Skip links
شرائح من الخبز الغير طازجة حيث يظهر بقع من العفن

التلوث الغذائي – أسبابه، أنواعه وتقنيات الكشف عنه

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تتلخص ظاهرة التلوث في ظهور عددٍ من المواد الجديدة في وسطٍ من أوساط البيئة (الهواء، الماء، التربة) لم تكن موجودةً فيه من قبل، أو في زيادة نسبة تركيز المواد الموجودة أصلاً، كزيادة نسبة تركيز ثاني أوكسيد الكربون CO2 في الهواء، أو تسرُّب بعض المعادن الثقيلة السامة، كالرصاص، والزئبق، والزنك، والكادميوم إلى الماء، والتي تنتقل عبر السلاسل الغذائية إلى الإنسان.

ما هو مفهوم التلوث الغذائي؟

يعني هذا الاصطلاح احتواء المواد الغذائية على أي جراثيم مُسبّبةٍ للأمراض أو أية مواد كيميائية أو مُشعّة تؤدي إلى حدوث تسمّم غذائي. يعرف التسمّم الغذائي بأنه الأمراض الحادة الخاصة بالمعدة الناتجة عن تناول الأغذية الملوثة ببعض العوامل الجرثومية أو السّموم قبل استهلاكها من قبل الإنسان.

ما هي أسباب التلوث الغذائي؟

هناك نوعان من عوامل التلوث الغذائي: [1]

1- عوامل طبيعية

ناتج عن العوامل التي لا يكون الإنسان سبباً مباشراً فيها، والسبب الرئيسي لتلوث الغذاء هو العوامل البيولوجية، كتحلّل الغذاء بسبب الفطريات، أو البكتيريا والفيروسات، أو نتيجة التعرّض للإشعاع الطبيعي، أو نتيجة تخزين الأغذية لفترةٍ طويلة.

2- عوامل غير طبيعية

ناتج عن تصرّفات الإنسان، يمكن أن يحدث تلوّث للأطعمة بعدة مراحل، يمكن أن يتلوث الغذاء خلال فترة تحضيره في المنازل، أو المطاعم، أو في مصانع الأغذية، أو أثناء تقديمه من قبل الباعة المتجولين، أو أثناء التعبئة، والتخزين، والنقل. يحدث تلوّث الغذاء عندما يتمُّ إدخال عناصر غير مرغوبٍ فيها إلى الغذاء على طول العملية في السلسلة الغذائية، والتي يمكن أن تؤدي إلى آثارٍ صحيةٍ ضارة على الاستهلاك البشري.

 ما هي أنواع التلوث الغذائي؟

هناك أنواع عديدة للتلوث الغذائي مُصنّفة وفقاً لمُسبّبات التلوث سنتطرق لها بالتفصيل: [2] [3]

1- التلوث البيولوجي للغذاء

ويُعتبر من أكثر أنواع التلوث الطبيعي شيوعاً، وتُسهم الحشرات المنزلية، كالصراصير، والذباب في نقل الجراثيم المُسبّبة لهذا التلوث، كما تساهم المياه والأغذية الملوثة في نقل البكتيريا المُمْرضة إلى الإنسان، وقد تسبّب التسمّم الغذائي، ومن أمثلة هذه البكتيريا:

بكتيريا التسمُّم البوتشوليني

وهي بكتيريا غير هوائية تنمو في الأغذية المعلبة غير الحمضية، كالخضروات، واللحوم، وهي تُنتج غازاً يؤدي إلى انتفاخ علب التخزين، وظهور رائحةٍ غير مُستحبّةٍ لمحتويات العلبة.

بكتيريا حمض اللاكتيك

وتسبّب فساد الحليب والألبان، فترتفع نسبة حموضتها، كما تسبّب هذه البكتيريا فساداً للمحاليل السكرية والعصائر خاصةً عصير الفاكهة.

بكتيريا حمض البيوتريك

هي بكتيريا تسبّب تزنُّخ الزيوت، والزبدة، والدهون، ومنتجات الفطائر المحتوية على نسبةٍ عاليةٍ منها، وينتج عن هذه البكتيريا حمض البيوتريك ذو الرائحة والطعم غير المرغوبين.

بكتيريا الستافيلوكوكاس

هذا النوع من البكتيريا يُحدث حالات تسمّمٍ غذائي كثيرة نتيجة سمّ التوكسين الذي تفرزه هذه البكتيريا، والمشكلة في حالة تلوث الغذاء بهذا النوع من البكتيريا لا ينتج عنه رائحة كريهة، مما يصعب تمييز الفساد في الطعام عندما يتناوله الإنسان.

2- التلوث الجسدي

وهو ناتج عن وجود مواد غريبة في الأطعمة يمكن أن تسبّب ضرراً إذا تمّ استهلاكها، وقد تكون هذه الأجسام صغيرةً أو كبيرة الحجم، فتُسبّب خطر الاختناق إضافةً للتسمُّم البكتيري.

3- التلوث الكيميائي للغذاء

يساهم تأثير الملوثات البيئية على المحاصيل الزراعية، والثروة الحيوانية المائية، والبرية في زيادة حدّة التلوث الكيميائي للغذاء، وسنذكر أهمّ الأسباب التي تسهم في تفاقم مشكلة التلوث الكيميائي للغذاء:

– استخدام المواد الكيميائية لحفظ المواد الغذائية المعلّبة.

