Skip links
عجل أسود صغير جالس في أرض الحظيرة

الإسهال عند العجول

الرئيسية » المقالات » الطب » الطب البيطري » الإسهال عند العجول

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ المُجْترات، وخصوصاً العجول من الحيوانات ذات القدرة العالية على تحويل المواد العلفية إلى لحومٍ مقارنةً بغيرها من الحيوانات، لذلك تلجأ مزارع الأبقار والمربين بشكلٍ عام إلى العناية أكثر بها، وتقديم الأعلاف واللقاحات المناسبة حفاظاً على صحة العجول، خاصةً بعد مدة حملٍ تصل حتى 9 شهور، تكون فيها الأبقار قد عانت من صعوباتٍ حتى تلد عجولها.

يعدُّ الإسهال من أكثر الأمراض الوبائية التي تصيب العجول على المستوى العالمي، وتظهر بعد شهر أو شهرين من عمر العجل نتيجةً لعدة مسبّباتٍ مرضية، ونلاحظ خلال هذه الفترة موجةً من الإسهال تصيب العجول، ومن أخطر أعراض الإسهال حدوث فقدٍ في الشوارد، وانخفاضٍ في ضغط الدم.

يؤدي في نهاية المطاف إلى نفوق العجل، لذلك يجب الحفاظ على هذه الثروة الحيوانية، لتحقيق الأمن الغذائي من خلال توفير اللحوم الحمراء في الأسواق، حيث يتمُّ البدء بتسمين العجول في عمر الستة شهور ضمن برنامجٍ وقائيٍّ من الأمراض وغذائي مركز، لمدةٍ تتراوح حتى ثلاثة شهور، لتنتج لحوماً طريةً ذات مذاقٍ جيدٍ قليل الدهون.

ما هو الإسهال عند العجول؟

هو حالةٌ مرضيةٌ شائعة، ويعدُّ من أعراض أمراض الجهاز الهضمي، يكون فيها البراز رخواً أو مائياً، ويتغير لونه حسب العامل المُمْرض، أصفر أو أبيض، وقد يحتوي دماء، ويتشكل الإسهال عبر تراكم السوائل الناتجة من المفرزات المعوية بسبب تكاثر الجراثيم المعوية المُسبّبة للمرض.

مما يجعل الأمعاء غير قادرةٍ على امتصاص هذه الكمية الكبيرة من المفرزات، ويؤدي استمرار الإسهال إلى زيادةٍ في السائل المخاطي في لمعة الأمعاء عبر تحرير مواد مخاطية مؤديةً إلى سوء امتصاص المواد الغذائية بسبب موت الخلايا المعوية الظهارية، وقصر الزغابات المعوية، مما يقلّل امتصاص المواد الغذائية. [1]

ما هي أنواع مسبّبات الإسهال عند العجول؟

1- الإسهال الغذائي

يصيب العجول بسبب تناول كميةٍ زائدةٍ من الحليب في فترة الرضاعة السرسوب (اللبأ) مؤدياً لتخمّره في الإنفحة والأمعاء، وقد يتحول إلى الإسهال المعدي إذا لم يتمّ التعامل معه بشكلٍ مناسب، لكيلا يصبح سبباً في حدوث الجفاف للعجول، وانخفاض مناعتها.

2-  الإسهال المعدي

يعدُّ من أخطر الأنواع، حيث ينتج عنه نسب نفوقٍ مرتفعة للعجول، ولهذا النوع عدة مسبّباتٍ مرضي، وهي:

● الفيروسات: روتا (Rota)، كورونا (Corona).

● البكتريا: كلوستريديوم (Clostridium)، شيجبلا (Shigella)، أيكولاي (E. coli)، سالمونيا (Salmonella).

● طفيلية: جياريديا (Giardia)، إيميريابوفيس (Eimeria bovis)، إيميريا زوروني (Eimeria zurni)، كربتوسيبوريديوم يارفيوم (Cryptosporidium parvum). [2]

ما هي الأسباب التي تؤدي لحدوث عدوى الإسهال عند العجول؟

1- عدم نظافة ضروع الأبقار المرضعة للعجول أو عدم تطهيرها وغسيلها بشكلٍ دوري، مما يسبّب تلوثها.

