Skip links
أفراد بالغون يجلسون أمام الطاولة ويقومون بالكتابة على دفاترهم

التعليم الذاتي

الرئيسية » المقالات » التعلم » التعليم الذاتي

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

التعليم بين الماضي والحاضر

في الوقت الماضي، كان المدرسون والآباء يُحفّزون الأبناء لتحقيق أفضل النتائج، ويقّيم المجتمع الفرد بحسب إنجازاته، أما اليوم وبعد مرور الوقت، بدأت أنماطٌ مختلفةٌ من التعليم في الظهور، الأمر الذي نافس الشكل التقليدي المطبوع من التعلم، فاليوم ليس هناك حاجة إلى العمل الجاد للحصول على المنح الدراسية، وليس هناك ضرورةٌ لقروض التعليم لدفع مصاريف التعلم، بل كل ما نحتاج إليه هو الدافع الذاتي لتحقيق النجاح، وهذا هو أساس التعليم الذاتي.

يعدُّ التعليم الذاتي أحد المهارات التي تساعد على تثقيف الذات في أي مجال، حيث أصبح الذهاب إلى المدارس والكليات الآن وسيلةً تقليديةً لمتابعة التعليم، ولكنه قدم لنا طرقاً جديدةً للتعلُّم، فمن خلال الوسائط الرقمية وعبر الأنترنت، يمكن اليوم تعلُّم أي شيء وكل شيء بنقرةٍ واحدة. فهناك الكثير من المعلومات المتاحة على الأنترنت، والتي إذا تمَّ استخدامها بشكلٍ صحيح يمكن من خلالها تعلُّم الكثير من المهارات، ومواصلة التطور في التعليم.

ما هو التعليم الذاتي؟

التعليم الذاتي هو التعليم دون توجيه المعلمين أو الأساتذة، وهنا يمكن تحديد الأهداف الخاصة، وترتيب موارد المعرفة وفقاً للموضوع المُفضّل، وجدولة برنامجٍ للدراسة والوقت المطلوبين. الأفراد الذين يختارون التعليم الذاتي يمكن أن تكون دراساتهم مكمّلةً للتعليم الرسمي أو بديلةً عنه، ويعدُّ التعليم الذاتي مفيداً، حيث يمكن تنظيم مواد القراءة الشخصية، واختبار المعلومات. يسمح التعليم الذاتي بمتابعة المناهج بأكملها دون توجيهٍ من مدارس أو أساتذة، ومن الممكن تعلُّم مهاراتٍ لم يتمّ التفكير مطلقاً في إتباعها، كما يمكن غرس عاداتٍ جديدة، وجوانب أخرى لا تعدُّ ولا تحصى.

ما هي أهمية التعليم الذاتي؟

1- يساعد على التفكير خارج الصندوق، وبالتالي يفتح أفقاً أمام عملية التفكير لا حدود لها، وذلك بسبب حرية التعلُّم، وتثقيف الذات في أي موضوع، وفي حين تقتصر طرق التعليم التقليدية في المناهج الدراسية على جوانب معينة أو موضوعاتٍ موحّدة الأمر الذي يحصر عملية التفكير ضمن محيطٍ مقيد.

2- يُعلّم قاعدة (افعل ذلك بنفسك): لأن المتعلّم فيه هو من يختار الموضوع، ويقوم بجمع المواد، وتعيين الجدول الزمني الخاص به، فهو من يختبر إمكاناته، وهو من يعلن النتائج.

3- التعليم الذاتي يعني التفاؤل لأنه يجعل المتعلّم متفائلاً، لأنه يفكر بمنطق “إذا كان بإمكانهم القيام بذلك، فيمكنني القيام بذلك أيضاً”.

4- مواكبة التقدُّم: فالتعليم الذاتي لا يساعد على اكتساب المعارف المتنوعة فحسب، بل يساعد أيضاً على مواكبة التقدُّم في العالم.

5- يخلق مزيداً من الفرص، لأن المتعلّم يتعلّم من خلاله المزيد من الأشياء اللازمة لتطوير مهاراته في شتّى المجالات.

كيف يمكن تثقيف الذات في المنزل؟

على المتعلّم أن يختار موضوعاً مع ترتيب كافة مصادر التعلم، وتعيين الجدول الزمني، كما أنه يحتاج إلى إتباع طريقةٍ منضبطةٍ من أجل استمرار التعلم الذاتي على المدى الطويل.

