Skip links
فتاة شقراء صغيرة جالسة في غرفتها أمام طاولة الدراسة وتضع يديها على بطنها وتضغط عليه بقوة بسبب احساسها بألم في منطقة البطن

الإمساك الوظيفي عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » الإمساك الوظيفي عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبَر الإمساك الوظيفي عند الأطفال مشكلةً صحيةً عامةً تُسبِّب القلق للأبوين وللطفل على حدٍّ سواء، ويؤثر على التوازن النفسي والعاطفي للطفل، وقد يُسبِّب للطفل سلوكاً انطوائياً مع خجل، وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية سليمة، وصداقات في المدرسة والبيئة المحيطة.

وفي حال لم يتمّ علاج الإمساك الوظيفي بشكل مناسب في مرحلة الطفولة يمكن أن يؤدي إلى ألمٍ شديدٍ في البطن مع نقص شهية، وحدوث سلس البراز (إفراغ بشكل لا إرادي) أيضاً، ويترافق ذلك مع تدني تقدير الطفل لذاته والعزلة الاجتماعية، وقد يترافق مع القلق والاكتئاب.

لذلك ينبغي أن يتوفر عند الأهل الوعي الكافي لمراقبة الطفل ومعرفة الأعراض السريرية للإمساك الوظيفي، والتعاون مع الطبيب لتحقيق العلاج الأفضل للطفل، وتفادي التأثيرات الجانبية السيئة للإمساك على نوعية حياة الطفل، وصحته الجسدية، والنفسية.  [1]

ما هو الإمساك الوظيفي عند الأطفال؟

الإمساك هو إفراغ براز قاسٍ وجاف وقليل الكمية مع صعوبة، وتأخر في الإفراغ دون وجود أسباب عضوٍية مرضية، ويُشكل حوالي 95 بالمئة من حالات الإمساك عند الأطفال، ويعود لأسباب غذائية، أو سلوكية، أو بيئية، مثل: سوء تدريب الطفل على استخدام المرحاض، أو قلة الوارد الغذائي من السوائل والألياف، وكثرة الأطعمة الدسمة، والأغذية الصنعية. أكثر ما يحدث خلال ثلاث فترات من حياة الطفل، وهي: [2] [3]

1- عند إدخال الأطعمة الصلبة والحبوب إلى غذاء الطفل.

2- عند بدء التدرب على استخدام المرحاض.

3- عند إدخال الطفل إلى المدرسة.

ما هي مضاعفات الإصابة بالإمساك الوظيفي عند الأطفال؟

1- استمرار الإمساك لفترة طويلة قد يؤدي إلى سلسٍ برازي (إفراغ البراز بشكل لا إرادي مع تلويث الثياب الداخلية للطفل، ويُعتبَر أمراً محرجاً للطفل).

2- حدوث تدلي مستقيم (هبوط جزء المستقيم نحو الخارج أثناء عملية إفراغ البراز).

3- حدوث توسع في المستقيم، ولاحقاً ضخامة في الكولون.

4- حدوث شقٍّ في فتحة الشرج يترافق مع ألم ونزف دموي أثناء التبرز.

5- إضافةً إلى الاضطرابات النفسية والسلوكية التي قد تحدث للطفل كالخجل، والقلق، والاكتئاب. [3]

ما هي أسباب الإصابة؟

 قد يحدث الإمساك للأسباب التالية: [2] [4]

1- قد يؤجل الطفل إفراغ البراز إما لأن الإفراغ مؤلم أو لأنه لا يريد مقاطعة اللعب، فيقوم بشدِّ عضلات المعصرة الشرجية الخارجية، ودفع الفضلات باتجاه الأعلى نحو المستقيم، تكرار هذه العملية يؤدي إلى توسع المستقيم، وتصبح عملية الإفراغ مؤلمةً للطفل، ويدخل الطفل في حلقة مُفرَغة من التبرز المؤلم، ويتفاقم الإمساك.

2- زيادة الوارد من المعجنات، والمشروبات السكرية، والأطعمة السريعة.

3- تقليل الوارد الغذائي من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الخضار، والفواكه.

4- عدم شرب كميات كافية من الماء والسوائل الأخرى.

