تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو تعريف الاتصال بالطبيعة؟

هو مفهومٌ يشير إلى التّفاعلات والتجارب التي يتعرّض لها الفرد مع المحيط، وأثرها عليه سواءً من الناحية السلبية أو الإيجابية، ومن الممكن أن يكون هذا الاتصال مباشراً يتناول عدداً من النشاطات، ومنهم: ^[1]

1- المشي في الطبيعة.

2- التخييم، وركوب الدراجات في المناطق الطبيعية.

3- الجلوس في الحدائق العامة.

4- قضاء وقتٍ في الغابة أو على الشاطئ.

يوفر هذا النوع من الاتصال للأفراد تفاعلاً جسمياً مع البيئة الأمر الذي يُعزّز من مشاعر التجديد والهدوء. أما بالنسبة للاتصال غير المباشر، فتتنوّع أساليبه بين:

1- مشاهدة أفلامٍ وثائقيةٍ أو صورٍ عن الطبيعة.

2- رؤية الطبيعة من خلال النوافذ.

3- الاستماع إلى أصواتٍ مختلفةٍ من الطبيعة.

ورغم أن هذا النوع له تأثير أقل من الاتصال المباشر، إلا أنه يمكن أن يزيد من الوعي بضرورة الحفاظ على البيئة.

ما الفرق بين الاتصال المباشر والاتصال غير المباشر؟

الاتصال المباشر في بعض الأحيان يرتبط بتجارب عاطفية قوية، كالشعور بالإلهام أو الراحة والتأمل، بينما الاتصال غير المباشر يُعزّز من قدرات الفرد الفكرية بقضايا الطبيعة وغيرها، فكلا النوعان لهما تأثيرات مهمة على السلوك والصحة النفسية. ^[1]

ما هي التأثيرات النفسية للاتصال بالطبيعة؟

1- التحسين من الحالة المزاجية

الاتصال بالطبيعة له أثرٌ كبيرٌ على صحة الفرد النفسية، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن قضاء وقتٍ بين أحضان الطبيعة يخفّف من الضغوطات، ويساعد في التقليل من معدلات الحزن، والقلق، والتوتر، مما يؤدي إلى خفض مستويات الكورتيزول، فالطبيعة تقدّم إحساسا عالياً من النّشاط، والاسترخاء

2- زيادة الإنتاج والتركيز

إن قضاء بعض الوقت في الطّبيعة يمكن أن يحسّن من تفكير وانتباه الفرد، فالبيئة تُعيد للعقل شحناته الإيجابية، وتؤدي لتحسين الأداء العملي والوظيفي له، وتحسّن مهارة حلّ المشكلات أيضاً.

3- التحفيز على الإبداع

التعرُّض للطبيعة يُعزّز من ظهور المهارات الإبداعية عند الفرد، حيث إن تجنُّب الأفكار السلبية، والابتعاد عن ضغوطات الحياة بما في ذلك التواجد في مكانٍ دافئٍ وجذابٍ يُسّهل على الفرد عملية استلهام الأفكار الجديدة، وأظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً في الطبيعة يُظهرون مستوياتٍ أعلى من التميُّز والتقدُّم مقارنةً بالذين يقضون وقتهم في المدينة.

4- تشجيع النشاط الجسمي

البيئة الطبيعية تشجع الأفراد على ممارسة الرياضة والنشاطات البدنية المفيدة، الأمر الذي بدوره يحسّن من الدورة الدموية والصّحة العامة، ويُقوّي مناعة الجسم. ^[2]

ما هي التأثيرات الاجتماعية للاتصال بالطبيعة؟

1- التشجيع على التفاعل والتعاون

الاتصال بالطبيعة يُقوّي ويُعزّز من الروابط الاجتماعية من خلال الأنشطة والفعاليات التي تتمُّ ممارستها في البيئة الخارجية، على سبيل المثال: عندما يشارك الفرد في أنشطة، كالتخييم أو التنزه، والمشي الجماعي، فإن ذلك يُتيح لهم فرصة التواصل بشكلٍ غير رسمي، مما يخلق جواً من الألفة والتعاون بينهم دون حدوث خجل أو عدم تكيُّف.

2- التقليل من السلوك العدواني

لأن البيئة الطبيعية تعمل على ضبط أفعال الفرد غير السويّة، وتُهدّئ المزاج، فالتأمل الهادئ والجلوس في الطبيعة يخلق روحانيةً عالية، ويُسهّل من استيعاب الآخر لعثراته، والعمل على تجنُّبها.

3- تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية

الاتصال مع الطبيعة يزيد من ارتباط وعي الشخص بالقضايا البيئية والاجتماعية، فعندما يدرك الفرد جمال البيئة وأهميتها يصبح أكثر قدرةً، على القيام بمبادرات توعية وحملات للعناية بالأشجار والمرافق العامة.

4- تحسين العلاقات الأسرية

إن قضاء يومٍ ترفيهي مع العائلة من شأنه أن يقوي الروابط، ويخلق تماسكاً في ظل أجواء جميلة بين الجميع قائمة على المودة والتفاهم الأمر الذي يساهم في التحسين من دينامية الأخوة، والأب، والأم أيضاً، خاصةً وأن الرّحلات تدفعهم لأرشفة الكثير من الذكريات الجميلة.

5- تعزيز التفاهم بين الثقافات

يمكن أن يشكل الاتصال بالطبيعة جزءاً هاماً لتوطيد العلاقات بين الثقافات المختلفة من خلال الأنشطة التي يتمُّ تنفيذها في بيئاتٍ محدّدةٍ تضمُّ أشخاصاً من بلدان وثقافات متنوعة الأمر الذي يشجع من وتيرة التفاعل، والتبادل الثقافي، وتناقل الحضارات.

6- التخفيف من العزلة الاجتماعية

اختيار الفرد أن يقضي وقت فراغه في الطبيعة يشجعه على التفاعل مع الأشخاص من حوله، ويُقلّل من مشاعر الوحدة والعزلة.

7- زيادة الانخراط في المجتمع

فالأفراد الذين يقضون أوقاتاً طويلةً في المجتمع غالباً ما يصبحون أكثر نشاطاً اجتماعياً ومهنياً، مما يخلق لديهم الرغبة في المشاركة بالمؤتمرات والفعاليات المختلفة. ^[3]

ما هي التأثيرات الثقافية على الاتصال بالطبيعة؟

1- تنوّع التجارب الثقافية مع الطبيعة

تتنوّع تجارب الاتصال بالبيئة بناءً على المعتقدات والثقافات المحلية، ففي بعض الثقافات تُعتبر الطبيعة شيئاً مقدساً، ويحتفل بها من خلال الممارسة التقليدية والطقوس المختلفة، بينما قد نجد في ثقافات أخرى يتمُّ التعامل مع الطبيعة كموارد يمكن استغلالها والاستفادة منها، وهذه الاختلافات تؤثر على كيفية تقدير الأفراد للطبيعة، وكيف يتمّ التفاعل معها.

2- العادات والقيم الثقافية وتأثيراتها على السلوك

وتلعب دوراً مهماً في تشكيل رؤية الأفراد للطبيعة، ففي الثقافة التي تعزّز احترام البيئة يُشجّع أفرادها على المحافظة عليها، وتقديرها، والاعتناء بنظافتها الأمر الذي يؤثر على سلوكياتهم في الحياة اليومية، ونشاهد العكس تماماً في الثقافة التي تركز على الاستهلاك البيئي فقط، لأن العلاقة مع الطبيعة تركّز على الاستغلال.

3- التعبيرات الأدبية والفنية

جمال الطبيعة يُلهم الأدباء، والشعراء، والمفكرين، والفنانين بمختلف اهتماماتهم، كالشعر، والفنون، والغناء، والرسم، وهذه التجارب تعدُّ مرآة الفرد للطبيعة، فهذه الأعمال تعزّز من الوعي بأهمية البيئة الطبيعية، وتساهم في الترويج بضرورة الحفاظ عليها.

4- التعليم والتّوعية البيئية

حيث تُعتبر الثقافة عمليةً حضاريةً تعزّز الوعي البيئي والتعليم، فالعديد من الثقافات تُدرج مصطلحات وطرائق الحفاظ على البيئة في مناهج التعليم، مما يُسهم في تشكيل سلوك الأجيال الجديدة في الطبيعة، ويمكن أن تتمّ عملية التعليم من خلال أساطير، وقصص شعبية، وروايات محكية أو الأنشطة التقليدية.

5- تعزيز الهوية الثقافية

الاتصال بالطبيعة يضاعف من أهمية الانتماء الثقافي للفرد لأن الكثير من الحضارات تعتمد على الموارد البيئية في حياتها الروتينية، مما يجعل العلاقة مع الطبيعة جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية، والفخر بالتراث الثقافي.

6- تأثير البيئة على السلوك والقيم

إن التجارب الإيجابية في الطّبيعة من الممكن أن تدفع الفرد إلى الالتزام والجدية أكثر بالعمل الإنساني والأخلاقي. ^[4]