Published in: الطب

أخطار التعرُّض للإشعاع

Author د. هالة وتار

Published on: 1 أكتوبر، 2023

د. هالة وتار

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الإشعاع المؤين شكلٌ من أشكال الطاقة، والطاقة المودعة في جسم الإنسان من الإشعاع المؤين يمكن أن تُسبّب ضرراً إشعاعياً في خلايا الجسم. لهذا السبب من المهمّ تقليل حالات التعرُّض الطبية غير المبررة إلى الإشعاعات المؤيّنة، من خلال تحقيق ما يُعرف بضمان الجودة (أي تطبيق جودةٍ عالية وآمنة وفعّالة بأقل ضررٍ إشعاعيّ ممكن)، وللإشعاع المُؤين تطبيقاتٌ كثيرة، ولاسيّما في مجال التصوير الإشعاعي والعلاج الإشعاعي. ^[1]

ما هي أهمية الإشعاع في حياتنا؟

يستخدم الإشعاع المؤين في المجالين الآتيين:

1- التشخيص الإشعاعي: الأشعة السينية البسيطة تساعد في الحصول على صورٍ للقفص الصدري مثلاً، بينما أجهزة التصوير الطبقي المحوري تزودنا بصورٍ لكافة أعضاء الجسم البشري.

2- العلاج الإشعاعي: المُسرّعات الخطية الطبية تنتج الأشعة السينية والإلكترونات لعلاج الأورام.   

ما هي الآثار الصحية للجرعات الإشعاعية المنخفضة؟

إن الجرعات المسموحة لعموم الناس من مصادر الإشعاع 1mSv، وعادةً الجرعة المودعة من أجهزة الأشعة السينية أقلّ من 0.1mSv

هل هنالك ضررٌ من التعرُّض لجرعاتٍ منخفضةٍ في التشخيص الطبي؟

لا يتسبّب التعرُّض لسويّات منخفضةٍ من الإشعاع في حدوث آثارٍ صحيةٍ فورية، ولكن يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان Cancer مع مرور الزمن، وهذا ما تمّ رصده عند مراقبة الناجين من تفجيري هيروشيما وناغازاكي. ^[3]

ما هي الآثار الصحية للجرعات الإشعاعية العالية؟

يمكن أن تُسبّب الجرعات الإشعاعية العالية آثاراً صحيةً خطيرةً على الإنسان، وقد تمَّ رصد هذه الحالات على رواد الفضاء والعاملين في مجال الإشعاع، وقد تتراوح هذه الآثار من احمرار الجلد إلى متلازمة الإشعاع الحاد، واعتام عدسة العين. ^[4]

ما هو تأثير الإشعاع على جسم الإنسان؟

1- التأثيرات الجسمية للإشعاع Somatic effects of Radiation

هي التي تنشأ عن تدمير الخلايا العادية للجسم، وتقسم إلى: تأثيراتٍ مبكرة، وأخرى متأخرة.

التأثيرات الجسمية المبكرة

تظهر عند تعرُّض عموم الجسم أو جزءٍ كبيرٍ منه إلى جرعةٍ عاليةٍ من الإشعاع في فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ جداً (يومٌ واحدٌ أو أقلّ)، ويُطلق على هذه التأثيرات بالتأثيرات الحادة، فعندما تتجاوز الجرعة المُمْتصة حداً معيناً، فيزداد التأثير البيولوجي للإشعاع زيادةً مطردةً عند تجاوزه هذا الحدّ.

وتظهر آثار الإشعاع في الخلايا الجسدية، ويصل حدّ التأثير الفعّال للجرعة الإشعاعية في جسم الإنسان (0.5-0.25) Sv بافتراض أن الجسم يتعرَّض كلّه للجرعة الإشعاعية خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة، ويعتمد التأثير البيولوجي على معدل الجرعة حيث يقلُّ التأثير كلما طالت الفترة الزمنية للتعرُّض، وذلك من خلال ما يأتي:

– التعرُّض إلى جرعةٍ مقدارها (1-2) Sv يؤدي إلى جفاف الجلد، تعب العضلات.

– التعرُّض إلى جرعةٍ مقدارها (2) Sv يؤدي إلى تساقط الشعر.

– التعرُّض إلى جرعةٍ مقدارها (2-3) Sv يؤدي إلى تأثُّر خلايا الدم الحمراء والبيضاء.

– التعرُّض إلى جرعةٍ مقدارها (3-4) Sv يؤدي إلى إصابة نخاع العظم.

– التعرُّض إلى جرعةٍ مقدارها (10-50) Sv يؤدي إلى أمراض حادة والموت المبكر في أيام. ^[5]

 التأثيرات الجسمية المتأخرة

تنشأ الأشكال المتنوّعة للضّرر لأن التعرُّض للأشعة يمكن أن يُسبّب موت بعض الخلايا الحيّة المتأثرة بالإشعاع، وقد تحتفظ الخلية الجسمية الناجية والمعدّلة بقدرتها على التكاثر، ويمكن أن تصبح قادرةً على تشكيل مستعمرة، وإذا لم يتمّ التخلص من هذه المستعمرة بوسائل دفاع الجسم.

فقد ينشأ (بعد فترة متغيّرة وطويلة من التأخير والتي تُسمّى طور الكمون) تطور حالاتٍ خبيثة، تُسمّى عادة سّرطان، والذي هو الأثر الجسمي المتأخّر الرئيسي للتعرُّض إلى الإشعاع، وقد تمَّ رصد حالات سرطان الغدة الدرقية على الناجين من تفجيري هيروشيما وناغازاكي بعد مرور فترةٍ زمنية (15-40) سنة، وحالات سرطان الدم بعد مرور (20-25) سنة. ^[6]

2- التأثيرات الوراثية للإشعاع Genetic effects of radiation

قد يتسبّب الإشعاع المؤين في تلف الحمض النووي DNA في الخلايا التناسلية للذكور أو الإناث، ويمكن أن ينتقل هذا الضرر إلى الأجيال اللاحقة كطفرات، وتشتمل على الشذوذ الجيني الذي لا يُحدث تغيراً في تركيب الكروموسومات أو عددها فقط، بل يغير موقع أحد الجينات أو مجموعة منها مؤدياً إلى ظهور صفاتٍ مختلفة عن صفات الأبوين. ينخفض معدل هذه الطفرات إذا زاد الوقت بين التعرُّض والحمل، وقد يؤدي الإشعاع إلى تشوُّهات الكروموسومات، والبروتينات، والتشوُّهات الخلقية، والإجهاض. ^[7]

كيف نحمي أنفسنا من الإشعاع؟

هناك ثلاث طرق لحماية أنفسنا من الإشعاع، وهي: ^[8]

1- الزمن: كلما كانت فترة التعرُّض الإشعاعي أقلّ، كلما قلَّ الخطر. 

2- المسافة: كلما ابتعدنا عن المنبع المُشِع كلما قلّ التعرُّض للإشعاع.

3- الدروع: حيث تصنع الدروع من الرصاص، أو الإسمنت، أو الماء، ومثال ذلك: في حال تصوير الأسنان بالأشعة السينية توضع بطانيةٌ من الرصاص بين المريض وجهاز التصوير لتخفيف التعرُّض الإشعاعي.