Published in: الصحة النفسية

اضطراب التوحُّد – أعراضه، ما هي أنواعه ومستوياته؟

Author أ. بتول ندة

Published on: 3 أكتوبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الأطفال الذين يصابون به لديهم تصرفاتٌ غريبةٌ تميُّزهم عن غيرهم حيث يجدون صعوبةً في بناء العلاقات والتواصل مع الآخرين وطريقة التعبير إضافةً إلى أن كلامهم غير مفهوم، وليس لديهم مهارة التفاعل بشكلٍ جيد مع محيطهم، وهم غير قادرين على استيعاب أفكار الآخرين أو فهمها بسهولة.

ويستغرقون فترةً طويلةً لفهم ما يدور حولهم، فهم يتصرفون ويفكرون بنفس الطريقة بشكلٍ دائمٍ، وهو ليس مرضاً بالمفهوم العلمي لكنه يعني أن عقل المصاب به يعمل ويفكر بطريقةٍ مختلفةٍ عن الآخرين، فهو سلوكٌ وُجَد معه منذ أن خُلق، ومن الممكن ملاحظته منذ الصغر، أو خلال فترات النمو، ومراحل النُّضج.^{.  [1]}

اضطراب التوحُّد (ASD)

الذي يُطلق عليه عادةً اضطراب طيف التوحُّد، وهو غير ثابت ومتغيِّر، فكلمة طيف تعني أن لكل شخص خصائص مختلفة عن غيره، ويُطلق على التوحُّد تسمية طيف لأنه يختلف باختلاف نوعه وباختلاف الأشخاص المصابين به، والمريض يحتاج لدعمٍ كبير لكي يعيش الحياة التي يريدها سواءً مع أهله، أو علاقاته، ومع أصدقائه في المدرسة، فتأثيره وتأثره يكون حسب عمره، ودرجة ذكائه، ونموه، وتطوره، وتربيته في البيئات المختلفة. ^[2]

أعراض التوحُّد عند الأطفال

بعض الأطفال يُلاحظ عليهم الإصابة بالتوحُّد في فترات عمرهم الأولى، والبعض الآخر لا يُلاحظ عليهم حتى عمر السنة، وهو يشمل ما يلي: 

1- كلامه قليل جداً أو شبه معدوم.

2-حاسة البصر لديه ضعيفة.

3- يهتمُّ كثيراً بألعابه وأغراضه، وليس لديه اهتمام بالأشخاص من حوله.

4- لا يُنصت بشكل جيد، ويحتاج إلى إعادة الكلام مراتٍ كثيرة.

5- تُلاحظ على الطفل حركات مستمرة لأيديهم، وأصابعهم، ورأسهم. ^[3]

عندما يصل عمر الطفل لسنتين تبدو عليه العلامات التالية:

1- مجالاته ومحور اهتمامه محدَّد في الحياة.

2- دائماً على لسانهم نفس الكلمات، التي لا يمكن فهمها من حيث المعنى.

3- تعقيد وصعوبة من ناحية التّواصل مع محيطهم أو حتى في الألعاب الاجتماعية.

4- لديهم رغبة في تناول وجبات الطعام نفسها لا يحبون التجديد والتنويع.

5- لديهم عدوان تجاه أنفسهم (عدوان ذاتي) من الممكن أن يلحقوا الضرر بأنفسهم. ^[3]

ما هي الأنواع الخمسة الأصلية للتوحُّد؟

1- متلازمة كانر

ومعناه التوحُّد الكلاسيكي، ومن أعراضه رفرفة اليد المستمرة للأطفال، وعدم الاندماج، وصعوبةٌ في التفاعل مع البيئات المحيطة ومع عائلتهم، وعدم وجود القابلية للتغيير عندهم، وكلماتهم دائماً مكررة على لسانهم.

2- متلازمة أسبرجر

يتمُّ الانتباه إلى أن المصابين بهذه المتلازمة لديهم تطوُّر في اللغة والكلام، ولكن الاختلافات نفسها في كيفية التفاعل مع الآخرين، وهم معقدون حيث يميلون لتركيز الاهتمام على موضوعٍ واحدٍ فقط.

3- متلازمة ريت

هذه المتلازمة مرتبطة بشدة بوجود الكروموسومات الجنسية، فهو ينتشر عند الإناث بعد الولادة، ومن الممكن أن ينمو الطفل بشكل سليم في بداية مراحل عمره، ولكن مع التّقدم يصبح هناك خللٌ في نموّ الرأس، وعدم القدرة على المشي والكلام بصعوبة.

4- اضطراب النمو الشامل

يشمل أيضاً المصابين أو الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات التوحُّد، ولكن لم يستوفوا جميع المعايير التي ذُكرت سابقاً.

5- اضطراب تفكُّك الطفولة

الأطفال الذين يصابون به يستمر نموُّهم بشكلٍ طبيعي حتى 3 إلى 4 سنوات ثم يحدث خللٌ وعدم تنظيم في نموِّ الجسم، وفقدان جميع المهارات التي اكتسبوها في مراحل تطورهم الأولى. ^[4]

ما هي المستويات المختلفة للتوحُّد؟

المستوى الأول

الطفل يعاني من صعوبةٍ في التفاعل والتحدث مع الآخرين حيث يحتاج إلى دعمٍ اجتماعي من ناحية الأهل والبيئات المحيطة به، وهو أخفُّ شكل من أشكال الاضطراب وأقلُّه خطراً، ولا يمتلكون القدرة على التصميم والتخطيط، ويحتاجون الكثير من الوقت للإجابة على سؤال، أو فهم الإشارات والصور، وتعابير الوجه، وصعوبة في الانتقال بين الأنشطة، ويخافون من تجربة شيء جديد لذلك من الصّعب عليهم العيش بمفردهم أو باستقلالية كما يعيش غيرهم.

المستوى الثاني

يميل أطفال هذا المستوى للاندماج في أنشطةٍ وسلوكياتٍ متكررة، ومن الممكن أن يصعب عليهم الإنجاز في عمل آخر، ويتطلب أفراد هذه الفئة دعماً كبيراً بالإضافة إلى معاناتهم من التواصل اللفظي والاجتماعي السيء، وعدم فهمٍ لمحيطهم.

المستوى الثالث

هو أخطر الحالات وأشدُّها، فالمصابون يعانون من سلوكياتٍ عدوانيةٍ متطرفة لا يصغون لأحد، ويميلون لتمزيق أي شيء أمامهم مثل الورق، ويصدرون أصواتاً غريبةً، وردود أفعالهم عنيفة، وفي حال الغضب من الصعب تهدئتهم بشكلٍ فوري، والتواصل معهم لوقت طويل غير ممكن، فسرعان ما يميلون للملل والأذى، ويُنصح بوضعهم في مكانٍ يقدُّم رعايةً نفسيةً واهتماماً. ^[5]