تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يهتمُّ المربي وأصحاب المحطات الإنتاجية بالأبقار الحامل خاصةً لما تحتاجه من عنايةٍ واهتمام، وما تعطيه من مردودٍ يعود بالفائدة السنوية من حيث الزيادة في عدد القطيع، وكمية الألبان المنتجة، لكن من أكثر العقبات التي تواجههم هي حالات الإجهاض التي قد تحصل لأسباب عديدة. وقد أوجدت الدول مجموعةً من الإجراءات التي تشمل التغذية، والتربية، وإعطاء اللقاحات التي تفيد في الحدّ من حدوث الإجهاضات الناتجة عن الأمراض السارية والمعدية، مثل: لقاح البروسيلا، وغيرها.

كما يتمُّ فحص الأبقار صحياً عند الاستيراد لضمان عدم إصابتها بالأمراض التي تهدد الصحة العامة للإنسان والحيوان، وتُفني الثروة الحيوانية، ومن أهمّ المخاطر التي تنتج عن الأبقار المصابة بالأمراض التي تسبّب الإجهاض أنها قد تكون من الأمراض المشتركة، حيث تُطرح العوامل المرضية مع الألبان المنتجة، وتنتقل للإنسان مسببةً أمراضاً وانخفاضاً في أعداد الثروة الحيوانية.

تعريف الإجهاض

هو إنهاء فترة الحمل بشكلٍ مبكر، وخروج الجنين من الرحم قبل اكتمال نموه، نتيجةً لعوامل مرضية مختلفة قد تصيب الأم أو الجنين.

أسباب حدوث الإجهاض عند الأبقار

1- إصابة الأبقار بأمراض سارية ومعدية، وهي الأكثر انتشاراً.

2- عدم تقديم العليقة الملائمة التي تسدّ احتياجات كل من الأم والجنين.

3- تعرضها لظروفٍ سيئة ضمن محطات التربية.

أهمُّ الأمراض السارية والمعدية التي تسبّب الإجهاض

1- مرض السل

وهو مرضٌ بكتيريّ مشترك مزمن يصيب الحيوانات، والعامل المسبّب للمرض (المتفطرة السلية) يسبّب الإجهاض بنسبة 1 إلى 5 بالمئة في الشهر 8-9 من الحمل، وأهمّ أعراضه الهزال، وتشريحياً يشكل عقيدات في العقد اللمفاوية والأحشاء.

2- داء البروسيلا

وهو مرضٌ بكتيريّ مشتركٌ واسع الانتشار، والعامل المسبّب للمرض (B.abortus-B.ovis)، ويسبّب الإجهاض بنسبة 10 إلى 50 بالمئة في الشهر 7-8 من الحمل، وأهمُّ أعراضه ارتفاع درجة الحرارة والتعرق، كما تتضخم المفاصل خاصةً مفصل الرسغ عند الذكور، تضخم في الخصيتين والتهاب القنوات والحويصلة المنوية، وعند الإناث تؤدي إلى زيادة نسبة احتباس المشيمة، يوجد لقاح يتمُّ إعطاؤه للبكاكير، لكن في حال الإصابة يتمُّ علاجها بالمضاد الحيوي (أوكسي تتراسكلين تركيز 30 بالمئة).

3- الليستريا

وهو مرضٌ بكتيريّ مشتركٌ مسبب للمرض هو (Listeria monocytogenes)، ويسبّب الإجهاض بنسبةٍ بسيطةٍ في الأشهر 4-7 من الحمل، ومن أهمّ أعراضه على المجترات الدوران بسبب التهاب الدماغ السحائي، كما تسبّب التهاب الضرع، وقرنية العين، وارتعاشاتٍ عضلية، ويتمُّ العلاج بالمضادات الحيوية، مثل: (الأمبيسللين، أو الجنتمايسين).

4- داء البريميات

وهو مرض بكتيري مشترك تسبّبه البكتريا الحلزونية (Liptospira)، وتسبّب الإجهاض بنسبة 40 بالمئة في الأشهر 6-7-8-9 من الحمل، ويوجد منها 300 نوع تسبّب الحمى، كما تلحق الضرر بالكبد والكليتين، ويوجد لها لقاح، لكن عند الإصابة يتمُّ علاجه بالمضادات الحيوية (الأمبيسللين، الأموكسيسللين، الأوكسي تتراسكلين، الدوكسي تتراسكلين).

5- النيوسبورا

وهو مرضٌ طفيليّ مسببّه الطفيلي نيوسبورا كانينوم، ويسبّب الإجهاض بنسبة 25 بالمئة في الأشهر من 4 وحتى 6 من الحمل، وتعدُّ المجترات هي العائل الوسيط للطفيلي، والكلاب هي العائل النهائي، حيث ينتقل للكلاب عن طريق تناولهم الأجنة المجهضة الحاوية على الطفيلي، وتحدث حالات الإجهاض في الثلث الأخير من الحمل أو في منتصف الحمل، ويتمُّ علاجه بالمضادات الحيوية (سلفاديازين).

