Skip links
رقم 80 وكلمة mercury وحرفي H و G بالإنكليزية

التسمم بالزئبق

الرئيسية » المقالات » الطب » التسمم بالزئبق

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

الزئبق (Mercury) يرمز له بالرمز Hg، وهو معدنٌ انتقاليٌّ ينتمي إلى عناصر المجوعة الثانية عشر في الجدول الدوري، وهو سائلٌ ذو لونٍ فضي لامع، عديم الرائحة، وتبلغ درجة انصهاره (38087)−درجةً مئوية، بينما تبلغ درجة غليانه (35609) درجةً مئوية، وزنه الذري يساوي 200.59 تحتوي نواته على 80 بروتون و120 نيوترون، ويتصف الزئبق بناقليةٍ منخفضةٍ للحرارة.

ما هي مركبات الزئبق؟

تصنّف مركبات الزئبق إلى نوعين: [1]

1- مركبات الزئبق غير العضوية

يتفاعل الزئبق مع الكبريت مشكلاً كبريتيد الزئبق (HgS)، ويستخدم في صناعة الأصباغ، بينما يشكل مع الكلور أحادي كلوريد الزئبق (HgCl)، وهو مطهرٌ يستخدم للقضاء على البكتيريا، وثنائي كلوريد الزئبق (HgCl2) الذي يتصف بسمّيته العالية. يشكل الزئبق مع الأوكسجين أوكسيد الزئبق (HgO)، ويستخدم في صناعة البطاريات، وكلها مركبات غير عضوية على شكل مساحيق أو بلورات بيضاء اللون.

2- مركبات الزئبق العضوية

يتفاعل الزئبق مع الكربون مشكلاً العديد من المركبات، وأهمّها ميتيل الزئبق، والذي يمكن أن يتشكل عبر الكائنات المجهرية في التربة والمياه.

ما هي مصادر الزئبق؟

يعدُّ الزئبق من العناصر النادرة في القشرة الأرضية، حيث تبلغ نسبته حوالي 0.08 جزءًا في المليون فقط، لقد عثر على الزئبق في المقابر المصرية التي تعود إلى عام 1500 قبل الميلاد، واستخدمه الهندوس لإطالة الحياة، والشفاء من الكسور، واستخدمه الرومان في تصنيع مستحضرات التجميل.

يمكن أن ينتشر الزئبق في البيئة بفعل الأنشطة البركانية، وتعرية الصخور، ونتيجةً للنشاط البشري، وخاصةً من محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم، وحرق الفحم في المنازل لأغراض التدفئة والطبخ، والأنشطة الصناعية، ومحارق النفايات، ونتيجةً لتعدين الزئبق، والذهب، والمعادن الأخرى.

ما هي استخدامات الزئبق؟

للزئبق استخدامات في مجالاتٍ عديدةٍ نذكر بعضها: [2] [3]

1- استخدم قديماً في استخراج الفضة والذهب.

2- يستخدم في صناعة مصابيح الأشعة فوق البنفسجية ومصابيح الفلورة.

3- يستخدم كمادةٍ مبردة في المفاعلات النووية.

4- يستخدم في العديد من المجالات الطبية: المستحضرات الصيدلانية، حشوات (ملغمات) الأسنان، موازين الحرارة، مقاييس الضغط، صناعة مضادات الاكتئاب، وقطرات العين، والبخاخات الأنفية، وبعض مدرات البول، ويدخل الزئبق في تكوين المركب العضوي الثيومرسال (Thiomersal) كمادةٍ حافظةٍ في اللقاحات.

5- يلعب دوراً محفّزاً في بعض التفاعلات الكيميائية.

6- يستخدم في تصنيع المبيدات الزراعية.

7- يستخدم في إنتاج البطاريات الجافة، فهو يساعد في إطالة عمر البطاريات.

ما هو تأثير الزئبق على البيئة؟

يؤثر الزئبق بشكلٍ كبيرٍ على البيئة، وقد صنّف ضمن قائمة الملوثات السُّمّية، فهو يلوث الهواء، والماء، والتربة، ويسبّب آثاراً صحيةً خطرة. يتطاير الزئبق غير العضوي إلى الهواء من احتراق الفحم المنبعث من محطات توليد الطاقة ومن عمليات استخراج المعادن، ويتسرب إلى الماء والتربة من خلال النشاط البركاني، وعبر الرواسب الطبيعية.

عندما ينتشر الزئبق في البيئة بوسيلةٍ ما، يمكن أن تحول البكتيريا الزئبق إلى ميتيل الزئبق الذي يتراكم بيولوجياً في الحيوانات البحرية، كالأسماك، والمحار (يحدث التراكم البيولوجي عندما يكون محتوى الكائنات الحية من مادة الزئبق بتراكيز أعلى من تركيزها في البيئة المحيطة)، وقد تحتوي الحيوانات البحرية الكبيرة على كمياتٍ عالية من الزئبق نتيجة التهامها الحيوانات البحرية الصغيرة. [4]

التعرّض للزئبق

هناك ثلاثة أشكال للتعرض للزئبق: [5]

1- التعرض للزئبق بمستوياتٍ منخفضة، وهذا شأن معظم البشر.

2- التعرض المزمن بمستوياتٍ منخفضة، وقد يكون بشكلٍ مستمر لفتراتٍ طويلة الأجل أو بشكلٍ متقطع.

