Published in: تكنولوجيا

البيانات التي تجمعها جوجل

Author م. فاطمة زهرة

Published on: 14 أكتوبر، 2023

م. فاطمة زهرة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تقوم العديد من الشركات بجمع بيانات المُستخدِمين وتحليلها لفهم العملاء بشكل أفضل وكيفية تحسين منتجاتهم وخدماتهم، ولا تختلف شركة جوجل (Google) عن ذلك. تجمع جوجل البيانات لأسباب عديدة تفيد مُستخدِميها، إذا كنت تحاول فهم المزيد حول جمع بيانات جوجل، فمن المهم معرفة البيانات التي تجمعها جوجل، وكيفية استخدامها لتلك المعلومات، وكيفية حماية بياناتك بالإضافة للكثير من العناوين المهمة.

ما هي بيانات جوجل؟

بيانات جوجل هي المعلومات التي تجمعها الشركة عن مُستخدِميها. يقوم جوجل بجمع هذه البيانات من خلال تطبيقاته، ومتصفحاته، وأجهزته لفهم كيفية تصرف الأشخاص بشكل أفضل، وما يثير اهتمامهم ثمَّ تستخدم جوجل هذه المعلومات لتحسين وظائف تطبيقاتها، وتخصيص إعلاناتها واستهدافها، ومواصلة تطوير خوارزمية البحث الخاصة بها. على الرغم من أن البيانات التي تجمعها جوجل كبيرة، إلا أنها تزود المستخدمين بمعلوماتٍ حول كيفية إيقاف التجميع مؤقتاً، وحتى حذف هذه البيانات وإيقافها، وتحدد الشركة أيضاً تحديداً دقيقاً للبيانات التي تجمعها، وكيفية استخدامها في سياسة الخصوصية الخاصة بها. ^[1]

ما البيانات التي تقوم جوجل بجمعها؟

تجمع جوجل كميةً كبيرةً من البيانات عن مُستخدِميها، وتُخزن هذه المعلومات لاستخدامها وتحليلها لاحقاً، وتقسم الشركة تلك البيانات التي تمَّ جمعها إلى ثلاثة أقسام أساسية: ^{[1] [2]}

1- تطبيقات جوجل والأجهزة

في المقام الأول، إذا كنت تستخدم أياً من تطبيقات أو أجهزة جوجل، بما في ذلك مُتصفحها كروم (Chrome)، فأنت تقدم معلومات للشركة عن غير قصد. يمكن أن تشمل هذه التطبيقات: يوتيوب، بريد جوجل، بحث جوجل، تقويم، خرائط، مساعد، أخبار، إعلانات، جوجل بلاي.

يتتبّع جوجل كل مقطع فيديو شاهدته على يوتيوب، وإذا كنت تستخدم أندرويد، فعادةً ما تتعقب جوجل عدد المرات التي تستخدم فيها تطبيقاتك، متى وأين تستخدمها، ومن يستخدمها للتفاعل معها، بالإضافة إلى الصور حتى وإن حذفتها والرسائل النصية. إذا كنت تستخدم جيميل (Gmail)، فسيكون لديهم بالطبع أيضاً جميع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك، أما إذا كنت تستخدم تقويم جوجل، فهم يعرفون كل جدولك الزمني.

بالنسبة أيضاً لجميع تطبيقات جوجل (الموسيقى، ودرايف، وما إلى ذلك)، يمكنك توقع نفس مستوى التتبع، بالإضافة جوجل هوم (Google Home)، فإنهم يقومون أيضاً بتخزين تسجيلٍ مباشرٍ لكل أمر. تُعطي هذه التطبيقات معلومات للشركة، مثل: نوع الجهاز الذي تستخدمه، ونظام التشغيل، وشبكة الهاتف المحمول التي يستخدمها هاتفك، ويمكنهم أيضاً جمع معلومات حول التطبيقات أو الأجهزة التي تستخدمها للوصول إلى تطبيقات جوجل أو الاقتران بها. يتضمن ذلك معلومات مثل عنوان IP الخاص بك، ونشاط النظام.

إذا قُمت بملء أي معلوماتٍ شخصية على هذه التطبيقات، مثل: اسمك، أو رقم هاتفك، أو رقم بطاقة الائتمان، أو العنوان، فإن جوجل تجمع ذلك أيضاً حتى أنها تجمع وتخزن المحتوى الذي تنشئه، مثل: مقاطع الفيديو التي تحملها، أو رسائل البريد الإلكتروني التي تكتبها، أو المستندات التي تطورها على جوجل درايف (Google Drive).

