الإبهام القافز عند الأطفال – أسبابه، أعراضه وعلاجه
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
- ما هو الإبهام القافز عند الأطفال؟
- ما هي أسباب الإصابة بالإبهام القافز عند الأطفال؟
- ما هي أعراض الإبهام القافز عند الأطفال؟
- كيف يتمُّ تشخيص الإبهام القافز عند الأطفال؟
- لماذا يعدُّ الإبهام القافز مصدر قلقٍ عند الأطفال؟
- كيف يتمُّ علاج الإبهام القافز عند الأطفال؟
- ما هي التوقُّعات على المدى الطويل للطفل الذي يعاني من الإبهام القافز، وهل سيؤثر ذلك على وظيفة يده؟
الإبهام القافز، ويعرف أيضاً بالإبهام الزنادي (Trigger thumb) أو التهاب غمد الوتر المتضيّق يصيب حوالي طفل من أصل كل 2000 ولادة حية، وحوالي 10 بالمئة من الأطفال تظهر عليهم علامات إصابة الإبهام قبل عمر السنة، و80 بالمئة منهم تظهر عليهم العلامات في عمر يتراوح بين سنة وثلاث سنوات، و10 بالمئة تظهر عليهم الأعراض في سن الثالثة أو أكثر.
وحوالي ثلث الأطفال تكون الإصابة ثنائية الجانب في كلتا اليدين، ويصيب الذكور والإناث بشكل متساوٍ، وحوالي 10 بالمئة من الأطفال لديهم فرد آخر من العائلة مصاب بالإبهام القافز، وتمّ وصف الإبهام القافز عند الأطفال بأسماء عديدة، بما في ذلك الإبهام الزنادي الخلقي (Congenital trigger thumb)، والإبهام الزنادي الطفلي (Infantile trigger thumb)، والإبهام الزنادي المقفل عند الأطفال (Locked pediatric trigger thumb)، وتمَّ وصفه لأول مرة من قبل بولسن (Poulsen) في عام 1908 م. [1] [2]
ما هو الإبهام القافز عند الأطفال؟
حالةٌ مرضيةٌ يكون فيها الإبهام عالقاً في وضع منحنٍ، كما لو كان ممسكاً بالزناد بسبب انثناءٍ غير طبيعي للمفصل بين السلاميات، وقد يتحرك إلى وضعٍ مستقيم، كما لو تمّ إطلاق الزناد، ومن هنا جاءت التسمية بالإبهام الزنادي، ويحدث عندما يتضخم الوتر الذي يحرك الإبهام.
فيصبح غير قادرٍ على المرور بسلاسةٍ عبر غمد الوتر، مما يؤدي إلى صعوبةٍ في جعل الإبهام في وضع الاستقامة، ويعلق في وضع الثني، وغالباً ما تكون هذه الحالة غير مؤلمة، وتتسبّب في فرقعة الإبهام عندما يحاول الطفل تقويمه، ويمكن أن تحدث الإصابة في أصابع أخرى.
ويسمّى عندها الإصبع الزنادي، ولكن تعتبر إصابة الإبهام أكثر شيوعاً، ويختلف الإبهام القافز والإصبع الزنادي عند الأطفال عن الإصبع الزنادي عند البالغين، والذي غالباً ما يحدث نتيجةً للحركة المتكررة، مثل: العزف على آلةٍ موسيقية، ويترافق مع التهاب المفاصل، والداء السكري، والأذيات. [3] [4]
ما هي أسباب الإصابة بالإبهام القافز عند الأطفال؟
إن تشريح اليد البشرية يشبه صنارة الصيد إلى حدٍّ ما، فالعظام مثل العصا، والأوتار مثل خيط الصيد، ويوجد هياكل تسمّى البكرات تعمل مثل الخطافات في صنارة الصيد، وتحافظ البكرات على الأوتار قريبةً من العظام، مما يجعل عملها أكثر كفاءة.