3- التعرض لمستوياتٍ عالية من الزئبق، وغالباً يكون ناتجاً عن ممارسة بعض المهن، كالتعدين، وتناول الحيوانات البحرية، كالأسماك، والمحار التي تحتوي على تراكيز عالية من الزئبق، أو استنشاق الهواء الملوث بالزئبق المنبعث عند حرق الفحم في محطات توليد الطاقة. تختلف حدة الآثار المترتبة على التعرض للزئبق باختلاف العوامل التالية:

● نوع الزئبق (عضوي أم غير عضوي).

● عمر الشخص المتعرض للزئبق، فقد بينت الدراسات أن الأجنة هم الأكثر عرضةً لأخطار التسمُّم بالزئبق، فقد يؤثر سلباً على نمو الجهاز العصبي ودماغ الطفل.

● كمية ومدة التعرض.

● طريقة التعرض (استنشاق، أم ابتلاع، أم ملامسة للجلد).

ما هي آليات دخول الزئبق إلى جسم الإنسان؟

هناك آليات عديدة يتمُّ من خلالها دخول الزئبق إلى جسم الإنسان منها:

1- تناول الأسماك وحيوانات المحار الملوثة بمثيل الزئبق.

2- استنشاق الهواء الملوث بأبخرة الزئبق أثناء ممارسة الأنشطة الصناعية، كالعمل في محطات الطاقة التي تعمل باحتراق الوقود.

3- استخدام الحشوات السنية التي يدخل فيها الزئبق.

4- استخدام المنتجات التي يدخل في تركيبها الزئبق، كمستحضرات تفتيح البشرة.

ما هو تأثير الزئبق على صحة الإنسان؟

للزئبق تأثيراتٌ عديدة على صحة الإنسان، وقد تكون خطيرة، وأهمّها: [2] [6]

1- يؤثر على عظام المفاصل، ويسبّب ضعف للعضلات.

2- تساقط الشعر.

3- يدمر الجهاز المناعي، مما يسبّب الشعور بالتعب والاكتئاب، ويصبح الإنسان أكثر عرضةً للأمراض.

4- قد يخلّف الزئبق آثاراً سامة على الجهاز الهضمي، ويسبّب مشكلاتٍ في الكلى.

5- يؤثر على الجهاز العصبي، ويحدث أضراراً دائمةً في المخ، حيث يسبّب تأثيره على وظائف المخ حدوث ارتباكٍ وارتعاشات، ومشاكل في السمع والبصر، وخللاً في القدرات المعرفية والحركية، وقد يسبّب ميلاً للانتحار.

6- يسبّب التعرض قصير المدى لنسبٍ عاليةٍ من الزئبق إلى ظهور بعض الأعراض التالية: الغثيان، القيء، الإسهال، الصداع، الطفح الجلدي، ارتفاع في نبضات القلب وضغط الدم، وضيق في التنفس، والتهابات رئوية.

ما هي الإجراءات الوقائية للتقليل من التعرض للزئبق؟

هناك العديد من الإجراءات المفترض اتباعها للتقليل من تعرض الإنسان لمصادر الزئبق، والتقليل من آثاره السُّمّية، ومنها:

1- تجنُّب استخدام الزئبق في الصناعات التعدينية، كتعدين الذهب، والفضة، وغيرها.

2- التوجه إلى استخدام الطاقة النظيفة، ومصادر الطاقات المتجددة في محطات الطاقة بدلاً من الاعتماد على احتراق الفحم.

3- الابتعاد عن استخدام الزئبق في بعض المنتجات، كمقاييس الحرارة ومقاييس ضغط الدم، وتجنُّب استخدام ملغمات الأسنان الحاوية على الزئبق، والتوجه إلى إيجاد بدائل للملغمات الحاوية على الزئبق، وعدم استخدامه في تصنيع بعض المستحضرات التجميلية.

4- في عام 2013 تمّ توقيع اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق التي تلزم الحكومات باتخاذ الإجراءات التي تعالج انبعاث الزئبق في الهواء، والتوقف عن إنتاج المنتجات التي يدخل في تركيبها الزئبق.

5- حددت إدارة الغذاء والدواء (FDA) النسبة القصوى المسموح بها، وهي جزءٌ واحدٌ من ميتيل الزئبق لكل مليون جزءٍ من المأكولات البحرية.

كما حددت وكالة حماية البيئة الحدّ المسموح لمحتوى مياه الشرب من الزئبق، وهو 2 جزء من الزئبق لكل مليار جزء من الماء. وحددت إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) حدود الزئبق العضوي في مواقع العمل بمقدار 0.1 ميلي غرام من الزئبق لكل متر مكعب من الهواء خلال 40 ساعة عملٍ أسبوعياً.

المراجع البحثية

1- Mercury Compounds.  ( N.d.). Epa.gov. Retrieved March 21, 2024

2- Park, J.-D., & Zheng, W. (2012). Human exposure and health effects of inorganic and elemental mercury. Yebang Uihakhoe Chi [Journal of Preventive Medicine and Public Health], 45(6), 344–352. Retrieved March 21, 2024

3- International Environmental Technology. (n.d.). What is mercury used for? Envirotech Online. Retrieved March 21, 2024

4- Sources of Mercury. (n.d.). Uwec.edu. Retrieved March 21, 2024

5- Us Epa, O. (2015). How People are Exposed to Mercury. Retrieved March 21, 2024

6- Mercury (Hg) – Chemical properties, Health and Environmental effects. (n.d.). Lenntech.com. Retrieved March 21, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.