Skip links
طبيب بيطري يقوم بتلقيح بقرة بنية اللون ضمن الحظيرة

التلقيح الاصطناعي لدى الأبقار – الخطوات، المزايا والعيوب

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ العرب أول من فكر باستخدام التلقيح الصناعي خاصةً لدى الخيول، وذلك لمكانتها وأهميتها الكبيرة في حياتهم من خلال اصطفائها وتوثيق أنسابها، وتتالت الأبحاث العلمية من عام 1780 وحتى عام 1930 لتتبلور فكرة التلقيح الصناعي التي نجحت على أيدي مجموعة باحثين حول العالم، مثل: (سبانلينزاني 1780 – هيب 1803 – أمانتيا 1914 – ميلفانو – إيفانوف 1930)، وفي عام 1938 توفرت أولى عبواتٍ زجاجية حاوية على سائلٍ منوي مبرد تمّ استخدامها في أمريكا.

حيث تعدّ من أهمّ الإجراءات التي لجأ إليها العديد من المربين حول العام، واعتمدتها محطات الأبقار بشقيها المنتجة للحوم والألبان، وسعت الدول كافة إلى تواجد مراكز خاصة تعنى بإنتاج السائل المنوي، وتخزينه عبر تربية الثيران المنتخبة، وتقديم برنامجٍ غذائيّ خاصٍّ بها لتعطي سلالة أبقارٍ ذات مواصفاتٍ عالية الإنتاج أفضل من التي تنتج محلياً نتيجة التلقيح من ثيران محلية، مما يحقق للأسواق كافة الاكتفاء الغذائي من المنتجات ذات المصدر الحيواني، والقيمة الغذائية العالية، والسعر المرغوب. [1]

تعريف التلقيح الاصطناعي

وهي تقنية علمية تهدف إلى إدخال السائل المنوي إلى القناة التناسلية الأنثوية بطريقةٍ صناعية، يتمُّ استحصاله وتخفيفه وتبريده أو تجميده ضمن القشات، وحقنه ضمن الرحم بكمياتٍ مناسبة، وأوقات محددة عند ظهور علامات الشبق بغية نشر العوامل الوراثية المرغوبة على نطاقٍ واسع.

خطوات التلقيح الاصطناعي

1- جمع السائل المنوي من الثيران المنتخبة.

2- فحص السائل المنوي للتأكد من سلامته من حيث التركيز وخلوه من الأمراض.

3- تخفيف السائل المنوي مع تبريده أو تجميده.

4- فحص الأبقار بالجس المستقيمي أو الإيكو للكشف عن خلو الرحم من التغيرات المرضية.

5- القيام بإجراءات التلقيح الاصطناعي.

مزايا التلقيح الاصطناعي

1- تمنع انتقال الأمراض التناسلية بين القطعان، مثل: البروسيلا، وغيرها، مما تقلل فرص الإجهاضات.

2- تقليل الكلفة المالية المترتبة على تربية الثيران بغية تلقيح الأبقار في مواسم التكاثر، فالتلقيح الاصطناعي يدفع المربين إلى الاستغناء عن تربية الثيران، كما يوفر على المربي البحث عن ثيران ذات صفاتٍ جيدة.

3- تلقيح الأبقار بشكلٍ دوري عبر التلقيح الاصطناعي يرفع من التحسين الوراثي للأبقار المحلية بسبب إنتاج عجولٍ من أمهاتٍ محلية وذكورٍ منتخبة لينتج عجل ذو تركيبةٍ وراثيةٍ جيدة.

4- تمكن الجهات البيطرية من إجراء اختبار النسل بسهولةٍ للقطعان المحلية ضمن المحافظات خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة.

5- الحصول على أبقار ذات مواصفاتٍ قياسية جيدة تعطي كميةً وفيرةً من الألبان واللحوم، وتوجد سلالات ثنائية الغرض منتجة للألبان واللحوم معاً.

6- السيطرة على الفوارق الطبيعية الجسدية والعمرية بين الفحول المنتخبة والأبقار الإناث لحدوث التلقيح بكل سهولة.

7- إمكانية الاستفادة من الثيران المنتخبة الكبيرة بالعمر التي أصيبت إصابةً رضيةً حركيةً تعوق عملية الوثب لديها أو نتيجة تقدمها بالعمر.

عيوب التلقيح الاصطناعي

1- عندما تكون المعلومات غير موثوقة عن الثيران المنتخبة تؤدي نتائج التلقيح إلى ظهور أمراض أو ظهور عوامل وراثية غير مرغوبة.

2- يحتاج المربي إلى مجهودٍ أكبر في مراقبة الأبقار لمعرفة بدء دورة الشبق بسبب غياب الثيران الكشافة.

3- بالرغم من سهولة القيام بعملية التلقيح الاصطناعي إلا أنه يحتاج إلى فنيين مختصين. [2]

شروط جمع السائل المنوي من الثيران المنتخبة

1- يفضل جمع السائل المنوي في الصباح الباكر لتفادي درجات الحرارة المرتفعة، وشدة الضوء في مكانٍ معقمٍ ونظيف لأن العوامل السابقة تؤثر على حيوية وحركة النطاف.