2- تتبع الموقع

تستخدم بعض التطبيقات وأجهزة جوجل (خرائط أو بحث) تتبع الموقع عند فتحها أو حتى في الخلفية عند إغلاق التطبيق في أغلب الأحيان، يُستخدَم هذا النموذج من جمع البيانات لعرض نتائج البحث ذات الصلة أو المحلية للأشخاص، وتقديم الاتجاهات إلى الأماكن في منطقتهم.

3- نشاط الويب

يتتبع جوجل كل نشاطٍ تقوم به على تطبيقاته، وأجهزته، ومتصفحاته أثناء البحث عن الإنترنت واستخدامه. فعندما تشاهد مقطع فيديو، وتجري بحثاً، وتتفاعل مع الإعلانات أو المحتوى، وتقوم بعملية شراء تجمع جوجل هذه المعلومات وتخزنها كما يقوم جوجل كروم (Google Chrome) أيضاً بإدارة محفوظات البحث الخاصة بك وتتبعها، والتي يمكن أن تبلغهم بالمواقع التي تزورها ومدة تواجدك في كل منها حتى إذا لم تستخدم أياً من منتجات جوجل، فهم ما زالوا يحاولون تتبع بياناتك قدر المستطاع.

كيف تستفيد جوجل من بياناتك؟

تستخدم جوجل بياناتك لمنح الأشخاص تجارب أفضل مع تطبيقاتها، كما تُستخدَم البيانات لتحديد مجالات خدماتها أو منتجاتها التي تحتاج إلى تحديثها لتحسين رضى العملاء. تُطبِّق جوجل بياناتك على منتجاتها وخدماتها بعدة طرق مختلفة، بما في ذلك: ^[1]

1- الإعلانات المُستهدَفة

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل جوجل تجمع بياناتك (العمر، السباق، الحياة المهنية، الموقع، الاهتمامات، والهوايات، عمليات البحث الأخيرة) وتخزنها هو إنشاء إعلانات مُستهدَفة تهمُّك تعرض لك جوجل هذه الإعلانات المُستهدَفة على صفحة نتائج محرك البحث (SERP) الخاصة بها أو على مواقع الويب الأخرى التي تزورها، وقد تقدم جوجل هذه المعلومات أيضاً لشركات وأنشطة تجارية أخرى حتى يتمكنوا من فهم من يشتري منتجاتهم وخدماتهم بشكل أفضل، وبعد ذلك يمكن لهذه الشركات أيضاً تطوير إعلانات تهمُّك لجذبك إلى موقع الويب الخاص بها وعلامتها التجارية.

2- نتائج بحث مُحسَّنة

عند استخدام بعض تطبيقات وخدمات جوجل، مثل: محرك البحث أو تطبيق الخرائط، فقد يستخدم تتبع الموقع للكشف عن المزيد من نتائج البحث ذات الصلة، على سبيل المثال، إذا بحثتُ عن مطاعم في منطقتك، ولكن جوجل لا يعرف مكانك، فقد لا يعطي الموقع، فعند استخدام بيانات موقعك، يمكن أن توفر لك جوجل نتائج بحث أكثر دقة، وتزويدك بتجربة مُستخدمٍ أفضل.

3- تحديثات الخوارزمية والترتيب

للتأكد من أن محرك البحث الخاص بها دقيق ومفيد، تستخدم جوجل بيانات الأشخاص لتحسين خوارزميات البحث، وتقديم نتائج عالية الجودة، على سبيل المثال: لنفترض أن العديد من الأشخاص ينقرون على رابط في صفحة نتائج محرك البحث، لكنهم لا يبقون على صفحة الويب لفترة طويلة سيؤدي ذلك إلى زيادة معدل الارتداد لصفحة الويب، والذي يمكن لـ جوجل ملاحظته ونظراً لارتفاع معدل الارتداد، قد تدرك جوجل أن الصفحة لا تجيب على استعلام البحث، وتخفض ترتيبه، وإذا لاحظت جوجل وجود مشكلاتٍ كبيرة في محرك البحث الخاص بها استناداً إلى بيانات المُستخدِم، فقد تقوم أيضاً بإنشاء تحديث خوارزمية لإصلاح أي مشكلات، والتأكد من أن كل شيء يعمل بسلاسة.

