تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدّ التواء المبيض (Ovarian Torsion) حالةً طبيةً إسعافية، وفي حال التأخر عن تشخيصها قد تؤدي إلى موت أنسجة المبيض وخسارته، وفي حالاتٍ نادرة قد يسبّب العقم.

ما هو التواء المبيض؟

هو التفاف المبيض حول الأربطة التي تثبته في مكانه، ويسبّب هذا الالتفاف احتقان الأوردة المبيضية أولاً، ثم تحدث وذمة، وتضغط على الشرايين المغذّية للمبيض، والذي يؤدي في النهاية إلى قطع التروية الدموية عن المبيض، وقد يشارك جزءٌ من قناة فالوب في الالتفاف مع المبيض، وتدعى هذه الحالة بالتواء الملحقات (Adnexal Torsion). ^[1]

ما الذي يثبت المبيض في مكانه؟

يعتبر المبيض عضواً متحركاً يثبته في مكانه الرباطين التاليين: ^[2]

1- الرباط الأساسي

يعرف بالرباط المعلق للمبيض أو الرباط القمعي الحوضي الذي يربط كل مبيضٍ بجدار الحوض الجانبي، يحوي هذا الرباط على الأوعية الرئيسية والأعصاب التي تغذي المبيض.

2- الرباط الرحمي المبيضي

الذي يربط المبيض مع الرحم، ويحوي هذا الرباط فروعاً من الشريان الرحمي التي تتفاغر مع فروع الأوعية المبيضية الرئيسة الموجودة في الرباط القمعي الحوضي.

ما هي عوامل الخطر لحدوث التواء المبيض؟

1- وجود كيساتٍ مبيضية أو كتلٍ مبيضية تغير تشريح المبيض، وتجعله غير مستقراً في مكانه خاصةً عندما يكون قطر الكيسة أو الكتلة أكبر من 5 سنتيمتر.

2- تطاول الأربطة التي تثبت المبيض في مكانه.

3- استخدام الأدوية الهرمونية في سياق علاج العقم، مثل: أدوية تحريض الإباضة.

4- متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

5- يعدُّ حدوث التواء المبيض أشيع في المبيض الأيمن.

6- يصيب السيدة في كل الأعمار منذ الولادة، وحتى سن اليأس، ولكن الأشيع في سن النشاط التناسلي (20-40) سنة.

7- الحمل يعدُّ عامل خطر مستقل، وذلك بسبب وجود كيسة الجسم الأصفر في الثلث الأول من الحمل، وبسبب الهرمونات التي تسبّب ارتخاءً للأربطة في الجسم بما فيها أربطة المبيض. ^[1]

ما هي أعراض التواء المبيض؟

– الألم: هو العرض الأكثر شيوعاً، وغالبا يكون ألماً حاداً مفاجئاً قد ينتشر إلى الظهر أو الساق، وقد يكون الألم مستمراً أو متقطعاً، وقد يسبقه حدوث تشنجاتٍ وألمٍ خفيف قبل عدة أيام ناجم عن التواء المبيض وعودته إلى الحالة الطبيعية.

– الغثيان، وغالباً يبدأ مع بداية الألم.

– الإقياء.

– حمى: عندما يحدث الترفّع الحروري غالباً يدل على حدوث تنخّرٍ في المبيض ناجم عن الالتواء.

– نزف تناسلي شاذ. ^[2]

كيف يتمُّ تشخيص التواء المبيض؟

يتمُّ التشخيص بالاعتماد على: ^{[3] [4]}

1- القصة السريرية للسيدة والأعراض المفصلة.

2- الفحص السريري، ويظهر وجود مضض وألم في الجزء السفلي من البطن قد يتمُّ جسُّ كتلةٍ في الملحقات في نفس جهة الألم.

3- إجراء تحاليل دموية مخبرية، مثل: تعداد الدم الكامل CBC، قد يظهر زيادةً في عدد الكريات البيض أو فقر الدم، ويجب إجراء تحليل hCG  لنفي أو تأكيد وجود الحمل لأنه يعتبر عامل خطرٍ منفصل لحدوث التواء المبيض، ويجب إجراء فحص بول لاستبعاد الأسباب البولية للألم.

