Published in: الطب البيطري

الأحماض الأمينية (اللايسين)

Author د. أحمد الطبال

Published on: 10 مارس، 2024

د. أحمد الطبال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تعدُّ الأحماض الأمينية الوحدات الأساسية لبناء البروتينات عبر ارتباطها مع بعضها البعض بالروابط الببتيدية لتعمل على تكوين الأنسجة المختلفة والأعضاء المناعية، والعديد من البروتينات في شتى أشكالها، كالسائل المنوي، والأجسام المناعية، وغيرها الكثير عند الحيوان.

وإن انخفاضها أو عدم تقديمها للحيوان لا ينتج عنها فقط ضعف في النمو، وقلة في تحويل الأعلاف للمنتجات الحيوانية (بيض، لحم، حليب)، إنما ينتج عنها أيضاً ضعف المناعة، لذلك من الضروري معرفة أهمية الأحماض الأمينية ودور كل حمضٍ أميني، وتأثيرها على الطيور.

ومن أهمّ الأحماض الأمينية اللايسين، وعند اعتماد أغلب دول العالم في تصنيع أعلاف الدواجن من حبوب الذرة والصويا كمادةٍ أساسية في أي خلطة علفية للدواجن، برزت أهمية الأحماض الأمينية لافتقار الخلطة العلفية للأحماض الأمينية المقدمة لها، وعلى رأسها اللايسين، والميثيونين، وغيرها الكثير.

حيث تنقسم الأحماض الأمينية إلى قسمين الأول أساسي، وذلك لعدم قدرة الجسم على تصنعيه أو يستطيع تصنعيه، لكن بكمياتٍ صغيرة لا تسدُّ احتياجات الطائر لنموٍّ مثالي، أما المجموعة الثانية، فتسمّى الثانوية لقدرة الجسم على تصنيعها بكمياتٍ مناسبة.

وكونها حجر الأساس للبروتين بنيت عليها تركيب الخلطات العلفية لتكفي احتياجات الطائر حسب عمره، وبذلك تحتاج الدواجن في أعلافها لنسب بروتين محددة، وهي: (البادئ إلى 23 بالمئة بروتين، والنامي 21 بالمئة بروتين، والناهي 19 بالمئة).

وهنا لمس المربون ومنتجو الدواجن أهمية الأحماض الأمينية عبر تخفيضها من نسبة الخسائر، وحاجة الطائر إليه بشكلٍ أكبر لدورها في تعزيز النمو، وإن غياب أحد الأحماض الأمينية يقف عقبةً أمام نمو الطائر، لذلك جميع المصادر والكتب الطبية توصي بإضافة الأحماض الأمينية، وعدم الاكتفاء بتقديم البروتين للدواجن والحيوانات لما لها من فوائد صحية، ومناعية، واقتصادية.

ما هو تعريف اللايسين؟

هو من الأحماض الأمينية الأساسية، وينتمي إلى مجموعةٍ سداسية الكربون القاعدية، يتواجد في اللحوم الحمراء، والسمك، وبعض أنواع الأجبان، وحبوب الصويا، والعدس، والفول السوداني، والثوم، ويبلغ متوسط حاجة اللايسين لفروج اللحم والبياض 0,76 غرام/ اليوم باعتبار أن متوسط استهلاك الدجاجة =110 غرام. ^[1]

تعريف الأحماض الأمينية ودورها في تصنيع البروتين

ترتبط الأحماض الأمينية بالبروتين بشكلٍ وثيق رغم اختلاف وظائفهم.

الحمض الأميني

يعدُّ مركباً عضوياً، وهو أصغر المكونات الجزيئية التي تساهم في تركيب البروتينات، ويتشكل من ذرات الكربون، الأوكسجين، النتروجين، الهدروجين مع سلسلةٍ جانبية متغيرة، ويحتاج الجسم إلى 20 نوع مختلف للنمو، والقيام بوظائفه المختلفة.

ما هي وظائف الأحماض الأمينية؟

1- تعدُّ حجر الأساس في نمو العضلات والعظام.

2- تجديد الخلايا الميتة في الجسم، مما يعزّز دور الأنسجة كافة، والتي تشمل الأجسام المناعية في الدم، وتشكيل الأنزيمات الهاضمة.

3-إمداد الجسم بالطاقة.

4- تساهم بشكلٍ فعال في العمليات الاستقلابية من هدم وبناء الأنسجة.

ما هو تعريف البروتين؟

يتشكل البروتين من مجموعةٍ من الأحماض الأمينية التي ترتبط مع بعضها البعض بروابط ببتيدية ليتشكل جزيء البروتين من آلاف الأحماض الأمينية، وبذلك يختلف نوع البروتين باختلاف الأحماض الأمينية المتشكل عنها، ويختلف البروتين باختلاف جودته بسبب ما يحتويه من أحماضٍ أمينية، لتتكون البروتينات من أصلٍ حيواني عالية الجودة بسبب احتوائها على الأحماض الأمينية الأساسية، أما البروتينات النباتية، فتعدُّ أقل جودةً بسبب احتوائها على الأحماض الأمينية غير الأساسية، لتختلف البروتينات عن بعضها البعض تبعاً لما يلي:

● نوع الأحماض الأمينية المكونة لجزيء البروتين.

● تسلسل الأحماض الأمينية ضمن السلسلة الكربونية، ومدى طولها.

