الحاجز الرحمي – الأعراض، العلاج وهل يسبّب العقم؟
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تصادف التشوُّهات الرحمية الخلقية عند 4 بالمئة من النساء بشكلٍ عام، ورغم أن الحاجز الرحمي نادر الحدوث، إلا أنه يعتبر واحداً من أشيع التشوُّهات الرحمية الخلقية.
ما هو الحاجز الرحمي؟
ويعرف أيضاً بالرحم المنفصل، وهو أحد التشوُّهات التشريحية في الرحم يوجد عند الأنثى منذ ولادتها، وينجم عن وجود غشاءٍ يدعى بالحاجز يمتدُّ من قعر الرحم إلى الجزء السفلي منه بشكلٍ طولي بحيث ينقسم الرحم إلى جزأين منفصلين، ويختلف هذا الحاجز بطوله وثخانته أيضاً بالأعراض التي يسبّبها عند السيدة. [1]
ما هي آلية تشكل الحاجز الرحمي؟
يتشكل في الحياة الجنينية أثناء تشكل الأعضاء التناسلية للأنثى، وهي داخل رحم الأم، حيث يتشكل الرحم، وعنق الرحم، والجزء العلوي من المهبل من اندماج قناتي مولر على الخط المتوسط التي تعرف أيضاً بالقناة جانب الكلية الوسطى لتشكلان القناة الرحمية المهبلية البدئية، ثم يتحلل الحاجز الناجم عن التحام هاتين القناتين، ويشكلان جوف الرحم وعنق الرحم، وينجم الحاجز الرحمي عن الزوال غير التام لمنطقة التحام هاتين القناتين، وبالتالي يبقى غشاء يقسم الرحم إلى قسمين. [2]
ما هي أنماط الحاجز الرحمي؟
1- الحاجز الرحمي الجزئي (Partial Uterine Septum): يمتدُّ الحاجز من قعر الرحم بشكلٍ طولي دون أن يصل إلى الفوهة الباطنة لعنق الرحم.
2- الحاجز الرحمي الكامل (Complet Uterine Septum): عندما يشمل الحاجز الرحمي عنق الرحم أيضاً، وقد يمتدُّ ليشمل الجزء العلوي من المهبل. [3]
ما هي أعراض الحاجز الرحمي؟
يكون لا عرضياً في أغلب الأحيان أو يسبّب فقط عسرة طمث، وبما أنه يوجد عند السيدة منذ ولادتها، فقد تعتبر السيدة أن عسرة الطمث هذه أمراً طبيعياً. لكن تظهر مضاعفات الحاجز الرحمي الهامة عند محاولة السيدة الإنجاب، حيث تتعرض للمضاعفات التالية:
1- الإسقاطات المتكررة، وهي أشيع الأعراض، وغالباً هي العرض الذي يؤدي إلى اكتشاف وجود الحاجز الرحمي.
2- الولادة المبكرة.
3- انفصال المشيمة الباكر.
4- سوء توضُّع الجنين ضمن الرحم، وخاصةً المجيء المقعدي، والذي قد يؤدي إلى زيادة الحاجة للعملية القيصرية.
5- النزف بعد الولادة. [1] [2]
كيف يتمُّ تشخيص الحاجز الرحمي؟
يتمُّ التشخيص بإجراء العديد من التقنيات: [2]
1- تنظير باطن الرحم
يقوم الطبيب بإدخال منظار الرحم الصلب أو المرن عبر قناة عنق الرحم إلى داخل تجويف الرحم، ويؤمن التنظير الرؤية المباشرة لبطانة الرحم وللحواجز الرحمية في حال وجودها، ولكن لا يعطي أي معلوماتٍ عن شكل محيط الرحم، لذا يجب اللجوء إلى إجراء تقنياتٍ أخرى.
2- تنظير البطن
يؤمن رؤيةً مباشرةً للسطح المصلي الخارجي للرحم، وهو ضروري لتحديد التشوه الموجود، ويتمّ إجراؤه مع تنظير باطن الرحم لتحديد نمط تشوّه قناة مولر.
3- التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو)
يعتبر التصوير بالصدى ثلاثي الأبعاد أفضل من ثنائي الأبعاد في تشخيص التشوهات التشريحية للرحم، ويعدّ من أحدث طرق التشخيص، وأقل رضاً من إجراء تنظير باطن الرحم وتنظير البطن.