4- تصوير بالأمواج فوق الصوتية مع دوبلر للأوعية يعتبر الإجراء المفضل سواءً إيكو عبر المهبل أو عبر البطن، وتصل حساسيته في التشخيص إلى 85 بالمئة، وتختلف هذه الحساسية حسب التقنية المستخدمة، وخبرة الطبيب، وتشريح حوض المريضة، ومن أهمّ الموجودات التي يتمّ مشاهدتها عبر الإيكو في حالات التواء المبيض:

– ضخامة نسبية في المبيض، حيث يكون قطر المبيض أكبر من 5 سنتيمتر.

– وذمة في سدى المبيض تكون ناقصة الصدى، وقد تظهر أماكن النزف في حال وجودها على شكل مناطق عالية الصدى.

– توضع الجريبات بشكلٍ محيطي في المبيض، وتحيط طبقة عالية الصدى بالجريبات الصغيرة تدعى علامة الحلقة الجريبية.

– تغير في موقع المبيض، حيث قد يتواجد أمام وخلف الرحم.

– وجود سائلٍ حر في الحوض في أكثر من 80 بالمئة من الحالات.

– يظهر الدوبلر أيضاً:

● نقص أو انعدام الجريان الوريدي.

● غياب الجريان الشرياني، وهذا يدل على إنذارٍ سيء.

● ضعف في تروية المبيض مقارنةً مع المبيض الثاني.

5- في حال عدم القدرة على وضع التشخيص قد يتمُّ إجراء تصويرٍ مقطعي CT أو مرنان مغناطيسي MRT.

ما هي مضاعفات التواء المبيض؟

1- تنخر أنسجة المبيض وموتها: هي المضاعفة الأكثر أهمية، حيث إن التأخر في التشخيص يؤدي إلى فقدان المبيض.

2- مضاعفات لها علاقة بالجراحة، مثل: الإنتان، ويستدل على حدوثه بالعديد من الأعراض، مثل: (حمى، احمرار مكان الجرح، عدم اندمال الجرح، مفرزات كريهة الرائحة)، وتزداد نسبة حدوث الإنتان في حال تموُّت أنسجة المبيض.

3- خراج حوضي.

4- التهاب بريتوان. ^[3]

كيف يتمّ علاج التواء المبيض؟

العلاج الأساسي لالتواء المبيض هو علاج جراحي عن طريق تنظير البطن أو الفتح الجراحي، وأساس العلاج في حال كانت السيدة في سن الإنجاب هو الجراحة مع الحفاظ على المبيض، حيث يقوم الطبيب بعكس التفاف المبيض، وإعادته إلى وضعه الطبيعي، والانتظار للتأكد من عودة التروية الدموية إلى المبيض، حيث يجب إن يستعيد المبيض لونه.

في حال كان التواء المبيض قد أدى إلى موت الأنسجة، ولا يمكن إنقاذه عندها يجب استئصاله، وقد يتمّ استئصاله مع قناة فالوب أيضاً، وفي حال وجود كيسةٍ أو كتلة يتمّ استئصالها، وفي حال كانت السيدة في سن اليأس يفضل استئصال المبيض والبوق خاصةً في حال وجود كيسة أو كتلة، وتمّ الشك بخباثتها. ^[2]

ما هو التشخيص التفريقي لالتواء المبيض؟

1- الحمل خارج الرحم (الحمل المنتبذ)، ويتمّ استبعاده عن طريق إجراء تحليل hCG: ففي حال كان التحليل سلبياً يتمُّ نفي الحمل خارج الرحم، وفي حال كان التحليل إيجابياً وكان الحمل موجوداً ضمن الرحم يتم استبعاد الحمل خارج الرحم ولا يتمّ نفيه بشكلٍ تام بسبب إمكانية ترافق الحمل داخل الرحم مع حمل خارج الرحم حتى ولو كان هذا الترافق يحدث في حالاتٍ نادرة جداً.

2- تمزق كيسة المبيض.

3- خراج بوقي مبيضي.

4- التهاب الحويضة والكلية.

5- التهاب الزائدة الدودية، حيث يحدث ألم في الجانب الأيمن مع ترفُّع حروري، وغثيان، وإقياء.

6- الداء الحوضي الالتهابي. ^[1]