Skip links
امرأة مُسنة نائمة وفمها مفتوح وتظهر أسهم زرقاء تشير لحركة مرور الهواء لداخل التجويف الفموي

التنفُّس الفموي – الأسباب، الأعراض وما هو العلاج؟

الرئيسية » الطب » التنفُّس الفموي – الأسباب، الأعراض وما هو العلاج؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التنفُّس الفموي هو أحد العادات الفموية الضارة الشائعة بين الأطفال والبالغين، ينتج غالباً عن انسداد مجرى الهواء العلوي، مما يجعل الهواء يدخل كليًا أو جزئيًا عبر الفم. يمكن أن يؤدي التنفُّس الفموي غير المُعالج عند الأطفال إلى تطوّرٍ غير طبيعي للأسنان والفكين، ويؤثر على صحة المركب السنّي الوجهي، كما يزيد التنفُّس الفموي من خطر نخور الأسنان وأمراض اللثة.

آلية تأثير التنفُّس الفموي على سوء الإطباق

يؤثر الوضع المُعتاد للعضلات داخل وخارج الفم على تطور الأسنان، ويظهر سوء الإطباق بشكلٍ أكثر شيوعاً عند الأطفال الذين يتنفّسون من الفم مقارنةً بالأطفال الذين يتنفّسون من الأنف. الأطفال الذين لديهم أنماط تنفّس طبيعية يحافظون على شفاههم مغلقةً لتشكيل مساحةٍ فمويةٍ مغلقة، حيث يكون اللسان في اتصالٍ مع الحنك والجانب اللساني للأسنان العلوية، وتوازن القوى المُطبقة من عضلات اللسان من الداخل، وعضلات الشفاه، والخد من الخارج ضروريٌّ لتطوّر قوس الأسنان العلوي بشكلٍ طبيعي.

يؤدي التنفُّس الفموي إلى اختلال توازن العضلات، مما قد يؤدي إلى تغييراتٍ فمويةٍ وهيكلية، فالأطفال الذين يتنفّسون من الفم يعانون من انخفاضٍ كبير في ضغط اللسان، حيث إنهم يميلون إلى وضع اللسان في وضعٍ منخفض، مما يخلُّ بالتوازن، ويساهم في ضغط الأسنان العلوية، وتضييق قوس الأسنان العلوي، وبالتالي تطور عضّةٍ معكوسةٍ خلفية.

يحدث دورانٌ خلفيّ للفك السفلي، وبالتالي يزداد خطر العضّة المفتوحة، وتختلف المظاهر السريرية لسوء الإطباق مع اختلاف العوامل المُسبّبة للتنفُّس الفموي، ويمكن أن يؤدي انسداد البلعوم الأنفي الخلفي بسبب تضخُّم الزوائد الأنفية للمرضى إلى دوران الفك السفلي مع عقارب الساعة.

مما يؤدي غالبًا إلى سوء إطباقٍ من الصّنف الثاني، وزيادة البروز الأمامي، ويمكن أن يؤدي تضخُّم اللوزتين إلى انسداد الجزء السفلي من مجرى الهواء العلوي، مما يجعل الطفل يميل إلى تحريك الفك السفلي للأمام لزيادة عرض مجرى الهواء البلعومي، مما يؤدي غالبًا إلى العضّة المعكوسة الأمامية. [1]                                      

 أسباب التنفس الفموي

1- انسداد الأنف (الانسداد الجزئي أو الكامل لمجرى الهواء الأنفي)

يُعدُّ سبباً شائعاً للتنفُّس الفموي، وينتج انسداد الأنف عن عدة عوامل، مثل:

– تضخُّم الزوائد الأنفية، وهي غددٌ تشبه كتلاً صغيرةً من الأنسجة تقع في الجزء الخلفي من الحلق وفوق اللوزتين. تحمي الزوائد الأنفية الأطفال الصغار من البكتيريا والفيروسات، وفي بعض الأحيان تكون الزوائد الأنفية متورمةً أو مصابة، مما يسدُّ مجرى الهواء لدى الأطفال، وعادةً ما تتقلص الزوائد الأنفية مع تقدُّم العمر، لذا فإن تضخُّم الزوائد الأنفية يكون أقل احتمالًا للتسبُّب في التنفُّس الفموي لدى البالغين.

– احتقان الأنف: بسبب الحساسية، أو نزلات البرد، أو التهاب الجيوب الأنفية المزمن، والذي قد يؤدي إلى انسدادٍ مستمرٍّ في الأنف يمنع التنفُّس من خلاله.

– البوليبات الأنفية، وهي نموُّ أنسجةٍ في بِطانة الأنف.

– الأورام.

– التشوُّهات الوراثية التي تؤثر على الأنف.

– انحراف الحاجز الأنفي: الحاجز الأنفي هو الغضروف والعظم الذي يقسم داخل الأنف إلى جانبين، وعندما يميل الحاجز إلى جانبٍ واحد، يمكن أن يسدّ مجرى الهواء.

2- انقطاع النفس أثناء النوم

عندما تحدث نوبة انقطاع النفس أثناء النوم، يشعر الدماغ بالذعر، مما يؤدي إلى شخيرٍ عالٍ، حيث يحتاج الجسم فجأةً للهواء، ويمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى عادة التنفُّس الفموي لضمان حصول الجسم على كميةٍ كافيةٍ من الأوكسجين. [2] [3]

أعراض التنفُّس الفموي

تتشابه أعراض التنفُّس الفموي العامة لدى الأطفال والبالغين، وتشمل:

– جفاف الفم: التنفُّس من الفم أثناء النوم يجفّف اللعاب الذي يحافظ على رطوبة الفم.

