Published in: طب الأسنان

الأمراض الجراحية الفموية عند الأطفال

Author د. أمين رحمون

Published on: 22 مايو، 2023

د. أمين رحمون

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر أمراض الجراحة الفموية عند الأطفال جزءاً من الأمراض الجراحية للوجه والفكين، والتي تضم كلاً من الجراحة السنية والعظمية وجراحة النّسُج الرخوة، حيث يمكن إجراء الحالات البسيطة منها ضمن العيادة السنية وتحت التخدير الموضعي، إلا أن بعضها يتطلب العمل تحت التخدير العام في المشافي. ^[1]

ماهي الفروق في العناية الجراحية الفموية بين الأطفال والبالغين؟

1- على صعيد الناحية التشريحية

تُعدّ العمليات الجراحية عند الأطفال أبسط، لأن العظم يكون أكثر ليونةً وطراوةً ويكون حجم الأسنان أصغر وذات جذور أقصر، كما أن الجيب الفكي وغيره من المعالم التشريحية تكون صغيرةً أو غائبةً أحياناً. وهذا ما يُقلل من صعوبة العمل الجراحي، إلا أن وجود براعم الأسنان الدائمة ضمن العظم، إضافةً إلى صغر منطقة العمل الجراحي يُعقّد الإجراء الجراحي.

2- على صعيد الناحية الفيزيولوجية

عادةً ما يكون شفاء الجروح عند الأطفال أسرع منه عند البالغين، بسبب التروية الدموية الجيدة للنُسج وسرعة عمليات الاستقلاب عندهم، وهذا ما يجعل عملية الشفاء أسرع وذات قدرةٍ أكبر على الترميم.

3- على صعيد الناحية الإمراضية

عادةً ما نشاهد الأمراض المُشاهدة عند البالغين موجودةً عند الأطفال، إضافةً إلى تفرد الأطفال ببعض الأمراض الخاصة بالطفولة.

4- على صعيد الناحية النفسية

عادةً ما يكون الطفل غير مختزنٍ لأي فكرةٍ سلبية على صعيد العمل الجراحي، كما هو الحال عند البالغ، وهذا ما يجعل العمل أسهل، كما يُسّهل على الأطباء كسب تعاون الطفل، مع مراعاة عمره وكيفية التدبير السلوكي المناسبة لكل طفلٍ على حدا. ^{[1] [2]}

ماهي أبرز الأمراض الفموية الجراحية عند الأطفال والتي يمكن إجراءها في العيادة؟

1- الأسنان الولادية و الأسنان الوليدية

الأسنان الولادية هي الأسنان التي تكون موجودةً في فم الطفل عند الولادة، بينما الأسنان الوليدية تظهر في الحفرة الفموية للطفل خلال الشهر الأول بعد الولادة، والتي غالباً ما تكون موجودةً في الفك السفلي داخل الفم، إذ تُعالَج هذه الأسنان غالباً بالقلع، لأنها تكون متحركة ويُخشى ابتلاعها من قبل الطفل.

ولكن يجب الانتظار حتى يصبح عمر الطفل من ثماني إلى عشر سنوات، ريثما يكون قد تشكل البروترومبين المسؤول عن تخثر الدم عند الطفل، وإذا كان لابدّ من إجراء قلعٍ فوري لها، فيجب إعطاء الطفل فيتامين(K) قبل البدء بالعمل الجراحي.

2- القلع البسيط للأسنان المؤقتة عند الطفل

كثيرةٌ هي الأسباب التي تستدعي قلع الأسنان المؤقتة عند الطفل، مع الانتباه الكامل لتطور إطباقه وعمره ودراسة حالته جيداً.

3- قطع اللجام الشفوي

(اللجام: هو عبارة عن نسيجٍ ليفي يربط بين نسيجين أُخريين)، وعادةً ما يمتد اللجام الشفوي عند الأطفال إلى قمة النتوء السنخي وصولاً للحُليمة القاطعة، إذ يعتبر هذا المظهر طبيعياً في عمر الطفولة، وربما يتراجع إلى وضعه الطبيعي بنسبةٍ كبيرة مع بزوغ الأسنان، إلاّ أنه في بعض الحالات ربما يبقى على وضعه ويسبب فراغاً بين الأسنان الأمامية، وهذا ما يتطلب إجراء عملية قطع لهذا اللجام وذلك بعمر بزوغ الأنياب الدائمة لدى الطفل، حتى يتم التأكد من عدم النكس للحالة.

4- قطع لجام اللسان

عادةً ما يولد الطفل أيضاً بلجام لسانٍ قصير، مرتبطاً بذروة اللسان، وربما يكون مظهراً طبيعياً، حيث يتراجع فيه الأمر مع النمو الطبيعي للحفرة الفموية عند الطفل، وربما يبقى على وضعه مرتبطاً وقصيراً مسبباً ما يسمى باللسان المربوط، وهذا ما يؤثر على عملية النطق عند المريض.  

5- آفات السنخ الجراحية

من أشيع الآفات المُشاهدة عند الأطفال، وتندرج تحت الأورام سنية المنشأ والأكياس غير سنية المنشأ. ولكن تختلف آفات السنخ عند الأطفال عن الآفات التي نراها عند الأشخاص البالغين، إذ تكون الأورام السنية المنشأ والآفات الليفية والأكياس الرضّية والنزفية ضمن العظم السنخي عند الأطفال أكثر شيوعاً مما هي عليه عند البالغين. ^[1]

ما هي أبرز طرائق التدبير السلوكي عند الأطفال للسيطرة على الأعمال الجراحية الفموية؟

تعتبر طرق تدبير السلوك النفسية هي المُفضلة دوماً في التعامل مع الطفل، ولكن في كثيرٍ من الأحيان عند الأطفال الصغار مثلاً، أو الأطفال ذوي السلوك غير المضبوط، أو عندما لا يرغب الأهل بمعاملة طفلهم بوسائل التدبير السلوكي التقليدية، كالكبح الحركي والسيطرة الصوتية، نحن بحاجة للجوء إلى طرقٍ أكثر تقدماً كالتركين مثلاً.

وهذا ما يؤمّن معالجة سنية جراحية نوعية، ويعزز العلاقة بين الطفل والطبيب أيضاً، وفي حال فشل كل تلك الطرق سابقة الذكر لسببٍ أو لآخر، فغالباً ما يكون الطبيب أمام حالة طفل بحاجة إلى تخديرٍ عام حتى يتمكن من إجراء العمل بصورةٍ صحيحة.