Skip links
رسمة توضيحية لآنسة تقوم بشرح كلمة أنثى وذكر مكتوبة باللغة الإنكليزية لطلابها

التربية الجنسية لدى الأطفال

الرئيسية » المقالات » التعلم » التربية » التربية الجنسية لدى الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هي عمليةٌ تعليميةٌ تهدف إلى تزويد الأطفال بالمعرفة، والمفاهيم الصحيحة حول الجنس، والجسد، والعلاقات البشرية، حيث تهدف التربية الجنسية للأطفال إلى تطوير فهمهم للنمو الجسمي، والتغيرات الجنسية التي يمرون بها خلال فترة النمو، وتعزيز الصحة الجنسية، والعلاقات الإيجابية، والاحترام الذاتي، وهي موضوعٌ حساسٌ يشغل تفكير الأهل، ويمتلكون الكثير من التساؤلات حوله.

ما هي المبادئ الأساسية للتربية الجنسية للأطفال؟

1- الصدق والشفافية

يجب أن تكون المعلومات المقدمة للأطفال صادقةً، وشفافةً، ومناسبةً لعمرهم، ويجب أن يشعروا بالثقة في طرح الأسئلة، والحصول على إجاباتٍ صحيحةٍ ومفهومة.

2العلاقات الصحية والاحترام

يمكن تعليم الأطفال العلاقات الصحية، وأن الاحترام والموافقة هما جزءان أساسيان في العلاقات الجيدة، كما يجب تشجيعهم على بناء علاقاتٍ محترمة، وعدم التسامح مع أي نوعٍ من أنواع الاعتداء أو الاستغلال.

3- النمط الصحي للعلاقات الجنسية

يجب أن يتمّ تعليم الأطفال النمط الصحي للعلاقات الجنسية، والمفاهيم المرتبطة بها، وذلك بطريقةٍ تتوافق مع مستوى تطورهم وفهمهم.

4- السلامة الجنسية

يجب تعليم الأطفال كيفية الحماية من الإيذاء الجنسي والاستدراج، وما يجب عليهم فعله إذا شعروا بأي خطر أو تعرضوا لأي نوعٍ من أنواع الاعتداء.

5- التعريف بالتنوع الجنسي

يمكن مناقشة التنوع الجنسي بطريقةٍ مناسبةٍ لعمر الطفل، مثل: تعريفهم بأن هناك رجال، ونساء، وتوضيح الفرق بين الجنسين.

6- الصحة والنظافة الشخصية

يمكن مناقشة العناية بالجسم، والنظافة الشخصية، والصحة العامة، بما في ذلك الاهتمام بالنظافة الجنسية، والاستخدام الصحيح لدورات المياه، وغسل اليدين. [1]

في أي عمر يجب على الأهل البدء بالتربية الجنسية لأطفالهم؟

يجب أن تبدأ التربية الجنسية للأطفال منذ صغرهم، وأن تتطور مع تقدمهم في العمر، حيث هناك بعض المفاهيم الأساسية التي يمكن تعليمها للأطفال في مراحل مبكرة من الحياة، وتكون هذه المفاهيم أكثر تفصيلاً وشمولاً مع تقدمهم في العمر، ويوجد توجيهات عامة لبدء التربية الجنسية للأطفال في مختلف المراحل العمرية: [1]

1- مرحلة ما قبل المدرسة (3-5 سنوات)

في هذه المرحلة يمكن تعليم الأطفال بعض المفاهيم البسيطة، وهنا بعض النصائح حول ما يمكن تعليمهم في هذه المرحلة:

تعريف أجزاء الجسم

يمكن أن يتعلم الأطفال أسماء الأجزاء الأساسية لأجسامهم، مثل: اليدين، والقدمين، والعينين، والأذنين، ويمكن تعليمهم أيضاً أسماء الأعضاء التناسلية الخاصة بهم، مستخدمين مصطلحات صحيحة ومناسبة.

الخصوصية والحقوق الشخصية

يمكن تعزيز فهم الأطفال لمفهوم الخصوصية، وحقوقهم الشخصية، فيجب أن يتعلموا أن لديهم حقٌّ في عدم مشاركة أجزاء جسمهم مع الآخرين إلا بإذنهم، وأنه لا يجب على أحد لمسها بطريقةٍ غير مرغوبٍ فيها، بالإضافة إلى تعزيز أهمية الإبلاغ عن أي موقفٍ غير مرغوبٍ فيه لشخصٍ موثوقٍ به.

التعبير عن المشاعر

يمكن تشجيع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بشكلٍ صحيحٍ ومناسب، حيث يمكنهم تعلم مصطلحاتٍ بسيطةٍ لوصف مشاعرهم، مثل: السعادة، والحزن، والغضب، ويمكنهم أيضاً تعلم مفهوم المشاعر الجسدية التي يشعرون بها عند لمس أجزاء جسمهم.

التنمُّر واحترام الآخرين

يجب تعزيز قيمة احترام الآخرين، وعدم التنمُّر، حيث من الضروري تعليم الأطفال أنه لا يجب على أحد التنمُّر على أجزاء جسم الآخرين أو مزاحمتهم بطرقٍ غير لائقة.

2- المرحلة الابتدائية (6-10 سنوات)

في هذه المرحلة، يمكن توسيع نطاق التعليم الجنسي ليشمل مفاهيم، مثل: النمو الجسمي، والتغيرات التي يمرّ بها الجسم خلال فترة المراهقة، والاحترام المتبادل، والاختلافات الجنسية، يمكن تعليمهم أيضاً مفاهيم النظافة الشخصية، والصحة الجنسية الأساسية.

