Skip links
صورة للدماغ ملتقطة بالتصوير الومضاني

التصوير الومضاني – ما هي أنواعه؟ وهل هو آمنٌ؟

الرئيسية » المقالات » الطب » التصوير الومضاني – ما هي أنواعه؟ وهل هو آمنٌ؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو التصوير الومضاني؟

هو فرعٌ من فروع الطب النووي يتمُّ فيه إدخال مادةٍ مشعّةٍ إلى جسم المريض عن طريق الحقن الوريدي، أو الفم، أو الاستنشاق، فيصبح جسم المريض هو المصدر المُشع، ويتمُّ التقاط الإشعاعات المُنبعثة من جسم المريض بواسطة الكواشف المرتبطة بالأجهزة الومضانية، ليتمّ تحويلها إلى ومضاتٍ ضوئية.

يتمُّ تضخيمها وتحويلها إلى نبضاتٍ كهربائية، ويعمل الحاسوب المرتبط بالجهاز الومضاني على تحويل النبضات الكهربائية إلى صور. بواسطة برامج خاصة في الحاسوب يمكن الحصول على منحنياتٍ بيانية، أو بياناتٍ رقمية، أو مقاطع للأعضاء تفيد في تقييم الحالة الوظيفية والاستقلابية للعضو الذي تمّ تصويره (مسحه). [1]

ما هي أنواع التصوير الومضاني؟

هناك أنواعٌ متعددة للتصوير الومضاني منها: [2]

1- التصوير البوزيتروني المقطعي PET

أهمُّ النظائر المُشعّة المستخدمة في هذا النوع من التصوير هي: (الكربون 11)، و(الأوكسجين 15-)، و(النتروجين 13-)، و(الفلور 18-)، وهي عناصر مُشعّةٌ ذات عمرٍ نصف قصيرٍ جداً، وعند حقن جسم الإنسان بتلك العناصر المُشعّة، فإنها سوف تطلق البوزيترونات، فيتحد البوزيترون مع إلكترون من الإلكترونات الموجودة في ذرات جسم الإنسان، وينطلق عن هذا الاتحاد فوتونا غاما طاقة كل واحدٍ منها تساوي إلى 0.511 ميغا إلكترون فولت، ويتمُّ التقاط الفوتونات بواسطة الكواشف المرتبطة مع الجهاز. يستخدم هذا النوع من التصوير لدراسة وظائف القلب، والدماغ، والرئتين، وتشخيص الأورام لهذه الأعضاء.

2- التصوير المقطعي الإصداري وحيد الفوتون SPECT أو ما يُسمّى بالتصوير الغامي

تشبه تقنية الإشعاع الفوتوني المقطعي SPECT تقنية إشعاع البوزيترون المقطعي PET، ولكن تستخدم في عملية التصوير عناصر مشعّة مختلفة، مثل: (الزينون -133)، و(التكنيشيوم-99m)، و(اليود –123)، والتي لها أعمار نصف أطول من تلك المستخدمة في التقنية السابقة الذكر.

كما أنها تطلق فوتون غاما واحد بدلاً من فوتوني غاما كما في PET، وتوفر تقنية SPECT معلوماتٍ حول تدفُّق الدم من خلال الصور المأخوذة بهذه التقنية، لتشخيص وظائف الكبد، والكلية، والقلب، والغدة الدرقية، كما يمكن باستخدام هذا النوع من التصوير إجراء مسحٍ كاملٍ لعظام الجسم.

3- تصوير جهاز الدورة الدموية (Cardiovascular imaging)

هي إحدى أهمُّ طرق التصوير الومضاني، وتتمُّ باستخدام الثاليوم المُشع 101-، حيث يقوم الطبيب المختص بحقن المريض بمركب الثاليوم المشع، وبعد مرور (30-40) دقيقة من الحقن يترسب النظير المُشع في نسج القلب، ويتمُّ التصوير أثناء اختبار الجهد باستخدام أشعة غاما الصادرة عن اضمحلال عنصر الثاليوم بواسطة الكاميرا الغامية، ويعاد التصوير بعد 3 إلى 4 ساعات أي في حالة الراحة.

وبمقارنة الصور المأخوذة في أثناء الجهد مع الصور في حالة الراحة، يمكن تحديد المناطق ناقصة التروية، كما يمكن تشخيص الاحتشاء، وتحديد مكانه وحجمه. تفيد الصور في إعطاء معلوماتٍ تشخيصية، مثل: وجود تضيُّقاتٍ ، وتصلُّبٍ في شرايين القلب، وتقييم عمل عضلة القلب، كما يساعد الطبيب على تشخيص جدران العضلة الضعيفة، وهذا ما يسمّى باختبار حيوية المنطقة الضعيفة (Reversibility and viability testing)، واستنباط ما إذا كان هناك فائدة من فتح الشرايين المغلقة.

المنطقة الحيوية من العضلة القلبية تقنص العنصر المُشع إلى داخل الخلايا، وبذلك سوف تستفيد العضلة من فتح الشريان المغذّي لها، بينما إذا لم يكن هناك أي قنص للعنصر المُشعة، فذلك يعني أن الجزء المصاب من جدار العضلة غير حيوي، ولا يستفيد المريض من فتح الشريان المسدود.

