Published in: الصحة النفسية

التنمُّر الجسدي

Author أ. بتول ندة

Published on: 17 مايو، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التنمُّر الجسدي هو سلوك يتعمَّد التسلط والاستبداد وإلحاق الأذى والضرر بالآخرين، وهو ظاهرةٌ مرضيةٌ لا تخلو من الإيذاء والشتم سواءً أكان الإيذاء جسدياً يتضمن الضرب، والتحرش، والألفاظ النابية، والمزاح بشكل مُبالَغٍ فيه إلى حدِّ السخرية من شكل الآخرين ومظهرهم، والتعدي على ممتلكات الآخرين، والبصق عليهم، ويمكن أن يتعرض الأطفال أو المراهقين للتنمُّر. ^[1]

أنواع التنمُّر الجسدي

1- التنمُّر الانفعالي

ويضمُّ السخرية من الآخر، ونشر الإشاعات عنه، وممارسة العدوان تجاهه، والاستبعاد الاجتماعي من العلاقات، وإلحاق الضرر بسمعته وسمعة الأشخاص المحيطين به، وهذا النوع من التنمُّر يُلحِق الأذى الجسدي بالآخر حيث من الممكن أن تنحرف صحته نتيجة التلاعب به بهذه الطريقة، وخاصةً عندما يؤدي للقلق والاكتئاب والعزلة التي تؤدي للابتعاد عن المحيط والجو الاجتماعي.

2- التنمُّر اللفظي

يشمل هذا النوع استعمال جمل وكلمات لشتم الآخر بشكل مُتعمَّد، وإهانته سواءً بنسبه أو ديانته أو الاستخفاف به بين الآخرين، والتقليل من شأنه سواءً بالإيماءات أو الإشارات وتوبيخه بشكل مباشر أمام الناس، ومن الممكن أن يعاني الضحية من أمراض نفسية وجسدية طويلة الأمد نتيجة هذا التنمُّر.

3- التنمُّر الجنسي

يندرج هذا التنمُّر وفق أنواع التنمُّر الجسدي لأنه من الممكن أن يكون تحرشاً ولمساً لجسد الآخر عمداً وفضولاً غريزياً، والتعليق بكلام مخجل بحقه بما في ذلك نشر إشاعات وإرسال صور أو فيديوهات جنسية دون موافقة الآخر، والنداء عليه بألفاظ غليظة وفاحشة مما يؤدي إلى أفعال لا أخلاقية بحقِّ الضحية، ويجب ملاحقة المتنمِّر جنسياً ومحاسبته لأن هذا النوع من التنمُّر هو من أبشع وأشنع الأنواع. ^[2]

أعراض التنمُّر الجسدي على الضحية

1- الغياب المتكرر عن المدرسة وتجنبها، واختلاق الأعذار لعدم الذهاب إليها، وتبدو على الفرد علامات الخوف والارتباك عند الحديث عنها، والقلق من ركوب الحافلة بالإضافة لطريقة المشي الغريبة عند الذهاب والعودة من المدرسة.

2- فقدان الممتلكات الشخصية باستمرار إضافةً إلى التعرض للسرقة أو تلفٍ في الملابس.

3- تدني درجات التحصيل الدراسي، ويصبح المستوى الدراسي للفرد سيئاً في المدرسة فجأة.

4- يعاني الفرد من ألم في الرأس، ووجع في المعدة، والشعور بالتعب والمرض، حتى لو كانت أوضاعه الصحية جيدة.

5- الأرق والتغيير في مواعيد النوم بالإضافة إلى عدم الانتظام في تناول وجبات الطعام.

6- عدم تقدير الفرد لذاته حيث يعود للمنزل باكياً وحزيناً، ويشعر كأنه عاجز عن فعل أي شيء بشكل صحيح حتى من ناحية الأصدقاء يشعر بأنه سوف يخسرهم جميعاً.

7- الانعزال والوحدة، وبالتالي الانسحاب، وتجنب الآخرين وسرعة الغضب والانفعال، وخسارة العلاقات دون وجود سبب واضح، وعدم الاهتمام للخروج من المنزل، وقضاء الوقت مع العائلة. ^[3]

أسباب التنمُّر الجسدي

1- مشكلة من فترة الطفولة

من الممكن أن يكون المتنمِّر قد تعرض لتنمِّر في السابق من قبل أحد أفراد عائلته أو أصدقائه، فالمتنمُّر يفتقد لشعور العاطفة لذلك يبالغ في نشر السلبية لتعويض ما حصل.

2- السعي لكسب مكانة اجتماعية

ومن المحتمل أن يكون المتنمِّر منعزلاً ووحيداً، وليس لديه أصدقاء، فيحاول كسب الاهتمام والانتباه من المحيطين به باستخدام التنمُّر بمبدأ السخرية.

3- الحسد والغيرة

حيث يمارس المتنمِّر تجاه الأشخاص الذين يقومون بأعمال أفضل منه سواءً أكان في درجات التحصيل الدراسي أو الإنجازات والترقيات في العمل، ويتطلع إلى افتعال المشاكل معهم لحرمانهم من الحصول على الفرص.

4- معايير الجمال والجنس

حيث تميل الإناث للتنمُّر على بعضهن البعض أو الذكور يتنمَّرون على شخص آخر، ويمكن أن يتطور سلوك التنمُّر عند الذكور إلى العدوان. ^[4]

كيفية التعامل مع ظاهرة التنمُّر

1- عدم التهجم على الشخص المتنمِّر

وعدم المبالغة بردة الفعل تجاهه من اجل الحفاظ على السلامة الشخصية، والابتعاد عنه وتجاهله.

2- اللجوء إلى شخص حكيم وبالغ وموثوق

وإعلامه عما يحصل، ويمكن للآباء والمدرسين والأخصائيين النفسيين معالجة الأمر لدى الشخص المتنمِّر، فعندما يكتشف المتنمِّرون أن سلوكهم بات مفضوحاً لدى ذويهم وأساتذتهم يخافون من العقاب ويتجنبون التنمُّر.

3- الدفاع عن النفس

والتحلي بالشجاعة والثقة، وعدم الاكتراث لتصرفات الشخص المتنمِّر.

4- من المهمِّ جداً التوعية في المدارس للأطفال والمراهقين

لذلك من الجيد إقامة ندوات أسبوعية، ومناقشة المواضيع والمشكلات لتفادي الوقوع في الخطأ، وتعليمهم التصرفات الصحيحة من الخاطئة. ^[5]