Skip links
رجل بالغ ممدد على الأرض وشخص يقوم بالضغط براحة يديه على قلبه وشخص أخر يضع قناع الأوكسجين على فمه

الإنعاش القلبي الرئوي – ما خطوات إجرائه للأطفال والبالغين؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ الإنعاش القلبي الرئوي (Cardiopulmonary Resuscitation (CPR)) من الأساسيات التي يجب تعليمها في كلية الطب والمشافي، وهي عملية إنقاذ حياةٍ في حال توقُّف القلب، حيث تزيد فرص البقيا بعد تطبيق الإنعاش القلبي الرئوي حوالي ضعفين إلى ثلاث أضعاف، ويرتكز على تأمين الطريق الهوائي ودعم التروية، ويختلف إجراء الـ CPR بين الشخص العادي أو المختص بالإجراءات الطبية الإسعافية.

الاختلاف في الإنعاش القلبي الرئوي بين الشخص المُتخصّص وغير المُتخصّص

بالنسبة للأطباء وجميع العاملين في القطاع الطبي يعتمد إجراء الإنعاش القلبي الرئوي على تمسيد القلب لمساعدته على الضخ والعمل، وذلك عبر إجراء ضغطاتٍ متكررةٍ على جدار الصدر بوضع اليدين في منتصف جدار الصدر، وذلك بمعدل ثلاثين ضغطة وبمقدار مئةٍ إلى مئةٍ وعشرين ضغطة في الدقيقة الواحدة مع الانتباه إلى عمق الضغط على جدار الصدر.

إذ يكون في الحالات الفعّالة حوالي خمس سنتيمترات بقوةٍ متوسطةٍ على ألا يكون عمق الضغط أكبر من ست سنتيمترات لتجنُّب كسور الأضلاع، بعدها يقوم المُنقذ بإعطاء الهواء عن طريق الفم بالوسيلة المُتاحة لمساعدة المريض على التنفُّس العفوي بمعدل نفسين لكل ثلاثين ضغطة.

أما بالنسبة للشخص العادي المُعرّض لمواجهة موقفٍ يتطلب منه القيام بالإنعاش القلبي الرئوي، فيمكن أن يقوم بتمسيد القلب، والضغط على جدار الصدر دون إعطاء النفس للمريض الغائب عن الوعي والاتصال بأقرب مركزٍ طبيّ لطلب المساعدة. [1] [4]

خطوات إجراء الإنعاش القلبي الرئوي بالتفصيل

عند مصادفة حالة فقدان وعي، والسقوط أرضاً بسبب توقُّف التنفُّس أو القلب، يجب التأكد من سلامة البيئة المحيطة، وفي حال كانت البيئة غير مناسبة لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي على المُسعِف طلب المساعدة لحمل المريض إلى مكانٍ آمنٍ مع الانتباه لوجود كسورٍ أو كدماتٍ على جسم المريض، والمحافظة على وضعية عنقٍ ثابتةٍ تجنُّباً لحدوث الكسور الرقبية وأذية البُنى المهمّة، كالحزمة الوعائية الموجودة في العنق، وذلك بعد التأكد من فقدان المريض لوعيه بالتحدُّث معه أو تنبيه حسّ الألم لديه، والتحرّي عن الاستجابة للتنبيه الصوتي والألمي.

بعد التأكد من فقدان المريض لوعيه يجب الاتصال بالرقم المُخصّص للخدمات الطبية الإسعافية في منطقتك لقدوم الفريق الطبي المختص مع المعدات اللازمة لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي الذي يبدأ به الشخص الموجود في مكان الحادثة، ويتابعه الفريق المختص، وذلك بقيامه بالضغط على جدار الصدر، وبعدها تأمين الطريق الهوائي، وثالثاً دعم التنفُّس.

يتمُّ الضغط على جدار الصدر بوضع المريض مستلقياً على ظهره بشكلٍ مستقيم، ووضع راحة اليد في منتصف جدار الصدر بين الحلمتين، ووضع اليد الثانية فوق الأولى لزيادة قوة الضغط مع الحرص على أن يبقى المرفقان بوضعية البسط لتطبيق الضغطات على جدار الصدر بشكلٍ منتظم، وعلى العمق نفسه (خمس سنتيمترات)، والسرعة نفسها، وفي حال لم يتمّ الضغط بالشكل الأكاديمي يمكن الاستمرار بالضغط العشوائي لحين وصول المساعدة.

