Skip links
فتاة واقفة في الخارج وهي تلبس كنزة صوف رمادية وتضع قبعة بنية على رأسها وتنظر للأسفل بحزن ويظهر الثلج من خلفها

الاضطراب الموسمي العاطفي – الأعراض، التشخيص والعلاج

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الاضطراب الموسمي العاطفي – الأعراض، التشخيص والعلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

مع حلول فصل الشتاء هنالك الكثير من الأشخاص الذين يدخلون في حالةٍ من الاكتئاب، ويقضون وقتهم في النوم. إضافة إلى أنهم لا يتعرضون لأشعة الشمس، وتصيبهم حالة مزاجية من الحزن والقلق، وغالباً لا يعرفون لماذا أو ما هو سبب هذا الحزن والاكتئاب.

هذا ما يُدعى بالاضطراب الموسمي العاطفي، والذي هو شكل من أشكال الاكتئاب ويُطلق عليه أيضاً (الاكتئاب الشتوي) الذي يأتي ويذهب مع الفصول، وعادةً ما يبدأ في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، وفرصة حدوثه تتدنى في فصلي الربيع والصيف. الأشخاص الذين يُصابون بهذا الاضطراب الموسمي العاطفي يعانون من تقلبات مزاجية وأعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب والحزن، التي تحدث خلال أشهر الخريف والشتاء لأن ضوء الشمس في هذه الفصول أقل، وعادةً ما تتحسن الحالة المزاجية باقتراب فصل الربيع والصيف. [1]

يُمكن أن تحدث موجات ونوبات من الاكتئاب مرتبطة بفصل الصيف، وتسمى بالاكتئاب الموسمي الصيفي. لكنها أقل شيوعاً بكثير من الاضطراب المتعلّق بفصل الشتاء، فهو كثير الانتشار لدى السكان الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن خط الاستواء، حيث أن عدد ساعات النهار أقل في فصل الشتاء. [1]

أعراض الاضطراب الموسمي العاطفي

1- الشعور بالاكتئاب والغضب.

2- زيادة الوزن أو نقصانه المرتبطة بتغير في الشهية.

3- تغيّر في عادات النوم فعادةً ما يميل الشخص للنوم فتراتٍ أطول.

4- النساء هنا أكثر عرضةً للإصابة بالاضطراب الموسمي من الرجال، وقد تصل نسبة الإصابة لدى النساء أربعة أضعاف من الرجال.

5- الشعور بالذنب وعدم الأهمية في الحياة.

6- فقدان الطاقة والتعب على الرغم من الحصول على النوم الكافي.

7- صعوبة في اتخاذ القرارات والتركيز.

8- البدء بظهور الأفكار الانتحارية عند المصابين بهذا الاضطراب.

9- كلما قلّ عمر الشخص زاد عبء الإصابة بالاضطراب الموسمي، حيث يرد إلى ذهنه أفكار مثل: أن مرحلة الشباب قد مرت بسرعة، بدأت أشعر أني دخلت في سن اليأس والعجز. ويُصاب به الشباب أكثر من كبار السن.

10- مكان العيش، فالناس الذين يعيشون في مناطق فترات فصل الشتاء فيها طويلة جداً هم أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب الموسمي، كما أن العيش في مناطق بعيدة عن خط الاستواء شمالاً وجنوباً قد يزيد من هذه الاحتمالية.

الأسباب المؤدية لهذا الاضطراب لا تزال غير واضحة بشكلٍ تام، ولكي نُناقش النظرية الشمسية يجب أن نناقش أثر أشعة الشمس على جزء من الدماغ يسمى (تحت المهاد) وعلى طريقة عمله، والذي بدوره يؤثر على الفيتامينات والهرمونات التالية.