6- التهاب الأنف والرغامى المعدي

وهو مرض فيروسي حادّ مسبّبه فيروسٌ ينتمي إلى عائلة القوباء الحلقي (Herpesviridae)، ويسبّب الإجهاض بنسبة 5 إلى 60 بالمئة في الشهر الرابع من الحمل، ويصيب الجهاز التنفسي العلوي على شكل تنخُّراتٍ في الغشاء المخاطي، وبثورٍ على الجهاز التناسلي لدى الذكور والإناث، ويسبّب حالات التهابٍ رئوي وحالات إجهاض، لا يوجد علاج مجدٍ تجاه الأمراض الفيروسية، لكن يتمُّ تقديم مجموعة أدويةٍ رافعةٍ للمناعة، مثل: فيتامين C، وأدوية مسكنة للآلام، مثل: باراسيتامول مع مضادٍّ حيويّ واسع الطيف.

7- إسهال فيروسي

وهو مرض فيروسي مشترك منتشر عالمياً مسبّبه فيروس الطاعون (Pestivirus) يسبّب الإجهاض بنسبةٍ منخفضة في الأشهر 3- 4 من الحمل، ويسبّب حالات إسهال شديدة حادة، وتحدث حالات إجهاض بسبب الضعف المناعي إذ ينتقل الفيروس إلى الجنين عبر المشيمة، ويتكاثر ضمن أنسجته.

وكما ذُكر أعلاه لا يوجد علاج مجدٍ تجاه الأمراض الفيروسية، لكن يتمُّ تقديم مجموعة أدويةٍ رافعة للمناعة، مثل: فيتامين C، وأدوية مسكنة للآلام، مثل: باراسيتامول مع مضادٍّ حيويّ واسع الطيف.

8- المقوسات القندية

وهو مرضٌ طفيليٌّ مشترك يسبّبه الطفيلي (Toxoplasma Gongdii)، ويحدث الإجهاض في الشهر الثالث من الحمل، كما يشكل أكياساً نسيجيةً في مختلف أنسجة الجسم، خاصةً في العين والجهاز العصبي المركزي، ويتمُّ علاجه بالمضادات الحيوية، مثل: السبيرامايسين أو مركبات السلفا. ^[1]

عوامل تسبّب الإجهاض مرتبطة بنقص العناصر

من الضروري إضافة المكملات العلفية بكافة العناصر من فيتامينات وأملاح معدنية للأبقار العشر، لكن أكثر العناصر التي تؤثر على الحمل والولادة السليمة هي: ^{[2] [3]}

1- الكالسيوم

يلعب توازن مخزون الكالسيوم دوراً مهماً في عمليات الانقباضات العضلية للعضلات الإرادية واللاإرادية، حيث يُحظر تقديم الأعلاف الخضراء بكثرة في الفترة الأخيرة من الحمل، مما يسبّب ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم، واعتماد الجسم على الكالسيوم المتواجد ضمن العليقة أمرٌ خاطئ، والأفضل هو تقليل الأعلاف الخضراء كي يقوم الجسم بارتشاف الكالسيوم من العظام عند حدوث الولادة تفادياً لحدوث حالات إجهاض أو حمى الحليب بعد الولادة.

2- زنك

يؤثر نقص الزنك على كلا الجنسين عند الإناث، ويسبّب حالات احتباس المشيمة. أما لدى الذكور، فإنه يؤخر نمو الخصيتين.

3- حديد

يلعب دوراً هاماً في نقل الغذاء إلى الجنين، كما يعمل على تكوين البروتينات، وهي: الهيموغولبين، والمايوغلوبين، وتكمن أهميتها في نقل الأوكسجين وتخزينها.

4- فوسفور

بينت الدراسات العلمية أن إضافة الفوسفور لعلائق الحيوان على شكل مسحوق العظام يحسن من كفاءته الجنسية بنسبةٍ تتراوح بين 50 إلى 85 بالمئة، ونقصه يسبّب غياب الشبق، وتوقف المبيض عن أداء وظائفه، وتراجع أداء الخصيتين فيزيولوجياً.

5- البروتينات

نقص البروتين يؤثر على الجنين، لذلك يفضل تقديم البروتين بنسبة 20 بالمئة، فإذا زادت عن النسبة السابقة، فإن عمليات التخمر للبروتين في الكرش ينطلق عنها غازات سامة تنتقل إلى الدم مسبّبةً حدوث حالات إجهاض.

أسباب إجهاضٍ تتعلق بشروط التربية

يجب توفير شروط تربية ملائمةٍ للأبقار الحوامل ضمن حظائر مشمسة ذات تهويةٍ مناسبة تتوفر بها مياه شربٍ نقية وأعلاف متوازنة، وعدم الاكتفاء بوضعها في الحظيرة، حيث تحتاج إلى ترييض بشكلٍ يومي، خاصةً في الأشهر الأخيرة من الحمل، ويجب أن تكون الحظيرة ذات مساحةٍ مناسبة لها، حيث تتنافس الحيوانات فيما بينها، وقد تضرب بعضها البعض بالنطح أو الرفس مسببةً حدوث إجهاض، مما يزيد الأمر صعوبةً في إدارة القطعان.