التسمُّم بالزرنيخ – أشكاله، مصادره وكيفية تخلص الجسم منه
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
الزرنيخ (Arsenic) رمزه As، وهو عنصرٌ معدنيٌّ طبيعي ليس له طعم ولا رائحة، ويُعتبر أحد أهمّ مسببّات تلوث البيئة، وزنه الذري 74.92، وتحتوي نواته على 33 بروتون، و42 نيوترون. الزرنيخ أحادي النظير بشكله المستقر، ولا يوجد له نظائر مُشعّة في الطبيعة، لكن حتى عام 2003 تمّ تصنيع 33 نظيراً مشعّاً، وأكثرها استقراراً هو النظير زرنيخ 73-، حيث عمره النصف حوالي 80 يوماً، أما بقية النظائر المُشعّة للزرنيخ أغلبها تمتلك أعمار نصف أقل من يومٍ واحد.
ما هي أشكال الزرنيخ؟
يعدُّ الزرنيخ أحد مكونات القشرة الأرضية، ويتصف بسهولة انتشاره في الهواء، والماء، والتربة، ويتواجد في الطبيعة بشكلين: [1]
1- الزرنيخ العضوي
ينتج من ارتباط الزرنيخ مع الهيدروجين، والكربون، ويتجمع في أنسجة الحيوانات والنباتات.
2- الزرنيخ اللاعضوي
ينتج من ارتباط الزرنيخ بالأوكسجين، والكلور، والكبريت، وتتصف مركبات الزرنيخ اللاعضوية بسُمّيتها العالية، لكنها الأكثر وفرةً في الطبيعة، وتكون مركبات الزرنيخ اللاعضوية نقيةً وعلى شكل مساحيق بيضاء أو عديمة اللون والرائحة كون الزرنيخ عنصر لا يتحلل.
ما هي مصادر الزرنيخ؟
1- المصادر الطبيعية
1- تعتبر الصخور المصدر الطبيعي الرئيس للزرنيخ اللاعضوي، حيث يتراوح تركيز الزرنيخ في القشرة الأرضية (2-5) ميلي غرام لكل كيلو غرام.
2- تقوم بعض أنواع البكتريا والفيروسات، وبعض نباتات الميتيل بتحويل الزرنيخ اللاعضوي إلى زرنيخٍ عضوي يتصف بكونه متطايراً.
3- تتراكم أشكال عضوية غير سامة من الزرنيخ في أجسام بعض الكائنات المائية، كالجمبري.
4- تعتبر البراكين مصدراً لانتشار الزرنيخ في الغلاف الجوي. [2]
2- المصادر الصنعية
ينتج الزرنيخ من الأنشطة البشرية منها: [3]
1- صناعة بعض أنواع الزجاج.
2- دباغة الجلود.
3- تصنيع المبيدات الحشرية.
4- استخدام غاز الزرنيخ للتشحيم في صناعة الرقائق.
5- تصنيع الورق والمواد اللاصقة المعدنية.
6- استخدامه للمحافظة على الأخشاب.
7- استخدامه في صهر النحاس والرصاص.
8- يستخدم لزيادة كفاءة الأجهزة الترانزستورية.
9- يستخدم أوكسيد الزرنيخ الثلاثي مع دواء تريتينوين (Tretinoin) كعلاجٍ للسرطان، ويعمل على إبطاء أو وقف نمو الخلايا السرطانية من خلال تحفيز موت الخلايا المبرمج.
تلوث البيئة بالزرنيخ
يتشكل الزرنيخ طبيعياً في التربة والمعادن، ويمكن أن ينتشر في الهواء، والماء، والتربة بفعل الغبار الذي تحمله الرياح، وأغلب مركبات الزرنيخ تتحلل بالماء، فينتهي بها المطاف في التربة. إن انتشار الزرنيخ في الهواء، والماء، والتربة يؤدي إلى تلوث مصادر المياه، وينتقل حسب دورة الحياة إلى النباتات، والحيوانات، والإنسان.
إن تلوث المنتجات الحيوانية بالزرنيخ، مثل: الألبان، واللحوم، والدواجن، والحبوب، وغيرها، يعتبر أقل خطورةً من تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ، حيث يعتبر الزرنيخ العضوي أقل سُمّيةً من الزرنيخ اللاعضوي المتواجد في المياه الجوفية. [4]
ما هي طرق التسمُّم بالزرنيخ؟
لقب الزرنيخ بملك السُّموم، ويضج التاريخ بالعديد من محاولات الاغتيال باستخدام الزرنيخ الذي ليس له لون ولا رائحة. يدخل الزرنيخ إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام، أو الشراب الملوث بالزرنيخ، أو عن طريق استنشاق الهواء الملوث بالزرنيخ، وتعتبر مركبات الزرنيخ اللاعضوية أكثر خطورةً وضرراً من المركبات العضوية؛ لأنّها تؤثر على وظائف خلايا الجسم، وتضعف من قدرتها على توليد الطاقة اللازمة لكثير من العمليات الخلوية، وإن إعطاب وظيفة إحدى الخلايا قد يؤثر سلباً على العمل الوظيفي للخلايا الأخرى. [4]
ما هي أعراض التسمُّم بالزرنيخ؟
عند دخول الزرنيخ عن طريق البلع، يذوب ويتمُّ امتصاصه بسهولة من خلال الجهاز الهضمي، ويتوزع في الدم ثم ينتقل إلى الكبد، والكلى، والطحال، والرئتين، والجلد، حيث يتحول الزرنيخ الخماسي التكافؤ إلى زرنيخ ثلاثي التكافؤ، وهو أقلُّ سُمّيةً في الجسم، ويشكل المتيل الذي يتحول في الكبد إلى حمض المثيلارستيك الأقل سُمّية، والذي يساهم في عملية التمثيل الغذائي.