2- عند الانتهاء من جمع السائل المنوي يتمُّ تخزينه ضمن أنابيب معقمة، ويحفظ مبرداً بدرجة حرارة متدرجة وصولاً إلى درجة الحرارة المطلوبة، وعند الحاجة لاستعماله يتمُّ رفع درجة الحرارة تدريجياً للوصول إلى الحدّ المطلوب.

3- عند وجود فائضٍ من السائل المنوي يتمُّ حفظه بالتجميد باستخدام النتروجين (السائل الآزوتي)، كما أن طريقة الحفظ بالتجميد تساعدنا في التصدير من دولةٍ إلى أخرى.

4- يتمُّ استعمال حقنٍ طويلة تسمّى القشات تهدف إلى إيصال السائل المنوي إلى الرحم عند انتهاء دورة الشبق عند الأبقار.

الأدوات اللازمة لإجراء التلقيح الاصطناعي

يتمُّ استعمال عدة أدواتٍ تفيد في نقل السائل المنوي المجمد أو المبرد ضمن القشات إلى داخل الرحم.

1- آلية التلقيح الصناعي المعدني (البندقية).

2-مكبس معدني.

3- القشات، وهي عبارة عن أنابيب بلاستيكية عقيمة تحتوي بداخلها على السائل المنوي المنتخب.

4- حلقات التثبيت البلاستيكية.

طرق الكشف عن الرحم لإجراء التلقيح الاصطناعي

ويتمُّ بواسطة طريقتين:

1- الجسّ المستقيمي

ويتمُّ الكشف عبر جسّ أجزاء الرحم لمعرفة حدوث الحمل أو عمر الجنين عبر عدة مؤشراتٍ أهمّها:

1- الحويصلة السلوية، وهي طافية على السائل السلوي تختفي تدريجاً بعد 45 يوم من الحمل، كما يمكن تحسُّسها بدءاً من اليوم 30 للحمل.

2- بدء تشكل فلقات المشيمة بقطر 3-4 سنتيمتر دلالة على الحمل بعمر 3 شهور.

3- تضخم الشريان الرحمي الأوسط دلالة على الحمل بالشهر 4.

4- كبر حجم الرحم، ونزوله في التجويف البطني دلالة على الحمل بين 5-6 شهور ثم يرتفع إلى الأعلى في الشهر 7، ويعدُّ من أصعب مراحل تشخيص الحمل في الشهر السادس بسبب نزول الرحم للأسفل، لذلك يتمُّ ملاحظة عنق الرحم كذراعٍ مشدودةٍ بقوةٍ نحو الأسفل مع تحسُّسٍ بخفقان الشريان الرحمي الأوسط.

2- الكشف بأشعة السونار الموجات الفوق صوتية

يتمُّ دهن رأس الجهاز بمادةٍ مزلقة، مثل: زيت بذرة الكتان التي تفيد بمنع تشكل فراغٍ يحوي هواءً أثناء عملية الفحص ليدخل عبر المستقيم، ويكشف عن الرحم بكافة أجزائه بدءاً من المبيض الذي قد يحوي حويصلاتٍ مع  الكشف عن حجمه ضمن الأبعاد الطبيعية، وملاحظة الرحم ضمن حجمه الطبيعي، وما يحتويه من سوائل طبيعية، أو قيحية، أو ولادية، كما يمكن مشاهدة الجنين، وتقدير عمره بدقة. [3]

الوقت المناسب لتلقيح الأبقار المحلية (الحيوانات الزراعية)

إعطاء فترةٍ من الزمن للأبقار الوالدة لتهيئة الرحم والتئامه مع ظهور علامات الشبق، وعدم الإسراع في تلقيحها بعد الولادة  مباشرة، وتقدر أفضل فترة يتمُّ فيها التلقيح بعد الولادة بمدةٍ تتراوح بين 6 إلـى 8 أسابيع، وعند انقضاء الفترة السابقة يجب مراقبة الأبقار صباحاً ومساءً يومياً، لملاحظة الشبق، والقيام بتلقيحها اصطناعياً في الثلث الأخير من بداية الشبق (بعد 12 ساعة من بدء الشبق)، فإذا ظهرت علامات الشبق صباحاً يتمُّ تلقيحها ليلاً، والعكس صحيح، وذلك بسبب تأخر عملية الإباضة لدى الأبقار. [4]

المراجع البحثية

1- Thomas, J., Poock, S., Smith, E., & University of Missouri Extension. (n.d.). Determination of pregnancy status in beef herds. University of Missouri Extension (pp. 2–3).

2- Thomas, H. S., & Correspondent, W. L. J. (2019, March 15). Artificial insemination of cattle has come a long way. Western Livestock Journal. Retrieved July 21,2024

3- Livestock. Cattle. Artificial Insemination Animal Husbandry . home. (n.d.). Retrieved July 21,2024

4- Sterry, R. (n.d.). Do we still need the AM-PM rule? .Wisc.edu. Retrieved July 21,2024

This website uses cookies to improve your web experience.