Published in: الصحة النفسية

اكتئاب ما بعد الزفاف

Author أ. بتول ندة

Published on: 26 مارس، 2024

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اكتئاب ما بعد الزفاف؟

يعدُّ الزواج من أكثر المراحل التي تثير تحدياتٍ وتغيراتٍ في حياة الإنسان، وخاصةً أن البعض منها يكون إيجابياً، والبعض الآخر سلبياً، حيث من الممكن أن يفتح الزواج باباً لإحداث نوعٍ من الاستقرار، والسعادة، والحب في حياة الرجل والأنثى، لكن الكثير منهم لا يعي أن مرحلة الزواج مختلفة كثيراً عن المراحل السابقة.

فهي عند الكثير من الرجال والنساء أيضاً تسبّب حزناً وكآبةً عندما يسيطر الروتين على حياتهما، وتتغير رؤية الرجل لزوجته التي كانت في نظره سابقاً شيئاً في غاية الجمال والروعة لتصبح بعدها شيئاً عادياً جداً، والسبب أنه تأقلم على وجودها في حياته، ولم يعد ينتظرها، ويستمتع برؤيته لها كما كان في السابق. ^[1]

ما هي علامات اكتئاب ما بعد الزفاف؟

1- الحزن الدائم، والغضب أثناء المناقشات.

2- استمرار الشجار بين الزوجين.

3- الطلاق العاطفي بين الزوجين، حيث يصبح كل واحدٍ منهم يعيش في عالمٍ آخر.

4- التراجع في اهتمامات الشريكين ببعضهما.

5- البرود الجنسي بين الشريكين، وانعدام الانجذاب بينهما. ^[2]

ما هي أعراض اكتئاب ما بعد الزفاف؟

الكثير من الأمور تتضح وتزول عنها جميع الأقنعة لتثبت ما هو صادق وما هو غير ذلك، وتظهر العديد من الآثار التي توضح ما يحصل، ومنها: ^[3]

1- مشاعر من الحزن والفراغ الدائم

من الطبيعي جداً أن تسود أحاسيس الإحباط، وزوال الحماس والشغف بعد انتقال الفرد للحياة الزوجية، مما يؤدي لبدء مرحلةٍ من القلق والتوتر في حياتهما، وخاصةً بعد مضي وانتهاء اليوم المثير الأول، وممارسة الجنس مع بعضهما.

2- فقدان رغبة القيام بالأنشطة التي كانت تجلب السعادة والفرح للطرفين

يساهم الزواج في خلق معايير جديدة لدى الرجل، حيث ينتقل من مرحلة اللامسؤولية إلى مرحلة تحمل المسؤولية، بالتالي قد يلغي الكثير من الأشياء والنشاطات التي كان يستمتع بها لتحل مكانها أعباء وواجبات جديدة، على سبيل المثال: تنظيم المصروف، والبحث عن عملٍ جديد لتغطية النفقات المادية.

وخاصةً بعد دخوله مرحلة تكوين وبناء أسرة، فإن كل ذلك يساهم في خلق صراعٍ داخلي لدى الرجل بين رغباته وما يريد وبين المسؤوليات والمهام الواجبة عليه، وكذلك المرأة، فالتغيير الذي يتكون لديها مغاير ومختلف عن الرجل لأنها تغيراتها تنشأ من الهرمونات، وفترات الحمل والولادة، وتربية الأطفال، والقيام بواجبات الأسرة والبيت، مما يخلق أيضاً مزاجاً سيئاً، وعدم القدرة على التحمل، مما يؤثر على العلاقة الزوجية بشكلٍ كبير.

3- القلق الكبير بشأن الجديد القادم والمستقبل

في حين أنه من الأمر التلقائي والطبيعي أن يكون لدى المتزوجين قلق وخوف مفرط تجاه المستقبل سواءً على الصعيد العائلي، أو المادي، أو العاطفي، لذلك يفضل أن يتعاون الزوجين مع بعضهما البعض في تخفيف الضغط الأسري، وبناء جوٍّ من المحبة، والألفة، وتربية الأولاد على ذلك أيضاً، فكلما كانت العائلة متماسكةً زادت مشاعر الاطمئنان والأمان بين الأفراد.

ما هي أسباب اكتئاب ما بعد الزفاف؟

في كل مرحلة من مراحل الزواج تنشأ موضوعات واتجاهات جديدة بعض العلاقات تنجح وتكمل الطريق للنهاية، والبعض الآخر منها يفشل عندما يختار أحد الشريكين قرار الطلاق والانفصال، وفيما يلي بعض الأسباب التي تؤدي لذلك: ^[4]

1- الحقيقة تصدم الشريكين

قبل حدوث الزواج يعتقد الشريكين أنهما سيعيشان مع بعضهما أياماً وليالي لا تنسى، وأن السعادة سترافقهما أينما كانا، إضافةً للوعود التي سيعطيها كل طرفٍ للآخر، لكن بعد الزفاف سيتغير كل شيء، والواقع وظروف الحياة ستأخذ كل جوانب الاهتمام، عندها ستحدث الخلافات، وتتغير نظرة كل طرفٍ للآخر، لأن المرأة ستظن أن الرجل مخادع، ووعوده كاذبة، وكان الزواج فخاً فقط للاصطياد، كذلك سيشعر الرجل بأن المرأة تزوجته لمصالحها فقط، وليس لأنها تحبه، وتريد البقاء معه للأبد.