2- عدم تناول العجول كمية الحليب المناسبة بشكلِ يومي يؤدي إلى انخفاض المناعة، وحدوث الإسهال.

3- تعرض العجول لظروفٍ جوية غير ملائمة من أشعة شمس بشكلٍ مباشر، أو نسبة رطوبةٍ مرتفعةٍ في أرض الحظيرة، أو وجود تيارٍ هوائي بارد أو حار يصيب العجول بشكلٍ مباشر.

الإمراضية والأعراض المصاحبة للإسهال المعدي

من أكثر الأعراض مصاحبةً للإسهال المعدي عند العجول ارتفاع درجة الحرارة (41-42) بالمئة مع فقدان الشهية، والهزال، والضعف العام بسبب ضعفٍ في قدرة لمعة الأمعاء على امتصاص النواتج الكثيرة من سوائل الأمعاء، فيعجز الغشاء المخاطي المبطن للأمعاء عن امتصاصها مسبّباً ضعفاً في امتصاص المواد الغذائية أيضاً (سوء امتصاص)، بالتزامن مع ضمورٍ في الزغابات المعوية.

التي تلعب دوراً رئيسياً في امتصاص المواد الغذائية، مسببةً تلفاً في الزغابات المعوية الناضجة، لتنخفض مساحة سطح الامتصاص، وبالتالي فقدان القناة الهضمية لوجود الأنزيمات الهاضمة، وتختلف نسبة توزع الزغابات المعوية في لمعة الأمعاء حسب المسبّب المرضي.

يؤدي التهاب الأمعاء بشكليه إلى تلف الأوعية الدموية واللمفية الخاصة بها مع تلفٍ في الزغابات المعوية، وقد يتطور الشكل المرضي الالتهابي لتشكل تقرحاتٍ في الأنسجة المعوية، مما يؤدي إلى وجود دمٍ في البراز، حيث نلاحظ عند الإصابة المعوية بالبكتريا، مثل: السالمونيلا تراكم شديد في السوائل ضمن لمعة الأمعاء الغليظة مع توذُّم، ونقطٍ نزفية، وتقرحات، مما يؤدي لتشكل مخاطٍ مع دم داخل لمعة الأمعاء.

أما الأمراض الفيروسية، فتسبّب نواتج مخاطية سيئة الامتصاص، حيث تعمل الفيروسات على تدمير الخلايا التي من شأنها امتصاص النواتج المخاطية المعوية، مما يجعل نسبة المواد المخاطية كبيرةً في الأمعاء، وبذلك تقصر الزغابات المعوية. في العموم عند الإصابة بالإسهال، فإن حجم الدم ينقص، وترتفع نسبة حموضته، وينخفض مستوى السكر في الدم مع ارتفاع نسبة المواد النيتروجينية المتفككة في الكلية.

كما أنه قد يحدث الإسهال عند العجول بالشكل الغذائي عند تغذيتهم على بدائل الحليب ذات النوع الرديء، فتسبّب سوء امتصاص، خاصةً فول الصويا عندما تتمُّ إضافته كمصدرٍ للبروتين النباتي أو قد تحتوي هذه البدائل على كربوهيدرات (مركبات طاقة) لا تستطيع العجول الصغيرة هضمها، فلا يتمُّ امتصاصها في الأمعاء الدقيقة، وتسبُّب حدوث التخمُّر في الأمعاء الغليظة. [3]

الوقاية من الإسهال

1- الاهتمام بنظافة الحظيرة، وضروع الأبقار الحلوب تجنُّباً لحدوث التهاب الضرع، وانتقال البكتريا للعجول في الرضاعة الطبيعية، أما عند التغذية الصناعية، فيجب تنظيف أدوات الرضاعة بشكلٍ يومي بعد الانتهاء من كل وجبة.

2- الاهتمام بالأبقار قبل الولادة بمدةٍ تتراوح حتى الشهرين من حيث الغذاء، وتقديم اللقاحات اللازمة (Rotavirus, Corona, E. coli)، مما يفيد في نزول الأجسام المضادة عبر الحليب. وإعطاء فيتامين E مع السلينيوم لما له من دورٍ في رفع مناعة الأبقار الأمهات والعجول الوليدة.

