Published in: الطب

الأشعة السينية التشخيصية

Author د. هالة وتار

Published on: 13 يناير، 2024

د. هالة وتار

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ساهمت الأشعة السينية في تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض، وقد لعب تطور التكنولوجيا دوراً كبيراً في تطوير أنظمة التصوير والتشخيص من وحدات التصوير البسيطة المخصصة إلى تصوير حالاتٍ تشريحيةٍ معينة إلى أنظمةٍ بإمكانها مسح وتصوير كامل الجسم البشري، لتقييم وظائف الأعضاء، والكشف عن الأمراض، ولاسيما الأورام السرطانية لوضع خطةٍ للعلاج.

ما هي أهمُّ أنواع أجهزة الأشعة السينية التشخيصية؟

هناك العديد من أجهزة الأشعة السينية المستخدمة في التطبيقات الطبية لأغراضٍ تشخيصية، وأهمّها: ^{[1] [2]}

1- جهاز التصوير البسيط (التقليدي)

حيث يتمُّ تعريض المريض إلى حزمةٍ ثابتةٍ من الأشعة السينية، فيمتصُّ جزءاً من هذه الأشعة في جسم المريض، وتسقط الأشعة النافذة على شاشة فلورية، فتتولد فوتونات تسقط بدورها على فلم تصوير، وعند تحميض الفلم نحصل على صورةٍ ثنائية البعد.

تعتمد تقنية التصوير في هذا الجهاز على قدرة اختراق الأشعة السينية لجسم الإنسان، وعلى التفاوت في كثافة أعضاء الجسم، فالمواد ذات الكثافة العالية كالعظام تظهر في الصورة بلونٍ أبيض، بينما تظهر العضلات بشكلٍ رمادي، والهواء الموجود داخل الرئتين بشكلٍ أسود، ويعود سبب ذلك إلى التباين في كثافة الأوساط، فالمادة الشديدة الكثافة كالعظام تمتصُّ جزءاً كبيراً من الأشعة السينية، لذلك تظهر في الصورة بلونٍ أبيض، بينما كثافة الهواء صغيرة مقارنةً مع كثافة العظام، لذلك تظهر صورة الهواء داخل الرئتين بشكلٍ أسود، وتُعتمد هذه التقنية في حالة كسور العظام، والتهابات المفاصل، وتصوير القفص الصدري، ولتقييم صحة الأسنان.

2- جهاز التصوير الطبقي المحوسب CT

تُسلّط حزمة من الأشعة السينية على المريض، ويدور مصدر حزمة الأشعة السينية بشكلٍ دائري حول الجزء المراد تصويره من المريض، وتمتصُّ أجزاء الجسم الأشعة السينية بكمياتٍ مختلفة، وينتج عن هذا الاختلاف تباينٌ بين أجزاء الجسم في الصورة الناتجة.

يقوم الحاسوب المرتبط مع الجهاز بإعادة بناء الصور للحصول أخيراً على صورةٍ ثلاثية الأبعاد، ويمكن بهذا الجهاز تصوير كامل أعضاء ونسج الجسم البشري، حيث يمكن الحصول على صورٍ مقطعيةٍ تزود الطبيب بمعلوماتٍ أكثر تفصيلاً ودقةً من التي تعطيها الأشعة السينية التقليدية.

ما هي أنواع أجهزة التصوير الطبقي المحوسب؟

– التصوير البسيط المحوسب: يستبدل الفلم الكلاسيكي بصفيحة تخزينٍ فوسفورية.

– التصوير الرقمي: تستخدم كواشف دوارة حول مصدر الأشعة السينية، ليتمّ فيما بعد تحويل الإشارة الناتجة منها إلى إشاراتٍ رقميةٍ لتتمّ معالجتها بالحاسوب، وتحويل هذه الإشارات إلى صور.

3- جهاز التنظير التألقي (Fluorscopy)

تعتمد تقنية هذا الجهاز على استخدام الأشعة السينية لتصوير أعضاء الجسم، وهي في حالة حركة، مثل: نبضات القلب، انقباض الرئتين وعودتهما، وحركة الأمعاء، حيث يتمُّ الحصول على الصورة من خلال الشاشة التلفزيونية.

لماذا يستخدم هذا النوع من التصوير؟

– لتقييم حركة العظام والمفاصل في حالة التعرض للإصابات.

– أثناء القسطرة لشريان القلب التاجي، وأثناء الفحوصات الفيزيولوجية الكهربائية لنظم القلب غير الطبيعية.

– لتقييم الجهاز الهضمي، كتحديد مكان ابتلاع مادةٍ ما. 