الهرمونات والاضطراب الموسمي العاطفي

1- السيروتونين

تبين أن التأثير بشكل ما على منطقة (تحت المهاد) في الدماغ قد يُؤثر على إفراز السيروتونين، الذي يُعدّ أحد الناقلات العصبية المسؤولة عن التحكم في المزاج، وهنالك علاقة بين السيروتونين وفيتامين D الذي يلعب دوراً مهماً في نقل هذا الهرمون، حيث إن فيتامين د يقلّ في الجسم أثناء الاضطراب الموسمي، مما يُسبب خللاً في عملية نقل هرمون السيروتونين مما يؤدي إلى الاكتئاب. [2]

2- الميلاتونين

الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الموسمي يكون لديهم زيادة في إنتاج الميلاتونين، الهرمون الذي يُنظّم النوم، لذلك نلاحظ أن أكثر أنواع هذا الاكتئاب انتشاراً هو اكتئاب الشتاء، حيث أن الأيام في فصل الشتاء تصبح أقصر، إضافةً إلى ازدياد هرمون الميلاتونين، ويشعر الأشخاص بالنعاس والخمول.

تشخيص الاضطراب الموسمي

لا توجد اختبارات نفسية قادرة على تشخيص هذا الاضطراب، وقد يقوم المُعالج النفسي بإجراء تشخيص عن طريق السؤال عن الأعراض، وعن مدى شدة الإصابة ومدى تأثيرها على الحياة اليومية، وما هو الوقت التي ظهرت فيه هذه الأعراض. كما يقوم المُعالج أيضاً بإجراء فحص بدني وفحوصات الدم بهدف استبعاد الاضطرابات الأخرى، التي من المُمكن أن تكون شبيهة بالاضطرابات الموسمية.

علاج الاضطراب الموسمي

يُمكن علاج الاضطراب الموسمي على نحوٍ فعّالٍ باستخدام عدة طرق منها: [3]

1- العلاج بالضوء

من الطرق التي يصفها المُعالج ويُوصي بها، وهي الجلوس في الضوء لمدة 30 دقيقة كل يوم، في أغلب الأحيان تتم هذه الطريقة في الصباح الباكر لرؤية شروق ضوء الشمس، ويبدأ العلاج في أوائل الخريف أو الشتاء عادةً وتظهر النتائج في مدة 3 إلى 4 أسابيع.

العلاج بالضوء وله بعض الجوانب السلبية، مثل إجهاد العين والصداع على الأشخاص الذين يتناولون أدوية، مثل: أدوية الصدفية أو المضادات الحيوية، يجب عليهم عدم استخدام العلاج بالضوء، ويُنصح بإجراء فحص طبّي للعيون قبل البدء بالعلاج.

 من المُمكن أن تتحسن الأعراض من تلقاء نفسها وبدون علاج مع تغيّر المواسم، ولكن قد تتحسن بسرعة أكبر مع العلاج.

2- العلاج بالأدوية

يتم استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذه الأدوية تزيد من تركيز السيروتونين بين النواقل العصبية، وتُحسّن حالة المصابين بالاضطراب الموسمي.

3- العلاج النفسي

المُعالج النفسي يلجأ لاستخدام العلاج المعرفي السلوكي، وأهم ميزاته: تحديد الأفكار السلبية وتغييرها إلى أفكار إيجابية، ومعرفة السلوكيات الخاطئة أو غير السويّة، واستبدالها بسلوكٍ سويّ صحيح.

4- التنشيط السلوكي

بحيث يسعى هذا التنشيط إلى مساعدة الشخص على تحديد الأنشطة الجميلة والممتعة، التي تُحسّن الحالة المزاجية للشخص وتساعده على التغلب على هذا الاضطراب الموسمي أو الاكتئاب. جميع فصول السنة جميلة، ولكن بالنسبة لفصل الشتاء هنالك آراءٌ ووجهات نظر مختلفة لكل شخص.

المراجع البحثية

1- Mayo Foundation for Medical Education and Research. (2021, December 14). Seasonal affective disorder (SAD). Mayo Clinic. Retrieved April 20, 2023

2- T;, P. (n.d.). Estrogen could control photoperiodic adjustment in seasonal affective disorder. Medical hypotheses. Retrieved April 20, 2023 /

3- Avery, MD, D. (n.d.). Seasonal affective disorder: Treatment. UpToDate. Retrieved April 20, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.