ومضان الطرق الصفراوية

من أهمّ النظائر المُشعّة المستخدمة في حالات ومضان الطرق الصفراوية   التكنيشيوم 99mTc بعد وسمه بمادة Bromo-IDA، حيث يعطى للمريض عن طريق الحقن الوريدي، وينتظر المريض حوالي (20-15) دقيقة بعد الحقن الوريدي ليحدث امتصاصٌ أعظميٌّ للمادة الصيدلانية المُشعّة (المادة الصيدلانية المُشعّة تشمل العنصر المُشع 99mTc، والمادة الموسومة Bromo-IDA ثم يتمُّ التصوير لمدة ساعةٍ واحدة، وبعدها يتوقف المريض عن التصوير لمدة ساعتين، ويعاود التصوير بعدها لمدة ساعة. يتمُّ طرح المادة الصيدلانية المُشعّة مع العصارة الصفراوية، وكمياتٍ قليلةٍ في البول، ويطلب فحص ومضان الكبد في الحالات الآتية: [3]

● الانسداد الصفراوي خارج الكبد.

● سوء وظيفة المرارة.

● التهاب القناة الصفراوية.

● التبدُّلات المرضية في الشجرة الصفراوية.

التصوير الومضاني للكلية

يتمُّ حقن المريض وريدياً بالنظير المُشع 99mTc مع الواسم ( (Diethylene Triamine Pentaacetic Acid) ثم يوضع المريض على جهاز التصوير الغامي، ويتمُّ أخذ 120 صورة ديناميكية من الجهة الخلفية (جهة الظهر) لمدة 26 دقيقة فيها دقيقة واحدة للتروية الدموية الكلوية، و25 دقيقة للوظيفة الكلوية. يمكن للطبيب اعتماداً على الصور الحصول على المعلومات التالية:

● معدل الرشح الكبي في الدقيقة.

● المثانية الحالبية والحويضية الحالبية.

● معدل عمل كل كلية على حدة.

● كذلك الندبات التي تُسبّب الالتهابات المتكررة، ومن خلال دراسة التروية الدموية، يمكن معرفة سبب ارتفاع التوتر الشرياني ذي المنشأ الكلوي. [4]

ومضان العظام

يتمُّ حقن المريض بالنظير المُشع 99mTc مع الواسم (MDP Methylene diphosphonate)، والتي تحتوي على مادة الفوسفات التي تتوضّع انتقائياً في العظام، وبعد 3 إلى 4 ساعات من الحقن الوريدي يجري المسح الومضاني لكامل الجسم، والصور الناتجة تعطي بقعاً مضيئةً للمناطق ذات النشاط غير الطبيعي، وبقعاً داكنةً للمناطق التي تحتوي على نشاطٍ عادي، وبهذا يمكن إجراء مسحٍ شاملٍ للهيكل العظمي في الجسم، ويفيد فيما يلي: [5]

● تقييم الأورام العظمية البدئية، وتشخيص الانتقالات الثانوية إلى العظام.

● التشخيص المبكر للآفات الالتهابية العظمية، كالتهاب نقي العظم.

● تقييم الآلام العظمية المجهولة السبب، وتقييم الألم المفصلي المصاحب للتركيبات العظمية الصناعية وللمفاصل.

هل التصوير الومضاني آمن؟

إن المادة المُشعّة (النظير المُشع) الذي يحقن في دم المريض، هو مادة نصف عمرها قصير، وتطرح بسرعة من جسم الإنسان عن طريق الكلية، والمادة الدوائية التي تحقن مع النظير المُشع تفقد نشاطها بعد ساعاتٍ قليلة، وتطرح من الجسم مع البول أو البراز.

كمية التعرض الإشعاعي (الجرعة الإشعاعية) الناتجة عن التصوير الومضاني قليلة، ومع ذلك يوصى بعدم اقتراب المريض من الأطفال والنساء الحوامل لمدةٍ لا تقل عن ست ساعات حتى يتمّ طرح المادة المُشعّة من الجسم. كما يجب على المرأة الحامل تجنُّب التصوير الومضاني خلال فترة الحمل، أما المرأة المرضع، فيجب أن تتوقف عن الإرضاع لبضعة أيام بعد إجراء التصوير حتى يتمّ طرح المادة المُشعّة التي ترسّبت في الحليب.

المراجع البحثية

1- Frequently asked questions – nuclear medicine and molecular imaging division at HUG in Geneva. (n.d.). Hug.Ch. Retrieved January 16, 2024

2- Radioisotopes in Medicine. (n.d.). World-nuclear.org. Retrieved January 16, 2024

3- Management of carcinoma of the colon. (2008). In Surgery of the Anus, Rectum & Colon (pp. 1047–1114). Elsevier. Retrieved January 16, 2024

4- Giorgi, A. (2021, February 3). Renal scan. Healthline. Retrieved January 16, 2024

5 -Radiological Society of North America (RSNA), & American College of Radiology (ACR). (n.d.). Bone scan. Radiologyinfo.org. Retrieved January 16, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.