4- فهم الاتجاهات (رياضية، ثقافية)

تستخدم جوجل بياناتك وعمليات البحث التي تجريها لفهم الاتجاهات، وتقديم معلومات حول ما هو شائع حالياً (تريند). إن معرفة جوجل للموضوعات الشائعة حالياً مفيدة للغاية للشركات والعلامات التجارية التي تقوم بتسويق المحتوى، حيث إنه يُتيح فَهم الاتجاهات الحالية للشركات لإنشاء محتوىً يبحث عنه الأشخاص حتى يتمكنوا من جذب المزيد من الأشخاص إلى موقعهم.

5- استخدام أفضل

بعد أن تجمع جوجل بياناتك وتحللها، غالباً ما تستخدمها لتحسين تطبيقاتها وخدماتها ذلك لأن البيانات يمكن أن تُخبر جوجل عن مشاكل تطبيقاتها، ويمكن أن يساعد أيضاً في تحسين قابلية الاستخدام من خلال البيانات عن طريق إنشاء أنواع أخرى من المعلومات المفيدة، على سبيل المثال: يحتوي بحث جوجل على ميزة تُعلِم الأشخاص بمدى انشغال مطعم أو نشاط تجاري خلال ساعات معينة من اليوم باستخدام البيانات، مثل: تتبع الموقع، يمكن لـ جوجل تحديد عدد الأشخاص الموجودين في نشاط تجاري في وقت واحد، يمكنهم بعد ذلك نقل هذه المعلومات المفيدة إلى الباحثين.

هل يُعتبر جمع البيانات من قبل جوجل خطيراً؟

من المفهوم أن جمع جوجل للبيانات قد يخيف الناس أو يجعلهم يترددون في استخدام خدماته وتطبيقاته، ويقلق بعض الأشخاص أيضاً إذا قامت جوجل ببيع البيانات الشخصية التي تلتقطها إلى مؤسسات أخرى، فلا تبيع الشركة معلوماتك مباشرةً للأشخاص أو الشركات، مثل: عنوانك، أو رقم هاتفك، أو رقم بطاقة الائتمان الخاصة بك، فهي تقدم المعلومات والبيانات للمعلنين والشركات، لكنها تظل دائماً مجهولة. ^[1]

هل هناك فوائد لجمع جوجل البيانات الخاصة بالمُستخدِمين؟

هناك عدد قليل من الفوائد لجمع البيانات من جوجل، والتي تشمل: ^[1]

1-فوائد تخصُّ المُستخدِم: يُتيح إنشاء إعلانات أكثر تخصيصاً، وتحسين قابلية الاستخدام، وعرض نتائج بحث أكثر صلة للأشخاص، والحصول على تجربةٍ أفضل مع جوجل والمنتجات والخدمات التي تقدمها، على سبيل المثال: هل تريد أن ترى كم من الوقت سيستغرق الوصول إلى وسط المدينة؟ ربما تريد أن تعرف متى تعرض علامتك التجارية المفضلة منتجاتها للبيع.

2-أصحاب الأعمال: تساعد جوجل أيضاً أصحاب الأعمال على تحسين جهودهم التسويقية من خلال مشاركة المعلومات حول عملائهم والاتجاهات الحالية عبر الإنترنت، وهذا يسمح للشركات بجذب جمهورها المُستهدَف بشكل أكثر فعالية، وذلك لأن جوجل تستخدم البيانات التي تجمعها في خدمات، مثل: Google Analytics Ads, Trends التي يمكن للشركات استخدامها، واستكشافها لإنشاء إعلاناتٍ ومواد تسويقية أفضل.

على سبيل المثال: إذا أرادت شركة ما معرفة ما إذا كان محتواها يعمل على تحسين معدل التحويل، فيمكنها استخدام (Google Analytics) لمعرفة المدة التي يقضيها الزوار على صفحة الويب الخاصة بها، وما إذا كانوا ينتقلون إلى منطقة أخرى من موقع الويب، وإذا لاحظت جوجل بقاء الأشخاص على صفحة الويب لفترة ثم مغادرتهم ، فقد ترغب الشركات في وضع عباراتٍ أكثر فاعلية تحثُّ المُستخدِم على اتخاذ إجراءٍ على الصفحة.

يمكن أن يساعدك فهم البيانات التي تجمعها جوجل وتقدمها للشركات في إدارة خصوصيتك بشكل أكثر كفاءة، ويمكن أن يُساعدك أيضاً على تحسين الجهود التسويقية لعملك من خلال إنشاء إعلانات ومواد تسويقية أكثر فعاليةً، ويمكن أن يسمح لك ذلك بجذب جمهورك المُستهدَف، وتحسين معدل التحويل، وزيادة مبيعاتك في نفس الوقت.