نصائح مهمّة للبدء في التعليم الذاتي

1- إعداد البيئة الدراسية

حيث تلعب الأجواء دوراً كبيراً في تعزيز الحافز، والحفاظ على التفاني لتحقيق الأهداف، لذلك لابدَّ من إعداد بيئةٍ دراسيةٍ هادئة، فالمتعلّم لا يتعلم في فصلٍ دراسي، بالتالي من المهمّ أن تكون لديه غرفة خاصة للدراسة مرتبةً، ومريحة، ومجهزة بمكتبٍ، وكرسي، وكومبيوتر محمول، وكتب، وقرطاسية، ودفاتر لتدوين الملاحظات مع اتصالٍ ثابتٍ بالأنترنت.

2- تحديد الأهداف

يجب أن تكون الأهداف واقعيةً، وتتوافق مع الخطط المستقبلية طويلة المدى، حيث يقوم الطالب بتدوين أهداف الدراسة بطريقةٍ واضحةٍ تماماً، وتثبيتها على الحائط بحيث تكون أمامه دائماً، فهذا يساعده على الالتزام للوصول لتحقيقها. كما يمكن تقسيم الأهداف طويلة المدى إلى أهداف ٍقصيرة، لأن ذلك يساعد على إنجاز الأهداف كلها.

3- الاستعداد والالتزام بجدول الدراسة

لابدَّ من الالتزام بجدول الدراسة الزمني مع إمكانية الدراسة في أي وقتٍ يناسب المتعلّم.

4- إيجاد مجموعةٍ تعليميةٍ عبر الأنترنت

حيث يمكن أن يكون التعلُّم مع الآخرين على منصات الأنترنت مهمةً ممتعة، لأنه يخلق جواً للدراسة، ويحارب العزلة، ويثير الحماس، ويعمّم الفائدة، وقد يكون المفتاح لمواكبة عملية التعلّم الخاصة، فتعلم مهارةٍ جديدةٍ مع صديق، أو مع أحد أفراد العائلة، أو حتى مع عضوٍ في مجموعةٍ شعبيةٍ عبر الأنترنت يمكن أن يساعد في تحقيق مزيد من التقدُّم للوصول إلى الهدف، فالتواصل مع الآخرين، والاستفادة من تجاربهم الفردية، وجمع العديد من النصائح يجعل رحلة التعلّم أسهل.

5- أن تكون أنت مصدر إلهامك الخاص

فالأمر كله يتعلق بمدى انضباط المتعلّم، وثباته طوال العملية برمتها، حيث ستكون هناك عوامل محبطة أو أفكار سلبية، ولكن عليه محاربتها من أجل نجاح عملية التعلم الذاتي، وذلك عن طريق:

1- إتباع تدريباتٍ قصيرة.

2- النوم، وأخذ فترات راحةٍ كافية.

3- ممارسة الرياضة والتأمل.

4- إتباع نظامٍ غذائي صحي.

5- تعلم كيفية توجيه الأفكار.

6- التعلُّم والأداء

بعد تعلُّم مهارةٍ مختلفةٍ كلياً، على المتعلّم التأكد من قدرته على استخدامها في عدد من المواقف، وأنه لن ينساها مهما حدث.

هل التعليم الذاتي أفضل من الذهاب إلى المدرسة؟

إذا كان المتعلّم منضبطاً ذاتياً، وحازماً، ومتفائلاً، فإن التعليم الذاتي يمكن أن يكون أكثر فائدةً من الذهاب إلى المدرسة، ومن ناحيةٍ أخرى، إن التعليم الرسمي هو الأنسب لأولئك الذين يحتاجون إلى الروتين، والتوجيه المستمر، والتغذية الراجعة الفورية، ويستمتعون ببيئة الفصل الدراسي.

هل هنالك عيوبٌ للتعليم الذاتي؟

هناك العديد من العيوب للتعلم الذاتي، ومنها:

1- عدم الانضباط الذاتي أحياناً أو دائماً.

2 – الافتقار إلى التفاعلات الشخصية.

3- الافتقار إلى المرونة.

4- التطور البطيء.

هل الأشخاص الذين يتعلمون بشكلٍ ذاتي أكثر ذكاءً؟

من المعروف غالباً أن الفرد الذي يدرس بنفسه أكثر ذكاءً من الأشخاص العاديين، فهو يختار تعلُّم موضوعاتٍ مختلفة، ويدرسها بشكلٍ مُعمّق.

لماذا من المهمّ أن نتعلم ذاتياً؟

يساعد التعلُّم الذاتي على تحديد المشكلات، والبحث بسرعةٍ عن حلول فعالة، ويمكن أن تكون هذه الحلول من الزملاء، أو من الأنترنت، أو عن طريق الاستكشاف، فالمتعلّم يتعلم البحث بنشاطٍ عن الحلول، وبالتالي يمكنه التكيف بسهولةٍ مع التغيرات في البيئة حوله.

This website uses cookies to improve your web experience.