5- يحدث عند الأطفال الرضع عند التحويل من الرضاعة الطبيعية إلى الحليب الصناعي أو عند إدخال الأطعمة الصلبة للطفل.

6- قلة النشاط البدني للطفل، والجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز أو الجهاز اللوحي دون حراك.

7- قد يحدث بسبب اضطراب علاقة الطفل مع والديه، فيقوم مُتعمِّداً بحبس البراز.

8- كما قد يحدث عند إدخال الطفل إلى المدرسة بسبب شعور الطفل بالقلق، والتوتر، أو بسبب تغير نظام حياة الطفل.

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة؟ مساك الوظيفي عند الأطفال؟

1- يتمُّ أخذ قصة مرضية مُفصَّلة من الوالدين تشمل (العمر الذي بدأ فيه الإمساك، وجود ألم بطن أو إقياء مرافق، وجود سلس براز عند الطفل).

2- يتمُّ فحص الطفل بشكل جيد بحثاً عن تمدد بطن أو وجود كتل ضمنه، كما يتمُّ فحص منطقة الشرج للبحث عن وجود شقوق، أو التهابات، أو نواسير.

3- قد يتمُّ اللجوء إلى تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية، وذلك لنفي الأسباب المرضية المحتملة.

4- قد يفيد قياس الضغوط ضمن الشرج في بعض الحالات. [5]

كيف تتمُّ الوقاية والعلاج من الإمساك الوظيفي عند الأطفال؟

1- الإكثار من السوائل.

2- زيادة محتوى الوارد الغذائي من الأطعمة الحاوية على الألياف الغذائية، مثل: الخضار، والفواكه، وحبوب الإفطار المُدعَّمة، والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والتي تُسهل حركة الأمعاء.

3- الابتعاد عن المعجنات والمأكولات الصنعية التي تحوي نسبةً عاليةً من النشويات.

4- عدم زيادة الوارد من الحليب أكثر من 300 إلى 500 مل بعد السنة الأولى من العمر.

5- القيام بالمشي والتمارين الرياضية التي تُسهِم في تحسين حركة الأمعاء، وتقوية عضلات الحوض.

6- تدريب الطفل على استخدام المرحاض بشكل جيد، وذلك من خلال تخصيص روتين يومي منتظم للطفل، كإدخاله إلى الحمام يومياً في ساعات محددة أو بعد تناول الوجبات.

7- تذكير الطفل أثناء انشغاله باللعب والتسلية بأن يدخل إلى الحمام لأن الطفل قد يندمج باللعب، ويتجاهل حاجته إلى إفراغ البراز.

8- اعتماد نظام المكافأة مع الطفل على المجهود الذي يبذله لضبط عملية إفراغ البراز، وعدم اقتصار المكافأة على النتيجة فقط، وذلك عن طريق إعطاء الطفل نجمة مثلاً، ملصقات، ألعاب.

9- العلاج الدوائي، ويشمل اللاكتولوز ( Lactulose)، والحقن، والتحاميل الشرجية، وغيرها من المُليِّنات، والتي يتمُّ وصفها حصراً من قبل الطبيب، ولا يجوز استخدامها بشكل عشوائي.

10- مراجعة الطبيب مباشرةً في حال ترافق الإمساك مع ترفع حروري، أو تمدد بطن، أو إقياء، أو تدلي مستقيم، أو وجود دم في البراز. [6]

المراجع البحثية

1- Rowan-Legg, A., & Canadian Paediatric Society, Community Paediatrics Committee. (2011, December). Managing functional constipation in children. Paediatrics & child health. Retrieved April 9, 2023

2- Consolini, D. M. (2023, March 15). Constipation in children – pediatrics. MSD Manual Professional Edition. Retrieved April 9, 2023

3- Willacy, H. (2022, January 30). Constipation in children (causes, symptoms and treatment). Patient.info. Retrieved April 9, 2023

4- Johns Hopkins Medicine. (2019, November 19). Constipation in children. Johns Hopkins Medicine. Retrieved April 9, 2023

5- Physiopedia. (n.d.). Pediatric functional constipation. Physiopedia. Retrieved April 9, 2023

6- Mayo Clinic. (2021, September 18). Constipation in children. Mayo Clinic. Retrieved April 9, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.