Skip links
فتاة تشعر بالهلع وتتخيل شخص موجود أمامها

الاضطراب الإدراكي المستمر بالمهلوسات

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » الاضطراب الإدراكي المستمر بالمهلوسات

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي المهلوسات؟

هي من أنواع الأدوية المخدرة التي تعمل على تغيير مشاعر ومعتقدات الفرد، ونظرته للواقع من حوله، وقد يكون البعض منها صناعياً أي من صنع الإنسان، والبعض الآخر يكون على شكل مواد طبيعية موجودة في الأعشاب والنباتات، ومن الممكن أن يؤدي تناول هذه الأدوية المهلوسة إلى ما يلي: [1]

1- قد يرى الفرد صوراً وأشكالاً بالنسبة له تبدو حقيقية، لكنها ليست كذلك.

2- تولد لدى الفرد أحاسيس الاغتراب، والانفصال عن العالم الذي يعيش به، كأن يشعر بفقدان السيطرة على نفسه وجسده.

3- تؤثر بوضوح على الحالة المزاجية، وخاصةً إذا كان الشخص مدمناً عليها، ولا يستطيع التحكم في انفعالاته دون أخذها.

كيف تعمل الأدوية المهلوسة؟

تعمل هذه المواد على تعطيل اتصال الشبكات الكيميائية في جميع أرجاء عقل الفرد من خلال دخول مادةٍ كيميائية تدعى بـ (ناقل عصبي السيروتونين)، ويتحكم هذا الهرمون بوظائف مختلفة في الجسم، ومنها: [1]

1- النوم.

2- الشهية والجوع.

3- تقلبات المزاج.

4- حرارة الجسم.

5- الجانب الإدراكي للعقل والحسي أيضاً.

تتشابك أدوية الهلوسة أيضاً مع الغلوتامات التي بدورها تنظم:

1- الجانب العاطفي لدى الفرد.

2- إدراك الوجع والألم.

3- عملية التعلم والتّذكر.

4- التأثر بالبيئة المحيطة.

ما هو الاضطراب الإدراكي المستمر بالمهلوسات؟

هو مرضٌ عقلي ينشأ نتيجة تناول عقاقير الهلوسة، ويؤثر على ذاكرة ووعي الفرد وتفكيره، ويؤدي ذلك لاسترجاع ذكرياتٍ من الماضي، وتخيلها وكأنها تحدث أمام عينيه في نفس اللحظة تماماً، ولكن في الواقع لا وجود لها، وهنالك نوعان من هذا الاضطراب: [2]

النوع الأول

تحدث أعراضه بشكلٍ غير منتظم وعشوائي، وتستمر لبضعة أشهر بعد تناول كمياتٍ من الأدوية المهلوسة المخدرة، ويتميز بوجود اضطراباتٍ بصريةٍ في الإدراك.

النوع الثاني

يعاني الأفراد من أعراض متقطعة الحدوث، وتختلف تبعاً لشدة الذكريات، ومدى تأثيرها على الشخص، ونوعية الأدوية التي يتمُّ تناولها.

ما هي أعراض الاضطراب الإدراكي المستمر للهلوسة؟

يرتبط هذا الاضطراب وبشدة بالمهلوسات البصرية، ويشمل: [2]

1- حدوث مشاكل في الرؤية

1- يرى المصاب الألوان جميعها أكثر حيويةً ودفئاً مما هي عليه في الواقع.

2- حدوث عمى ألوانٍ مفاجئ ومؤقت أو عدم القدرة على التمييز بين الألوان.

3- صعوبة في الإدراك الجيد للصور والأشياء، حيث لا يستطيعون وصف الحجم، أو اللون، أو الشكل بواقعية وصدق.

4- التجزئة ورؤية الأشياء، أو الصور تتفكك، أو تذوب وتتلاشى.

5- الشعور بالألوان أو رؤية الموسيقى بما يندرج تحت الحس المواكب الذي يعدُّ من الحالات الشاذة في الإدراك الحسي.

6- تخيل صور باقية لأشياء اندثرت، ورؤية أنماط وأشكال غير مألوفة، ويدعى ذلك بالهلوسة الهندسية.

7- الشعور بأن الأشياء من حوله جامدة بشكلٍ مخيف أو أنها متحركة، والإحساس بأنه مراقب من قبلها.

2- الأعراض العقلية الجسمية الأخرى

1 -يعاني الفرد من صعوبةٍ في القراءة.

2- حدوث نوبات من الخوف والهلع مترافقةٍ مع القلق الشديد.

3- رهاب من أي شيء يربط الفرد المصاب بذكرياته السابقة والصادمة.

4- زيادة في ضربات القلب، وارتفاع بدرجات حرارة الجسم عند حدوث النوبة.

5- ألم في الصدر.

6- تباطؤ في التنفس.

7- تعرق شديد.

8- توقف الشهية عن تناول الطعام، وجفاف الفم.

9- النعاس المترافق مع دوخة.

10- شعور الفرد بأن النهاية قد اقتربت، والموت قادمٌ بلا شك.

3- التغيرات العاطفية

1- مشاعر الفرد السلبية، وانعدام الثقة بالنفس.

2- يكون المصاب سلبياً ومضحياً بذاته، ولا يتمتع بمهارات التواصل والتعاون مع محيطه.

3- مشاعر من الحزن يسيطر عليها اكتئابٌ مزمنٌ نتيجة الهلوسات المستمرة.

ما هي أسباب الاضطراب؟

لم تتوصل الأبحاث العلمية حتى الآن إلى نتائج دقيقة حول الأسباب التي تؤدي للإصابة بالاضطراب، لكن ربطت عدة جوانب لها تأثيرات عديدة، ومنها أن يكون الفرد يعاني من: [3]

1- اضطراب الشخصية الحدية.