4- جهاز التنظير المحوسب 

يتمُّ التصوير بواسطة الأشعة السينية أثناء تشخيص أمراض القلب وعلاجها، ويسمّى أيضاً التصوير بالأشعة السينية التدخلية، وتمكن هذه التقنية من الحصول على صورةٍ واضحة عن حالة الأوعية الدموية أو حجرات القلب وصماماته، وغالباً ما تعطى مادة تباينٍ لفحص انسداد الأوعية الدموية.

5- جهاز الماموغرام (Mammogram)

تستخدم الأشعة السينية لتصوير الثدي، وتشخيص الحالات المرضية، كالتهابات الثدي، وغيرها ، تكمن أهمية هذا النوع من التصوير في التشخيص والكشف عن الأورام السرطانية، وتحديد درجة الإصابة بسرطان الثدي.

تصوير الأسنان بالأشعة السينية

تساعد صور الأشعة السينية للأسنان في الكشف والوصول لمعلومات لا يمكن معرفتها بالطرق البصرية، كالحالات التالية:

– الكشف عن التسوس تحت طبقة المينا.

– العدوى تحت جذر السن.

– رؤية الفراغات تحت حواف الحشوات.

– الكشف عن حالاتٍ تستدعي تدخلاً جراحياً.

– الكشف عن بزوغ ضرس العقل عند البالغين.

– يساعد تصوير أسنان الأطفال بالأشعة السينية على معرفة أماكن توضُّع الأسنان الدائمة، وموعد ظهورها.

ما هي أنواع التصوير بالأشعة السينية للأسنان؟

تختلف أنواع التصوير للأسنان حسب المنطقة أو المشكلة التي يعاني منها المريض، وهناك عدة أنواع للتصوير منها: ^[3]

– الصورة الشعاعية لمجاورات القمة: يتمُّ فيها تصوير منطقةٍ معينةٍ من الأسنان، إذ تساعد في الكشف عن سنّين أو ثلاثة مع جذورهما.

– التصوير البانورامي: يتمُّ فيه تصوير فم المريض بالكامل لتقييم حالة الفكين والأسنان.

– صورة سي تي بانوراما: تظهر مقطع ثلاثي الأبعاد للفم.

– التصوير الشعاعي للمستويات المنحنية: لمعرفة تفاصيل عن نقاط اتصال الضواحك مع الأضراس.

ما هي فوائد التصوير بالأشعة السينية؟

توجد العديد من فوائد التصوير بالأشعة السينية، ومنها: ^[4]

– يمكن تشخيص الحالة المرضية دون عملٍ جراحي.

– طريقة التصوير بسيطة وغير مؤلمة.

– لا يوجد آثار جانبية، ولكن في حالة استخدام مادة تباين كما في حالة تشخيص انسداد الأوعية الدموية يمكن أن يكون هناك بعض الآثار الجانبية، كالطفح الجلدي، والغثيان، والدوار.

– لا يتبقى أي أثرٍ للأشعة السينية بعد الانتهاء من عملية التصوير.

ما هي أخطار التصوير بالأشعة السينية؟

تشكل الأشعة السينية التشخيصية المستخدمة في الطب حوالي 11 بالمئة من إجمالي ما يتعرض له الإنسان من إشعاع، وهي موجاتٌ كهرومغناطيسية، والتعرض المفرط للأشعة قد يُسبّب بعض الأمراض، وأهمّها الأورام السرطانية، لكن فائدة التشخيص بالأشعة تفوق المخاطر.

تختلف حدة المخاطر باختلاف كمية الجرعة الإشعاعية التي يتعرض لها المريض أثناء التصوير، والفترة الزمنية للتعرض، واختلاف نوع جهاز الأشعة السينية المستخدم في التصوير، والعضو المراد تصويره، والجرعة الإشعاعية التي يتلقاها المريض أثناء التصوير بجهاز التنظير التألقي أو الجهاز المقطعي المحوسب أعلى من تلك التي تكون في حالة التصوير البسيط، لكن التصوير البسيط يعطي معلوماتٍ أقل.

يجب دائماً الموازنة بين الجرعة الإشعاعية التي يتعرض لها المريض وجودة الصورة، حيث وضعت الهيئة الدولية للوقاية الإشعاعية المعايير التي تحقُّق أقل جرعة تعرُّضٍ، وأجود صورة، وعلى المرأة الحامل تجنُّب التصوير بأجهزة الأشعة السينية خلال فترة الحمل حتى لا يتضرر الجنين. ^[5]

ما هي الإجراءات الوقائية؟

يجب تطبيق الإجراءات الوقائية المُعتمَدة من قبل الهيئة الدولية للوقاية من الإشعاع، ومنها:

– على العاملين في مجال التصوير بالأشعة السينية ارتداء المعاطف الرصاصية، والنظارات، والقفازات للوقاية من الإشعاع.

– في حالة تصوير الأسنان يجب تغطية العنق لحماية الغدة الدرقية.