● درجة ذوبان البروتين في الماء أو ضمن المحاليل التي تختلف درجة حموضتها.

● درجة انحلال الروابط الببتيدية.

● كمية العوامل التي تساعد على النمو، وجمعيها عوامل تساعد في بناء البروتين عند الدواجن. ^[2]

ما هي الأحماض الأمينية الأساسية والثانوية؟

يوجد في الجسم 10000 نوع بروتين يتشكلون من 20 نوعاً من الأحماض الأمينية المختلفة.

1- الأحماض الأساسية

 (Valine, Lysine, leucine, isoleucine, threonine, methionine, phenylalanine, histidine, tryptophan)

2- الأحماض الثانوية

 (Alanine, arginine, asparagine, aspartic acid, cysteine, glutamic acid, glutamine, glycine , proline, tyrosine, serine)

ما هي أقسام الأحماض الأمينية؟

تقسم الأحماض الأمينية إلى 6 مجموعات تبعاً لطبيعة تركيبها:

● أحماض أمينية متعادلة: بسبب احتوائها على مجموعتين كربوكسيلية الأولى قاعدية، والثانية حمضية.

● أحماض أمينية قاعدية: بسبب احتوائها على مجموعة من كربوكسيلية قاعدية، ومجموعة كربوكسيلية واحدة حمضية.

● أحماض أمينية حامضية: بسبب احتوائها على مجموعة من كربوكسيلية حامضية، ومجموعة كربوكسيلية واحدة قاعدية.

● أحماض أمينية تملك عنصر الكبريت.

● أحماض أمينية تملك حلقة فينولية.

● أحماض أمينية تملك أكثر من حلقة (الحلقية).

غالباً ما يتمُّ توضيح فكرة ضرورة توازن الأحماض الأمينية، للحصول على نموٍّ ومناعةٍ جيدة بطريقة الخزان الذي يحتوي عدداً من الألواح الخشبية المُشكلة لأضلاعه، وعند ملء الخزان، فإنه يتوقف عند أقصر ضلع، لذلك يجب توافر جميع العناصر ضمن الحدود المطلوبة.

لذلك قد تحتوي العليقة على كافة العناصر، لكن يوجد عنصر ناقص أو غير كافٍ يؤدي لعدم تشكل البروتين بشكلٍ مطلوب، لنلاحظ نقص الأحماض الأمينية في دورات فروج اللحم في عضلة الصدر أو بسبب زيادة عنصر أكثر من عنصر آخر. لذلك يجب توفير اللايسين بكمياتٍ مناسبة، للاستفادة من باقي الأحماض الأمينية حفاظاً عليها من الهدر. ^{[1] [3]}

ما هي المصادر الطبيعية لـ (اللايسين)؟

يتوفر الحمض الأميني اللايسين في الثوم بصورةٍ أساسيةٍ نشطة، وتعود فوائد الثوم العديدة بسبب احتوائه على اللايسين بنسبةٍ تتراوح بين (0,77-0,27) غرام في كل 100غرام ثوم، وهو ما يمنح الثوم رائحته المميزة ذات الصفة النفاذة والمنفرة، وينتج حمض اللايسين عبر تقطيع حبات الثوم، وهرسها ليتحول الحمض الأميني الألين إلى اللايسين.

وبذلك يعدُّ اللايسين من المركبات غير المستقرة لتواجده بشكلٍ حصري في الثوم النيئ، والطازج، وأي عمليات حرارية من تسخين أو تجفيف تفقد الثوم محتواه من اللايسين، ويتوفر اللايسين في البصل أيضاً لكن بكمياتٍ قليلة، أما طبياً يتواجد اللايسين على شكل بودرة بيضاء بشكلين (ليسين كبريتات، ليسين هيدروكلوريد 98 بالمئة). ^[4]

ما هي فوائد إضافة اللايسين للأعلاف؟

1- يعمل اللايسين كعاملٍ أساسي بالتآزر مع باقي الأحماض الأمينية على تحفيز النمو عند الدواجن بسبب اعتماد العليقة الغذائية على الذرة، وهي فقيرة باللايسين، وعدم إضافته يؤدي لظهور مشاكل في النمو.

2- إضافة اللايسين يقلّل من حالات البرد للطائر في الشتاء بسبب تأثيره على نمو الريش، واحتواء الريش على نسبةٍ عالية منه، مما يحمي الطائر من لفحات البرد، أما نقصه فيؤدي لتقصُّف الريش وسقوطه.

3- له دورٌ فعالٌ في تكوين الأنسجة، خصوصاً النسيج العضلي، وأنسجة أعضاء الجسم المختلفة، فهو يساعد في وصول صدر الدجاج إلى الحجم المطلوب، وفي حال نقصه في العليقة، سنلاحظ عدم نمو عضلات الصدر بالشكل المطلوب.

4- يؤثر على الإخصاب والتناسل عند الذكور والإناث، حيث أثبتت الدراسات أنه يساعد على تكوين الحيوانات المنوية بشكلٍ جيدٍ مقارنةً مع باقي الأحماض الأمينية، أما عند الإناث يؤثر إيجاباً على نوعية البيض، وكمية الدهون، وحجم البيضة.

5- له دورٌ مهمٌّ في نمو وتشكل العظام التي تعدُّ عاملاً اقتصادياً هاماً لإنتاج الفروج اللاحم. ^{[5] [6]}