– استخدام الملونات والمُنكهات الكيميائية في صناعة المنتجات الغذائية.

– الأسمدة الكيميائية التي تضاف للأراضي الزراعية لزيادة خصوبتها.

– استخدام المبيدات الحشرية لقتل الحشرات التي تهاجم أشجار الفواكه والخضروات.

– تساهم المعادن الثقيلة السامة، كالرصاص، والزئبق، والكادميوم، والزرنيخ التي يتمّ إلقاؤها في مياه البحار والترب الزراعية في عملية التلوث، مثلاً: 100 ميلي غرام من ثالث أوكسيد الزرنيخ كافية للتسبّب بوفاة الإنسان.

– كما يؤثر البيريليوم على الجهاز المناعي للجسم، حيث يحدّ من إنتاج الأجسام المضادة بينما يؤدي التسمُّم بالكادميوم إلى انتفاخ الرئة، وتليّف أنسجة الرئة والكلية، واضطراب في عمل الجهاز الهضمي.

– استخدام الهرمونات لتعجيل نمو الحيوانات.

– السُّموم الفطرية، وهي المستقلبات الثانوية للعديد من الفطريات، تلوث العديد من المحاصيل، والأغذية الحيوانية، والأعلاف، مما يشكل أخطاراً صحيةً على المستهلكين، كما أنها تؤثر على صحة الحيوان وإنتاجيته.

– المضادات الحيوية التي تضيفها معظم الدول المتقدمة إلى غذاء الأغنام، والمواشي، والدواجن، وتتمُّ إضافة هذه المضادات لتحفيز نمو الحيوانات والطيور، وتسريع نموها بمعدلٍ أكبر من نموها الطبيعي أو لمعالجة الأمراض التي تعاني منها هذه الحيوانات والطيور.

إن إضافة المضادات الحيوية إلى أغذية الحيوانات والطيور بصفةٍ دائمة يؤدي إلى اكتساب أنواع معينة من البكتيريا مناعةً ضدّ تأثير المضادات الحيوية، وبالتالي تبقى هذه البكتيريا في منتجات الحيوانات، كاللحوم، والحليب، وفي منتجات الطيور، كالبيض، ومنها تنتقل إلى الإنسان، وتسبّب له أمراضاً لا يمكن معالجتها بالمضادات الحيوية.

4- التلوث الغذائي بالمواد المُشعّة

يتلوث الغذاء بالمواد المُشعّة نتيجة تساقط الغبار الذري على النباتات والتربة الزراعية، أو نتيجة تلوث الهواء والماء بالمواد المشعّة الناتجة عن تسرّبها من منشأةٍ نووية، أو نتيجة التفجيرات النووية، فتدخل هذه المواد المشعّة إلى النباتات، ومنها حسب سلسلة دورة الحياة تصل للحيوانات، والطيور، والإنسان.

هذه المواد المُشعّة عندما تدخل جسم الإنسان عن طريق استنشاق الهواء الملوث بها، أو تناول الطعام، أو شرب المياه الملوثة بالمواد المشعّة تسبّب أعراضاً منها المؤقتة، كالصداع، والدوار، والغثيان، والإسهال، وآلام في الجهاز الهضمي، أو مشاكل في التنفُّس، وقد تؤدي على المدى الطويل إلى ظهور الأورام السرطانية. إن خطورة التسمّم بالمواد المُشعّة تتعلق بالكمية التي تدخل جسم الإنسان والفترة الزمنية للتعرّض لهذه المواد.

استخدام التقنيات النووية في الكشف عن الملوثات الغذائية

1- تشكل بقايا الأدوية البيطرية المستخدمة في مكافحة الأمراض الحيوانية، وتحسين الإنتاج العديد من المخاطر الصحية، ويجب مراقبتها من خلال برامج مراقبة وطنية تسترشد بمختبرات مختصة لطمأنة المستهلكين المحليين والدوليين. العقاقير البيطرية الموسومة بالنظائر المستقرة، وطرق التحليل اللوني المكمّلة، تمكن الدول الأعضاء من تقديم دعمٍ أفضل لرصد مخلفات العقاقير البيطرية، والملوثات ذات الصلة في العينات الغذائية والبيئية.

2- تطبيق تقنيات القياس الإشعاعي والتقنيات التحليلية ذات الصلة للسيطرة على السّموم الفطرية، وهي المُستقلبات الثانوية للعديد من الفطريات، تلوث العديد من المحاصيل، والأغذية الحيوانية، والأعلاف.

3- الكشف وقياس كمية النوى المُشعّة المتواجدة في الأغذية، والتي يجب أن تكون بأدنى مستوى، كاستخدام أجهزة للتحديد الدقيق لمستويات الخلفية الإشعاعية الطبيعية. [4]

المراجع البحثية

1- What is food contamination? Tips for preventing contaminated food. (n.d.). Fooddocs.com. Retrieved October 6, 2024

2- Food Contamination. (N.d.). Sciencedirect.com. Retrieved October 6, 2024

3- Efthmyiou, G. (2021, December 20). What are the four types of food contamination?. Shout Out Safety. Retrieved October 6, 2024

4- Food contaminant types, detection, monitoring. (2016, April 13). Iaea.org. Retrieved October 6, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.