الانتباذ البِطاني الرحمي – ما هي عوامل خطورته؟ أعراضه والعلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
الانتباذ البِطاني الرحمي (الأندومتريوز) Endometriosis هو مرضٌ مزمنٌ يُعرف على أنه وجود نسيجٍ بِطانيٍّ رحميّ (غدد ولحمة باطن الرحم) خارج الرحم، وأكثر الأماكن شيوعاً لوجوده هي الأحشاء الحوضية والبريتوان، وبشكلٍ نادرٍ خارج الحوض، ويصادف الأندومتريوز عند 10 بالمئة من السيدات في سن الإنجاب. [1]
ما هي عوامل الخطر لحدوث الانتباذ البِطاني الرحمي؟
يزيد حدوث الانتباذ البِطاني الرحمي عند: [2]
1- وجود قصةٍ عائليةٍ حيث يزداد الخطر سبعة أضعاف.
2- البلوغ المُبكّر.
3- دوراتٌ طمثيةٌ متقاربةٌ وغزيرة.
4- اضطرابات المناعة.
5- الجراحات البطنية والحوضية.
6- التشوُّهات التشريحية في السبيل التناسلي السفلي، وخاصةً التشوُّهات الانسدادية، مثل: حجابٍ مهبلي مُعترض، وعدم انثقاب غشاء البكارة، والعنق الدبوسي.
ما هي الآلية الإمراضية لحدوث الانتباذ البِطاني الرحمي؟
على الرغم من أن الأندومتريوز مرضٌ معتمدٌ على الأستروجين إلا أن غياب الأستروجين لا يعني عدم الإصابة بالأندومتريوز، وقد وضعت عدة نظريات لتفسير حدوثه: [1]
1- نظرية الطمث الراجع (Retrograde Menstruation)
أقدم النظريات وأكثرها قبولاً وانتشاراً حيث يعود دم الطمث الحاوي على خلايا بطانة الرحم عبر قناتي فالوب إلى جوف الحوض، وبالتالي تنمو خلايا تشبه بِطانة الرحم خارج الرحم.
2- نظرية الحؤول الخلوي (Coelomic Metaplasia)
تقترح هذه النظرية تحول النسيج الظهاري لجوف البريتوان إلى نسيجٍ بطاني رحمي، وهذه النظرية تدعم تواجد الأندومتريوز في المبيض، وتدعم أيضاً تواجده في حالات غياب الطمث.
3- نظرية التحريض (Induction Theory)
تقترح وجود عاملٍ كيميائيٍّ حيويّ يُحرّض تحوُّل الخلايا غير المتمايزة إلى خلايا بطانةٍ رحمية، وتنتشر عبر الجسم عن طريق الأوعية الدموية واللمفية.
ما هي أعراض الانتباذ البِطاني الرحمي؟
1- الألم
وهي العارض الرئيسي، وقد يتظاهر على شكل:
1- عسرة طمث، وغالباً تبدأ بعد عدة سنوات من طموثٍ خاليةٍ من الألم.
2- عسرة جِماع (ألمٌ أثناء أو بعد الجِماع).
3- ألمٌ حوضيٌّ مزمن.
أوضحت الدراسات أن شدة الألم ليس له علاقة بدرجة أو شدة الأندومتريوز.
2- نقص الخصوبة أو العقم
تزداد نسبة الأندومتريوز عند العقيمات حيث يترافق الأندومتريوز مع التهابٍ داخل البريتوان، وبالتالي تشكُّل الالتصاقات التي تؤثر على سلوكية قناة فالوب، ولقط البويضة، أيضا يترافق وجود الكيسات المبيضية الأومتريوزية مع خللٍ في الإباضة العفوية، وقصورٍ في الجسم الأصفر. [3]
3- نزوفٌ طمثيةٌ غزيرة أو نزفٌ شاذٌّ بين الطموث.
ما هي أعراض الانتباذ البِطاني الرحمي خارج الحوضي؟
تختلف الأعراض حسب أماكن التوضُّع عند: [4]
1- توضُّعه في الأمعاء، وخاصةً القولون يؤدي إلى ألمٍ بطني، وألمٍ أسفل الظهر مع نزفٍ شرجيٍّ دوريّ، وإمساك.