– رائحة الفم الكريهة: يؤثر التنفُّس الفموي على تدفُّق اللعاب الذي يحافظ عادةً على نظافة الفم.

– سيلان اللعاب على الوسائد: اللعاب الذي يتجمّع عادةً في الفم يتسرّب من الفم المفتوح.

– سوء الإطباق: يحدث سوء الإطباق عندما لا تتداخل الأسنان العلوية والسفلية بشكلٍ صحيحٍ أثناء إغلاق الفكين.

أما الأطفال الذين يتنفّسون من الفم لديهم أعراض مختلفة وأكثر خطورة، وهي:

– سمة وجه التنفُّس الفموي: يمكن أن يؤثر التنفُّس الفموي على تطور وجه الأطفال، مما يسبّب ما يُعرف بـ “وجه التنفُّس الفموي”، والأشخاص الذين لديهم وجه التنفّس الفموي غالبًا ما يكون لديهم وجوهٌ ضيقة مع ذقنٍ أو فكٍّ سفلي مُتراجع.

– مشاكل سلوكية: تُظهر الدراسات أن بعض الأطفال الذين يتنفّسون من الفم تتطور لديهم مشاكل سلوكية تشبه المشاكل الموجودة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

التشخيص والفحوصات

يتمُّ تشخيص التنفُّس الفموي من خلال إجراء الفحص السريري، حيث يتمُّ فحص الزوائد الأنفية، واللوزتين، والأنف، للتحقّق من أي مشاكل قد تؤثر في القدرة على التنفُّس الأنفي، كما يتمُّ السؤال عن عادات النوم. توجد عدة فحوصاتٍ إضافيةٍ لتشخيص التنفُّس الفموي، وتشمل: [3]

1- اختبار إغلاق الشفاه

يُقيّم هذا الاختبار ما إذا كان المريض يستطيع التنفُّس والفم مغلق.

2- اختبار المرآة

يقوم الطبيب بوضع مرآةٍ تحت الأنف للتحقُّق من وجود تكثُّفٍ أو ضبابيةٍ تشير إلى أن التنفُّس يتمّ من الأنف.

3- اختبار الماء

 يتحقّق هذا الاختبار من القدرة على الاحتفاظ بالماء في الفم.

علاج التنفُّس الفموي

يختلف العلاج باختلاف السبب:

1- يمكن للأدوية علاج احتقان الأنف الناتج عن نزلات البرد والحساسية. وتشمل هذه الأدوية:

– مضادات احتقان الأنف.

– مضادات الهيستامين.

– بخاخات الأنف الستيروئيدية.

2- استخدام الموسّعات الأنفية يحسّن من تدفُّق الهواء عبر الأنف، حيث تكون بشكل شرائط لاصقة توضع على الحاجز الأنفي، وتدخل عبر فتحات الأنف، وبالتالي تساعد في التخلص من التنفُّس الفموي.

3- ارتداء جهاز قناع الوجه ليلاً في حالات انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.

4- عند الأطفال يمكن أن يعالج التنفس الفموي عن طريق إزالة اللوزتين والزوائد الأنفية المتضخمة جراحيًا. كذلك يساعد طبيب الأسنان في علاج التنفُّس الفموي عن طريق إجراء عملية توسيعٍ لقبّة الحنك باستخدام أجهزةٍ خاصةٍ تسمّى الموسّعات تُصمَّم للمريض، وتساعد على فتح الجيوب الأنفية. تساعد الأقواس والعلاجات التقويمية الأخرى أيضًا في علاج السبب الأساسي للتنفُّس الفموي لدى الأطفال.

الوقاية من التنفُّس الفموي

هناك إجراءات يمكن اتخاذها لمنع تحويل التنفُّس الفموي إلى عادة، مثل: معالجة احتقان الأنف أو جفافه فورًا، وتشمل النصائح للوقاية من التنفُّس الفموي ما يلي: [4]

1- استخدام رذاذٍ ملحي أثناء الرحلات الطويلة بالطائرة أو السفن.

2- استخدام رذاذات وبخاخات الأنف الملحية، ومزيلات احتقان الأنف أو أدوية تخفيف الحساسية عند أول علامة على أعراض الحساسية أو البرد.

3- النوم على الظهر مع رفع الرأس لفتح مجاري الهواء، وتعزيز التنفُّس الأنفي.

4- الحفاظ على نظافة المنزل وخلوّه من مُسبّبات الحساسية.

5- تركيب فلاتر هواء في أنظمة التدفئة والتكييف لمنع انتشار مُسبّبات الحساسية في المنزل.

6- ممارسة التنفُّس من الأنف بوعي خلال النهار للمساعدة على تحويل التنفس الأنفي إلى عادة.

7- في حالات التوتر أو القلق قد يكون الانخراط في ممارسة اليوغا أو التأمل مفيداً لأنها تركز على التنفُّس العميق من الأنف.

المراجع البحثية

1- Lin L، Zhao T، Qin D، Hua F، He H. The impact of mouth breathing on dentofacial development: A concise review. Front Public Health. (2022 Sep 8). Retrieved September 4، 2024

2- Benisek، A. (2023، June 30). What to know about mouth breathing. WebMD. Retrieved September 4، 2024

3- Mouth breathing. (2024، May 1). Cleveland Clinic. Retrieved September 4، 2024

4- Cafasso، J. (2023، March 8). What to know about mouth breathing. Healthline. Retrieved September 4، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.