ويحدث الإبهام القافز بسبب سماكة وتر العضلة المثنية الطويلة لإبهام اليد، حيث تتشكل عقيدةٌ سميكة وملموسة في الوتر تسمّى عقيدة نوتا (Notta’s nodule)، وتصبح هذه العقيدة عالقةً في بكرة الإبهام، مما يمنع الإبهام من القدرة على الاستقامة.
وعلى الرغم من أن الإبهام القافز لدى الأطفال يُشار إليه غالباً باسم الإبهام الزنادي الخلقي، إلا أنه غالباً ما يتمّ اكتسابه بدلاً من أن يولد به الطفل، وإن سبب حدوثه غير معروفٍ بشكلٍ واضحٍ بعد، وتختلف النظريات، فبعضها تدعم الاستعداد الخلقي لحدوث تضيُّقٍ في البكرة.
وبعضها الآخر يرجّح أن سبب الإصابة هو التغيرات الناتجة من الإصابة المتكررة للوتر المثني أثناء قيام الطفل بالمصّ المتكرر للإبهام، وفي المراحل المبكرة تظهر الإصابة على شكل طقطقة أو فرقعة الإبهام عندما ينحني أو يستقيم، ومع تفاقم الإصابة يمكن أن يتطور إلى تقلصٍ ثابتٍ للإبهام لا يمكن تقويمه. [5] [6]
ما هي أعراض الإبهام القافز عند الأطفال؟
عادةً ما يكون والدي الطفل هما أول من ينتبه إلى وجود مشكلةٍ عند الطفل، حيث يلاحظان أن طفلهما لا يستطيع رفع الإبهام، وقد يشعران بوجود عقدةٍ بحجم حبة البازلاء في راحة اليد أسفل الإبهام مباشرةً، وتشمل علامات هذه الحالة ما يلي: [4] [7]
1- عدم القدرة على بسط الإبهام بشكلٍ كامل.
2- نتوء ملحوظ في القاعدة الداخلية للإبهام.
3- الإحساس بالفرقعة أو صدور صوت عند تحريك الإبهام.
4- في حالاتٍ نادرة، قد يكون هناك ألم وتورم في قاعدة الإبهام.
5- قد يكون الإبهام عالقاً في وضع ملتوٍ ثم ينفجر بشكلٍ مستقيمٍ فجأة.
كيف يتمُّ تشخيص الإبهام القافز عند الأطفال؟
يتمُّ تشخيص هذه الحالة عادةً من خلال فحص التاريخ الطبي الشامل والفحص البدني، ويبلغ عمر معظم الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة ستة أشهر على الأقل، وقد يلاحظ الوالدان انحناء الإبهام أثناء التحقُّق من وجود أي إصابةٍ أخرى في اليد، وفي كثيرٍ من الأحيان لا يتذكر الآباء أو الأطفال الإصابة التي قد تؤدي إلى ثني الإبهام، كما أن الطفل قد لا يشكو من الانزعاج أو الألم على الإطلاق.