2- توضُّعه في الجهاز البولي، وخاصةً المثانة يؤدي إلى انسدادٍ وعسرة تبوُّلٍ مع تبوُّلٍ مُدمَّى.
3- توضُّعه في الصدر إلى سعالٍ ونفث دمٍ دوري.
كيف يتمُّ تشخيص الانتباذ البِطاني الرحمي؟
1- القصة السريرية
قد تكون الأعراض موحيةً جداً بالتشخيص لكن في بعض الحالات تكون الأعراض غير واضحة.
2- الفحص السريري
يتمُّ البحث عن آفات أندومتريوزية في الفرج، والمهبل، وعنق الرحم، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يكون الرحم مثبتاً بوضعية الانقلاب الخلفي، وتكون حركة الملحقات ناقصةً بالفحص.
3- التصوير بالأمواج فوق الصوتية
خاصةً التصوير عبر المهبل على الرغم من أنه غير موثوقٍ في تشخيص آفات الأندومتريوز البريتوانية لكنه مفيدٌ في تشخيص الكيسات الأندومتريوزية المبيضية.
4- المِرنان المغناطيسي MRI
5- تنظير البطن
هو إجراءٌ تشخيصيٌّ وعلاجيّ، حيث يعدُّ المعيار الذهبي لتشخيص الأندومتريوز، ورؤية الآفات بشكلٍ مباشر أثناء التنظير مع أخذ خزعاتٍ لإجراء التشريح المرضي، وتأكيد التشخيص حيث تظهر على شكل آفاتٍ سوداء أو بنية غامقة على السطوح المصلية للبريتوان، وقد تتواجد عل شكل كيساتٍ مبيضيةٍ تحوي سائلاً بنياً غامقاً (سائل لونه بلون الشوكولاتة). [5]
كيف يتمُّ علاج الانتباذ البِطاني الرحمي؟
يتوجه علاج الأندومتريوز حسب الأعراض والرغبة في الإنجاب: [1] [5]
1- المعالجة الطبية
1- مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) لتخفيف الألم.
2- مانعات الحمل الفموية (COCs) ، وهي فعّالةٌ في إنقاص عسرة الطمث والألم الحوضي.
3- البروجستينات (Progestins) تُسبّب ضموراً للنسيج البِطاني.
4- شوارد الهرمون المُطلق لموجّهات القند (الغونادوتروبين) (GnRH agonists) مثل: ليبرولايد حيث يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمونات النخامى FSH وLH، وبالتالي يُثبّط إنتاج الهرمونات المبيضية، ويخفّف أعراض الأندومتريوز.
هذه العلاجات تفيد في تخفيف الألم وعسرة الطمث لكنها لا تفيد في حالات نقص الخصوبة والعقم.
2- ما هي خيارات العلاج لتحسين فرص الحمل؟
1- الاستئصال الجراحي لآفات الأندومتريوز عبر تنظير البطن، ويتعلق نجاح الجراحة بشدة الانتباذ البِطاني الرحمي، وتكون النسبة الأعلى للحمل خلال السنة الأولى بعد الجراحة المحافظة، ويُفيد استئصال الآفات في تحسين الألم أيضاً عند 60 -70 بالمئة من المريضات.
2- استخدام الأدوية المُحرّضة للإباضة.
3- الإلقاح ضمن الرحم (Intrauterine insemination ( IUI)).
4- الإخصاب في الزجاج (In vitro fertilization ( IVF)).
المراجع البحثية
1- Endometriosis. (n.d.). Who.int. Retrieved July 14, 2023
2- Sifris, J. M. &. D., MD. (2022). Causes and risk factors of endometriosis. Verywell Health. Retrieved July 14, 2023
3- Endometriosis. (n.d.-b). Cleveland Clinic. Retrieved July 14, 2023
4- Askinazi, O., PhD. (2023, June 14). What is extrapelvic endometriosis? Healthline. Retrieved July 14, 2023
5- Endometriosis. (n.d.-c). Hopkinsmedicine.org. Retrieved July 14, 2023
Comments are closed.