3- يفضل تقديم كميةٍ مناسبة من السرسوب (اللبأ) للعجول خلال أول أربع ساعاتٍ من الولادة، للحصول على الأجسام المضادة، وبالتالي يستطيع العجل مقاومة الأمراض، وإذا لم يستطع النهوض (الوقوف) يفضّل حلب الأبقار، وتجريع العجل الوليد، لتأكيد حصوله على الأجسام المناعية المتواجدة في حليب الأم، وتطهير الصرة باليود بعد الولادة، أما في التغذية الصناعية يفضل تقديم بدائل حليبٍ ذات نوعيةٍ جيدة تحتوي بدائل بروتين نباتي، وكربوهيدراتٍ سريعة الامتصاص.

4- يفضل فرز العجول حسب العمر، وعدم السماح بالازدحام، وخلط العجول الجديدة عند شرائها مع العجول القديمة إلا بعد فترة أسبوعٍ من العزل.

5- مكافحة الحشرات والقوارض، لدورها في نشر الأمراض السارية والمعدية.

6- استعمال الصودا الكاوية في تطهير الحظائر. [4]

كيف يعالج الإسهال عند العجول؟

يفضل العلاج بأسرع وقتٍ ممكن، وعدم الانتظار حتى تسوء الحالة بشكلٍ أكبر وصولاً إلى عدم قدرة الحيوان على الوقوف، لأن ذلك يشير إلى وصول المرض إلى مرحلةٍ سيئة، لذلك يتمُّ التعامل مع الحالة أولاً عبر تحديد سبب الإسهال غذائي أم معدي.

فعند تشخيص الإصابة بالإسهال الغذائي، وقبل البدء في العلاج يجب نقل العجل إلى مكانٍ نظيف ذي شروط إيواءٍ جيدة، وتنظيفه ثم إعطاءه محاليل ملحية بالفم غنية بكلوريد الصوديوم أو من خلال تعليق سيروم (Ranger)، كما يتمُّ إعطاء بيكربونات الصوديوم عبر الفم عند حدوث حموضة الدم، وإعطاء مواد تساعد على زيادة قبض العضلات المعوية، مثل: النشاء، و(Kaolin)، والبكتين.

أما الإسهال المعدي، فيتمُّ علاجه بشكلٍ أساسي عبر المضادات الحيوية أو تجريع البكتين و(Kaolin) مع مركبات (Sulfa) (25 ميليغرام / 24 ساعة)، أو (2,2) ميلي غرام/ كيلوغرام (Oxytetracycline, Neomycin, Sevestor) لمدة 3 إلى 5 أيام حقناً بالعضل (Amoxicillin) 10ميلي غرام/ 12ساعة (Streptomycin)  حقناً بالعضل، ومسكنات الآلام، ومضادات المغص (Flunixin meglumine) (1,0-2,2) ميليغرام/ كيلوغرام) حقناً في العضل (Ketoprofen).

وإعطاء الفيتامينات الذوابة بالدهون B1 عبر الوريد أو العضل، لما لها من دورٍ في علاج الإصابات المزمنة، كما يتمُّ تقديم محاليل وريدية أو سكرية عبر الوريد، وإعطاء الفيتامينات حقناً بالعضل، كما يمكن إعطاء علاجاتٍ مساعدة، حيث أثبتت الدراسات أن للأعشاب دورٌ في معالجة الإسهال، مثل: خلاصة جوز الطيب، أو زيت البردقوش (أوريجيانو)، (10 ميلي غرام/ كيلوغرام)، قشر الرمان، أو أوراق الشاي. [2]

المراجع البحثية

1- Nutrition, E. W. (2022, February 3). Calf diarrhea: types, causes, solutions. EW Nutrition. Retrieved February 15, 2024

2- Constable, P. D. (2009). Treatment of calf diarrhea: Antimicrobial and ancillary treatments. The Veterinary Clinics of North America. Food Animal Practice, 25(1), 101–120. Retrieved February 15, 2024

3- Diarrhea in Neonatal Ruminants. (n.d.). MSD Veterinary Manual. Retrieved February 15, 2024

4- (n.d.). 6 Tips for Calf Scours Prevention | Alltech. Retrieved February 15, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.