Skip links
فتاة ترتدي قميص أسود ونظارات شمسية تسير على شاطئ البحر في يوم مشمس وتضع يدها على جبينها

الأشعة فوق البنفسجية – تأثيراتها على الإنسان وكيف نحمي أجسامنا منها؟

الرئيسية » المقالات » الطب » الأشعة فوق البنفسجية – تأثيراتها على الإنسان وكيف نحمي أجسامنا منها؟

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هي الأشعة فوق البنفسجية؟

الأشعة فوق البنفسجية (UV- Ultraviolet) هي أشعةٌ كهرومغناطيسية تقع ضمن الطيف الكهرومغناطيسي بين الضوء المرئي والأشعة السينية، ويتراوح الطول الموجي للأشعة فوق البنفسجية ضمن المجال (400 -10) نانومتر.

ما هي أقسام الأشعة فوق البنفسجية؟

تقسم الأشعة فوق البنفسجية وفق طولها الموجي إلى ثلاثة أقسام: [1]

1- الأشعة فوق البنفسجية الطويلة

ويرمز لها (UVA) تقع ضمن الطول الموجي (400 -315) نانومتر، وتُسبّب ضرراً للحمض النووي، ولها دورٌ كبيرٌ في الإصابة بسرطان الجلد.

2- الأشعة فوق البنفسجية المتوسطة

ويرمز لها (UVB) تقع ضمن الطول الموجي (315-280) نانومتر تُسبّب حروقاً، وسرطان الجلد.

3- الأشعة فوق البنفسجية القصيرة

يرمز لها (UVC) تقع ضمن الطول الموجي (280 -100) نانومتر، ويُمتصّ جزءٌ كبيرٌ منها بواسطة الأوزون في الغلاف الجوي، فلا يصل إلا الجزء القليل منها إلى الأرض.

كيف تفقد الأشعة فوق البنفسجية طاقتها في الجسم البشري؟

تتراوح طاقة فوتونات الأشعة فوق البنفسجية ضمن المجال (124 -3) إلكترون فولت، وهي طاقةٌ كافيةٌ لإحداث تأيُّنٍ لذرات المادة التي تتعرض لفوتونات الأشعة فوق البنفسجية، مما يؤدي إلى إنتاج الأيونات السالبة (إلكترونات) والأيونات الموجبة. يؤثر تفكك الإلكترونات عن الذرات في إحداث تغيُّرٍ في الخواص الكيميائية للذرة، فتتشكل روابط كيميائية جديدة، مما يُسبّب ضرراً للجلد والعين اللذين يكونان أكثر تأثراً بالأشعة فوق البنفسجية.  

ما هي تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية على الجسم البشري؟

تُعتبر الشمس المصدر الطبيعي الرئيسي للأشعة فوق البنفسجية، لكن بفضل الغلاف الجوي يصل 30 بالمئة من هذه الأشعة فقط إلى الأرض 95 بالمئة من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى الأرض هي الأشعة الطويلة، حيث يبلغ الطول الموجي (UVA)، بينما تمثل الأشعة المتوسطة الطول الموجي (UVB) نسبة 5 بالمئة فقط.

بينما الأشعة القصيرة (UVC) لاتصل إلى الأرض إلا الجزء القليل منها بسبب امتصاصها في الغلاف الجوي. للأشعة فوق البنفسجية تأثيراتٌ خطيرةٌ على الجلد، وتشمل التهاب الحروق، والتهابات الجلد، وإضعاف مناعة الجسم، وأهمّ هذه التأثيرات أنها قد تكون مُسبّبةً لسرطان الجلد.