2- أن يكون مدمناً على تعاطي المخدرات.

3- أن يكون مصاباً بالصرع وحالاتٍ عصبيةٍ أخرى، كالفصام، أو الذهان.

4- إصابة في الدماغ نتيجة حادثٍ أو تشوه.

5- كما إن الاضطرابات البصرية ناتجة عن عقاقير الهلوسة بشكلٍ خاص.

ما هو تشخيص الاضطراب الإدراكي المستمر للهلوسة؟

توجد عدة تشخيصاتٍ للاضطراب منها: [4]

1- استبيان حيوية الصور الحقيقية المرئية

يحصل ذلك عن طريق تقييمٍ شخصي يسأل به الفرد عن التجارب البصرية، والذكريات الواقعية، ويحصل المعالج على أجوبةٍ تساعده في عملية التشخيص.

2- المعدل

تقييم مقياس الامتصاص عن طريق معرفة مدى انفتاح الفرد على التجارب، ودرجة المرونة لديه تجاه عملية التغيير الذاتي.

3- مقياس أبوفينيا البصري لوك إيرفاين

تقييم يركز على استخدام صور السحب لفهم درجة وضوح ودقة رؤية المصاب للصور المختلفة فيها. تحدث هذه الاختبارات ثم تتمُّ إعادة النظر بها من قبل طبيبٍ مختص، لتحديد ما الذي يجب فعله، وما التشخيص المناسب.

ما هو علاج الاضطراب الإدراكي المستمر للهلوسة؟

هنالك بعض القواعد الصحية التي يجب معرفتها مقابل الالتزام بعلاجٍ مناسبٍ لهذا الاضطراب، ومنها: [5]

1- الاستشارة الطبية

يجب على الفرد أن يستشير طبيباً، ويحصل على مساعدةٍ طبيةٍ في حال كان قد تناول أدوية الهلوسة لدرجة أنه أصبح يتأثر بالاضطرابات الإدراكية، ونتيجةً لذلك لم يعد قادراً على القيام بالأنشطة اليومية، وهنا يأتي دور الأخصائي النفسي الذي سوف يساعد في إيجاد حلولٍ مناسبة، مثل: الخضوع لعلاجٍ معرفي سلوكي بعيداً عن الأدوية، وتغيير نمط الحياة.

وجميع المعتقدات السلبية حول ما يراه الفرد خطيراً وغير ممكن، ومعرفة نقاط الضعف في الشخصية، والعمل على تعزيز السلوك الصحي، وبناء شخصيةٍ قوية، إضافةً إلى أنه من الممكن أن يصف الطبيب المختص بالصحة العقلية مجموعةً من الأدوية لتكون مكملةً للعلاج النفسي.

2- التقليل أو عدم تناول أدوية غير موصوفةٍ بشكلٍ طبي

على الفرد أن يفكر بخطورة القيام بذلك، وأن يضع في علمه النتائج المرضية التي سوف يتسبّب بها ذلك من ضعفٍ في الذاكرة، وصعوبةٍ في عملية التركيز والتناسق الحركي، ويجب عليه أن يبتعد عن التبغ أو الكحول الإيتيلي، والكافيين، وجميع المهدئات التي تؤدي لذلك.

3- العلاج عن طريق جلسات الاسترخاء

حيث توفر هذه الجلسات الراحة الكاملة للفرد، وتساعده على ضبط انفعالاته، وتعلمه كيفية التعامل مع الآخرين، ومواجهة المواقف التي تسبّب القلق، بالإضافة أنها تمنح الشعور بالحرية، وتعطي مجالاً للإحساس بالرفاهية من خلال تغيير طريقة التفكير، وأن يكون الفرد أكثر تقبلاً للتغيرات التي تحدث في الواقع، ويكون الاسترخاء بممارسة تمارين التنفس ببطء، وتمارين اليوغا والتأمل.

4- الالتزام بنظامٍ صحي جيد

وممارسة الرياضة يومياً ساعةً واحدة على الأقل.

5- العلاج بالكلام

يلعب المعالج النفسي دوراً في جعل المريض يعبر عن جميع رغباته المكبوتة بما فيها التخيلات التي يراها بشكلٍ وهمي، فعندما تحدث عملية التفريغ يتسلل الشعور بالاطمئنان والهدوء إلى عقل المصاب، مما يجعله أكثر صلابةً وقدرةً على الالتزام بكلام المعالج ونصائحه وتوجيهاته ثم تأتي بعدها مرحلة التحليل النفسي الذي يركز على فهم وإدراك رغبات المصاب اللامنطقية، ولكنه يدرك أن هذه مجرد ضلالات لا حقيقة لها، وينبغي تجاهلها، والعيش بشكلٍ طبيعي.

المراجع البحثية

1- Professional, C. C. M. (n.d.-w). Hallucinogens. Cleveland Clinic. Retrieved February 21, 2024

2- Foy, C. (2023, October 2). Living with HPPD: Causes, Challenges, and Coping Mechanisms. FHE Health – Addiction & Mental Health Care. Retrieved February 21, 2024

3- Wiki, C. T. N. (n.d.). Hallucinogen persisting perception disorder. Neurodiversity Wiki. Retrieved February 21, 2024

4- Ncc, M. P. L. (2023, May 8). Signs of hallucinogen Persisting Perception Disorder (HPPD). Verywell Health. Retrieved February 21, 2024

5- Ms, T. G. L. (2023, November 21). How to Deal With HPPD: 10 Steps (with Pictures). wikiHow. Retrieved February 21, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.