Published in: طب التوليد وأمراض النساء

الثُّلث الثالث من الحمل

Author د. لمى زوده

Published on: 1 مارس، 2024

د. لمى زوده

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو الثُّلث الثالث من الحمل؟

هو فترة الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، ويمتدُّ من الأسبوع الحملي الثامن والعشرين، وحتى الأسبوع الأربعين (الشهر السابع، والثامن، والتاسع)، ويعدُّ الثلث الثالث (Third Trimester Of Pregnancy) تحديداً مهماً للأم من الناحية الجسدية والنفسية، ويجب تقديم الدعم الجسدي والعاطفي لها في هذه الفترة. ^[1]

ما هي أعراض الثُّلث الثالث من الحمل؟

بعد انتهاء الثلث الثاني من الحمل الذي يدعى بربيع الحمل، وبعد مرور الحامل بفترةٍ من الراحة نوعاً ما يعود التعب الجسدي في الثلث الأخير من الحمل، ومن أهمّ الأعراض التي تعاني منها الحامل في هذه الفترة: ^{[1] [2]}

1- القلس (Heartburn)  

حيث يحدث عند 70 بالمئة من الحوامل على الرغم من أن الحامل تعاني من هذه الأعراض من بداية الحمل، لكن يزداد الإزعاج في الثلث الأخير من الحمل ثم يتراجع قليلاً عند تدخل المجيء، ويحدث القلس نتيجة عودة المفرزات المعدية إلى أسفل المري بسبب ضعف عضلة الفؤاد، والقسم السفلي من المريء من جهة، وضخامة الرحم، وضغطه على المعدة من جهةٍ أخرى، ويشتدُّ بعد الطعام، خاصةً إذا كانت الحامل في وضعية الاستلقاء.

2- تقلصات براكستون هيكس

هي تقلصاتٌ خفيفة الشدة وغير منتظمة، تشعر بها الحامل بعد التعب الجسدي أو ممارسة الجماع، وتحدث غالباً في المساء.

3- الإمساك

بسبب وهن عضلات الأمعاء، والذي قد يُسبّب أيضاً شقوقاً شرجية.

4- دوالي الطرفين السفليين

بسبب ضغط الرحم على الأوردة الحوضية في نهاية الحمل، وأيضاً بسبب هرمونات الحمل التي تؤدي إلى ارتخاء جدران الأوردة.

5- تفاقم ألم الظهر

 بسبب زيادة الوزن وضخامة الرحم.

6- زيادة التصبُّغات الجلدية

خاصةً الخط المتوسط للبطن أو على الوجه.

7- تمدُّد جلد جدار البطن

وتظهر عليه الفزر الحملية بلونٍ وردي ثم مع الوقت تصبح بلونٍ صدفي، وقد تظهر الفزر الحملية على جلد الثديين والفخذيين أيضاً.

8- ضخامة الثديين

وتحضيرهما للإرضاع، حيث تنمو الغدد الثديية، وتنمو أقنيتها بفضل الهرمونات التي تفرزها المشيمة.

9- تعدد البيلات

بسبب ضغط رحم الحامل على مثانتها، وتأثير الهرمونات.

10- الزلة التنفسية

بسبب ضخامة الرحم، وتبلغ ذروتها بين الأسبوعين 28 و31 من الحمل.

11- الخدر

بسبب الضغط على الأعصاب، وخاصةً خدر الساقين واليدين (متلازمة نفق الرسغ)، وأحياناً البطن بسبب تمدُّد الجلد.

12- تورم جسم الحامل

 وخاصةً الساقيين والكاحلين، وإذا شمل التورُّم الوجه واليدين، وترافق مع صداع يجب عندها استشارة الطبيب فوراً.

13- اضطراب النوم

ويحدث نتيجة عدة أسباب أهمّها:

● قلق الحامل.

● صعوبة وجود وضعيةٍ مريحةٍ للنوم، ويفضل النوم على الجانب الأيسر مع وضع وسادةٍ بين الساقين.

● تعدُّد البيلات، والاستيقاظ المتكرر.

● القلس عند النوم.

● متلازمة تمَلمُل الساقين، وهو شعورٌ ملحٌّ بضرورة تحريك الساقيين، نتيجة الإحساس بعدم الراحة، يحدث عند الاستلقاء، وتحتاج الحامل إلى المشي، وتحريك الساقين.

14-زيادة الإحساس بحركات الجنين

 في بداية هذا الثلث ثم تتناقص بسبب زيادة حجم الجنين الذي يشغل كامل الكيس الأمنيوسي.

15- البواسير

والتي تحدث نتيجة ارتفاع التوتر داخل الأوردة الباسورية بسبب ضغط الرحم، وتدخل المجيء.

16- الأعراض الأخرى أيضاً

– تشنجات الساقين.

– تزايد ظهور الأشعار في مناطق غير مرغوبة.

– نقص الرغبة الجنسية.

– إفرازات مهبلية بيضاء اللون.

ما هي التطورات التي تطرأ على الجنين في الثُّلث الثالث من الحمل؟

يستمر تطور الجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل: ^{[2] [3]}

1- الشهر السابع (من بداية الأسبوع 28 وحتى نهاية الأسبوع 31 من الحمل)

1- تتطور العينين عند الجنين، ويصبح قادراً على فتحها.