يتخلص الجسم من الزرنيخ المتواجد في الكبد، والطحال، والكلى خلال أسبوع، ولكن الزرنيخ المترسب في الجلد والدماغ يبقى لفترةٍ طويلة. أما في حالة دخول الزرنيخ أو أحد مركباته إلى الجسم عن طريق الاستنشاق على شكل غبار، يترسب في الرئتين، ومنه ينتقل إلى الدم، وكافة أنحاء الجسم.
وقد تكون أعراض التسمُّم بالزرنيخ حادةً أو مزمنة، فقد تظهر الأعراض في غضون ثلاثين دقيقة إذا تمّ دخول الزرنيخ عن طريق الطعام أو الشراب، وتظهر الأعراض على شكل:
1- إقياء، وإسهال، وآلام بطنية.
2- تشنج عضلي.
3- صداع.
4- خدر وتنميل في الأطراف.
5- انخفاض في معدل خلايا الدم الحمراء والبيضاء، وقد يؤدي أحياناً إلى الوفاة.
بينما في حال دخول الزرنيخ الجسم بتراكيز عالية عن طريق الاستنشاق، فإن آثار التعرض لا تظهر مباشرة، وقد تظهر هذه الآثار بعد مرور فترةٍ زمنيةٍ طويلة من التعرض كحدٍّ أدنى خمس سنوات، وتظهر هذه الآثار على شكل:
1- تصبغات، وبثور، وآفات جلدية، وقد يكون ذلك مؤشراً للإصابة بسرطان الجلد.
2- الأمراض الرئوية.
3- الأمراض القلبية، وقد يحدث انسدادٌ في الأوعية الدموية، مما يزيد من إمكانية إصابة الشخص بالجلطة، وقد يكون سبباً للوفاة.
4- سرطان المثانة والرئة.
5- آثار سلبية على الذكاء والذاكرة.
6- قد يكون سبباً في وفيات الرضع.
7- تعرض المرأة الحامل إلى الزرنيخ عن طريق الاستنشاق أو البلع قد يؤثر على الجنين، ويُسبّب تشوهات جنينية، وقد يسبّب وفيات الأجنة، حيث تمّ رصد آثارٍ للزرنيخ في أنسجة الأجنة.
8- التعرض للزرنيخ في فترة المراهقة يزيد من احتمالية إصابة الشباب بسرطان الرئة، والنوبات القلبية.
صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) الزرنيخ ومركباته من ضمن المواد المسرطنة للبشر. [1] [5]
كيف يتخلص الجسم من الزرنيخ؟
هناك بعض الأدوية العشبية أو المكمّلات الغذائية التي يساعد تناولها في العلاج عند التسمُّم بالزرنيخ، وهي:
● التفاح: يحتوي التفاح على مادة البكتين، وتفاعلها مع الزرنيخ يساعد في تخلص الجسم منه.
● الثوم: يحتوي الثوم على مادة الكبريت، واتحادها مع الزرنيخ يساعد في خروجه من الجسم.
● معدن السيلينيوم: يساعد في تخلص الجسم من الزرنيخ.
● فيتامين G مع البايوفلافونيدات: يعتبران من مضادات الأكسدة القوية المزيلة للسُّمّية.
● مكمل غذائي الميثونين: يحتوي على الكبريت الذي يتحد مع الزرنيخ، فيخلص الجسم منه.
ما هي الاحتياطات الواجبة لتفادي التسمُّم بالزرنيخ؟
1- الإكثار من تناول البقوليات، كالفول، والبصل، والثوم.
2- الإكثار من الأغذية التي تحتوي على الألياف.
3- في حال تناول الزرنيخ عن طريق الخطأ، يمكن تناول أقراص من الفحم فوراً ريثما يصل المريض إلى المستشفى لإجراء الإسعافات اللازمة.
4- إجراء فحص البول، أو الشعر، أو الأظافر لتحديد تركيز الزرنيخ في الجسم.
5- إجراء فحص وظائف الكلى. [3]
المراجع البحثية
1- Arsenic poisoning. (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved February 26, 2024
2- Arsenic. (n.d.). Who.int. Retrieved February 26, 2024
3- Paddock, M. (2018, January 4). Arsenic poisoning: Causes, symptoms, and treatment. Medicalnewstoday.com. Retrieved February 26, 2024
4- Chung, J.-Y., Yu, S.-D., & Hong, Y.-S. (2014). Environmental source of arsenic exposure. Yebang Uihakhoe Chi [Journal of Preventive Medicine and Public Health], 47(5), 253–257. Retrieved February 26, 2024
5- Arsenic: general information. (n.d.). Gov.uk. Retrieved February 26, 2024