والأشعة السينية ليست ضروريةً لتشخيص الإبهام القافز، وبما أن هذه ليست مشكلةً تتعلق بالعظام أو المفاصل في الإبهام، فإن الوتر المصاب لن يظهر على الأشعة السينية العادية، وقد يتمُّ التوصية بإجراء الأشعة السينية في حال كان التشخيص غير واضح حتى بعد إجراء فحصٍ شامل للطفل. [4] [7]
لماذا يعدُّ الإبهام القافز مصدر قلقٍ عند الأطفال؟
على الرغم من أن هذه الحالة لا تسبّب مشاكل خطيرة، إلا أن اليد التي تعمل بكامل طاقتها تعدُّ أمراً حيوياً لكيفية تعلم الأطفال وحركتهم ولعبهم، ولهذا السبب يوصى عادةً بمعالجة الإبهام القافز مبكراً، وعادةً بين سن 1-3 سنوات، وإذا تركت هذه الحالة دون علاج، فقد تؤدي إلى قصورٍ دائمٍ في العضلات أو الوتر، مما يؤثر على وظيفة يد الطفل، ونطاق حركته. [7]
كيف يتمُّ علاج الإبهام القافز عند الأطفال؟
عددٌ قليلٌ من الأطفال يمكن أن يتحسن الإبهام القافز لديهم من تلقاء نفسه دون علاج، وتتضاءل فرصة حدوث ذلك مع تقدم الأطفال في السن، ولهذا السبب يوصى بإجراء عمليةٍ جراحيةٍ في حال كان عمر الطفل عند التشخيص لأول مرة أكبر من عامين. بينما عند صغار الأطفال، فيمكن اللجوء إلى المراقبة، والعلاج المحافظ من تمارين الإبهام، واستخدام الجبيرة في البداية، وفي حال الفشل، فيتمُّ اللجوء إلى الجراحة. [4] [8]
1- العلاج المحافظ
لحسن الحظ توجد مجموعةٌ واسعةٌ من العلاجات الطبيعية لتدبير الإبهام القافز، ويتمُّ التوصية باستخدام خيارات العلاج المحافظة أولاً عند الأطفال الصغار، وتشمل:
جبيرة الإبهام (Trigger thumb Splinting)
يعدُّ ارتداء الجبيرة وسيلةً فعالةً لتخفيف الألم وشفائه، ويوصي العديد من المتخصصين بارتدائها ليلاً لتجنُّب حدوث أي مشاكل في النهار، وتعتبر مفيدةً خاصةً في سنٍّ مبكرة جداً، حيث إن وجود جبيرةٍ صلبة يوفر أقصى قدرٍ من الدعم، كما أن التجبير بعد الجراحة غالباً ما يكون مناسباً للحفاظ على الإصبع الذي تمّ إجراء العملية له محمياً ومعزولاً.
تمارين الإبهام
غالباً ما تساعد التمارين على تحسين حركة إبهام الطفل، وأثناء القيام بالتمارين، فقد يحتاج الطفل إلى مساعدة الوالدين، ومن هذه التمارين:
● تمرين كرة التنس: يتمُّ الطلب من الطفل أن يمسك كرة تنس أو كرة ضغط، ومن ثم الاحتفاظ بها، والضغط عليها لبضع ثوان.
● تمرين المقاومة (Resistance Exercise): يتمُّ أخذ شريطٍ مطاطي يوفر مقاومةً كافية، ووضعه حول أصابع الطفل وإبهامه، ثم بعد ذلك يتمُّ الطلب من الطفل أن يبدأ بتحريك أصابعه وإبهامه إلى الداخل وإلى الخارج، وينبغي أن يتمّ ذلك في حركةٍ متكررة.
● تمديد الأصابع إلى راحة اليد (Fingers to Palm Stretch): يتمُّ اتباع نفس خطوات تمرين المقاومة لكن بدون شريطٍ مطاطي.
● تمرين ثني الإصبع (Bent Finger Exercise): يطلب من الطفل ثني إبهامه إلى الداخل ليلمس أطراف الأصابع الأخرى بالترتيب، وإن الإمساك بالإبهام عند كل إصبع لمدة 10 ثوانٍ على الأقل سيساعد على تقوية عضلة الوتر.
● تمرين الباسطة (Extensor Exercise): يتمُّ وضع يد الطفل بشكلٍ مسطح وراحة اليد باتجاه الأعلى، ويُطلب منه رفع كل إصبع دون رفع راحة اليد، وقد يكون ذلك مؤلماً في البداية، لكن مع تكرار التمرين يصبح الألم أخف.
2- العلاج الجراحي
● عند الأطفال الصغار جداً، سيتمّ حل مشكلة الإبهام أو الإصبع القافز من تلقاء نفسه لدى ما يصل إلى 30 بالمئة من الأطفال قبل أن يبلغوا عيد ميلادهم الأول، وبعد هذا العمر من غير المرجح أن تختفي هذه الحالة دون علاج.