4- تصوير الرحم الظليل (HSG)
يتمّ عن طريق إدخال قثطرة ضمن قناة عنق الرحم وحقن مادة ظليلة على الأشعة ضمن تجويف الرحم، ثم يتمّ أخذ عدة صورٍ شعاعية متتالية، حيث يرتسم من خلالها تجويف باطن الرحم نتيجة توزع المادة ضمنه، ويظهر فيه الرحم المنفصل، لكنه لا يعطي فكرةً عن السطح الخارجي للرحم، وبالتالي لا يمكن لتصوير الرحم الظليل أن يميز بين الرحم المنفصل والرحم ذو القرنين.
5- المرنان المغناطيسي (MRI)
بظهر بشكلٍ دقيقٍ تشريح أعضاء الحوض، وقد أظهرت يعض الدراسات نتائج مشابهة عند إجراء تصويرٍ بالصدى ثلاثي الأبعاد إلا أن الرنين المغناطيسي أكثر كلفة.
ويتمّ التشخيص عند رؤية الحاجز الرحمي مع سطحٍ خارجي لقعر الرحم محدباً، أو مسطحاً، أو مقعراً بشكلٍ خفيف (الشق الموجود في قعر الرحم أقل من 1 سنتيمتر) والزاوية بين قرني الرحم أصغر من 75 درجة.
كيف يتمُّ علاج الحاجز الرحمي؟
لا حاجة لعلاج الحاجز الرحمي في حال غياب الأعراض، ولكن يجب علاجه عندما تعاني السيدة من المضاعفات التوليدية، مثل: الإسقاطات المتكررة. ويتمُّ علاجه عن طريق الجراحة التي تهدف إلى استئصاله، والتقنية الأفضل والأقل خطورةً هي استئصاله عن طريق تنظير باطن الرحم، وقد يتمّ الاستئصال بمساعدة التصوير بالأمواج فوق الصوتية للتأكد من إزالة الحاجز الرحمي بشكلٍ كامل، وتختلف التقنيات المستخدمة في استئصاله باختلاف ثخانته، وطوله، وخبرة الجراح. [1]
ما هي مضاعفات علاج الحاجز الرحمي
1- الإنتان.
2- النزف لعدة أيام بعد الاستئصال.
3- أذية عنق الرحم نتيجة الرض أثناء التنظير.
4- أذية الرحم، مثل: انثقابه، ويمكن تقليل حدوث هذه الأذية عن طريق استخدام التصوير بالصدى أثناء الاستئصال.
5- تشكل الالتصاقات لاحقاً ضمن الرحم.
6- الاستئصال غير التام للحاجز الرحمي. [3]
ما هو التشخيص التفريقي للحاجز الرحمي؟
يجب تفريق الحاجز الرحمي عن باقي تشوهات قناة مولر، مثل:
1- الرحم ذو القرنين (Bicornuate Uterus).
2- الرحم المزدوج (Uterus Didelphys).
3- الرحم المقوس (Arcuate Uterus). [2]
ما هو إنذار الحاجز الرحمي؟
رغم المضاعفات التي يسببّها الحاجز الرحمي، فقد أظهرت دراسات أن استئصاله جراحياً حسّن معدلات الحمل عند الأزواج العقيمين، وقلّل من المضاعفات التوليدية عند المريضات اللواتي يعانين من الإسقاطات المتكررة، حيث إن 80 بالمئة منهن تمكنّ من الحصول على وليدٍ بتمام الحمل. [2]
هل يؤثر الحاجز الرحمي على الحياة الجنسية للسيدة؟
لا يؤثر الحاجز الرحمي على الحياة أو الرغبة الجنسية لدى السيدة. [4]
هل يسبّب الحاجز الرحمي العقم عند السيدة؟
غالباً لا ينقص الحاجز الرحمي الخصوبة عند السيدة، ولا تعاني من مشاكل في حدوث الحمل، ولكن الخطورة الأهمّ هي الاختلاطات التي تحدث خلال الحمل، والمشكلة تكمن في إمكانية متابعة الحمل حتى نهايته، والحصول على جنين بتمام الحمل. [4]
متى يمكن معاودة الحمل بعد الجراحة؟
يجب الانتظار مدة شهرين على الأقل بعد استئصال الحاجز الرحمي لمحاولة الحمل مرةً أخرى بحيث تسمح للرحم بالشفاء، وتجنب المضاعفات غير المرغوبة. [2]
المراجع البحثية
1- Septate uterus. (n.d.). WebMD. Retrieved July 23, 2024
2- Blanco-Breindel, M. F., Kahn, J., & Singh, M. (2023). Septate Uterus. StatPearls Publishing. Retrieved July 23, 2024
3- Septate uterus. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved July 23, 2024
4- Septate uterus. (n.d.). Childrenshospital.org. Retrieved July 23, 2024