3- المراهقة (11-18 سنة)

في هذه المرحلة، يجب توفير معلوماتٍ شاملة ودقيقة حول الجنس، والمشاعر العاطفية، والعلاقات الجنسية، والمسؤولية المترتبة على العلاقات الجنسية، أي يجب تعزيز التوعية حول الصحة الجنسية، بما في ذلك مناقشة الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً، وغيرها من الأمور المهمة.

من المسؤول عن التربية الجنسية؟

هي مسؤوليةٌ مشتركةٌ تتقاسمها الأسرة، والمدرسة، والمجتمع بشكلٍ عام، حيث يُعتبر الأهل الشركاء الأساسيين في تقديم التربية الجنسية لأطفالهم كونهم أقرب الأشخاص إليهم، ويتمتعون بالثقة، والعلاقة المتينة معهم، لذا فإن الأهل يلعبون دوراً حاسماً في توفير المعلومات والتوجيه، والدعم اللازم لتطويرٍ صحي وإيجابي للتفكير، والعواطف، والسلوك الجنسي لأطفالهم.

ومع ذلك، قد يواجه الأهل صعوباتٍ في تقديم التربية الجنسية لأطفالهم بسبب قلة المعرفة أو عدم الرغبة في التحدث عن الموضوعات الجنسية، وفي هذه الحالات يكون من المفيد الاستعانة بمختصين نفسيين أو مرشدين تربويين متخصصين في التربية الجنسية للأطفال.

فيمكن لهؤلاء المختصين تقديم المشورة والتوجيه، وتزويد الأهل بالأدوات والموارد اللازمة لتعزيز فهمهم وثقافتهم الجنسية، وتطوير مهارات التواصل مع أطفالهم. بالمختصر، يجب أن تكون التربية الجنسية تجربةً شاملةً تشمل جهود الأهل، والمجتمع، والمدرسة، ويمكن أن يكون الاستعانة بمختصين نفسيين مفيداً لدعم الأهل في هذه المهمة. [2]

كيف يمكن التعامل مع الأطفال الذين يشعرون بالخجل أو الحرج من هذه المواضيع؟

هنالك بعض النصائح للتعامل مع الأطفال الذين يشعرون بالخجل من المواضيع الجنسية، وهي: [2]

1- الاحترام والتفهُّم

قد يشعر الأطفال بالخجل بسبب طبيعة الموضوعات الجنسية التي يعتبرونها محرجة، لذلك على الأهل أن يظهروا الاحترام لمشاعرهم، والتفهم لمرحلتهم العمرية، وعدم الضغط عليهم أو إجبارهم على الحديث عن المواضيع التي لا يشعرون بالراحة بها.

2- البدء بالمواضيع المحايدة

يمكن للأهل البدء بالحديث حول المواضيع المحايدة والتوجهات العامة دون الدخول في تفاصيل محرجة، فعلى سبيل المثال: يمكنهم التحدث عن تغيرات الجسم خلال فترة المراهقة بشكلٍ عام دون ذكر تفاصيل جنسية.

3- استخدام القصص والأمثلة

وذلك عن طريق استخدام القصص أو الأمثلة من الكتب، أو الأفلام، أو البرامج التعليمية، لتوضيح المفاهيم الجنسية بطريقةٍ غير محرجة، فعندما يرون الشخصيات الخيالية يتحدثون عن هذه المواضيع، وقد يشعرون بالارتياح، والاستعداد للمناقشة.

4- الاحتفاظ بالخصوصية

التأكد من أن الأطفال يشعرون بالأمان والخصوصية خلال هذه المحادثات الحساسة، ومحاولة التحدث في مكانٍ هادئٍ وخاص، وتجنُّب مناقشة المواضيع الجنسية في الأماكن العامة أو أمام الآخرين.

5- الاستمرار في الدعم والتشجيع

قد يستغرق الأمر وقتاً للأطفال للتغلب على الخجل أو الحرج من المواضيع الجنسية، لذا من الضروري الحفاظ على التواصل المفتوح، والاستمرار في تقديم الدعم والتشجيع لهم، واحترام وقتهم، والسماح لهم بالتحدث عندما يشعرون بالجاهزية.

في الختام، يمكن القول إن التربية الجنسية للأطفال أمرٌ بالغ الأهمية في تطويرهم الشامل وتكوينهم كأفراد صحيين جسدياً، وعقلياً، وعاطفياً، ويتطلب التعامل مع هذا الموضوع بحساسيةٍ وفهمٍ عميقٍ لمراحل نمو الطفل، واحتياجاته العمرية، فهي عمليةٌ مستمرةٌ وشاملة تستند إلى الحوار المفتوح، والثقة، والاحترام، ويُعتبر توفير المعلومات الصحيحة، والتوجيه الداعم، والتواصل الفعال أساسيات لتطوير علاقةٍ صحيةٍ وإيجابية للأطفال مع جسدهم، ومعرفتهم الجنسية.

المراجع البحثية

1- Harris, R. H. (2014). It’s perfectly normal: Changing bodies, growing up, sex, and sexual health (Anniversary, New edition). Family Library. Retrieved January 27, 2024

2- Schwier, K. M., & Hingsburger, D. (2000). Sexuality: Your sons and daughters with intellectual disabilities (1st ed.). Brookes Publishing Company. Retrieved January 27, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.