● وعادةً ما يتمّ إجراء عمليةٍ جراحية لتصحيح الإبهام القافز عندما يتراوح عمر الطفل بين 1 و3 سنوات، وفي هذا الإجراء سيقوم الجرّاح بتحرير الوتر من غمده حيث يلتصق، مما يسمح للوتر بالانزلاق بسلاسةٍ أكبر، وتستغرق الجراحة حوالي 30 دقيقة تحت التخدير العام.
● علاج الأصابع الزنادية بخلاف الإبهام سيتضمن تقييماً لأي حالةٍ التهابية كامنة، وقد يشمل العلاج الاستئصال الجراحي لجزءٍ من الوتر أو تخفيف الضغط على غمد الوتر للسماح للوتر بالانزلاق بسلاسة.
● سيتمكن الطفل من العودة إلى المنزل في نفس يوم إجراء العملية الجراحية لإصبع الزناد أو تحرير الإبهام، وسيحتاج إلى ترك ضمادةٍ ناعمة على الشقّ لمدة خمسة أيام بعد الجراحة، ويتمّ تقييد استخدام اليد المصابة خلال هذا الوقت.
● بمجرد إزالة الضمادة سيكون الطفل قادراً على استخدام يده بشكلٍ طبيعي ودون قيود، والغرز القابلة للامتصاص المستخدمة أثناء الجراحة سوف تسقط من تلقاء نفسها خلال أسبوعين من الجراحة.
ما هي التوقُّعات على المدى الطويل للطفل الذي يعاني من الإبهام القافز، وهل سيؤثر ذلك على وظيفة يده؟
إن التوقعات طويلة المدى للطفل الذي يعاني من الإبهام القافز تكون إيجابيةً بشكلٍ عام، ويتمُّ حلُّ العديد من الحالات من تلقاء نفسها أو تستجيب بشكلٍ جيدٍ للتدخلات غير الجراحية، وفي الحالات التي تتطلب إجراء عملية جراحية، عادةً ما يكون الإجراء بسيطاً مع انخفاض خطر حدوث مضاعفات.
ومع العلاج المناسب يمكن لمعظم الأطفال الحصول على وظيفة الإبهام الطبيعية، وتعدُّ المتابعة المنتظمة مع مقدم الرعاية الصحية أمراً مهماً لمراقبة تقدم الطفل، ومعالجة أي مخاوف، وفي معظم الحالات لا يكون للإبهام القافز المعالج تأثير دائم على وظيفة يد الطفل أو نموه العام. [4] [9]
المراجع البحثية
1- Gillette Children’s. (n.d). Pediatric Trigger Thumb. Retrieved March 9, 2024
2- Plastic and Aesthetic Research. (2023, November 24). Current concepts in the management of pediatric trigger thumb. Retrieved March 10, 2024
3- Children’s Hospital of Pittsburgh. (n.d). Trigger finger and trigger thumb treatment: UPMC Children’s Hospital. Retrieved March 10, 2024
4- Medical City Children’s Orthopedics & Spine Specialists. (2024, January 12). Trigger Thumb. Retrieved March 10, 2024
5- Geelong Hand Therapy. (2019, November 7). Paediatric trigger thumb. Retrieved March 10, 2024
6- Plastic and Aesthetic Research. (2023, November 24). Current concepts in the management of pediatric trigger thumb. Retrieved March 10, 2024
7- Children’s Wisconsin. (n.d). Trigger thumb/trigger finger. Retrieved March 10, 2024
8- Children’s Hospital of Philadelphia. (2016, June 2). Trigger finger and trigger thumb. Retrieved March 10, 2024
9- Boston Children’s Hospital. (n.d). Trigger Thumb. Retrieved March 10, 2024