يعدُّ فتح الطريق الهوائي من الخطوات الأساسية في الإنعاش القلبي الرئوي، وذلك بوضع اليد على جبهة المريض، ورفعها للأعلى قليلاً مع وضع اليد الأخرى على الذقن لفتح الفم، وتحرير مجرى الهواء، بعد ذلك يجب القيام بالخطوة الثالثة، وهي دعم التنفُّس التي تتمّ بوضع فم المُسعِف على فم المريض، أو أنفه في حال تأذّي الفم، أو فشل التنفُّس الفموي، ويمكن الاستعانة بالقناع لنفخ الهواء، لكنه موجودٌ في حقيبة الإسعافات لدى المختصين.

بغضّ النظر عن النمط الذي يتبعه المُسعِف لدعم تنفُّس المريض يجب تزويد المريض بنفسين مع الانتظار مدة ثانية، ومتابعة الضغط على جدار الصدر لدعم الدوران الدموي، وتتكرر العملية كل ثلاثين ضغطة. [1] [2] [3]

الإنعاش القلبي الرئوي لدى الأطفال

يختلف الإنعاش القلبي الرئوي بين الأطفال والبالغين، ولاسيّما حديثي الولادة الذين يعانون من مشاكل نقص الأكسجة أثناء ولادتهم، ويتمُّ إنعاشهم في غرفةٍ مخصّصةٍ لتأمين درجة الحرارة، والظروف المناسبة لهم، وذلك بإجراء الخطوات السابق ذكرها مع مراعاة حجم الطفل، إذ يكون الضغط على جدار الصدر بيدٍ واحدةٍ فقط أو بإصبعين لصغر حجم جدار الصدر، وفي حال عدم وجود مختصّ يجب الاتصال لطلب المساعدة، والقيام بالتمسيد القلبي لحين قدوم فريق الإنعاش.

أما في مرحلة تأمين الطريق الهوائي تكون بنفس الآلية المُتّبعة لدى البالغين بالقيام بمناورة (جبهة، ذقن)، وهي برفع رأس الطفل، وفتح فمه، ووضع الفم على أنف وفم الطفل المريض، وتزويده بالهواء مع مراقبة حركات جدار الصدر والبطن، والاستمرار بدورات الإنعاش القلبي الرئوي حتى عودة الوعي والتنفُّس العفوي. [4]

نازع الرجفان المُستخدم في الإنعاش القلبي الرئوي

يُستخدم جهاز نازع الرجفان ((AED) (Automated External Defibrillators) في حالات الإنعاش القلبي الرئوي في حالاتٍ معينة، مثل: انعدام النبض أو توقُّف القلب، وهو جهاز سهل الاستعمال إذ يعتمد على التعليمات التي يطلقها الجهاز للأشخاص غير المُختصين، ويقوم مبدأ عمله على توليد صدماتٍ كهربائية لإعادة النّظم القلبي الطبيعي، ويجب الحرص على إبعاد الأشياء المعدنية، ونزع المجوهرات والإكسسوارات المعدنية لكلا المريض والمُسعِف، والابتعاد قدر الإمكان من موقع عمل الجهاز، توضع المساري الخاصة بالجهاز على منطقتين من جدار الصدر الأولى أيمن عظم القص، والأخرى على اليسار، وعند تشغيله يكون الجهاز نفسه مسؤولاً عن توقيت إطلاق الضربة الكهربائية بزمنٍ وشدةٍ مناسبين. [5]

إن الإنعاش القلبي الرئوي ودعم الحياة المُتقدّم من أهمّ العلوم التي يجب تدريبها في المعامل والمنشآت للتعامل مع حوادث السقوط، وفقدان الوعي ريثما يتمُّ طلب سيارة الإسعاف، والطاقم الطبي المختص بنقل المريض للمستشفى، والاستقصاء عن الأسباب ومعالجتها.

المراجع البحثية

1-What is CPR? (n.d.). Red Cross. Retrieved October 25،  2024

2- How to perform CPR (cardiopulmonary resuscitation). (n.d.). Cleveland Clinic. Retrieved October 25،  2024

3- Cardiopulmonary resuscitation (CPR): First aid. (n.d.). Mayo Clinic. Retrieved October 25،  2024

4- What is CPR?. (N.d.). Heart.org. Retrieved October 25،  2024

5- What is AED? (n.d.). Red Cross. Retrieved October 25،  2024

This website uses cookies to improve your web experience.