ما هي مكونات الجلد ووظائفه؟

1- البشرة

تحتوي البشرة على الخلايا الكيراتينية (keratinocytes) أو الحرشفية، والخلايا القاعدية (Baseocytes)، والخلايا الميلانية (Melanocytes) التي تنتج الميلانين الذي يساهم بشكلٍ رئيسي في إكساب الجلد لونه، ووظيفته الرئيسية حماية الجسم من تأثيرات الأشعة فوف البنفسجية، تحتوي البشرة أيضاً على خلايا لانغرهانس (Langerhans)، حيث تساعد هذه الخلايا على الدفاع عن الجسم ضدّ العدوى، وتساعده على كشف المواد الغريبة، لذلك تعدُّ جزءاً من الجهاز المناعي للجلد، فتتأثر البشرة بالأشعة فوق البنفسجية، ويمكن أن يخلّ بالنظام المناعي للجسم.

2- الأدمة

 تشكل الطبقة الثانية من الجلد، ومعظمها من الكولاجين مع كميةٍ قليلةٍ من الإيلاستين (Elastin) الذي يضفي على الجلد المرونة والقوة، كما تحتوي طبقة الأدمة على النهايات العصبية التي تستشعر الألم والحرارة، وتحتوي على الغدة العرقية التي تفرز العرق. تحتوي أيضاً طبقة الأدمة على الغدد الدهنية (بصيلات الشعر، والغدد الزهميّة، والأوعية الدموية التي تقدم الغذاء للجلد، وتنظم درجة حرارة الجسم).

3- الطبقة الدهنية

توجد الطبقة الدهنية تحت طبقة الأدمة، وهي تعمل كمنطقةٍ لتخزين الطاقة، فتساعد على عزل الجسم من البرودة والحرارة. [3]

وظائف الجلد

1- حماية الجسم من الحر والبرد بتنظيم درجة حرارة الجسم.

2- يعمل كحاجزٍ لحماية الجسم من التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس.

3- له دورٌ كبيرٌ في تصنيع فيتامين D.

4- المحافظة على توازن الماء والشوارد. [4]

ما هي أخطار الأشعة فوق البنفسجية على جلد الإنسان؟

الأشعة فوق البنفسجية التي مصدرها الشمس لها دورٌ كبيرٌ في الإضرار بخلايا الجلد، وهي كما يلي:  

1- مخاطر الأشعة فوق البنفسجية الطويلة (UVA)

 تعمل على تخريب الحمض النووي DNA بشكلٍ غير مباشر عن طريق إنتاج جذورٍ حرة من الهيدروكسيل والأوكسجين الشديدة الفعالية، والتي تساهم بدورها في تخريب وتدمير الحمض النووي، وإن أي خللٍ في الحمض النووي يحدث تغيرات في التعليمات التي ينقلها، فتتكاثر الخلايا الجديدة بشكلٍ غير مضبوط، مما يؤدي إلى تشكل الأورام السرطانية للجلد، وبما أن هذه الأشعة تجتاز أعماق كبيرةً من الجلد، فهي لا تسبّب احمراراً وحروقاً للجلد.

2- مخاطر الأشعة فوق البنفسجية المتوسطة (UVB)

تشترك مع أشعة (UVA) بتدمير فيتامين A الموجود في الجلد، وتُعتبر المُسبّب الرئيس للحروق الناتجة عن الشمس، وتؤدي إلى ظهور الأورام السرطانية في الخلايا القاعدية والخلايا الحرشفية.

3- مخاطر الأشعة فوق البنفسجية القصيرة (UVC)

الأشعة الطويلة (UVA)، والمتوسطة (UVB)، والقصيرة (UVC) تعمل على تحطيم ألياف الكولاجين، فتسرّع بشيخوخة الجلد.

ما هي أنواع سرطان الجلد؟

سرطان الجلد (Skin cancer) هو تكاثرٌ غير مضبوطٍ لخلايا الجلد، ينشأ ويتطور في معظم الحالات في مناطق الجلد الأكثر عرضةً للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس (الوجه، الأذنان، الرقبة، الكفان، الذراعان)، ولكن وجد أيضاً أن سرطان الجلد يمكن أن ينشأ في مناطق من الجلد التي يكون تعرُّضها للشمس قليلاً (تحت أظافر اليدين والقدمين، كفي اليد، ومنطقة الأعضاء التناسلية)، وتوجد ثلاثة أنواع شائعة من سرطان الجلد، وهي: [5] [6] [7]

1- سرطان الخلايا القاعدية (Basal cell carcinoma (BCC))

هو النوع الأكثر انتشاراً من بين أنواع سرطان الجلد، ولكنه الأقلّ انتشاراً في الجسم، والنوع الأكثر سهولةً في المعالجة. يظهر سرطان الخلايا القاعدية على شكل نتوءٍ على الوجه، أو مؤخرة العنق، أو بشكل ندبةٍ منبسطةٍ تظهر على الصدر أو الظهر.

2- سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous cell carcinoma (SCC))

هذا النوع يمكن معالجته بسهولة إذا تمّ اكتشافه مبكراً، ولكنه أكثر انتشاراً في الجسم من سرطان الخلايا القاعدية. يظهر سرطان الخلايا الحرشفية على شكل كتلةٍ صغيرةٍ لونها أحمر أو على شكل ندبةٍ مسطحة، تظهر على الوجه، أو الشفتين، أو مؤخرة الرقبة، أو كفي اليدين.

3- الورم الميلانيني (Melanoma)

يُعتبر هذا النوع من أخطر أنواع سرطان الجلد، ويمكن أن يظهر ويتطور في أي مكانٍ في الجسم، وقد يكون سبباً في الوفاة، ويظهر الورم الميلانيني على الأنف، أو الرأس، أو الرقبة عند الرجال، بينما يظهر هذا النوع من السرطان لدى النساء غالبًا على الذراعين أو الساقين، وهناك عدة علامات تنذر بالإصابة بورم الميلانوم، وهي:

● شامة بسيطة في أي مكانٍ على الجسم، يتغير مع الزمن حجمها، أو لونها، أو ملمسها، أو تصبح نازفة.

● بقعة كبيرة بنية اللون فيها نقاطٌ صغيرةٌ في أي مكانٍ في الجسم.

● درنات صلبة يمكن أن تظهر في أي مكانٍ في الجسم.

● جروح داكنة اللون تظهر على الأغشية المخاطية في الأنف، والفم، والمهبل، وفتحة الشرج، أو على الكفين، أو القدمين، أو بين أطراف أصابع اليدين والقدمين. 

كيف نحمي أجسامنا من الأشعة فوق البنفسجية؟

هناك العديد من التدابير الممكن اتخاذها للحماية من مخاطر الأشعة فوق البنفسجية، ومنها:

1- تجنُّب التعرض المباشر للشمس في الأوقات بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، حيث تكون شدة الإشعاع الشمسي قوية.

2- ارتداء الملابس ذات الألوان الفاهية، حيث امتصاصها للشمس يكون قليلاً، وأن تغطي هذه الملابس كامل الجسم.

3- ارتداء النظارات الشمسية الواقية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.

4- وضع الكريمات الواقية من الشمس، واستخدامها حتى في الأيام الغائمة.

5- مراقبة الجلد باستمرار، والتحقُّق من عدم وجود علاماتٍ غير طبيعية، كالشامات أو البقع والحروق الشمسية على الجلد. 

المراجع البحثية

1- Ultraviolet radiation. (n.d.). Who.int. Retrieved January 20, 2024

2- Ultraviolet (UV) radiation. (2021, December 1). U.S. Food and Drug Administration; FDA. Retrieved January 20, 2024

3- Lumen Learning, & OpenStax. (n.d.). Layers of the skin. Retrieved January 20, 2024

4- HSE – Skin at work: Work-related skin disease – Skin structure and function. (n.d.). Gov.uk. Retrieved January 20, 2024

5- Ultraviolet radiation. (n.d.-b). Who.int. Retrieved January 20, 2024

6- Basal cell carcinoma. (2019, June 6). The Skin Cancer Foundation. Retrieved January 20, 2024

7- Retrieved January 20, 2024 .Squamous cell carcinoma. (2019, June 3). The Skin Cancer Foundation.

This website uses cookies to improve your web experience.