2- الخيانة

في ظل قلة الاهتمام التي تنجم من الطرفين، وخاصةً من الأنثى تجاه الرجل، فالاحتمال الكبير أن يميل الرجل لإنشاء علاقةٍ جديدة وبعيدة عن منحى الزواج ليهرب من واقعه المليء بالتوتر والضغوط، ويعيش بعض اللحظات من الحب والاهتمام في أحضان امرأةٍ أخرى، مما يسبّب خلافات ومشاكل كبيرة قد تصل للطلاق بين الزوجين.

3- عدم التأقلم مع العادات الجديدة لكل طرف

سواءً في النوم، أو أوقات الطعام، أو العمل وتربية الأولاد، مما ينشئ نوعاً من الملل والروتين في حياتهما، ويؤدي لنشوب صراعاتٍ وخلافاتٍ كثيرة بينهما.

4- عدم وضع الزوجين حدوداً للأقارب والأهل

بالتالي عدم وجود خصوصية في حياتهم الزوجية، وهذا هو الخطأ الكبير لأن إصغاء الزوجين لكلام المعارف، وإعطاء آذانهم للناس سوف يؤدي لكثيرٍ من الشكوك، وستصبح علاقتهم مهددةً بالفشل، لذلك يجب على المتزوجين وضع حدود للناس، وعدم السماح لهم بالتدخل في حياتهم الخاصة، والاكتفاء بالمعاملة الرسمية مع الجميع.

ما هو علاج اكتئاب ما بعد الزفاف؟

هنالك بعض الأمور التي يجب على الشريكين التحلي بها للاستمرار في العلاقة، ومواجهة الضغوط، وهي: ^[5]

1- جلوس الفرد مع عواطفه وأحاسيسه

لا توجد علاقة زوجية خالية من المشكلات والخلافات، ولا يوجد شيء مثالي كامل من دون عيوب أو نقص محدد، لأن هذا هو الاتجاه الطبيعي لأي شيء في العالم، كذلك مشاعر القلق والتوتر التي قد تصل في بعض الأوقات إلى الكره الذي قد يأتي ويزول، ولكن بعد مرور وقت تخضع المشاعر لفتراتٍ من الاختبار.

وعندما يدرس الشريكان أخطاءهما، وطريقة التحكم في الانفعالات سيتضح معهما أن الخلافات تحصل ويحصل بعدها النقاش والتبرير، ودراسة الأحاسيس، والاعتراف بعدها بالغلط، لأن هذا التصرف هو ما يرضي الزوجان، فعندما يحصل تفريغ للمشاعر المكبوتة سواءً أكانت بكاء أو غضب يحدث نوع من الراحة لديهم، وزيادة مشاعر الحب والتقبل بينهما، وخاصةً عندما تظهر جميع العواطف، ويناقشان الحلول سوياً.

2- الحفاظ على مشاعر الحب والرومانسية بعد الزواج

على الزوج إدراك أن مواعدة زوجته لقضاء وقتٍ ممتعٍ معاً أو الذهاب لتناول العشاء سوياً بعيداً عن الضغوط والأعباء يعدُّ أمراً غايةً في الأهمية، فعليه أن يخصص لها الوقت ليشعرها أنها مهمة كثيراً لديه، فالمرأة تحب هذه الأجواء لأنها تقضي على الروتين، وتزيد من مشاعر السعادة، والفرح، والانسجام، فكلما كان الرجل متفهماً لاحتياجات زوجته أعطته، وقدّرته، وأحبّته أكثر.

3- المعالجة النفسية

في حال كانت درجات الاكتئاب تتصاعد، والخلافات تكبر ليس من الخطأ أن يطلب الفرد المساعدة من أخصائي نفسي، ويفضل ذلك قبل أن يصبح الاكتئاب مزمناً، لأن الأخصائي سيساعدك في وضع برنامج وخطة جيدة تفيدك في فهم الذات أولاً، ومعرفة طريقة التواصل مع الشريك، وتحليل شخصيته، وإعطاء بعض النصائح حول لغة الجسد وتعابيرها.

لأنها تلعب دوراً كبيراً في رفع الكاريزما للشخص، وجعله جذاباً أكثر في عين الشريك، إضافةً إلى أن الأخصائي سيعمل على جعل الفرد أكثر مرونة، وتقبلاً للواقع ولجميع المتغيرات والعوامل الخارجية التي تحصل، حيث سيجعل الفرد أكثر قوةً وإرادةً وقدرةً على الصبر، وضبط الأعصاب، وحل المشكلات بهدوء تام، مما يضفي على العلاقة الزوجية الأمان، والوضوح، والثقة بين الشريكين.