2- يتطور الجهاز العصبي، ويصبح قادراً على تنظيم حركات التنفس، وحرارة الجسم.

3- القدرة على الركل والتمطُّط.

4- العظام تكون متشكلةً بشكلٍ كامل، لكنها ما تزال لينة، حيث يقوم الجنين بتخزين الكالسيوم، والفوسفور، والحديد.

5- الرئتان غير ناضجتين.

6- في نهاية هذا الشهر يكون الجنين قد أنهى جميع التطورات الهامة في الأجهزة الحيوية، فيبدأ بكسب الوزن بشكلٍ متزايد.

7- يكون وزن الجنين في نهاية هذا الشهر حوالي 1300 غرام.

2- في الشهر الثامن (من بداية الأسبوع 32 وحتى نهاية الأسبوع 36 من الحمل)

1- تصبح أظافر الجنين واضحة.

2- اختفاء الزغب في جلد الجنين.

3- تصبح العظام أقسى.

4- تبقى الجمجمة مرنةً بسبب وجود اليوافيخ.

5- يصبح الجنين حساساً للضوء.

6- في نهاية هذا الشهر يبدأ المجيء التدخل في الحوض.

7- في نهاية هذا الشهر يكون وزن الجنين حوالي 2600 غرام.

3- الشهر الأخير من الحمل (من الأسبوع الحملي 37 إلى الأسبوع الحملي 40)

1- يزداد حجم الجنين بحيث يشمل كامل الكيس الأمنيوسي، وتصبح ركلات الجنين أقل شدة.

2- في الأسابيع الأخيرة من الحمل يتمُّ تحضير الجنين للولادة، حيث في أغلب الأحيان يصبح رأس الجنين للأسفل، ويبدأ بالتدخل.

3- تستمر خصيتا الجنين الذكر في النزول إلى كيس الصفن.

4- يتركز الشحم في جسم الجنين، ليساعد على تدفئته بعد الولادة.

5- يصبح وزن الجنين في نهاية الحمل حوالي 3500 غرام، وفي أغلب الأحيان تختلف أوزان الأجنة عن بعضها البعض بشكلٍ كبير.

6- اكتمال نضج الرئتين، ويصبح الجنين جاهزاً للولادة.

ما هي النصائح التي يتمُّ تقديمها للحامل في الثُّلث الثالث من الحمل؟

1- النظام الغذائي الصحي المتنوع الذي يحوي الخضراوات، والفواكه، والألياف مع شرب كمياتٍ كافية من الماء للتخفيف من الإمساك.

2- التخفيف من الدسم، والقهوة، والشاي، وتجنُّب الاستلقاء بعد الطعام لتخيف حدوث القلس.

3- التمارين الرياضية دون إرهاقٍ شديد، حيث يمكن ممارسة المشي والسباحة طيلة فترة الحمل.

4- لا مانع من العمل دون أن تتعرض الحامل لوقوفٍ مديد.

5- ارتداء ملابس داخلية قطنية، والاهتمام بنظافة الأعضاء التناسلية.

6- ارتداء ألبسةٍ فضفاضة مريحة وحمالات صدرٍ واسعة.

7- تجنُّب التدخين والكحول طيلة فترة الحمل.

8- الالتزام بإجراء كيجل أو تمارين قاع الحوض. ^[4]

ما الذي يجب على الطبيب إجراؤه في الثُّلث الثالث من الحمل؟

مع اقتراب موعد الولادة تتمُّ زيادة معدل مرات زيارة الطبيب، حيث تصبح كل أسبوعين في الشهر الثامن ثم كل أسبوع في الشهر التاسع، ويقوم الطبيب في كل زيارة بإجراء ما يلي: ^[5]

1- الفحص السريري

 مع قياس التوتر الشرياني، ووزن الحامل.

2- تحري الإصابة ببكتريا العقديات نمط B

وهي إصابةٌ جرثوميةٌ في المهبل، حيث يتمُّ أخذ مسحةٍ من المهبل، وفي حال وجودها يجب علاجها بالمضادات الحيوية قبل الولادة، لأنها قد تنتقل إلى الوليد خلال الولادة المهبلية، وتسبّب إصاباتٍ خطيرةً لديه.

3- إجراء تصويرٍ بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) لمراقبة

● تطور الجنين وحساب وزنه.

● حساب كمية السائل الأمنيوسي.

● تحديد مجيء الجنين.

● تحديد مكان ارتكاز المشيمة.

4- تحضير الحامل للولادة

مناقشة مخاوفها، والإجابة على استفساراتها، وتقديم النصائح للمرحلة الجديدة بعد ولادة الطفل، خاصةً في حال كانت السيدة حاملاً للمرة الأولى.

5- إجراء مسٍّ مهبلي عند اقتراب موعد الولادة

لتحديد درجة نضج العنق، وتأكيد مجيء الجنين، وتقدير سعة الحوض، وإمكانية الولادة المهبلية.

متى يجب مراجعة الطبيب مباشرةً؟

يجب إخبار الطبيب فوراً عند حدوث الأعراض التالية: ^[3]

1- النزف المهبلي.

2- الترفُّع الحروري.

3- عدم الإحساس بحركات الجنين.

4- وذمات شديدة، خاصةً في الوجه، واليدين، وإذا ترافقت مع صداعٍ وألم شرسوفي مستمر.

5- تشوش الرؤية.

6- خروج سائلٍ صافٍ من المهبل.