام المخصبات الكيمياوية والصناعية في الزراعة، واستخدام الأسمدة العضوية بدلاً منها.
5- معالجة المياه الملوثة المنزلية والصناعية قبل توجيهها إلى الأنهار والمنخفضات.
6- العمل على تحلية المياه المالحة، واستعمالها في مختلف المجالات، والتقليل من استخدام المخصبات الكيمياوية والصناعية في الزراعة، واستخدام الأسمدة العضوية بدلاً منها.
7- استخدام طرق الحصاد المائي في مختلف المجالات.
8- استنباط سلالاتٍ جديدة من المحاصيل الزراعية لها متطلبات قليلة من المياه.
9- إيجاد الطرق العلمية التي تكفل معالجة البقع النفطية الناشئة من تسرُّب النفط من الناقلات في البحار، والمحيطات، وسنّ القوانين التي تمنع توجيه المياه الملوثة نحو الأنهار والبحيرات. [4]
ما هي تحدّيات طرق الحصاد المائي؟
إن طرق الحصاد المائي تعاني من ارتفاعٍ في معدل درجات الحرارة الذي يعرّض المياه إلى التبخُّر، وهذا يُقلّل من كمية المياه المتجمّعة، ويزيد من ملوحتها، فضلاً عن ذلك هناك مشكلة التلوث التي تعاني منها مصادر المياه في الوقت الحالي بسبب توجيه المياه الملوثة نتيجة استخدامات الإنسان المنزلية والصناعية نحو المجاري المائية أو نحو المياه المُتجمّعة.
ورغم هذه المشاكل التي تواجه طريقة الحصاد المائي إلا أنه بالإمكان تفاديها قدر الإمكان، فارتفاع التبخُّر يمكن أن يتمّ تقليله بزرع الأسيجة النباتية حول الخزان لتوفير الظل له فضلاً عن التخفيف من أثر سرعة الرياح، كما أن استخدام بعض المواد العاكسة للأشعة الشمسية على سطح الماء يُقلّل من درجات الحرارة، فيقلّ التبخُّر فضلاً عن ذلك يمكن تغطية سطح الخزان بأغطيةٍ تقيه من الإشعاع الشمسي والحرارة العالية، فتنخفض معدلات التبخُّر منه. [5]
المراجع البحثية
1- GeeksforGeeks. (2022, July 4). Water harvesting Definition, importance, Methods, Limitations. Retrieved October 19, 2024
2- Team, N. I. (2024, August 10). Rainwater Harvesting: Meaning, Objectives, Importance & More. NEXT IAS Blog. Retrieved October 19, 2024
3- Fakhouri, M. (2023, April 10). حصاد مياه الأمطار والسيول Harvesting rain and Flood Water. Iraqi Forum. Retrieved October 19, 2024
4- جهاد علي الشاعر علم المياه الهيدرولوجيا. (2006) . Retrieved October 19, 2024
5- سلام هاتف أحمد الجبوري .علم المناخ التطبيقي . Retrieved October 19, 2024